لقاءات مكثفة وماراطونية، في الفترة الأخيرة، مواكبة للمستجدات الدولية والإقليمية التي يرزح على وقعها العالم، بما يعكس دبلوماسية تونسية نشيطة وسريعة في التفاعل مع الأحداث الدولية والمتغيّرات الإقليمية بما يٌؤكد مرّة أخرى ثوابت الديبلوماسية التونسية وجاهزيتها لمختلف الاستحقاقات الدولية المقبلة.
في هذا الخٌصوص استقبل رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، الاثنين 23 ديسمبر 2024، بقصر قرطاج وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، محمد علي النفطي، حيث أكّد رئيس الدولة على ثوابت الدبلوماسية التونسية في ظلّ التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم بأسره.
كما دعا رئيس الجمهورية إلى تكثيف العمل الدبلوماسي والقنصلي بمختلف جوانبه من أجل تدعيم علاقات التعاون والشراكة لبلادنا وتنويعها على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف في إطار المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل واستقلال القرار الوطني، والاستعداد الجيد للاستحقاقات الثنائية والإقليمية والدولية القادمة حتى تواصل الدبلوماسية التونسية الاضطلاع بدورها المركزي في الدفاع عن مصالح تونس وتعزيز مساهماتها في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في العالم.
وجدّد رئيس الجمهورية، بالمناسبة، التأكيد على أن تونس تدعو لإرساء نظام إنساني جديد متقدم على النظام الدولي الحالي، وستبقى منتصرة لقضايا الحق والعدل في العالم وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بنفسه وإقامة دولته المستقلة على كل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
وكان لرئيس الجمهورية أيضا لقاء مع وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج بقصر قرطاج بتاريخ 11 ديسمبر 2024، اطّلع من خلاله رئيس الجمهورية على نشاط الوزارة على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف في الفترة الفارطة.
وأكّد رئيس الجمهورية على دور الدبلوماسية التونسية في هذه الفترة بناء على ثوابتها، مشدّدا على أن العالم اليوم يشهد تطورات متسارعة غير مسبوقة ويجب أن تكون الدبلوماسية التونسية مستشرفة لكل الأوضاع التي يمكن أن تستجدّ للذود عن مصالح تونس.
وتطرّق رئيس الجمهورية كذلك إلى ضرورة مضاعفة البعثات الدبلوماسية والقنصلية لجهودها من أجل مزيد الإحاطة بالتونسيين بالخارج وإسداء الخدمات لهم في أحسن الظروف وفي أقصر الآجال.
أمّا على مستوى التحرّكات الديبلوماسية للخارجية التونسية تفاعلا مع المستجدات الإقليمية والتطورات السريعة التي يعيشها العالم اليوم , فاخرها زيارة العمل التي أداها وزير الخارجية الى مصر، في إطار زيارة العمل التي يؤديها إلى القاهرة، بدعوة من نظيره المصري بدر عبد العاطي، حيث أجرى النفطي الأربعاء 25 ديسمبر 2024، لقاء مع نظيره المصري وزير الخارجيّة والهجرة وشؤون المصرييّن بالخارج، تلته جلسة عمل موسّعة بحضور وفدي البلدين.
واستعرض الوزيران، بهذه المناسبة، العلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع تونس ومصر، معربين عن إرادتهما الرّاسخة في الارتقاء بها إلى أرفع المراتب تجسيدا لإرادة قائدي البلدين، رئيس الجمهوريّة قيس سعيد والرّئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأشاد الجانبان بالنقلة النوعيّة التّي شهدتها العلاقات الثنائيّة خلال السّنوات الأخيرة لاسيما بعد الزيارة "التّاريخية" -حسب ما ورد في بيان وزارة الخارجية - التّي أداها رئيس الجمهورية إلى مصر في أفريل 2021 -وما عقبها من ديناميكيّة ايجابيّة جسّمها النّسق المرتفع لعقد الاستحقاقات الثنائيّة ودفع التّعاون في مختلف المجالات.
