من الطبيعي أن تمتنع أطراف أي مفاوضات لم تصل بعد الى نهاياتها عن الإدلاء بتصريحات او تلميحات من شأنها أن تعرقلها أو تطيح بها وان تلجأ في أفضل الحالات الى انتقاء كلماتها ومصطلحاتها للإخبار عنها، من تلك التي تنطوي على ما يسمى بالغموض البناء، كما فعل أول أمس الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في كلمته التي تأخرت عن موعدها السابق بنحو 24 ساعة تزامنت مع ما توارد من أنباء عن إحراز بعض النجاحات في مفاوضات وقف الحرب، غير أن هذا الغموض لا يحول دائما دون كشف النقاب سواء عن نوايا أطراف التفاوض أو عما وصلت إليه من نتائج، فما الذي قصده نعيم قاسم من وراء هذا الغموض المتعمد؟؟.
فما لفت في كلمة الأمين العام لحزب الله قوله في معرض حديثه عن توقعاته بشأن ما قد تؤول إليه هذه المفاوضات من نتائج قوله: ليكن معلوما تفاوضنا تحت سقفين، سقف وقف العدوان بشكل كامل وشامل والسقف الثاني حفظ السيادة اللبنانية، دون أي إشارة للحرب في قطاع غزة، وهو ما تلفته وسائل الإعلام الإسرائيلية وبعض الجهات الرسمية للإيحاء بنجاح إسرائيل في إرغام حزب الله على قبول الانفصال عن غزة، بيد أن ذلك قد لا يستقيم واستخدامه لعبارة وقف العدوان بشكل كامل وشامل، وهي نفس العبارة التي كان يستخدمها الشهيد الشيخ حسن نصر الله عندما كان يتحدث عن محاولات بعض الجهات الإقليمية والدولية لترتيب وقف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، حيث كان يشدد على استحالة ذلك ما لم يتم وقف العدوان بشكل كامل وأن القرار في ذلك متروك لغزة في أن تقبل أو ترفضه، مما يرجح احتمالات الاستمرار في المحافظة على ما يسمى بوحدة الساحات، وان امتناع قاسم عن الإفصاح عن ذلك قد يعود لحرصه على عدم إثارة ضوضاء حول سير المفاوضات بالإضافة الى حسابات تتعلق بالداخل اللبناني.
ولكون هذا مجرد احتمال، فان ذلك لا يمنع من إثارة الاحتمال المقابل عن إمكانية قبول حزب الله بالفصل بين الساحات، وتكرار نفس الخطأ الذي ارتكبه عندما انخرط في المواجهة مع إسرائيل بعد يوم واحد من هجوم حماس في السابع من أكتوبر على مواقع ومستوطنات إسرائيل في المناطق الحدودية تحت مسمى جبهة الإسناد، الذي اعتقد حزب الله مخطئا انه من خلالها يمكن له إصابة عصفورين بحجر واحد بأقل الأثمان، أي تحقيق كسب شعبي واسع ومصداقية إضافية على انه الجهة العربية الوحيدة التي ساندت فلسطين بالفعل والدم لا بالقول والشعارات ويثبت نفسه ومعه إيران كلاعب أساسي في شؤون الإقليم، حيث بين سير الأحداث لاحقا أن لا جدوى لتأكيدات الشيخ الشهيد المتكررة ورسائله المعادة على محدودية الدور الذي سيقوم به حزب الله وان جبهة الشمال لا تتعدى كونها جبهة إسناد ليس إلا، في ثني إسرائيل عن المضي في محاولة تحقيق أهدافها الإقليمية، والتي اتضح جليا أن حزب الله ولبنان أحدها وربما أحد أهمها، إذ بعد نحو عام من حرب الإبادة الوحشية التي شنتها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في غزة ومخيمات وقرى الضفة الغربية، وبعد أن اطمأنت لمحدودية الأداء الفلسطيني في حالة نشوب حرب إقليمية واسعة، اتجهت نحو حزب الله بقوة ضاربة كانت معدة التصميم مسبقا ومبيتة الأهداف، تمخضت نتائج مأساوية في صفوف الحزب كان من بينها اغتيال الأمين العام لحزب الله رفقة عدد كببر من قادة الحزب السياسيين والعسكريين ومواقع القيادة والسيطرة، بعد هجوم منسق طال الصف القيادي الوسيط به من خلال حملة البيجر التي ولا شك أنها أصابت الحزب بالعمى وأفقدته القدرة على التواصل والتنسيق في فترة حرجة ولأيام ليست قليلة في حسابات زمن الحرب.
