بدر خليدي هو فنان شاب متعدد الاختصاصات من خريجي المدرسة العليا لعلوم وتكنولوجيات التصميم..
عمل في الكثير من الشركات بمجال فن الجرافيك والتصوير ليقع انتدابه في ما بعد بشركة تهتم بالذكاء الاصطناعي، لكنه لم يستطع مواصلة المشوار رغم الإغراءات المالية والانفتاح على تجارب عالمية هامة من شأنها أن تسرع في وتيرة الانتاج الفني واقتحام العديد من الأسواق في شتى أنحاء العالم، ذلك أنه عمد إلى التنصل والانعتاق من ذلك العالم والرجوع إلى رحاب "الموندو" الذي كان يمثل المنطلق وبداية المشوار الفني،.. من ألوان ولوحات وأشكال وتيارات متنوعة.. بعيدا عن البيئات الرقمية والعوالم المغايرة للواقع..
وشاءت الأقدار، بعد فترة وجيزة عن قراره الأخير، أن وقع اختيار الفنان بدر خليدي من طرف مركز الفنون الحية برادس.. المركز الذي يفرض التفرغ الكلي عند الانتداب لإنجاز المشاريع الفنية في ورشات خاصة على امتداد فترة إقامتهم.. حينها قضى الفنان الشاب بدر احدى عشر شهرا في المركز للعمل على مشروع حول عالم النباتات الطبية باستعمال الخزف إيمانا منه بضرورة العودة إلى الممارسة إثر تجربة الديجيتال..
وباقتراح من محمد حشيشة مدير المركز الوطني للخزف بسيدي قاسم الجليزي، أقام معرضا فرديا لمنحوتات خزفية تحت عنوان "حيوانات من طين Terra Fauna" في شهر ماي الماضي بعد ثلاث سنوات من التحضيرات ..و"Terra Fauna" لم يكن المعرض الفردي الأول بل الثاني بعد معرض بدار تونس في باريس سنة 2018.. طبعا بالإضافة الى المشاركة في العديد من المعارض الجماعية بتونس أو خارج حدود الوطن..
وبين عالم النباتات والحيوان أكد الفنان بدر الخليدي من خلال أعماله الفنية أنّ اهتماماته كانت متجهة نحو علاقة الإنسان بالنظام البيئي écosystème وكيفية المصالحة مع كل ما يحيط بنا..
الذكاء الاصطناعي خطر على الفنون؟؟!
"الصباح" التقت مؤخرا الفنان متعدد المواهب والاختصاصات بدر الخليدي في معرض جماعي بأحد النزل بالضاحية الشمالية يحمل عنوان "شمس أبدية.. ضوء بين الخرافات والحقائق" حيث استهل اللقاء بعد تقديم نبذة عن مسيرته الفنية بتساؤل حول تجربته مع الذكاء الاصطناعي ومدى خطورته على الفنون عامة والفن التشكيلي خاصة، فكانت إجابته كالتالي: يبقى الذكاء الاصطناعي أداة تكنولوجيا.. ولا يمكن أن ننعت توظيف الذكاء الاصطناعي بالسلبي أو الايجابي، في حين يمكن أن يشكل استعماله خطرا .. كما أريد أن انوه هنا الى مسألة خلق الذكاء الاصطناعي لأبعاد جديدة على غرار "شات جي بي تي" GPT chat " وغيرها من التطبيقات ، تبين أنها لا تعتمد على الأخلاقيات ولا تأخذ البعد الإنساني بعين الاعتبار ، ذلك أن مهتمه تقتصر على غاية المستعمل، لا يمكن أن تعمم الأهداف، ولكل فنان توجه خاص.."
في ذات السياق أشار محدثنا أنه لا يمكن إخفاء حقيقة أن الذكاء الاصطناعي مازال يمثل إشكالية من حيث ٱفاق الفنون والانسانية عامة، "..شخصيا يرى أنه سيطال كل شيء، لكنه يتصور أن الأمر سيكون اخطر بكثير حين نتكلم عن غياب الحب، عدم التواصل مع الآخر تجاهل خطورة التلوث البيئي في العالم وغيرها من المسائل التي تهدد البشرية في الوقت الراهن.."
كما اكد الفنان بدر خليدي أنه "ليس مع فكرة استخدام الذكاء الاصطناعي أو ضدها ليؤكد ان الابداع الفني من الأفضل أن يكون نتاج تطور الفنان ذهنيا وفكريا ونفسيا لا أن تكون الصناعة وسيلة ومبتغى".. أقول هذا لأني أعرف جيدا أن "العديد مممن يريدون الغوص أكثر في مجال الابداع سيلتجئون الى تطور الذكاء الاصطناعي واتخاذه طريقا وحافزا بالنسبة إليهم "..
تجدر الإشارة الى أن الفنان بدر خليدي شارك في العديد من التظاهرات الثقافية وساهم برسومات زيتية أو خزفية، وهو رسام الملصق الخاص بالطبعة الثالثة والثلاثين من مجلة ايام قرطاج السينمائية jcc سنة 2022.