وأكّد الجانبان على أهميّة تحقيق الاستفادة القصوى من أطر التّعاون القائمة بين البلدين والحفاظ على دوريّة انعقاد الاستحقاقات الثنائيّة المشتركة، من خلال وضع خارطة طريق عمليّة تجسيما لهذه التوجّهات، فضلا عن الحرص على مزيد دفع نسق التّعاون الثّنائي في المجالات الاستثمارية والتّجارية والاستفادة القصوى من الإمكانيات الواعدة التي يزخر بها البلدان.
تغيّرات وتكثيف للتشاور
كما تناول الوزيران التطورات والتغيرات المتسارعة التي شهدتها المنطقة في الفترة الأخيرة وتبادلا وجهات النظر بخصوص مختلف القضايا العربية والإفريقية والمتوسطية ذات الاهتمام المشترك واتفقا على ضرورة تكثيف التّشاور وتوحيد المواقف حيالها، ترسيخا لدعائم الأمن والاستقرار في جميع فضاءات انتماء بلديهما.
وجدّد وزير الخارجية بهذه المناسبة موقف تونس الثابت حيال الوضع في غزّة، مشددا على ضرورة وقف إطلاق النار ووضع حدّ لمعاناة الشعب الفلسطيني الشّقيق، وتمكينه من المساعدات الإنسانيّة دون قيد أو شرط ودعم قضيته العادلة من أجل استرداد حقوقه التاريخيّة المشروعة وفي مقدّمتها إقامة دولته المستقلة على كامل أرضه وعاصمتها القدس الشريف.
كما كان لوزير الخارجية محمد علي النفطي لقاء أيضا على هامش زيارته الى مصر مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط،.
وتناول اللقاء، وفق بلاغ صادر عن وزارة الخارجية، علاقات التعاون بين تونس وجامعة الدول العربية، وحرص بلادنا على مزيد الارتقاء بها، والمساهمة في تفعيل دورها البنّاء صلب مؤسساتها وهياكلها، دعما للعمل العربي المشترك، فضلا عن تعزيز دور المؤسسات العربية التي تحتضنها تونس.
كما تم التباحث بشأن أهم القضايا العربية والمستجدات الجارية بالمنطقة العربية، وتأكيد الحرص على ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في ربوعها، والمساهمة في تعزيز العمل العربي المشترك.
وقبل أن يتوجه الى مصر كان لوزير الخارجية يوم 23 ديسمبر 2024 لقاء مع القائم بأعمال سفارة جمهورية العراق بتونس، عبد الحكيم القصاب.
وأكد الوزير بهذه المناسبة على العلاقات الأخوية العريقة التي تجمع بين البلدين والشعبين الشّقيقين، مٌنوّها بأهمية متابعة تنفيذ مخرجات جلسة العمل الممتازة التي أشرف عليها رئيس الحكومة ورئيس مجلس الوزراء العراقي يوم 28 أوت 2024 بتونس.
ومن جهته، أشاد القائم بالأعمال العراقي بمتانة العلاقات التّاريخيّة التونسية العراقية، مبرزا حرص بلاده على مزيد تعزيز التعاون بين البلدين وإثرائه بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين..
وقبلها سبقتها سلسلة من اللقاءات حيث استقبل وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج يوم 20 ديسمبر 2024 الأمين العام لاتحاد المغرب العربي طارق بن سالم.
وشكّل اللقاء مناسبة أكّد خلالها وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج على إيمان تونس الراسخ بحتمية العمل المغاربي المشترك وتمسّكها بهذا المشروع الحضاري باعتباره مكسبا تاريخيا لشعوب المنطقة وخيارا استراتيجيا لا محيد عنه على درب الإسهام في تحقيق التنمية المتضامنة المنشودة وتأمين أسباب الرفاه والمناعة والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة المغاربية.
وأشار وزير الخارجية إلى أن تونس تدعم تنشيط وتطوير أجهزة الاتحاد، وتفعيل آلياته في مختلف المجالات.