واليوم وهي حقيقة لا بد من التأكيد عليها وهي أن إسرائيل التي راكمت عددا كبيرا من الانجازات التكتيكية دون أن تحرز نصرا استراتيجيا وفي سبيل السعي لتحقيقه، فإنها تتجه لتبريد جبهة المواجهة في الشمال قبل الاستعداد لشن هجومها الواسع والنهائي على إيران للتخلص من برنامجها النووي بعد أن ألحقت أضرارا فادحة ببرنامجها الصاروخي البالستي خلال ردها الأخير والذي تمكنت من خلاله أيضا وفقا لادعاءات إسرائيل من تحييد دفاعاتها الجوية وفتح المجال الجوي الإيراني لحرية حركة الطيران الحربي الإسرائيلي.
وعلى هذا الصعيد بالذات فإن إيران لا تكرر هي الأخرى نفس خطأ تأجيل الرد على اغتيال الشهيدين فؤاد شكر وإسماعيل هنية ولاحقا نصر الله ورفاقه، بل تقع في فخ وشراك التحيل الأمريكي الإسرائيلي، إذ تقود نيابة عن العرب مفاوضات وقف الحرب على الجبهة الشمالية في محاولة ليست واقعية لإنقاذ حزب الله قبل الانزلاق الى حرب استنزاف طويلة الأمد ستكون معالجة آثارها مكلفة جدا إن قيض لها أن تبقى وتشارك فيها، حيث المرجح وربما المؤكد أن إيران تساهم من حيث لا تدري في تهيئة المسرح لقيام إسرائيل وبدعم وطلب أمريكي لتدمير برنامجها النووي والإطاحة لاحقا بالنظام الذي سيكون متاحا أكثر خلال ولاية ترامب المقبلة.
فقد أبلغ السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام قبل عدة أيام فقط، رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بأن "يفعل ما يجب فعله" لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، وفق ما قال متحدث باسم غراهام لموقع "أكسيوس"، وأضاف في بيان أصدره في أعقاب اجتماع له مع نتنياهو ووزيره للدفاع كاتس السبت الماضي إنه "لم يكن قلقا أبدا بشأن النووي الإيراني أكثر من الآن". وان "من مصلحة الولايات المتحدة أن تضمن عدم امتلاك النظام الإيراني لسلاح نووي. وكانت صحيفة "نيورك تايمز" قد نقلت عن نفسي هذا السيناتور الذي طالب بقصف غزة بالنووي، نقلت عنه أثناء إحدى المكالمات التي أجراها ترامب مع نتنياهو خلال حملته الانتخابية قوله: "لم يخبره (ترامب لنتنياهو) بما يجب القيام به عسكريا، لكنه أعرب عن إعجابه بعملية أجهزة البيجر" في إشارة واضحة منذ البداية لكل ما تقدم عليه إسرائيل في الإقليم.
وما يزيد من احتمالات تشجيع إدارة ترامب حكومة اليمين الصهيوني المتطرف للقيام بالتخلص من النووي الإيراني، هو ما ذهبت إليه الميديا الأمريكية في التركيز على إمكانية ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام، وفي تفسيرها لتأكيداته في انه سوف لن يشعل الحروب بل سيعمل على إنهائها وإحلال السلام في العالم، بمعنى أن ترامب لا يريد أن يدخل البيت الأبيض إلا وقد حققت الإدارة الأمريكية كافة أهدافها على الصعيد الدولي وأن فترة حكمه ستكون للاستثمار الهادئ في تلك الأهداف سواء في الشرق الوسط أو في الحرب الروسية الأوكرانية التي شهدت هي الأخرى تصعيدا نوعيا إذ سمحت إدارة بايدن لزيلنسكي باستهداف العمق الروسي بصواريخ أمريكية الصنع في تحد صارخ للتعديلات الأخيرة في العقيدة النووية الروسية.
لهذه الاعتبارات فان قفز نعيم قاسم عن الربط الصريح بين وقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية ووقف الحرب على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، ان تجاوز حسابات عدم التشويش على سير المفاوضات وعدم إثارة بعض مكونات الداخل اللبناني، وتبين انه قبول للضغط الأمريكي الإسرائيلي، أو اعتقاد ساذج لحماية حزب الله للجولة القادمة من الحرب أو حماية إيران التي ترعى هذه المفاوضات، فان ذلك سيكون النهاية الحتمية للحزب ولإيران النووية ونظام الحكم فيها، إذ أن إسرائيل واليمين الصهيوني خاصة لن يفوت هذه الفرصة التاريخية للبدء في تنفيذ مخطط إسرائيل الكبرى الذي لم يعد شعارا بعيد المنال بل حقيقة واقعية يمنحها إمكانية التحقق الانهيار الشامل ليس فقط لهيكلية النظام الإقليمي العربي بل ولكل قيمه حيث لن يكون هناك معنى لمفاهيم الدين والوطن والسيادة وغيرها من مفاهيم انتماء الأمة لمكونات العصر.
