ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في تحقيق حلم الثروة للعديد من المبحرين عليها الذين تحولوا من أناس بسطاء ماديا إلى أثرياء يرتدون أفخم الملابس ويركبون السيارات الفارهة ويقطنون في ارقي الأحياء خاصة المبحرين منهم على موقع التيك توك الذي فسح المجال لهم لتحقيق ثروة في وقت قصير أمام تقديمهم لمحتوى رديء وسيء وفي اغلب الأحيان خادش للحياء ويتعارض مع الآداب العامة وبلغ بالعديد منهم حد الظهور بوضعيات مخلة بالأخلاق الحميدة ومنافية للقيم المجتمعية للحصول على أكثر متابعين سواء على صفحتهم الرسمية على ذلك الموقع على غرار موقع التيك توك او خلال تقديمهم بث مباشر حتى ان إحداهن أكدت من خلال فيديو بثته على صفحتها الرسمية "انها كلما قدمت محتوى خادش للحياء كلما زاد عدد متابعيها خلال البث المباشر على التيك توك، وتتهافت بالتالي عليها هدايا البث المباشر من كل جهة فهذا يهديها أسدا والآخر وردة إلى غير ذلك من الهدايا التي تتحول بعد ذلك إلى مبالغ مالية تودع برصيدها، هذا فضلا عن الجولات التي يقوم بها هؤلاء خلال بثهم المباشر والتي تحقق لهم كذلك أرباحا مالية كبيرة.
صباح الشابي
تلك الرغبة في الحصول على المال بأيسر الطرق ودون عناء او جهد او تعب دفع ببعض "صانعات" المحتوى وخلال بث مباشر وفي إحدى الجولات لها على "التيك توك" الى حد تمزيق علم تونس في إطار استجابتها لقانون اللعبة...
تحقيق الربح السريع عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "التيك توك" او "الانستغرام" حول الكثير إلى مدمنين على تلك المواقع وتقديم محتويات تمس من قيمنا المجتمعية ومن تعاليم ديننا الإسلامي والهدف تحقيق الثروة المنشودة كلفهم ذلك ما كلفهم.
أصبحت هذه المواقع بيئة غير آمنة خاصة بالنسبة للأطفال والمراهقين الذين يتأثرون بسرعة من تلك المحتويات الرديئة غير الهادفة كذلك الشباب، ما دفع بالعديد من المواطنين إلى إطلاق صرخةَ فزع عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتتالت الدعوات إلى مطالبة الدولة بحظر تطبيق "التيك توك" خاصة بعد انتشار تلك المضامين السيئة لعدد من صناع المحتوى إناثا وذكورا سيما وان مضامينهم فيها تشجع على الانحطاط والتفسخ الأخلاقي وفيها ضرر أيضا بالقيم الاجتماعية والأخلاقية.
ولإيقاف نزيف تلك المحتويات والتصدي لهذه الظواهر
ومحاربتها والحفاظ على الذوق العام اتخذت وزيرة العدل قرارا رياديا طالبت من خلاله النيابة العمومية باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للتصدي لعدد من الممارسات، وفتح أبحاث جزائية ضد كل من يتعمّد إنتاج، أو عرض أو نشر بيانات معلوماتية أو بث صور أو مقاطع فيديو تحتوي على مضامين تمس من القيم الأخلاقية.
وأرجعت هذا الى القرار إلى ما اعتبرته انتشار ظاهرة تعمد بعض الأفراد استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصة "تيك توك" و"انستغرام"، لعرض محتويات معلوماتية تتعارض مع الآداب العامة أو استعمال عبارات أو الظهور بوضعيات مخلة بالأخلاق الحميدة أو منافية للقيم المجتمعية من شأنها التأثير سلبا على سلوكيات الشباب الذين يتفاعلون مع المنصات الالكترونية المذكورة، وفق نص أصدرته الوزارة على صفحتها الرسمية.
عقوبات جزائية..
تلك المحتويات الماسة بالقيم الاجتماعية والضارة بصفة مباشرة بالأطفال والمراهقين والشباب تندرج ضمن خانة الجرائم الإلكترونية التي يعاقب عليها القانون التونسي وعقوبتها توازي عقوبات الجرائم المادية حسبما اكده فريد بن جحا مضيفا أن الإطار القانوني للجرائم الالكترونية منصوص عليه في التشريع التونسي وانه بمجرد تدوينة يمكن أن تطبق العقوبات المنصوص عليها في القانون التونسي. وكل شخص يسيء لغيره عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتدوينة يعاقب حسب الفصل 86 من مجلة الاتصالات من عام إلى عامين سجنا وخطية تتراوح بين 100 و1000 دينار.