ومن جانبه، أعرب الأمين العام لاتحاد المغرب العربي عن تقديره لتمسك تونس بمنظومة المغرب العربي وتفعيل مؤسساته وتطويرها، مؤكدا أن الأمانة العامة تسعى من جهتها إلى المحافظة وتفعيل عمل هذا الصرح المغاربي، وتأمل أن تتضافر جهود الجميع للنهوض بالمنطقة المغاربية نحو الأفضل.
كما استقبل أيضا وزير الخارجية الأربعاء 18 ديسمبر 2024 المبعوث الخاص لأوكرانيا للشرق الأوسط وإفريقيا مكسيم صبح الذي يزور تونس في إطار جولته المغاربية.
وخلال اللقاء، استعرض المسؤول الأوكراني مختلف بنود خطّة السلام التي تقترحها أوكرانيا لوضع حدّ للصراع في المنطقة.
وفي هذا الإطار، أكد الوزير على أن تونس تدعم المبادرات الأممية من أجل إحلال الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، والتي ترتكز بالأساس على الشرعية الدولية والحوار بين جميع الأطراف المتنازعة.
كما تمّ التطرق إلى القضية الفلسطينية العادلة والاعتداءات التي يتعرّض إليها الشعب الفلسطيني الشقيق، بالإضافة إلى الوضع في منطقة الشرق الأوسط.
ومثل هذا اللقاء كذلك مناسبة تم خلالها استعراض مختلف ميادين التعاون بين تونس وأوكرانيا وسبل تعزيزها، لا سيّما في المجالين الاقتصادي والجامعي.
لتتواصل اللقاءات حيث كان لوزير الخارجية أيضا يوم 16 ديسمبر 2024، لقاء مع سفير الجمهورية اليمنية الشقيقة وعميد السلك الدبلوماسي المعتمد بتونس عبد الناصر باحبيب.
وأكّد الوزير خلال اللقاء، على عراقة العلاقات الأخوّية التونسية اليمنية، وما يجمع بين الشعبين الشقيقين من قواسم مشتركة تاريخية وحضارية وثقافية، وجدّد دعم تونس لكافة الجهود الأممية والعربية الرامية لإيجاد تسوية سياسية في اليمن، بما يحفظ وحدته وأمنه واستقراره، ويكفل تحقيق الأمن والسلم في عموم المنطقة.
من جانبه، نوّه السفير بالعلاقات الأخوية المتينة التي تجمع بين البلدين، وقدّم بسطة حول الوضع في اليمن، معربًا عن شكره وتقديره لمواقف بلادنا المبدئية الداعمة للشعب اليمني ولوحدة اليمن ولأمنه واستقراره.
هذه السلسلة من اللقاءات المارطونية للدبلوماسية التونسية لم تقتصر على شخص وزير الخارجية محمد على النفطي فحسب بل كان أيضا لكاتب الدولة لدى وزير الشّؤون الخارجيّة والهجرة والتّونسيّين بالخارج، محمد بن عياد، سلسلة من اللقاءات المكثفة حيث استقبل يوم 25 ديسمبر 2024Roderick Drummond، سفير المملكة المتّحدة بتونس.
وقد تناول اللّقاء سير العلاقات المتينة التي تجمع بين تونس والمملكة المتّحدة، حيث أكّد كاتب الدّولة على أهمّية مزيد استغلال الفرص المتاحة لتعزيز علاقات التّعاون المثمرة بين تونس وبريطانيا، لا سيما في مجالات التّربية والتّعليم العالي والبحث العلمي والتبادل الثقافي والتّنمية المستدامة والطّاقات المتجدّدة، فضلا عن التّعاون الأمني، بما يسمح بالمحافظة على هذه الدّيناميكيّة وتدعيمها ويخدم مصالح البلدين. كما كان له أيضا لقاء مؤخرا مع سفير اسبانيا بتونس حيث شكل اللقاء مناسبة أكّد خلالها كاتب الدولة على متانة العلاقات العريقة التي تربط البلدين وأهمية تكثيف الجهود لتطويرها وتعزيزها في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وذلك في ضوء الاستعداد لإحياء الذكرى الثلاثين لإبرام معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون بين البلدين في غضون سنة 2025..
