أعلنت الخطوط الجوية التونسية، الشركة الوطنية للنقل الجوي، أمس، عن نتائج نشاطها خلال الربع الثالث من السنة المالية 2024. تأتي هذه النتائج وسط تحديات متعددة تواجهها الشركة، بما في ذلك الارتفاع في تكاليف التشغيل والديون، إلى جانب تحقيق بعض التحسن في الأداء التشغيلي.
وفقًا لبيانات الشركة، فقد سجلت الخطوط التونسية زيادة طفيفة في عدد الركاب خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2024. بلغ عدد الركاب الذين تم نقلهم حوالي 1.98 مليون راكب، مقارنة بـ1.93 مليون راكب نهاية سبتمبر 2023، ما يمثل نموًا بنسبة 2.5%.
من ناحية الإيرادات، شهدت الشركة استقرارًا نسبيًا خلال الفترة نفسها، حيث ارتفعت العائدات بنسبة 0.5% فقط لتصل إلى 1,222 مليار دينار ، مقارنة بـ1,215 مليار دينار في نهاية سبتمبر 2023. وعلى الرغم من هذه الزيادة الطفيفة في الإيرادات، فإن متوسط الإيرادات لكل راكب تراجع من 513 دينارًا إلى 501 دينار، مما يعكس ضغوطًا على الشركة في تحقيق أرباح أعلى من كل رحلة.
ارتفاع في تكاليف التشغيل
أحد التحديات الرئيسية التي تواجه الشركة هو الارتفاع المستمر في تكاليف التشغيل. سجلت تكاليف الوقود، التي تمثل جزءًا كبيرًا من نفقات الشركة، ارتفاعًا بنسبة 2% لتصل إلى 335.5 مليون دينار تونسي. هذا الارتفاع ناتج عن زيادة استهلاك الوقود، مما يعكس زيادة في عدد الرحلات أو تحسين في أداء الأسطول.
بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت رسوم المطارات التي تدفعها الشركة بنسبة 9.8% لتصل إلى 285.6 مليون دينار، مقارنة بـ259.9 مليون دينار في الفترة نفسها من العام السابق. هذه الرسوم تشكل عبئًا إضافيًا على الشركة، خاصة في ظل التحديات المالية التي تواجهها.
من بين العوامل الأخرى التي أثرت على الأداء المالي للشركة هو ارتفاع نفقات الموظفين بنسبة 6.8%، على الرغم من تقليص عدد العاملين من 3,130 موظفًا في 2023 إلى 2,982 موظفًا في 2024. وبلغت نفقات الموظفين 158.3 مليون دينار مقارنة بـ148.2 مليون دينار في العام السابق. يعود هذا الارتفاع إلى الزيادات في الأجور الناتجة عن الاتفاقيات الجماعية، والتي تُعد جزءًا من الالتزامات التعاقدية للشركة تجاه موظفيها.
تحسن في سداد الديون المصرفية
في خطوة إيجابية، تمكنت الخطوط التونسية من تقليص ديونها المصرفية بشكل ملحوظ. انخفض حجم الديون من 752.7 مليون دينار في 31 ديسمبر 2023 إلى 673.8 مليون دينار في نهاية سبتمبر 2024. يُعزى هذا الانخفاض إلى سداد الشركة للدفعات المستحقة على القروض الحالية، والحد من اللجوء إلى قروض جديدة، مما يعكس تحسنًا في إدارة السيولة النقدية.
كما أظهرت الخطوط التونسية تحسنًا ملحوظًا في دقة مواعيد رحلاتها، حيث ارتفعت نسبة الالتزام بالمواعيد (تأخير أقل من 15 دقيقة) إلى 48% في نهاية سبتمبر 2024، مقارنة بنسبة 36% في الفترة نفسها من العام الماضي. هذا التحسن بمقدار 12 نقطة مئوية يعكس جهود الشركة في تحسين خدماتها والحد من تأخير الرحلات، وهو عامل أساسي في تحسين تجربة العملاء وجذب المزيد من الركاب.
لكن على الرغم من التحسن في دقة المواعيد، شهدت الشركة تراجعًا طفيفًا في نسبة امتلاء الطائرات، حيث انخفضت من 73.9% في نهاية سبتمبر 2023 إلى 72.1% في نفس الفترة من 2024. هذا التراجع يشير إلى أن الخطوط التونسية تواجه تحديات في تحقيق استخدام أمثل للسعة المتاحة على متن رحلاتها، وهو ما قد يؤثر سلبًا على العائدات الإجمالية.
