إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

أيام قرطاج السينمائية.. رحيل فتحي الهداوي يخيّم على أجواء الحفل

*رغم الأحزان ورحيل الهداوي، فنانون تونسيون يرفعون شعار "السينما حياة"

*هاني أبو أسعد: "الفن هو الأمل الوحيد والحزن هو المحرك الأساسي للفن الحقيقي"

تونس - الصباح

صورة فتحي الهداوي تنير ظلام مسرح أوبرا مدينة تونس قبل ثوانٍ قليلة من انطلاق سهرة افتتاح الدورة الخامسة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية، كتب عليها عبارات "فتحي الهداوي معنا"، لتطل مقدمة الحفل الممثلة سهير بن عمارة وترثي الراحل مشيدة بمسيرته الثرية وأعماله الراسخة في الذاكرة.

وعلى إيقاعات موسيقى فيلم "الحلفاوين" لفريد بوغدير، انطلق الحفل الرسمي لأيام قرطاج السينمائية، وتراوحت فقراته الأولى بين تثمين خيارات المهرجان الداعمة لسينما المؤلف، ومقاطع مصورة تكرم البلدان الضيفة: الأردن، السنغال وفلسطين.

ومنح التانيت الشرفي لكل من رؤوف بن عمر وعائشة بن أحمد خلال السهرة، كما تم الترحيب بلجان التحكيم لمختلف المسابقات الروائية والوثائقية و"قرطاج للسينما الواعدة" والمسابقة الوطنية.

واعتلى رئيس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد ركح افتتاح أيام قرطاج السينمائية، واصفًا هذا الزمن بالحزين في ظل الراهن العربي، مشددًا على أن الفن هو الأمل والحزن المحرك الأساسي للفن الحقيقي.

وسيطر رحيل القدير فتحي الهداوي على مشاعر الحضور من الفنانين التونسيين وأصدقائه العرب، ورثاه عدد منهم على السجاد الأحمر للمهرجان، وحضرت عدد من الفنانات مرتديات الأسود ودون مكياج مبالغ فيه.

واختارت أيام قرطاج السينمائية في افتتاح دورتها الخامسة والثلاثين السبت 14 ديسمبر 2024 عرض فيلمين يعكسان ثوابت المهرجان القائمة على سينما التغيير، المقاومة، وأن تكون صوتًا للإنسانية.

الفيلم الروائي القصير "ما بعد" (2024) للمخرجة الفلسطينية مها الحاج، وتروي أحداث الفيلم في 34 دقيقة، قصة لبنى وسليمان، زوجين يعيشان في مزرعتهما المنعزلة، حيث يعتنيان بالمحصول والحيوانات وينغمسان في نقاش اختيارات أبنائهما، إلى أن يظهر في الصورة غريب يعكر صفو حياتهما مُعيدًا إليها ماضيًا أليمًا.

الفيلم الثاني هو تكريم للمخرج والباحث العراقي الراحل قيس الزبيدي، الذي غادرنا يوم 1 ديسمبر 2024 قبل أيام من عرض فيلمه المرمّم "واهب الحرية" (90 دقيقة) في افتتاح أيام قرطاج السينمائية. يوثق هذا الفيلم في عرضه الأول في تونس لمختلف أشكال المقاومة اللبنانية والفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في لبنان.

للتذكير، فإن هذه الدورة الخامسة والثلاثين مهداة إلى روح الناقد السينمائي خميس الخياطي (1966)، وكان مسؤولًا عن نشرية أيام قرطاج السينمائية لدورات عديدة. كما تشهد نسخة 2024 استحداث مسابقة وطنية للأفلام التونسية، ومن الفعاليات الموازية "بانوراما 34 / الأفلام التونسية لسنة 2023"، وضمن العروض الخاصة فيلم "النافورة" لرائدة السينما التونسية سلمى بكار، والفيلم الوثائقي "وين صرنا" لدرة زروق في تجربتها الإخراجية والإنتاجية الأولى. كما يعرض في القسم نفسه "أحلام عابرة" لرشيد مشهراوي وفيلم "الصف الأول" لمرزاق علواش.

ويكرم المهرجان المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، وواحدًا من أهم رواد السينما الإفريقية السنغالي أباباكر صامبا ماخارام، وذلك إلى جانب "عودة على مسيرة" المخرج التونسي جيلاني السعدي، ومستر كلاس مع السينمائي الجزائري مرزاق علواش.

ومن بين الأقسام الأساسية والداعمة للأصوات السينمائية الواعدة في أيام قرطاج السينمائية، قسم "قرطاج للمحترفين" الذي أُسس سنة 1992، ويقترح في خياراته الورشات والجلسات الحوارية والدروس المتخصصة، إلى جانب المشاريع المختارة في ورشتي "شبكة" و"تكميل". وأحدث القائمون على المهرجان وقرطاج للمحترفين فعالية جديدة لدعم المواهب وهي "Meet The Talents".