العالم على صفيح ساخن
في هذا الخضم وبالعودة الى التحركات النشيطة في الفترة الأخيرة يرى كثيرون أن الديبلوماسية التونسية تتفاعل بسرعة مع المستجدات الدولية والإقليمية لا سيما وان العالم اليوم أضحى على صفيح ساخن، خاصة بعد التطورات الأخيرة التي عاشتها سوريا بما يفرض تكثيف التشاور والتنسيق بما ينسجم مع ثوابت الديبلوماسية التونسية.
تفاعلا مع هذا الطرح، يشير الأستاذ في العلاقات الدولية عدنان الإمام في تصريح لـ"الصباح" انه من الطبيعي في ظل الأوضاع والمستجدات المتسارعة التي يعيش على وقعها العالم أن تكون دبلوماسيتنا نشيطة ومتفاعلة مع المتغيرات الإقليمية موضحا في هذا السياق أن المستجدات الحاصلة تعني تونس بطريقة أو بأخرى على اعتبار أننا نعيش في عالم معولم وتونس ليست بمعزل عما يدور في العالم. وفسر محدثنا أن ما قامت به الجماعات المسلحة في سوريا مدعومة من قبل بعض الأطراف والتي تندرج في إطار مخططات أدت الى تفكيك محور المقاومة وبالتالي فإن تونس كما سائر الدول ليست بمنأى عما يحدث. وأضاف محدثنا ان العمل الديبلوماسي يبقى له أهمية كبرى في ظل المخاطر الكبيرة والتي لا تستطيع دولة بمفردها أن تجابهها على اعتبار أن الأمر رهين تنسيق عسكري وأمني وسياسي واستخباراتي لا سيما في ما يتعلق بالدول التي تظل مستهدفة. وتابع أستاذ العلاقات الدولية انه من الطبيعي أن تكون دبلوماسيتنا حيوية وأن تتفاعل حينيّا مع كل هذه المستجدات وبسرعة مع كل التطورات الحاصلة إقليميا من خلال سعيها الى توسيع شراكاتها.
منال حرزي
تونس-الصباح
لقاءات مكثفة وماراطونية، في الفترة الأخيرة، مواكبة للمستجدات الدولية والإقليمية التي يرزح على وقعها العالم، بما يعكس دبلوماسية تونسية نشيطة وسريعة في التفاعل مع الأحداث الدولية والمتغيّرات الإقليمية بما يٌؤكد مرّة أخرى ثوابت الديبلوماسية التونسية وجاهزيتها لمختلف الاستحقاقات الدولية المقبلة.
في هذا الخٌصوص استقبل رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، الاثنين 23 ديسمبر 2024، بقصر قرطاج وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، محمد علي النفطي، حيث أكّد رئيس الدولة على ثوابت الدبلوماسية التونسية في ظلّ التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم بأسره.
كما دعا رئيس الجمهورية إلى تكثيف العمل الدبلوماسي والقنصلي بمختلف جوانبه من أجل تدعيم علاقات التعاون والشراكة لبلادنا وتنويعها على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف في إطار المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل واستقلال القرار الوطني، والاستعداد الجيد للاستحقاقات الثنائية والإقليمية والدولية القادمة حتى تواصل الدبلوماسية التونسية الاضطلاع بدورها المركزي في الدفاع عن مصالح تونس وتعزيز مساهماتها في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في العالم.
وجدّد رئيس الجمهورية، بالمناسبة، التأكيد على أن تونس تدعو لإرساء نظام إنساني جديد متقدم على النظام الدولي الحالي، وستبقى منتصرة لقضايا الحق والعدل في العالم وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بنفسه وإقامة دولته المستقلة على كل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
وكان لرئيس الجمهورية أيضا لقاء مع وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج بقصر قرطاج بتاريخ 11 ديسمبر 2024، اطّلع من خلاله رئيس الجمهورية على نشاط الوزارة على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف في الفترة الفارطة.
