رغم التحديات الاقتصادية التي تواجهها خلال السنوات الأخيرة، نجحت تونس في تسديد 82,2 % من خدمة الدين لسنة 2024، وفق ما أعلنت عنه وزيرة المالية سهام البوغديري نمصية، أمس الأول، خلال اجتماع مع لجنة المالية والميزانية لمجلس نواب الشعب ولجنة المالية والميزانية للمجلس الوطني للجهات والأقاليم. ولفتت الوزيرة الى أنه رغم نقص الموارد الخارجية، تمكنت تونس من تمويل الميزانية العامة للدولة، رغم الالتزامات، ونقص الموارد الذي يخلق ضغطًا إضافيًا على الحكومة لتوفير الموارد الداخلية اللازمة لتغطية النفقات وسداد الديون في الآجال المحددة. وأفادت انه "لن يتم تقديم قانون مالية تعديلي باعتبار أنه لن يتم تجاوز النفقات المقدرة"، مبيّنة أنّ التحكم في نفقات ميزانية 2025 وفي نسبة عجز الميزانية متواصل".
ووفقًا للمعطيات المقدمة، من الوزيرة، تشير التقديرات إلى أن حجم ميزانية الدولة لعام 2024 سيبلغ 78231 مليون دينار، أي بزيادة قدرها 3.3 % مقارنة بالنتائج المتوقعة لعام 2023. هذه الزيادة تعكس تطلعات الحكومة لتحسين الأداء المالي للدولة، إلا أنها تأتي في سياق عجز الميزانية المتوقع لعام 2025، والذي سيبلغ حوالي 10150 مليون دينار.
تسديد خدمة الدين الداخلي والخارجي
ورغم التحديات، تمكنت الدولة من تحقيق نسبة 82.2 % في تسديد خدمة الديون الداخلية والخارجية، وفقًا للمعلومات المتاحة. هذا الإنجاز يعتبر إيجابيًا في ظل الضغوطات المالية التي تواجهها الدولة، خاصة مع نقص الموارد الخارجية. ومع ذلك، فإن هذا الإنجاز لا ينفي وجود تحديات مستقبلية قد تعرقل قدرة الحكومة على الاستمرار في هذا المسار التصاعدي.
وتشير تقديرات الحكومة إلى أن تمويل العجز المتوقع لعام 2025 سيتم أساسًا من خلال موارد اقتراض تبلغ 28003 ملايين دينار. هذا الاعتماد الكبير على الاقتراض يثير تساؤلات حول مدى استدامة هذه السياسة في ظل ارتفاع مستويات الدين العام وتزايد تكاليف خدمة الدين.
أحد أكبر التحديات التي ستواجهها الحكومة التونسية في موفى 2024 هو نقص الموارد المالية الخارجية. هذا النقص ينعكس على قدرة الدولة على تمويل مشاريعها الاقتصادية والاجتماعية، ويضع ضغطًا إضافيًا على ميزانية الدولة التي تعتمد بشكل أساسي على الاقتراض لتغطية العجز.
ومع تزايد الاقتراض، تتزايد أيضًا تكاليف خدمة الدين، وهو ما يمثل عبئًا إضافيًا على الميزانية. الحكومة التونسية ستكون مطالبة بزيادة مواردها المالية الداخلية أو الحصول على تمويلات خارجية بشروط ميسرة لتغطية هذه التكاليف. ومع ذلك، فإن الاعتماد المفرط على الاقتراض قد يؤدي إلى ارتفاع نسب الفائدة وتفاقم مشكلة الدين العام. ورغم التحديات الكبيرة التي تواجهها تونس في 2024، إلا أن هناك فرصًا للتحسن تعمل الحكومة على استغلالها لتحقيق التوازن المالي والاقتصادي.
تعزيز الموارد الداخلية
أحد الإجراءات التي تعمل عليها الحكومة التونسية اليوم، تحسين الوضع المالي ، وتعزيز الموارد الداخلية من خلال تحسين كفاءة النظام الضريبي، محاربة الفساد، وتحسين أداء المؤسسات العمومية. هذه الإجراءات ساهمت في تقليص العجز وعززت من قدرة الحكومة على تسديد الديون في الآجال المحددة.