وبين أن الفصل222 من المجلة الجزائية ينص على عقوبة تتراوح بين 6 أشهر و 5 سنوات سجنا كل من يتعمد تهديد غيره سواء في العالم المادي أو الافتراضي.
وأضاف أن كل من يحرض على ارتكاب جرائم العنف والقتل والنهب وعلى الكراهية بين السكان فان عقوبته تتراوح بين عام و 3 أعوام سجنا مشيرا الى أنه وحسب قانون الإرهاب لسنة 2015 في الفصل الخامس منه فانه " يعاقب كل من يحرض على ارتكاب جريمة إرهابية بالسجن لمدة 20 عاما مع المراقبة الإدارية" موضحا أن الدعوة للاقتتال عبر تدوينات أو فيديوهات يدخل تحت طائلة قانون الإرهاب.
وقد نص الفصل 72 من المجلة الجزائية على معاقبة مرتكب جريمة التحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر حملات افتراضية لحمل السكان على مهاجمة بعضهم والدعوة لخلق فوضى تهدد السلم في البلاد وتندرج ضمن التآمر على أمنها بالإعدام.
وتجدر الإشارة الى ان دراسة كانت أعدتها مؤسسة "ميديا نت" في فيفري الفارط أن عدد مستخدمي منصة فيسبوك في تونس تطور بنحو 14 بالمائة في غضون عام واحد، ليبلغ عددهم حاليا نحو 7.7 مليون شخص.
واحتل "التيك توك" المرتبة الثانية بـ5.3 مليون مستخدم، يليه "انستغرام" بنحو 3.5 مليون مستخدم، وفق نفس الدراسة. كما أظهرت أن قرابة 10 مليون شخص يستخدمون الإنترنت في تونس أي بنسبة 79 بالمائة وهي نسبة تجعل بلادنا في المرتبة الثالثة قاريا والعاشرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ومثلما أشرنا فان القانون التونسي يعاقب كل من يستغل مواقع التواصل الاجتماعي لترويج محتوى يسيء الى الذوق العام ويخدش بالحياء... او كل من يروج لمحتوى يحرض على العنف او الكراهية او غيرهما ولكن ما هو رأي علم الاجتماع في الموضوع؟
مختص في علم الاجتماع لـ"الصباح" : مواقع مثل " التيك توك" فتحت المجال لظواهر تقليد سلوكيات خطيرة
اعتبر المختص في علم الاجتماع ممدوح عز الدين انه اذا نظرنا إلى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة منصة "تيك توك" على الشباب والمراهقين التونسيين من زاوية سوسيولوجية فإننا نلاحظ أن المجتمع التونسي تتشابك فيه الثقافة المحلية مع الثقافات الأجنبية حيث تبرز شبكات التواصل الاجتماعي كمجالات مفتوحة للمراهقين للتعرف على أنماط حياة وأفكار وقيم مختلف خاصة التيك توك الذي يدفع بعض الشباب إلى تقليد أو حتى تبني سلوكيات وأنماط تفكير قد تتعارض مع القيم المحلية وقد يتأثرون بما يسمى بـ" القدوات الزائفة" أو المؤثرين الذين يعرضون أنماط حياة تتسم بالمادية أو الاستهتار بالمسؤولية أو الحرية المفرطة.
الاستهتار بالقيم الاجتماعية
وينظر الى المحتوى غير الأخلاقي على تيك توك كأحد العناصر التي تضعف مناعة المراهقين والشباب أمام ثقافة الاستهتار بالقيم الاجتماعية والتلاعب بالتصورات الأخلاقية وقبول السلوكيات التي كانت تعتبر مرفوضة قد ينعكس سلبا على الأسرة والمدرسة كمؤسستين أساسيتين في تنشئة الطفل والمراهق مما يقود إلى تفكك الهوية الأخلاقية والتشويش على القيم الأساسية.
