أحيا المسيحيون في العالم، ليلة أمس، ذكرى ميلاد السيد المسيح، عيسى ابن مريم. ونحن كأمة الإسلام وخلافا لما يمكن أن يعتقد الآخرون، ممن تأثروا بسلوك الجماعات المحسوبة على الدين الإسلامي، أو ربما لجهل بخصوصيات ديننا، نبارك لأمة عيسى عيد الميلاد. نبارك لها عيدها من منطلق احترامنا للأديان واعتقادنا بأن التنوع الثقافي هو عنصر إثراء للبشر وليس - كما يروج له المتعصبون وهم موجودون في كل الأديان-عنصرا للتباغض والصراع والتقاتل.
نبارك للأصدقاء المسيحيين عيد الميلاد، بل نعتبر أن إحياء ذكرى الأنبياء مهم جدا في وقتنا هذا، بل لعله أكثر أهمية مما كان عليه من قبل، لأننا رغم كل المظاهر، ورغم ما ندعيه من بلوغ الإنسانية مرحلة لم تعد فيها في حاجة إلى رسل مخلّصة، على أساس أن الحقيقة صارت واضحة وأن الإنسان صار واعيا ومسؤولا بالدرجة الكافية، نحتاج ليد تبدد قليلا هذه الظلمة التي عمّت العالم.
إننا نحتاج للحظات تبزغ فيها الشمس في عصر الظلمات الذي نعيشه. نعم إننا في عصر الظلمات ولا نبالغ باستعمال الوصف، بل نحن في عالم الظلمات، بامتياز كذلك، بل لعله لم يسبق أن عاشت البشرية في عصر مظلم مثلما نعيشه نحن اليوم.
فعلى الرغم من تطور وسائل الاتصال وتطور وسائل النقل وبالرغم من وجود الانترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي وكل تلك الأشياء التي تحدث عنها خبراء الاتصال قائلين إن العالم أصبح بفضلها قرية صغيرة، ازدادت الهوة بين البشر وازدادت الفرقة وازدادت الحروب. ثم كيف لا نكون في عصر الظلمات وآلاف البشر يموتون في صمت كما يحدث في فلسطين منذ سنة وأشهر( منذ 7 أكتوبر 2023) على يد الترسانة الحربية الصهيونية. كيف لا نكون في عصر الظلمات وآلاف مؤلفة من البشر تموت من البرد ومن الجوع ومن العطش، لأننا ببساطة نعيش في عالم لا يرحم، عالم غريب تجد فيه ملايين لا تملك شيئا في حين يملك بضعة أنفار كل شيء.
لأجل ذلك ولأننا محاطون بالظلام، يظل من المهم جدا في هذا العالم المظلم المادي بامتياز الذي لم يعد يسير فيه الأنبياء والرسل بين البين البشر، أن نستحضر ذكرى السيد المسيح الذي هو كما يصفه كتاب المسلمين، القرآن الكريم، رمز السلام والمحبة.
لكن ليسمح لنا الأصدقاء المسيحيون، بسؤال بسيط، دون أن تكون غايتنا التقليل من أهمية الحدث أو التنغيص على فرحتهم، سؤال لا مفر منه، بل نتصور أن من بينهم من طرحه بحزن، وهو: بأي طعم كان الاحتفال هذا العام بعيد المسيح والأرض التي ولد فيها، ارض فلسطين، مخضبة بالدم ورائحة الموت في غزة وغيرها في فلسطين منتشرة في كل مكان؟
السؤال أيضا ولكن هذه المرة للأصدقاء المسيحيين وللمسلمين واليهود ولأصحاب كل المعتقدات الدينية، أي كان اسمها ونوعها، لماذا جاءت الأديان؟ ألم تأت لخلاص البشر ولتحريرهم من المدنس؟ ألا ترفض الأديان القتل ظلما؟ فلماذا تسفك دماء الفلسطينيين الأبرياء على يد الترسانة الحربية الصهيوينة ويصمت العالم بكل ألوانه وأطيافه ومعتقداته؟
أي ذنب اقترفه أهل فلسطين، حتى يقدموا قربانا لغطرسة العدو المحتل الصهيوني المستبد، فيسفك دماءهم ويقصف المستشفيات وخيمات النازحين والمدارس التي يأوي إليها الفارون من نار الحرب؟ أي ذنب حتى لا تقرع أجراس بيت لحم، مهد المسيح، للعام الثاني على التوالي، حزنا على غزة وفلسطين؟
حياة السايب
أحيا المسيحيون في العالم، ليلة أمس، ذكرى ميلاد السيد المسيح، عيسى ابن مريم. ونحن كأمة الإسلام وخلافا لما يمكن أن يعتقد الآخرون، ممن تأثروا بسلوك الجماعات المحسوبة على الدين الإسلامي، أو ربما لجهل بخصوصيات ديننا، نبارك لأمة عيسى عيد الميلاد. نبارك لها عيدها من منطلق احترامنا للأديان واعتقادنا بأن التنوع الثقافي هو عنصر إثراء للبشر وليس - كما يروج له المتعصبون وهم موجودون في كل الأديان-عنصرا للتباغض والصراع والتقاتل.