وأكّد رئيس الجمهورية على دور الدبلوماسية التونسية في هذه الفترة بناء على ثوابتها، مشدّدا على أن العالم اليوم يشهد تطورات متسارعة غير مسبوقة ويجب أن تكون الدبلوماسية التونسية مستشرفة لكل الأوضاع التي يمكن أن تستجدّ للذود عن مصالح تونس.
وتطرّق رئيس الجمهورية كذلك إلى ضرورة مضاعفة البعثات الدبلوماسية والقنصلية لجهودها من أجل مزيد الإحاطة بالتونسيين بالخارج وإسداء الخدمات لهم في أحسن الظروف وفي أقصر الآجال.
أمّا على مستوى التحرّكات الديبلوماسية للخارجية التونسية تفاعلا مع المستجدات الإقليمية والتطورات السريعة التي يعيشها العالم اليوم , فاخرها زيارة العمل التي أداها وزير الخارجية الى مصر، في إطار زيارة العمل التي يؤديها إلى القاهرة، بدعوة من نظيره المصري بدر عبد العاطي، حيث أجرى النفطي الأربعاء 25 ديسمبر 2024، لقاء مع نظيره المصري وزير الخارجيّة والهجرة وشؤون المصرييّن بالخارج، تلته جلسة عمل موسّعة بحضور وفدي البلدين.
واستعرض الوزيران، بهذه المناسبة، العلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع تونس ومصر، معربين عن إرادتهما الرّاسخة في الارتقاء بها إلى أرفع المراتب تجسيدا لإرادة قائدي البلدين، رئيس الجمهوريّة قيس سعيد والرّئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأشاد الجانبان بالنقلة النوعيّة التّي شهدتها العلاقات الثنائيّة خلال السّنوات الأخيرة لاسيما بعد الزيارة "التّاريخية" -حسب ما ورد في بيان وزارة الخارجية - التّي أداها رئيس الجمهورية إلى مصر في أفريل 2021 -وما عقبها من ديناميكيّة ايجابيّة جسّمها النّسق المرتفع لعقد الاستحقاقات الثنائيّة ودفع التّعاون في مختلف المجالات.
وأكّد الجانبان على أهميّة تحقيق الاستفادة القصوى من أطر التّعاون القائمة بين البلدين والحفاظ على دوريّة انعقاد الاستحقاقات الثنائيّة المشتركة، من خلال وضع خارطة طريق عمليّة تجسيما لهذه التوجّهات، فضلا عن الحرص على مزيد دفع نسق التّعاون الثّنائي في المجالات الاستثمارية والتّجارية والاستفادة القصوى من الإمكانيات الواعدة التي يزخر بها البلدان.
تغيّرات وتكثيف للتشاور
كما تناول الوزيران التطورات والتغيرات المتسارعة التي شهدتها المنطقة في الفترة الأخيرة وتبادلا وجهات النظر بخصوص مختلف القضايا العربية والإفريقية والمتوسطية ذات الاهتمام المشترك واتفقا على ضرورة تكثيف التّشاور وتوحيد المواقف حيالها، ترسيخا لدعائم الأمن والاستقرار في جميع فضاءات انتماء بلديهما.
وجدّد وزير الخارجية بهذه المناسبة موقف تونس الثابت حيال الوضع في غزّة، مشددا على ضرورة وقف إطلاق النار ووضع حدّ لمعاناة الشعب الفلسطيني الشّقيق، وتمكينه من المساعدات الإنسانيّة دون قيد أو شرط ودعم قضيته العادلة من أجل استرداد حقوقه التاريخيّة المشروعة وفي مقدّمتها إقامة دولته المستقلة على كامل أرضه وعاصمتها القدس الشريف.
كما كان لوزير الخارجية محمد علي النفطي لقاء أيضا على هامش زيارته الى مصر مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط،.
وتناول اللقاء، وفق بلاغ صادر عن وزارة الخارجية، علاقات التعاون بين تونس وجامعة الدول العربية، وحرص بلادنا على مزيد الارتقاء بها، والمساهمة في تفعيل دورها البنّاء صلب مؤسساتها وهياكلها، دعما للعمل العربي المشترك، فضلا عن تعزيز دور المؤسسات العربية التي تحتضنها تونس.