القلق َوالاكتئاب
وأضاف أن عدة دراسات أثبتت أن الاستخدام المتكرر والمستمر لمواقع التواصل الاجتماعي يزيد من مستوى القلق والاكتئاب بين الشباب ،إذ يشعر البعض منهم بضغط للتوافق مع معايير جمالية أو سلوكية مثالية تعرض على منصات التواصل الاجتماعي ،مما يؤثر على صحتهم النفسية بشكل سلبي ،وعندما تترافق هذه الضغوط مع محتويات مخلة أو مثيرة ،قد تزداد مشاعر الخوف من الوصم الاجتماعي.
"إن مواقع مثل تيك توك تفتح المجال لظواهر تقليد السلوكيات غير المسؤولة والخطرة مثل تحديات الرقص أو السلوكيات التي تتسم بالجرأة المفرطة.ويشجع سهولة الوصول لهذا المحتوى الشباب أحيانا على خوض تجارب قد تعرضهم للخطر، مما يؤثر على قدرتهم على بناء هوية متماسكة وإدراك سليم للمسؤوليات الاجتماعية.
التواصل الزائف..
وأكد أن مواقع التواصل الاجتماعي تخلق نوعا من " التواصل الزائف",حيث يتوهم المراهقون أنهم متصلون اجتماعيا في حين قد يكونون في عزلة فعلية عن محيطهم الأسري والاجتماعي الواقعي وضعف التواصل الفعلي مع العائلة والأصدقاء يزيد من شعورهم بالوحدة ويؤثر على بناء روابط حقيقية ،ما يساهم في تعزيز الاتجاهات الفردانية والنرجسية.
وأردف قائلا إن العديد من الشباب التونسي يقضي ساعات طويلة على منصات التواصل الاجتماعي تقريبا بمعدل ست ساعات يوميا على حساب الدراسة والنشاطات المفيدة الأخرى مما قد يؤدي إلى ضعف التحصيل الدراسي وتراجع النتائج وتزايد صعوبة الاندماج في سوق العمل في المستقبل ، كما تتراجع لديهم قيم الالتزام والاجتهاد.
لذلك يجب التفكير حسب رأيه في إستراتيجيات شاملة لحماية الشباب التونسي من التأثيرات السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي ،بما في ذلك سن قوانين صارمة للحد من المحتوى الضار ودعم البرامج التربوية التي تعزز وعي الشباب بالقيم والأخلاق.
- أكثر من 5 ملايين تونسي يستعملون "التيك توك"
تونس-الصباح
ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في تحقيق حلم الثروة للعديد من المبحرين عليها الذين تحولوا من أناس بسطاء ماديا إلى أثرياء يرتدون أفخم الملابس ويركبون السيارات الفارهة ويقطنون في ارقي الأحياء خاصة المبحرين منهم على موقع التيك توك الذي فسح المجال لهم لتحقيق ثروة في وقت قصير أمام تقديمهم لمحتوى رديء وسيء وفي اغلب الأحيان خادش للحياء ويتعارض مع الآداب العامة وبلغ بالعديد منهم حد الظهور بوضعيات مخلة بالأخلاق الحميدة ومنافية للقيم المجتمعية للحصول على أكثر متابعين سواء على صفحتهم الرسمية على ذلك الموقع على غرار موقع التيك توك او خلال تقديمهم بث مباشر حتى ان إحداهن أكدت من خلال فيديو بثته على صفحتها الرسمية "انها كلما قدمت محتوى خادش للحياء كلما زاد عدد متابعيها خلال البث المباشر على التيك توك، وتتهافت بالتالي عليها هدايا البث المباشر من كل جهة فهذا يهديها أسدا والآخر وردة إلى غير ذلك من الهدايا التي تتحول بعد ذلك إلى مبالغ مالية تودع برصيدها، هذا فضلا عن الجولات التي يقوم بها هؤلاء خلال بثهم المباشر والتي تحقق لهم كذلك أرباحا مالية كبيرة.
صباح الشابي
تلك الرغبة في الحصول على المال بأيسر الطرق ودون عناء او جهد او تعب دفع ببعض "صانعات" المحتوى وخلال بث مباشر وفي إحدى الجولات لها على "التيك توك" الى حد تمزيق علم تونس في إطار استجابتها لقانون اللعبة...
تحقيق الربح السريع عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "التيك توك" او "الانستغرام" حول الكثير إلى مدمنين على تلك المواقع وتقديم محتويات تمس من قيمنا المجتمعية ومن تعاليم ديننا الإسلامي والهدف تحقيق الثروة المنشودة كلفهم ذلك ما كلفهم.