رغم نقص الموارد الخارجية، إلا أن تونس تمتلك العديد من المقومات التي يمكن أن تجعلها وجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية. من بين هذه المقومات، تحسين مناخ الأعمال، تقديم حوافز للمستثمرين، والعمل على استقرار الأوضاع السياسية والأمنية، ومن المتوقع أن يسهم ذلك في جذب استثمارات جديدة تساعد على تعزيز الاقتصاد الوطني.
تعزيز التعاون الدولي
وفي ظل التحديات المالية، تسعى تونس إلى تعزيز التعاون الدولي مع المؤسسات المالية العالمية والدول الصديقة للحصول على قروض بشروط ميسرة أو منح مالية تساعد في تخفيف الضغط على ميزانية الدولة. كما يمكن تعزيز التعاون في مجالات مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا لتحفيز النمو الاقتصادي.
وفي حال نجحت الحكومة في تعزيز مواردها الداخلية وجذب استثمارات خارجية جديدة، يمكن أن تتمكن من تسديد ديونها لسنة 2025 في الآجال المحددة، وتقليص العجز المالي. هذا السيناريو يتطلب اتخاذ إجراءات إصلاحية جريئة، وتحقيق استقرار سياسي واجتماعي يمكن أن يسهم في تحسين مناخ الأعمال.
أهمية تسديد الديون في 2024
يؤكد خبراء الاقتصاد لـ"الصباح"، أن تسديد الديون في الآجال المحددة يعزز مصداقية تونس على الساحة الدولية، سواء مع الدائنين أو المؤسسات المالية العالمية. الالتزام بتسديد الديون يرسل رسالة إيجابية إلى المستثمرين والممولين الخارجيين بأن تونس قادرة على الوفاء بالتزاماتها، وهو ما قد يسهم في تحسين شروط الاقتراض في المستقبل.
تراكم الديون قد يؤدي إلى أزمات مالية خطيرة، خاصة إذا عجزت الدولة عن سداد مستحقاتها في الآجال المحددة. في حال تأخر تونس عن تسديد ديونها، قد تواجه تداعيات سلبية مثل انخفاض التقييم الائتماني للبلاد، وهو ما سيؤدي إلى زيادة تكلفة الاقتراض في المستقبل، مما يعمق من العجز المالي.
تعزيز الاستقرار الاقتصادي
الالتزام بتسديد الديون يعزز الاستقرار الاقتصادي، حيث يساهم في استعادة الثقة في الاقتصاد الوطني، سواء من قبل الفاعلين المحليين أو الدوليين. هذا الاستقرار يسهم في تحسين مناخ الأعمال وتشجيع الاستثمارات، وهو ما تحتاجه تونس بشدة لتحفيز النمو الاقتصادي والتخفيف من البطالة، كما يعزز من العلاقات بين تونس والمؤسسات المالية الدولية المانحة.
تقليص العجز المالي
بالنظر إلى أن تمويل العجز في 2025 يعتمد بشكل كبير على موارد الاقتراض التي تقدر بـ 28003 مليون دينار، فإن تسديد الديون في 2024 سيوفر للدولة هامشًا أكبر لإدارة مواردها المالية بفعالية في 2025.
إذا نجحت تونس في تسديد كامل ديونها في 2024، فإنها قد تتمكن من تحسين شروط الاقتراض في المستقبل. فالدول التي تلتزم بتسديد ديونها في مواعيدها تحصل عادة على شروط تمويل أفضل، سواء من حيث نسب الفائدة أو فترات السداد. هذا سيخفف من عبء خدمة الدين في المستقبل ويتيح للحكومة فرصة توجيه المزيد من الموارد نحو التنمية والاستثمار. كما يسهم ذلك في استقرار العملة الوطنية، حيث يعزز من ثقة الأسواق المالية في الاقتصاد التونسي، علما وان استقرار العملة يقلل من مخاطر التضخم ويعزز من القدرة الشرائية للمواطنين، وهو ما سيكون له تأثير إيجابي على الاقتصاد الوطني في 2025.
ويمثل تسديد تونس لديونها الداخلية والخارجية في 2024 خطوة حاسمة لضمان الاستقرار المالي والاقتصادي في 2025. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين تسديد الديون وتحفيز النمو الاقتصادي.