*أستاذ الجيوبوليتيك والعلاقات الدولية في جامعة منوبة
بقلم: هاني مبارك
من الطبيعي أن تمتنع أطراف أي مفاوضات لم تصل بعد الى نهاياتها عن الإدلاء بتصريحات او تلميحات من شأنها أن تعرقلها أو تطيح بها وان تلجأ في أفضل الحالات الى انتقاء كلماتها ومصطلحاتها للإخبار عنها، من تلك التي تنطوي على ما يسمى بالغموض البناء، كما فعل أول أمس الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في كلمته التي تأخرت عن موعدها السابق بنحو 24 ساعة تزامنت مع ما توارد من أنباء عن إحراز بعض النجاحات في مفاوضات وقف الحرب، غير أن هذا الغموض لا يحول دائما دون كشف النقاب سواء عن نوايا أطراف التفاوض أو عما وصلت إليه من نتائج، فما الذي قصده نعيم قاسم من وراء هذا الغموض المتعمد؟؟.
فما لفت في كلمة الأمين العام لحزب الله قوله في معرض حديثه عن توقعاته بشأن ما قد تؤول إليه هذه المفاوضات من نتائج قوله: ليكن معلوما تفاوضنا تحت سقفين، سقف وقف العدوان بشكل كامل وشامل والسقف الثاني حفظ السيادة اللبنانية، دون أي إشارة للحرب في قطاع غزة، وهو ما تلفته وسائل الإعلام الإسرائيلية وبعض الجهات الرسمية للإيحاء بنجاح إسرائيل في إرغام حزب الله على قبول الانفصال عن غزة، بيد أن ذلك قد لا يستقيم واستخدامه لعبارة وقف العدوان بشكل كامل وشامل، وهي نفس العبارة التي كان يستخدمها الشهيد الشيخ حسن نصر الله عندما كان يتحدث عن محاولات بعض الجهات الإقليمية والدولية لترتيب وقف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، حيث كان يشدد على استحالة ذلك ما لم يتم وقف العدوان بشكل كامل وأن القرار في ذلك متروك لغزة في أن تقبل أو ترفضه، مما يرجح احتمالات الاستمرار في المحافظة على ما يسمى بوحدة الساحات، وان امتناع قاسم عن الإفصاح عن ذلك قد يعود لحرصه على عدم إثارة ضوضاء حول سير المفاوضات بالإضافة الى حسابات تتعلق بالداخل اللبناني.
ولكون هذا مجرد احتمال، فان ذلك لا يمنع من إثارة الاحتمال المقابل عن إمكانية قبول حزب الله بالفصل بين الساحات، وتكرار نفس الخطأ الذي ارتكبه عندما انخرط في المواجهة مع إسرائيل بعد يوم واحد من هجوم حماس في السابع من أكتوبر على مواقع ومستوطنات إسرائيل في المناطق الحدودية تحت مسمى جبهة الإسناد، الذي اعتقد حزب الله مخطئا انه من خلالها يمكن له إصابة عصفورين بحجر واحد بأقل الأثمان، أي تحقيق كسب شعبي واسع ومصداقية إضافية على انه الجهة العربية الوحيدة التي ساندت فلسطين بالفعل والدم لا بالقول والشعارات ويثبت نفسه ومعه إيران كلاعب أساسي في شؤون الإقليم، حيث بين سير الأحداث لاحقا أن لا جدوى لتأكيدات الشيخ الشهيد المتكررة ورسائله المعادة على محدودية الدور الذي سيقوم به حزب الله وان جبهة الشمال لا تتعدى كونها جبهة إسناد ليس إلا، في ثني إسرائيل عن المضي في محاولة تحقيق أهدافها الإقليمية، والتي اتضح جليا أن حزب الله ولبنان أحدها وربما أحد أهمها، إذ بعد نحو عام من حرب الإبادة الوحشية التي شنتها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في غزة ومخيمات وقرى الضفة الغربية، وبعد أن اطمأنت لمحدودية الأداء الفلسطيني في حالة نشوب حرب إقليمية واسعة، اتجهت نحو حزب الله بقوة ضاربة كانت معدة التصميم مسبقا ومبيتة الأهداف، تمخضت نتائج مأساوية في صفوف الحزب كان من بينها اغتيال الأمين العام لحزب الله رفقة عدد كببر من قادة الحزب السياسيين والعسكريين ومواقع القيادة والسيطرة، بعد هجوم منسق طال الصف القيادي الوسيط به من خلال حملة البيجر التي ولا شك أنها أصابت الحزب بالعمى وأفقدته القدرة على التواصل والتنسيق في فترة حرجة ولأيام ليست قليلة في حسابات زمن الحرب.