كما تم التباحث بشأن أهم القضايا العربية والمستجدات الجارية بالمنطقة العربية، وتأكيد الحرص على ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في ربوعها، والمساهمة في تعزيز العمل العربي المشترك.
وقبل أن يتوجه الى مصر كان لوزير الخارجية يوم 23 ديسمبر 2024 لقاء مع القائم بأعمال سفارة جمهورية العراق بتونس، عبد الحكيم القصاب.
وأكد الوزير بهذه المناسبة على العلاقات الأخوية العريقة التي تجمع بين البلدين والشعبين الشّقيقين، مٌنوّها بأهمية متابعة تنفيذ مخرجات جلسة العمل الممتازة التي أشرف عليها رئيس الحكومة ورئيس مجلس الوزراء العراقي يوم 28 أوت 2024 بتونس.
ومن جهته، أشاد القائم بالأعمال العراقي بمتانة العلاقات التّاريخيّة التونسية العراقية، مبرزا حرص بلاده على مزيد تعزيز التعاون بين البلدين وإثرائه بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين..
وقبلها سبقتها سلسلة من اللقاءات حيث استقبل وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج يوم 20 ديسمبر 2024 الأمين العام لاتحاد المغرب العربي طارق بن سالم.
وشكّل اللقاء مناسبة أكّد خلالها وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج على إيمان تونس الراسخ بحتمية العمل المغاربي المشترك وتمسّكها بهذا المشروع الحضاري باعتباره مكسبا تاريخيا لشعوب المنطقة وخيارا استراتيجيا لا محيد عنه على درب الإسهام في تحقيق التنمية المتضامنة المنشودة وتأمين أسباب الرفاه والمناعة والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة المغاربية.
وأشار وزير الخارجية إلى أن تونس تدعم تنشيط وتطوير أجهزة الاتحاد، وتفعيل آلياته في مختلف المجالات.
ومن جانبه، أعرب الأمين العام لاتحاد المغرب العربي عن تقديره لتمسك تونس بمنظومة المغرب العربي وتفعيل مؤسساته وتطويرها، مؤكدا أن الأمانة العامة تسعى من جهتها إلى المحافظة وتفعيل عمل هذا الصرح المغاربي، وتأمل أن تتضافر جهود الجميع للنهوض بالمنطقة المغاربية نحو الأفضل.
كما استقبل أيضا وزير الخارجية الأربعاء 18 ديسمبر 2024 المبعوث الخاص لأوكرانيا للشرق الأوسط وإفريقيا مكسيم صبح الذي يزور تونس في إطار جولته المغاربية.
وخلال اللقاء، استعرض المسؤول الأوكراني مختلف بنود خطّة السلام التي تقترحها أوكرانيا لوضع حدّ للصراع في المنطقة.
وفي هذا الإطار، أكد الوزير على أن تونس تدعم المبادرات الأممية من أجل إحلال الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، والتي ترتكز بالأساس على الشرعية الدولية والحوار بين جميع الأطراف المتنازعة.
كما تمّ التطرق إلى القضية الفلسطينية العادلة والاعتداءات التي يتعرّض إليها الشعب الفلسطيني الشقيق، بالإضافة إلى الوضع في منطقة الشرق الأوسط.
ومثل هذا اللقاء كذلك مناسبة تم خلالها استعراض مختلف ميادين التعاون بين تونس وأوكرانيا وسبل تعزيزها، لا سيّما في المجالين الاقتصادي والجامعي.
لتتواصل اللقاءات حيث كان لوزير الخارجية أيضا يوم 16 ديسمبر 2024، لقاء مع سفير الجمهورية اليمنية الشقيقة وعميد السلك الدبلوماسي المعتمد بتونس عبد الناصر باحبيب.
وأكّد الوزير خلال اللقاء، على عراقة العلاقات الأخوّية التونسية اليمنية، وما يجمع بين الشعبين الشقيقين من قواسم مشتركة تاريخية وحضارية وثقافية، وجدّد دعم تونس لكافة الجهود الأممية والعربية الرامية لإيجاد تسوية سياسية في اليمن، بما يحفظ وحدته وأمنه واستقراره، ويكفل تحقيق الأمن والسلم في عموم المنطقة.