أصبحت هذه المواقع بيئة غير آمنة خاصة بالنسبة للأطفال والمراهقين الذين يتأثرون بسرعة من تلك المحتويات الرديئة غير الهادفة كذلك الشباب، ما دفع بالعديد من المواطنين إلى إطلاق صرخةَ فزع عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتتالت الدعوات إلى مطالبة الدولة بحظر تطبيق "التيك توك" خاصة بعد انتشار تلك المضامين السيئة لعدد من صناع المحتوى إناثا وذكورا سيما وان مضامينهم فيها تشجع على الانحطاط والتفسخ الأخلاقي وفيها ضرر أيضا بالقيم الاجتماعية والأخلاقية.
ولإيقاف نزيف تلك المحتويات والتصدي لهذه الظواهر
ومحاربتها والحفاظ على الذوق العام اتخذت وزيرة العدل قرارا رياديا طالبت من خلاله النيابة العمومية باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للتصدي لعدد من الممارسات، وفتح أبحاث جزائية ضد كل من يتعمّد إنتاج، أو عرض أو نشر بيانات معلوماتية أو بث صور أو مقاطع فيديو تحتوي على مضامين تمس من القيم الأخلاقية.
وأرجعت هذا الى القرار إلى ما اعتبرته انتشار ظاهرة تعمد بعض الأفراد استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصة "تيك توك" و"انستغرام"، لعرض محتويات معلوماتية تتعارض مع الآداب العامة أو استعمال عبارات أو الظهور بوضعيات مخلة بالأخلاق الحميدة أو منافية للقيم المجتمعية من شأنها التأثير سلبا على سلوكيات الشباب الذين يتفاعلون مع المنصات الالكترونية المذكورة، وفق نص أصدرته الوزارة على صفحتها الرسمية.
عقوبات جزائية..
تلك المحتويات الماسة بالقيم الاجتماعية والضارة بصفة مباشرة بالأطفال والمراهقين والشباب تندرج ضمن خانة الجرائم الإلكترونية التي يعاقب عليها القانون التونسي وعقوبتها توازي عقوبات الجرائم المادية حسبما اكده فريد بن جحا مضيفا أن الإطار القانوني للجرائم الالكترونية منصوص عليه في التشريع التونسي وانه بمجرد تدوينة يمكن أن تطبق العقوبات المنصوص عليها في القانون التونسي. وكل شخص يسيء لغيره عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتدوينة يعاقب حسب الفصل 86 من مجلة الاتصالات من عام إلى عامين سجنا وخطية تتراوح بين 100 و1000 دينار.
وبين أن الفصل222 من المجلة الجزائية ينص على عقوبة تتراوح بين 6 أشهر و 5 سنوات سجنا كل من يتعمد تهديد غيره سواء في العالم المادي أو الافتراضي.
وأضاف أن كل من يحرض على ارتكاب جرائم العنف والقتل والنهب وعلى الكراهية بين السكان فان عقوبته تتراوح بين عام و 3 أعوام سجنا مشيرا الى أنه وحسب قانون الإرهاب لسنة 2015 في الفصل الخامس منه فانه " يعاقب كل من يحرض على ارتكاب جريمة إرهابية بالسجن لمدة 20 عاما مع المراقبة الإدارية" موضحا أن الدعوة للاقتتال عبر تدوينات أو فيديوهات يدخل تحت طائلة قانون الإرهاب.
وقد نص الفصل 72 من المجلة الجزائية على معاقبة مرتكب جريمة التحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر حملات افتراضية لحمل السكان على مهاجمة بعضهم والدعوة لخلق فوضى تهدد السلم في البلاد وتندرج ضمن التآمر على أمنها بالإعدام.
وتجدر الإشارة الى ان دراسة كانت أعدتها مؤسسة "ميديا نت" في فيفري الفارط أن عدد مستخدمي منصة فيسبوك في تونس تطور بنحو 14 بالمائة في غضون عام واحد، ليبلغ عددهم حاليا نحو 7.7 مليون شخص.