واليوم وهي حقيقة لا بد من التأكيد عليها وهي أن إسرائيل التي راكمت عددا كبيرا من الانجازات التكتيكية دون أن تحرز نصرا استراتيجيا وفي سبيل السعي لتحقيقه، فإنها تتجه لتبريد جبهة المواجهة في الشمال قبل الاستعداد لشن هجومها الواسع والنهائي على إيران للتخلص من برنامجها النووي بعد أن ألحقت أضرارا فادحة ببرنامجها الصاروخي البالستي خلال ردها الأخير والذي تمكنت من خلاله أيضا وفقا لادعاءات إسرائيل من تحييد دفاعاتها الجوية وفتح المجال الجوي الإيراني لحرية حركة الطيران الحربي الإسرائيلي.
وعلى هذا الصعيد بالذات فإن إيران لا تكرر هي الأخرى نفس خطأ تأجيل الرد على اغتيال الشهيدين فؤاد شكر وإسماعيل هنية ولاحقا نصر الله ورفاقه، بل تقع في فخ وشراك التحيل الأمريكي الإسرائيلي، إذ تقود نيابة عن العرب مفاوضات وقف الحرب على الجبهة الشمالية في محاولة ليست واقعية لإنقاذ حزب الله قبل الانزلاق الى حرب استنزاف طويلة الأمد ستكون معالجة آثارها مكلفة جدا إن قيض لها أن تبقى وتشارك فيها، حيث المرجح وربما المؤكد أن إيران تساهم من حيث لا تدري في تهيئة المسرح لقيام إسرائيل وبدعم وطلب أمريكي لتدمير برنامجها النووي والإطاحة لاحقا بالنظام الذي سيكون متاحا أكثر خلال ولاية ترامب المقبلة.
فقد أبلغ السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام قبل عدة أيام فقط، رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بأن "يفعل ما يجب فعله" لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، وفق ما قال متحدث باسم غراهام لموقع "أكسيوس"، وأضاف في بيان أصدره في أعقاب اجتماع له مع نتنياهو ووزيره للدفاع كاتس السبت الماضي إنه "لم يكن قلقا أبدا بشأن النووي الإيراني أكثر من الآن". وان "من مصلحة الولايات المتحدة أن تضمن عدم امتلاك النظام الإيراني لسلاح نووي. وكانت صحيفة "نيورك تايمز" قد نقلت عن نفسي هذا السيناتور الذي طالب بقصف غزة بالنووي، نقلت عنه أثناء إحدى المكالمات التي أجراها ترامب مع نتنياهو خلال حملته الانتخابية قوله: "لم يخبره (ترامب لنتنياهو) بما يجب القيام به عسكريا، لكنه أعرب عن إعجابه بعملية أجهزة البيجر" في إشارة واضحة منذ البداية لكل ما تقدم عليه إسرائيل في الإقليم.
وما يزيد من احتمالات تشجيع إدارة ترامب حكومة اليمين الصهيوني المتطرف للقيام بالتخلص من النووي الإيراني، هو ما ذهبت إليه الميديا الأمريكية في التركيز على إمكانية ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام، وفي تفسيرها لتأكيداته في انه سوف لن يشعل الحروب بل سيعمل على إنهائها وإحلال السلام في العالم، بمعنى أن ترامب لا يريد أن يدخل البيت الأبيض إلا وقد حققت الإدارة الأمريكية كافة أهدافها على الصعيد الدولي وأن فترة حكمه ستكون للاستثمار الهادئ في تلك الأهداف سواء في الشرق الوسط أو في الحرب الروسية الأوكرانية التي شهدت هي الأخرى تصعيدا نوعيا إذ سمحت إدارة بايدن لزيلنسكي باستهداف العمق الروسي بصواريخ أمريكية الصنع في تحد صارخ للتعديلات الأخيرة في العقيدة النووية الروسية.
لهذه الاعتبارات فان قفز نعيم قاسم عن الربط الصريح بين وقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية ووقف الحرب على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، ان تجاوز حسابات عدم التشويش على سير المفاوضات وعدم إثارة بعض مكونات الداخل اللبناني، وتبين انه قبول للضغط الأمريكي الإسرائيلي، أو اعتقاد ساذج لحماية حزب الله للجولة القادمة من الحرب أو حماية إيران التي ترعى هذه المفاوضات، فان ذلك سيكون النهاية الحتمية للحزب ولإيران النووية ونظام الحكم فيها، إذ أن إسرائيل واليمين الصهيوني خاصة لن يفوت هذه الفرصة التاريخية للبدء في تنفيذ مخطط إسرائيل الكبرى الذي لم يعد شعارا بعيد المنال بل حقيقة واقعية يمنحها إمكانية التحقق الانهيار الشامل ليس فقط لهيكلية النظام الإقليمي العربي بل ولكل قيمه حيث لن يكون هناك معنى لمفاهيم الدين والوطن والسيادة وغيرها من مفاهيم انتماء الأمة لمكونات العصر.
*أستاذ الجيوبوليتيك والعلاقات الدولية في جامعة منوبة