سفيان المهداوي
تونس- الصباح
رغم التحديات الاقتصادية التي تواجهها خلال السنوات الأخيرة، نجحت تونس في تسديد 82,2 % من خدمة الدين لسنة 2024، وفق ما أعلنت عنه وزيرة المالية سهام البوغديري نمصية، أمس الأول، خلال اجتماع مع لجنة المالية والميزانية لمجلس نواب الشعب ولجنة المالية والميزانية للمجلس الوطني للجهات والأقاليم. ولفتت الوزيرة الى أنه رغم نقص الموارد الخارجية، تمكنت تونس من تمويل الميزانية العامة للدولة، رغم الالتزامات، ونقص الموارد الذي يخلق ضغطًا إضافيًا على الحكومة لتوفير الموارد الداخلية اللازمة لتغطية النفقات وسداد الديون في الآجال المحددة. وأفادت انه "لن يتم تقديم قانون مالية تعديلي باعتبار أنه لن يتم تجاوز النفقات المقدرة"، مبيّنة أنّ التحكم في نفقات ميزانية 2025 وفي نسبة عجز الميزانية متواصل".
ووفقًا للمعطيات المقدمة، من الوزيرة، تشير التقديرات إلى أن حجم ميزانية الدولة لعام 2024 سيبلغ 78231 مليون دينار، أي بزيادة قدرها 3.3 % مقارنة بالنتائج المتوقعة لعام 2023. هذه الزيادة تعكس تطلعات الحكومة لتحسين الأداء المالي للدولة، إلا أنها تأتي في سياق عجز الميزانية المتوقع لعام 2025، والذي سيبلغ حوالي 10150 مليون دينار.
تسديد خدمة الدين الداخلي والخارجي
ورغم التحديات، تمكنت الدولة من تحقيق نسبة 82.2 % في تسديد خدمة الديون الداخلية والخارجية، وفقًا للمعلومات المتاحة. هذا الإنجاز يعتبر إيجابيًا في ظل الضغوطات المالية التي تواجهها الدولة، خاصة مع نقص الموارد الخارجية. ومع ذلك، فإن هذا الإنجاز لا ينفي وجود تحديات مستقبلية قد تعرقل قدرة الحكومة على الاستمرار في هذا المسار التصاعدي.
وتشير تقديرات الحكومة إلى أن تمويل العجز المتوقع لعام 2025 سيتم أساسًا من خلال موارد اقتراض تبلغ 28003 ملايين دينار. هذا الاعتماد الكبير على الاقتراض يثير تساؤلات حول مدى استدامة هذه السياسة في ظل ارتفاع مستويات الدين العام وتزايد تكاليف خدمة الدين.
أحد أكبر التحديات التي ستواجهها الحكومة التونسية في موفى 2024 هو نقص الموارد المالية الخارجية. هذا النقص ينعكس على قدرة الدولة على تمويل مشاريعها الاقتصادية والاجتماعية، ويضع ضغطًا إضافيًا على ميزانية الدولة التي تعتمد بشكل أساسي على الاقتراض لتغطية العجز.
ومع تزايد الاقتراض، تتزايد أيضًا تكاليف خدمة الدين، وهو ما يمثل عبئًا إضافيًا على الميزانية. الحكومة التونسية ستكون مطالبة بزيادة مواردها المالية الداخلية أو الحصول على تمويلات خارجية بشروط ميسرة لتغطية هذه التكاليف. ومع ذلك، فإن الاعتماد المفرط على الاقتراض قد يؤدي إلى ارتفاع نسب الفائدة وتفاقم مشكلة الدين العام. ورغم التحديات الكبيرة التي تواجهها تونس في 2024، إلا أن هناك فرصًا للتحسن تعمل الحكومة على استغلالها لتحقيق التوازن المالي والاقتصادي.
تعزيز الموارد الداخلية
أحد الإجراءات التي تعمل عليها الحكومة التونسية اليوم، تحسين الوضع المالي ، وتعزيز الموارد الداخلية من خلال تحسين كفاءة النظام الضريبي، محاربة الفساد، وتحسين أداء المؤسسات العمومية. هذه الإجراءات ساهمت في تقليص العجز وعززت من قدرة الحكومة على تسديد الديون في الآجال المحددة.