نجلاء قموع

 

 

 

 

 أيام قرطاج السينمائية..  رحيل فتحي الهداوي يخيّم على أجواء الحفل

*رغم الأحزان ورحيل الهداوي، فنانون تونسيون يرفعون شعار "السينما حياة"

*هاني أبو أسعد: "الفن هو الأمل الوحيد والحزن هو المحرك الأساسي للفن الحقيقي"

تونس - الصباح

صورة فتحي الهداوي تنير ظلام مسرح أوبرا مدينة تونس قبل ثوانٍ قليلة من انطلاق سهرة افتتاح الدورة الخامسة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية، كتب عليها عبارات "فتحي الهداوي معنا"، لتطل مقدمة الحفل الممثلة سهير بن عمارة وترثي الراحل مشيدة بمسيرته الثرية وأعماله الراسخة في الذاكرة.

وعلى إيقاعات موسيقى فيلم "الحلفاوين" لفريد بوغدير، انطلق الحفل الرسمي لأيام قرطاج السينمائية، وتراوحت فقراته الأولى بين تثمين خيارات المهرجان الداعمة لسينما المؤلف، ومقاطع مصورة تكرم البلدان الضيفة: الأردن، السنغال وفلسطين.

ومنح التانيت الشرفي لكل من رؤوف بن عمر وعائشة بن أحمد خلال السهرة، كما تم الترحيب بلجان التحكيم لمختلف المسابقات الروائية والوثائقية و"قرطاج للسينما الواعدة" والمسابقة الوطنية.

واعتلى رئيس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد ركح افتتاح أيام قرطاج السينمائية، واصفًا هذا الزمن بالحزين في ظل الراهن العربي، مشددًا على أن الفن هو الأمل والحزن المحرك الأساسي للفن الحقيقي.

وسيطر رحيل القدير فتحي الهداوي على مشاعر الحضور من الفنانين التونسيين وأصدقائه العرب، ورثاه عدد منهم على السجاد الأحمر للمهرجان، وحضرت عدد من الفنانات مرتديات الأسود ودون مكياج مبالغ فيه.

واختارت أيام قرطاج السينمائية في افتتاح دورتها الخامسة والثلاثين السبت 14 ديسمبر 2024 عرض فيلمين يعكسان ثوابت المهرجان القائمة على سينما التغيير، المقاومة، وأن تكون صوتًا للإنسانية.

الفيلم الروائي القصير "ما بعد" (2024) للمخرجة الفلسطينية مها الحاج، وتروي أحداث الفيلم في 34 دقيقة، قصة لبنى وسليمان، زوجين يعيشان في مزرعتهما المنعزلة، حيث يعتنيان بالمحصول والحيوانات وينغمسان في نقاش اختيارات أبنائهما، إلى أن يظهر في الصورة غريب يعكر صفو حياتهما مُعيدًا إليها ماضيًا أليمًا.

الفيلم الثاني هو تكريم للمخرج والباحث العراقي الراحل قيس الزبيدي، الذي غادرنا يوم 1 ديسمبر 2024 قبل أيام من عرض فيلمه المرمّم "واهب الحرية" (90 دقيقة) في افتتاح أيام قرطاج السينمائية. يوثق هذا الفيلم في عرضه الأول في تونس لمختلف أشكال المقاومة اللبنانية والفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في لبنان.

للتذكير، فإن هذه الدورة الخامسة والثلاثين مهداة إلى روح الناقد السينمائي خميس الخياطي (1966)، وكان مسؤولًا عن نشرية أيام قرطاج السينمائية لدورات عديدة. كما تشهد نسخة 2024 استحداث مسابقة وطنية للأفلام التونسية، ومن الفعاليات الموازية "بانوراما 34 / الأفلام التونسية لسنة 2023"، وضمن العروض الخاصة فيلم "النافورة" لرائدة السينما التونسية سلمى بكار، والفيلم الوثائقي "وين صرنا" لدرة زروق في تجربتها الإخراجية والإنتاجية الأولى. كما يعرض في القسم نفسه "أحلام عابرة" لرشيد مشهراوي وفيلم "الصف الأول" لمرزاق علواش.

ويكرم المهرجان المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، وواحدًا من أهم رواد السينما الإفريقية السنغالي أباباكر صامبا ماخارام، وذلك إلى جانب "عودة على مسيرة" المخرج التونسي جيلاني السعدي، ومستر كلاس مع السينمائي الجزائري مرزاق علواش.

ومن بين الأقسام الأساسية والداعمة للأصوات السينمائية الواعدة في أيام قرطاج السينمائية، قسم "قرطاج للمحترفين" الذي أُسس سنة 1992، ويقترح في خياراته الورشات والجلسات الحوارية والدروس المتخصصة، إلى جانب المشاريع المختارة في ورشتي "شبكة" و"تكميل". وأحدث القائمون على المهرجان وقرطاج للمحترفين فعالية جديدة لدعم المواهب وهي "Meet The Talents".

نجلاء قموع