من جانبه، نوّه السفير بالعلاقات الأخوية المتينة التي تجمع بين البلدين، وقدّم بسطة حول الوضع في اليمن، معربًا عن شكره وتقديره لمواقف بلادنا المبدئية الداعمة للشعب اليمني ولوحدة اليمن ولأمنه واستقراره.
هذه السلسلة من اللقاءات المارطونية للدبلوماسية التونسية لم تقتصر على شخص وزير الخارجية محمد على النفطي فحسب بل كان أيضا لكاتب الدولة لدى وزير الشّؤون الخارجيّة والهجرة والتّونسيّين بالخارج، محمد بن عياد، سلسلة من اللقاءات المكثفة حيث استقبل يوم 25 ديسمبر 2024Roderick Drummond، سفير المملكة المتّحدة بتونس.
وقد تناول اللّقاء سير العلاقات المتينة التي تجمع بين تونس والمملكة المتّحدة، حيث أكّد كاتب الدّولة على أهمّية مزيد استغلال الفرص المتاحة لتعزيز علاقات التّعاون المثمرة بين تونس وبريطانيا، لا سيما في مجالات التّربية والتّعليم العالي والبحث العلمي والتبادل الثقافي والتّنمية المستدامة والطّاقات المتجدّدة، فضلا عن التّعاون الأمني، بما يسمح بالمحافظة على هذه الدّيناميكيّة وتدعيمها ويخدم مصالح البلدين. كما كان له أيضا لقاء مؤخرا مع سفير اسبانيا بتونس حيث شكل اللقاء مناسبة أكّد خلالها كاتب الدولة على متانة العلاقات العريقة التي تربط البلدين وأهمية تكثيف الجهود لتطويرها وتعزيزها في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وذلك في ضوء الاستعداد لإحياء الذكرى الثلاثين لإبرام معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون بين البلدين في غضون سنة 2025..
العالم على صفيح ساخن
في هذا الخضم وبالعودة الى التحركات النشيطة في الفترة الأخيرة يرى كثيرون أن الديبلوماسية التونسية تتفاعل بسرعة مع المستجدات الدولية والإقليمية لا سيما وان العالم اليوم أضحى على صفيح ساخن، خاصة بعد التطورات الأخيرة التي عاشتها سوريا بما يفرض تكثيف التشاور والتنسيق بما ينسجم مع ثوابت الديبلوماسية التونسية.
تفاعلا مع هذا الطرح، يشير الأستاذ في العلاقات الدولية عدنان الإمام في تصريح لـ"الصباح" انه من الطبيعي في ظل الأوضاع والمستجدات المتسارعة التي يعيش على وقعها العالم أن تكون دبلوماسيتنا نشيطة ومتفاعلة مع المتغيرات الإقليمية موضحا في هذا السياق أن المستجدات الحاصلة تعني تونس بطريقة أو بأخرى على اعتبار أننا نعيش في عالم معولم وتونس ليست بمعزل عما يدور في العالم. وفسر محدثنا أن ما قامت به الجماعات المسلحة في سوريا مدعومة من قبل بعض الأطراف والتي تندرج في إطار مخططات أدت الى تفكيك محور المقاومة وبالتالي فإن تونس كما سائر الدول ليست بمنأى عما يحدث. وأضاف محدثنا ان العمل الديبلوماسي يبقى له أهمية كبرى في ظل المخاطر الكبيرة والتي لا تستطيع دولة بمفردها أن تجابهها على اعتبار أن الأمر رهين تنسيق عسكري وأمني وسياسي واستخباراتي لا سيما في ما يتعلق بالدول التي تظل مستهدفة. وتابع أستاذ العلاقات الدولية انه من الطبيعي أن تكون دبلوماسيتنا حيوية وأن تتفاعل حينيّا مع كل هذه المستجدات وبسرعة مع كل التطورات الحاصلة إقليميا من خلال سعيها الى توسيع شراكاتها.