رغم نقص الموارد الخارجية، إلا أن تونس تمتلك العديد من المقومات التي يمكن أن تجعلها وجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية. من بين هذه المقومات، تحسين مناخ الأعمال، تقديم حوافز للمستثمرين، والعمل على استقرار الأوضاع السياسية والأمنية، ومن المتوقع أن يسهم ذلك في جذب استثمارات جديدة تساعد على تعزيز الاقتصاد الوطني.
تعزيز التعاون الدولي
وفي ظل التحديات المالية، تسعى تونس إلى تعزيز التعاون الدولي مع المؤسسات المالية العالمية والدول الصديقة للحصول على قروض بشروط ميسرة أو منح مالية تساعد في تخفيف الضغط على ميزانية الدولة. كما يمكن تعزيز التعاون في مجالات مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا لتحفيز النمو الاقتصادي.
وفي حال نجحت الحكومة في تعزيز مواردها الداخلية وجذب استثمارات خارجية جديدة، يمكن أن تتمكن من تسديد ديونها لسنة 2025 في الآجال المحددة، وتقليص العجز المالي. هذا السيناريو يتطلب اتخاذ إجراءات إصلاحية جريئة، وتحقيق استقرار سياسي واجتماعي يمكن أن يسهم في تحسين مناخ الأعمال.
أهمية تسديد الديون في 2024
يؤكد خبراء الاقتصاد لـ"الصباح"، أن تسديد الديون في الآجال المحددة يعزز مصداقية تونس على الساحة الدولية، سواء مع الدائنين أو المؤسسات المالية العالمية. الالتزام بتسديد الديون يرسل رسالة إيجابية إلى المستثمرين والممولين الخارجيين بأن تونس قادرة على الوفاء بالتزاماتها، وهو ما قد يسهم في تحسين شروط الاقتراض في المستقبل.
تراكم الديون قد يؤدي إلى أزمات مالية خطيرة، خاصة إذا عجزت الدولة عن سداد مستحقاتها في الآجال المحددة. في حال تأخر تونس عن تسديد ديونها، قد تواجه تداعيات سلبية مثل انخفاض التقييم الائتماني للبلاد، وهو ما سيؤدي إلى زيادة تكلفة الاقتراض في المستقبل، مما يعمق من العجز المالي.
تعزيز الاستقرار الاقتصادي
الالتزام بتسديد الديون يعزز الاستقرار الاقتصادي، حيث يساهم في استعادة الثقة في الاقتصاد الوطني، سواء من قبل الفاعلين المحليين أو الدوليين. هذا الاستقرار يسهم في تحسين مناخ الأعمال وتشجيع الاستثمارات، وهو ما تحتاجه تونس بشدة لتحفيز النمو الاقتصادي والتخفيف من البطالة، كما يعزز من العلاقات بين تونس والمؤسسات المالية الدولية المانحة.
تقليص العجز المالي
بالنظر إلى أن تمويل العجز في 2025 يعتمد بشكل كبير على موارد الاقتراض التي تقدر بـ 28003 مليون دينار، فإن تسديد الديون في 2024 سيوفر للدولة هامشًا أكبر لإدارة مواردها المالية بفعالية في 2025.
إذا نجحت تونس في تسديد كامل ديونها في 2024، فإنها قد تتمكن من تحسين شروط الاقتراض في المستقبل. فالدول التي تلتزم بتسديد ديونها في مواعيدها تحصل عادة على شروط تمويل أفضل، سواء من حيث نسب الفائدة أو فترات السداد. هذا سيخفف من عبء خدمة الدين في المستقبل ويتيح للحكومة فرصة توجيه المزيد من الموارد نحو التنمية والاستثمار. كما يسهم ذلك في استقرار العملة الوطنية، حيث يعزز من ثقة الأسواق المالية في الاقتصاد التونسي، علما وان استقرار العملة يقلل من مخاطر التضخم ويعزز من القدرة الشرائية للمواطنين، وهو ما سيكون له تأثير إيجابي على الاقتصاد الوطني في 2025.
ويمثل تسديد تونس لديونها الداخلية والخارجية في 2024 خطوة حاسمة لضمان الاستقرار المالي والاقتصادي في 2025. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين تسديد الديون وتحفيز النمو الاقتصادي.