واحتل "التيك توك" المرتبة الثانية بـ5.3 مليون مستخدم، يليه "انستغرام" بنحو 3.5 مليون مستخدم، وفق نفس الدراسة. كما أظهرت أن قرابة 10 مليون شخص يستخدمون الإنترنت في تونس أي بنسبة 79 بالمائة وهي نسبة تجعل بلادنا في المرتبة الثالثة قاريا والعاشرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ومثلما أشرنا فان القانون التونسي يعاقب كل من يستغل مواقع التواصل الاجتماعي لترويج محتوى يسيء الى الذوق العام ويخدش بالحياء... او كل من يروج لمحتوى يحرض على العنف او الكراهية او غيرهما ولكن ما هو رأي علم الاجتماع في الموضوع؟
مختص في علم الاجتماع لـ"الصباح" : مواقع مثل " التيك توك" فتحت المجال لظواهر تقليد سلوكيات خطيرة
اعتبر المختص في علم الاجتماع ممدوح عز الدين انه اذا نظرنا إلى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة منصة "تيك توك" على الشباب والمراهقين التونسيين من زاوية سوسيولوجية فإننا نلاحظ أن المجتمع التونسي تتشابك فيه الثقافة المحلية مع الثقافات الأجنبية حيث تبرز شبكات التواصل الاجتماعي كمجالات مفتوحة للمراهقين للتعرف على أنماط حياة وأفكار وقيم مختلف خاصة التيك توك الذي يدفع بعض الشباب إلى تقليد أو حتى تبني سلوكيات وأنماط تفكير قد تتعارض مع القيم المحلية وقد يتأثرون بما يسمى بـ" القدوات الزائفة" أو المؤثرين الذين يعرضون أنماط حياة تتسم بالمادية أو الاستهتار بالمسؤولية أو الحرية المفرطة.
الاستهتار بالقيم الاجتماعية
وينظر الى المحتوى غير الأخلاقي على تيك توك كأحد العناصر التي تضعف مناعة المراهقين والشباب أمام ثقافة الاستهتار بالقيم الاجتماعية والتلاعب بالتصورات الأخلاقية وقبول السلوكيات التي كانت تعتبر مرفوضة قد ينعكس سلبا على الأسرة والمدرسة كمؤسستين أساسيتين في تنشئة الطفل والمراهق مما يقود إلى تفكك الهوية الأخلاقية والتشويش على القيم الأساسية.
القلق َوالاكتئاب
وأضاف أن عدة دراسات أثبتت أن الاستخدام المتكرر والمستمر لمواقع التواصل الاجتماعي يزيد من مستوى القلق والاكتئاب بين الشباب ،إذ يشعر البعض منهم بضغط للتوافق مع معايير جمالية أو سلوكية مثالية تعرض على منصات التواصل الاجتماعي ،مما يؤثر على صحتهم النفسية بشكل سلبي ،وعندما تترافق هذه الضغوط مع محتويات مخلة أو مثيرة ،قد تزداد مشاعر الخوف من الوصم الاجتماعي.
"إن مواقع مثل تيك توك تفتح المجال لظواهر تقليد السلوكيات غير المسؤولة والخطرة مثل تحديات الرقص أو السلوكيات التي تتسم بالجرأة المفرطة.ويشجع سهولة الوصول لهذا المحتوى الشباب أحيانا على خوض تجارب قد تعرضهم للخطر، مما يؤثر على قدرتهم على بناء هوية متماسكة وإدراك سليم للمسؤوليات الاجتماعية.
التواصل الزائف..
وأكد أن مواقع التواصل الاجتماعي تخلق نوعا من " التواصل الزائف",حيث يتوهم المراهقون أنهم متصلون اجتماعيا في حين قد يكونون في عزلة فعلية عن محيطهم الأسري والاجتماعي الواقعي وضعف التواصل الفعلي مع العائلة والأصدقاء يزيد من شعورهم بالوحدة ويؤثر على بناء روابط حقيقية ،ما يساهم في تعزيز الاتجاهات الفردانية والنرجسية.
وأردف قائلا إن العديد من الشباب التونسي يقضي ساعات طويلة على منصات التواصل الاجتماعي تقريبا بمعدل ست ساعات يوميا على حساب الدراسة والنشاطات المفيدة الأخرى مما قد يؤدي إلى ضعف التحصيل الدراسي وتراجع النتائج وتزايد صعوبة الاندماج في سوق العمل في المستقبل ، كما تتراجع لديهم قيم الالتزام والاجتهاد.
لذلك يجب التفكير حسب رأيه في إستراتيجيات شاملة لحماية الشباب التونسي من التأثيرات السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي ،بما في ذلك سن قوانين صارمة للحد من المحتوى الضار ودعم البرامج التربوية التي تعزز وعي الشباب بالقيم والأخلاق.