نبارك للأصدقاء المسيحيين عيد الميلاد، بل نعتبر أن إحياء ذكرى الأنبياء مهم جدا في وقتنا هذا، بل لعله أكثر أهمية مما كان عليه من قبل، لأننا رغم كل المظاهر، ورغم ما ندعيه من بلوغ الإنسانية مرحلة لم تعد فيها في حاجة إلى رسل مخلّصة، على أساس أن الحقيقة صارت واضحة وأن الإنسان صار واعيا ومسؤولا بالدرجة الكافية، نحتاج ليد تبدد قليلا هذه الظلمة التي عمّت العالم.
إننا نحتاج للحظات تبزغ فيها الشمس في عصر الظلمات الذي نعيشه. نعم إننا في عصر الظلمات ولا نبالغ باستعمال الوصف، بل نحن في عالم الظلمات، بامتياز كذلك، بل لعله لم يسبق أن عاشت البشرية في عصر مظلم مثلما نعيشه نحن اليوم.
فعلى الرغم من تطور وسائل الاتصال وتطور وسائل النقل وبالرغم من وجود الانترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي وكل تلك الأشياء التي تحدث عنها خبراء الاتصال قائلين إن العالم أصبح بفضلها قرية صغيرة، ازدادت الهوة بين البشر وازدادت الفرقة وازدادت الحروب. ثم كيف لا نكون في عصر الظلمات وآلاف البشر يموتون في صمت كما يحدث في فلسطين منذ سنة وأشهر( منذ 7 أكتوبر 2023) على يد الترسانة الحربية الصهيونية. كيف لا نكون في عصر الظلمات وآلاف مؤلفة من البشر تموت من البرد ومن الجوع ومن العطش، لأننا ببساطة نعيش في عالم لا يرحم، عالم غريب تجد فيه ملايين لا تملك شيئا في حين يملك بضعة أنفار كل شيء.
لأجل ذلك ولأننا محاطون بالظلام، يظل من المهم جدا في هذا العالم المظلم المادي بامتياز الذي لم يعد يسير فيه الأنبياء والرسل بين البين البشر، أن نستحضر ذكرى السيد المسيح الذي هو كما يصفه كتاب المسلمين، القرآن الكريم، رمز السلام والمحبة.
لكن ليسمح لنا الأصدقاء المسيحيون، بسؤال بسيط، دون أن تكون غايتنا التقليل من أهمية الحدث أو التنغيص على فرحتهم، سؤال لا مفر منه، بل نتصور أن من بينهم من طرحه بحزن، وهو: بأي طعم كان الاحتفال هذا العام بعيد المسيح والأرض التي ولد فيها، ارض فلسطين، مخضبة بالدم ورائحة الموت في غزة وغيرها في فلسطين منتشرة في كل مكان؟
السؤال أيضا ولكن هذه المرة للأصدقاء المسيحيين وللمسلمين واليهود ولأصحاب كل المعتقدات الدينية، أي كان اسمها ونوعها، لماذا جاءت الأديان؟ ألم تأت لخلاص البشر ولتحريرهم من المدنس؟ ألا ترفض الأديان القتل ظلما؟ فلماذا تسفك دماء الفلسطينيين الأبرياء على يد الترسانة الحربية الصهيوينة ويصمت العالم بكل ألوانه وأطيافه ومعتقداته؟
أي ذنب اقترفه أهل فلسطين، حتى يقدموا قربانا لغطرسة العدو المحتل الصهيوني المستبد، فيسفك دماءهم ويقصف المستشفيات وخيمات النازحين والمدارس التي يأوي إليها الفارون من نار الحرب؟ أي ذنب حتى لا تقرع أجراس بيت لحم، مهد المسيح، للعام الثاني على التوالي، حزنا على غزة وفلسطين؟