إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حديث "الصباح".. تاريخ من التضامن والتلاحم بين تونس والجزائر

 

بقلم: سفيان رجب

في الأول من نوفمبر من كل عام، تحتفل الجزائر بعيدها الوطني، الذي يمثل ذكرى انطلاق ثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي في عام 1954. هذا اليوم ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو تجسيد لروح التضحية والصمود من أجل الاستقلال والسيادة الوطنية، إذ يُعتبر بداية لانتصار الجزائريين في نضالهم الشجاع لتحرير وطنهم من الاستعمار بعد عقود من المعاناة.

وفي هذا العام، شهدت الجزائر مشاركة متميزة من الرئيس قيس سعيّد في احتفالات أستعرض خلالها إرث أبطال الثورة وكرمت الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل حرية الوطن واستقلاله وسيادته. وقد حرص الرئيس سعيدّ على حضور الاحتفالات بالعيد الوطني الجزائري، تأكيداً على عمق العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين الجارين وتقديراً للتضحيات المشتركة في الماضي وحتى الحاضر، وامتدادًا لرغبة الشعبين الشقيقين في دعم بعضهما البعض والارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى أعلى من التعاون والتكامل.

فالعلاقات الأخوية بين الجزائر وتونس، تشهد على عقود طويلة من التضامن والتلاحم، حيث كانت تونس ملجأ للثوار الجزائريين خلال فترة الاستعمار، واحتضنت قيادات الثورة الجزائرية، وقدمت الدعم السياسي والمادي لأجل تحرير الجزائر. كما لعبت تونس دورًا هامًا في مؤازرة الشعب الجزائري والتصدي للضغوط الفرنسية، حتى أطلق عليها لقب "الشقيقة التي لم تغلق أبوابها أمام أخوتها". وشهدت العلاقات بين البلدين بعد الاستقلال تطوراً ملحوظاً، حيث بقيت تونس شريكاً استراتيجياً للجزائر، في محيط يسعى فيه كلا البلدين إلى تحقيق التنمية والازدهار لشعبيهما.

وتواصل هذا الترابط بل تدعّم في السنوات الأخيرة، حيث عززت تونس والجزائر تعاونهما في مختلف المجالات، خاصة في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب والتنمية الاقتصادية، مما يجعل علاقتهما نموذجًا للشراكة المبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. ويأتي حضور الرئيس قيس سعيّد هذا العام ليؤكد على أهمية هذه العلاقة المتينة وليعكس حرص القيادة التونسية على مواصلة دعم وتطوير الروابط مع الجزائر.

وفي ظل التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه المنطقة، تُعتبر العلاقات بين تونس والجزائر ضرورية لدعم الاستقرار والأمن في منطقة المغرب العربي. فهذا التعاون الوثيق مكنّ وسيمكنّ البلدان من التصدي للتحديات الأمنية، وخصوصاً في مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير النظامية، إضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي من خلال فتح قنوات تجارية ودعم المبادرات الاستثمارية.

ومن هنا، يُشكل العيد الوطني الجزائري في الأول من نوفمبر فرصة للتأكيد على هذا التلاحم الاستراتيجي، واستذكار المشترك النضالي والروابط العميقة التي تربط الشعبين، إلى جانب فتح آفاق جديدة لتحقيق المزيد من التنمية والتكامل في المستقبل.

وتبقى العلاقات الجزائرية-التونسية نموذجاً يحتذى به في التلاحم الأخوي والتعاون البناء. وتأكيد على أن العلاقات بين الجزائر وتونس ليست مجرد روابط جغرافية، بل هي قصة كفاح ونضال مشترك ومستمر، يُعززها حرص القيادتين على تقوية أواصر التعاون من أجل مستقبل مشرق للبلدين الشقيقين وشعبيهما.

 

حديث "الصباح"..   تاريخ من التضامن والتلاحم بين تونس والجزائر

 

بقلم: سفيان رجب

في الأول من نوفمبر من كل عام، تحتفل الجزائر بعيدها الوطني، الذي يمثل ذكرى انطلاق ثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي في عام 1954. هذا اليوم ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو تجسيد لروح التضحية والصمود من أجل الاستقلال والسيادة الوطنية، إذ يُعتبر بداية لانتصار الجزائريين في نضالهم الشجاع لتحرير وطنهم من الاستعمار بعد عقود من المعاناة.

وفي هذا العام، شهدت الجزائر مشاركة متميزة من الرئيس قيس سعيّد في احتفالات أستعرض خلالها إرث أبطال الثورة وكرمت الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل حرية الوطن واستقلاله وسيادته. وقد حرص الرئيس سعيدّ على حضور الاحتفالات بالعيد الوطني الجزائري، تأكيداً على عمق العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين الجارين وتقديراً للتضحيات المشتركة في الماضي وحتى الحاضر، وامتدادًا لرغبة الشعبين الشقيقين في دعم بعضهما البعض والارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى أعلى من التعاون والتكامل.

فالعلاقات الأخوية بين الجزائر وتونس، تشهد على عقود طويلة من التضامن والتلاحم، حيث كانت تونس ملجأ للثوار الجزائريين خلال فترة الاستعمار، واحتضنت قيادات الثورة الجزائرية، وقدمت الدعم السياسي والمادي لأجل تحرير الجزائر. كما لعبت تونس دورًا هامًا في مؤازرة الشعب الجزائري والتصدي للضغوط الفرنسية، حتى أطلق عليها لقب "الشقيقة التي لم تغلق أبوابها أمام أخوتها". وشهدت العلاقات بين البلدين بعد الاستقلال تطوراً ملحوظاً، حيث بقيت تونس شريكاً استراتيجياً للجزائر، في محيط يسعى فيه كلا البلدين إلى تحقيق التنمية والازدهار لشعبيهما.

وتواصل هذا الترابط بل تدعّم في السنوات الأخيرة، حيث عززت تونس والجزائر تعاونهما في مختلف المجالات، خاصة في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب والتنمية الاقتصادية، مما يجعل علاقتهما نموذجًا للشراكة المبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. ويأتي حضور الرئيس قيس سعيّد هذا العام ليؤكد على أهمية هذه العلاقة المتينة وليعكس حرص القيادة التونسية على مواصلة دعم وتطوير الروابط مع الجزائر.

وفي ظل التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه المنطقة، تُعتبر العلاقات بين تونس والجزائر ضرورية لدعم الاستقرار والأمن في منطقة المغرب العربي. فهذا التعاون الوثيق مكنّ وسيمكنّ البلدان من التصدي للتحديات الأمنية، وخصوصاً في مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير النظامية، إضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي من خلال فتح قنوات تجارية ودعم المبادرات الاستثمارية.

ومن هنا، يُشكل العيد الوطني الجزائري في الأول من نوفمبر فرصة للتأكيد على هذا التلاحم الاستراتيجي، واستذكار المشترك النضالي والروابط العميقة التي تربط الشعبين، إلى جانب فتح آفاق جديدة لتحقيق المزيد من التنمية والتكامل في المستقبل.

وتبقى العلاقات الجزائرية-التونسية نموذجاً يحتذى به في التلاحم الأخوي والتعاون البناء. وتأكيد على أن العلاقات بين الجزائر وتونس ليست مجرد روابط جغرافية، بل هي قصة كفاح ونضال مشترك ومستمر، يُعززها حرص القيادتين على تقوية أواصر التعاون من أجل مستقبل مشرق للبلدين الشقيقين وشعبيهما.