وليد عبد اللاوي
تونس-الصباح
بدر خليدي هو فنان شاب متعدد الاختصاصات من خريجي المدرسة العليا لعلوم وتكنولوجيات التصميم..
عمل في الكثير من الشركات بمجال فن الجرافيك والتصوير ليقع انتدابه في ما بعد بشركة تهتم بالذكاء الاصطناعي، لكنه لم يستطع مواصلة المشوار رغم الإغراءات المالية والانفتاح على تجارب عالمية هامة من شأنها أن تسرع في وتيرة الانتاج الفني واقتحام العديد من الأسواق في شتى أنحاء العالم، ذلك أنه عمد إلى التنصل والانعتاق من ذلك العالم والرجوع إلى رحاب "الموندو" الذي كان يمثل المنطلق وبداية المشوار الفني،.. من ألوان ولوحات وأشكال وتيارات متنوعة.. بعيدا عن البيئات الرقمية والعوالم المغايرة للواقع..
وشاءت الأقدار، بعد فترة وجيزة عن قراره الأخير، أن وقع اختيار الفنان بدر خليدي من طرف مركز الفنون الحية برادس.. المركز الذي يفرض التفرغ الكلي عند الانتداب لإنجاز المشاريع الفنية في ورشات خاصة على امتداد فترة إقامتهم.. حينها قضى الفنان الشاب بدر احدى عشر شهرا في المركز للعمل على مشروع حول عالم النباتات الطبية باستعمال الخزف إيمانا منه بضرورة العودة إلى الممارسة إثر تجربة الديجيتال..
وباقتراح من محمد حشيشة مدير المركز الوطني للخزف بسيدي قاسم الجليزي، أقام معرضا فرديا لمنحوتات خزفية تحت عنوان "حيوانات من طين Terra Fauna" في شهر ماي الماضي بعد ثلاث سنوات من التحضيرات ..و"Terra Fauna" لم يكن المعرض الفردي الأول بل الثاني بعد معرض بدار تونس في باريس سنة 2018.. طبعا بالإضافة الى المشاركة في العديد من المعارض الجماعية بتونس أو خارج حدود الوطن..
وبين عالم النباتات والحيوان أكد الفنان بدر الخليدي من خلال أعماله الفنية أنّ اهتماماته كانت متجهة نحو علاقة الإنسان بالنظام البيئي écosystème وكيفية المصالحة مع كل ما يحيط بنا..
الذكاء الاصطناعي خطر على الفنون؟؟!
"الصباح" التقت مؤخرا الفنان متعدد المواهب والاختصاصات بدر الخليدي في معرض جماعي بأحد النزل بالضاحية الشمالية يحمل عنوان "شمس أبدية.. ضوء بين الخرافات والحقائق" حيث استهل اللقاء بعد تقديم نبذة عن مسيرته الفنية بتساؤل حول تجربته مع الذكاء الاصطناعي ومدى خطورته على الفنون عامة والفن التشكيلي خاصة، فكانت إجابته كالتالي: يبقى الذكاء الاصطناعي أداة تكنولوجيا.. ولا يمكن أن ننعت توظيف الذكاء الاصطناعي بالسلبي أو الايجابي، في حين يمكن أن يشكل استعماله خطرا .. كما أريد أن انوه هنا الى مسألة خلق الذكاء الاصطناعي لأبعاد جديدة على غرار "شات جي بي تي" GPT chat " وغيرها من التطبيقات ، تبين أنها لا تعتمد على الأخلاقيات ولا تأخذ البعد الإنساني بعين الاعتبار ، ذلك أن مهتمه تقتصر على غاية المستعمل، لا يمكن أن تعمم الأهداف، ولكل فنان توجه خاص.."
في ذات السياق أشار محدثنا أنه لا يمكن إخفاء حقيقة أن الذكاء الاصطناعي مازال يمثل إشكالية من حيث ٱفاق الفنون والانسانية عامة، "..شخصيا يرى أنه سيطال كل شيء، لكنه يتصور أن الأمر سيكون اخطر بكثير حين نتكلم عن غياب الحب، عدم التواصل مع الآخر تجاهل خطورة التلوث البيئي في العالم وغيرها من المسائل التي تهدد البشرية في الوقت الراهن.."
كما اكد الفنان بدر خليدي أنه "ليس مع فكرة استخدام الذكاء الاصطناعي أو ضدها ليؤكد ان الابداع الفني من الأفضل أن يكون نتاج تطور الفنان ذهنيا وفكريا ونفسيا لا أن تكون الصناعة وسيلة ومبتغى".. أقول هذا لأني أعرف جيدا أن "العديد مممن يريدون الغوص أكثر في مجال الابداع سيلتجئون الى تطور الذكاء الاصطناعي واتخاذه طريقا وحافزا بالنسبة إليهم "..
تجدر الإشارة الى أن الفنان بدر خليدي شارك في العديد من التظاهرات الثقافية وساهم برسومات زيتية أو خزفية، وهو رسام الملصق الخاص بالطبعة الثالثة والثلاثين من مجلة ايام قرطاج السينمائية jcc سنة 2022.