الشفافية ودورها في تعزيز الأداء المالي
تمثل الشفافية في العمليات المالية والإدارية عنصرًا حيويًا في تحقيق فعالية أكبر في إدارة الشركات، وخاصة في القطاع العام مثل الخطوط التونسية. التحسينات التي أظهرتها النتائج المالية الأخيرة للشركة، لا سيما في مجال تقليص الديون المصرفية وتحسين دقة المواعيد، تعكس التزامًا باتباع سياسات أكثر شفافية في التعامل مع التحديات المالية والإدارية، ويتعلق الامر هنا بنجاعة الايقافات الاخيرة لمسؤولين صلب الشركة، حيث تتم محكامتهم في قضايا فساد، كانت السبب المباشر في تراجع أداء الشركة.
من خلال نشر البيانات المالية بانتظام، تتيح الشركة للمستثمرين والجمهور متابعة أدائها المالي والتشغيلي بوضوح، مما يعزز الثقة في إدارة الشركة. ويعد توفير معلومات دقيقة حول الإيرادات، التكاليف، وسداد الديون عاملا مهما مستقبلا في خلق بيئة من الثقة مع الشركاء الماليين، مما يمكن الشركة من الحصول على تمويل بشروط أفضل في المستقبل.
علاوة على ذلك، فإن الشفافية في التعامل مع النفقات، مثل نفقات الوقود والموظفين، تتيح للإدارة تحديد المجالات التي يمكن تحسينها أو تقليل التكاليف فيها. على سبيل المثال، قد يشجع هذا النوع من الشفافية على البحث عن بدائل أكثر كفاءة للوقود أو تحسين إدارة الموارد البشرية لتقليل الزيادات في التكاليف التشغيلية.
التحديات المستقبلية
رغم التحسن الطفيف الذي حققته الخطوط التونسية في بعض الجوانب، إلا أن الشركة ما زالت تواجه تحديات كبيرة على المدى القصير والمتوسط. الزيادة في تكاليف الوقود والرسوم الجوية، إلى جانب الضغط على الإيرادات نتيجة انخفاض متوسط الإيرادات لكل راكب، تضع الشركة في موقف يتطلب اتخاذ تدابير إضافية لضبط التكاليف وزيادة الكفاءة التشغيلية.
من ناحية أخرى، قد تحتاج الشركة إلى استراتيجيات جديدة لتحفيز الطلب على رحلاتها وزيادة نسبة امتلاء الطائرات، سواء من خلال تحسين تجربة العملاء أو توفير خدمات وتسهيلات إضافية تُشجع على زيادة الحجوزات.
واجمالا، تُظهر نتائج الخطوط التونسية للربع الثالث من عام 2024 تقدمًا طفيفًا في عدد الركاب وبعض مؤشرات الأداء المالي، إلا أن التحديات المتعلقة بارتفاع التكاليف التشغيلية والديون ما زالت قائمة. وعلى الرغم من التحسن في دقة المواعيد وتقليص الديون، إلا أن الشركة بحاجة إلى استراتيجيات أكثر فعالية لتحقيق توازن بين التكاليف والإيرادات، وزيادة نسبة امتلاء الطائرات لتعزيز الربحية.
جدير بالذكر،. فإن الشفافية التي تتبعها الخطوط التونسية خلال الفترة الأخيرة، من خلال نشر بياناتها المالية والإدارية تُعد خطوة إيجابية نحو تحسين الأداء الكلي، حيث تسهم في تعزيز الثقة مع الشركاء الماليين والجمهور، وهو ما قد يساعد الشركة في مواجهة التحديات المستقبلية بشكل أكثر فعالية.
سفيان المهداوي
تونس- الصباح
أعلنت الخطوط الجوية التونسية، الشركة الوطنية للنقل الجوي، أمس، عن نتائج نشاطها خلال الربع الثالث من السنة المالية 2024. تأتي هذه النتائج وسط تحديات متعددة تواجهها الشركة، بما في ذلك الارتفاع في تكاليف التشغيل والديون، إلى جانب تحقيق بعض التحسن في الأداء التشغيلي.
وفقًا لبيانات الشركة، فقد سجلت الخطوط التونسية زيادة طفيفة في عدد الركاب خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2024. بلغ عدد الركاب الذين تم نقلهم حوالي 1.98 مليون راكب، مقارنة بـ1.93 مليون راكب نهاية سبتمبر 2023، ما يمثل نموًا بنسبة 2.5%.
من ناحية الإيرادات، شهدت الشركة استقرارًا نسبيًا خلال الفترة نفسها، حيث ارتفعت العائدات بنسبة 0.5% فقط لتصل إلى 1,222 مليار دينار ، مقارنة بـ1,215 مليار دينار في نهاية سبتمبر 2023. وعلى الرغم من هذه الزيادة الطفيفة في الإيرادات، فإن متوسط الإيرادات لكل راكب تراجع من 513 دينارًا إلى 501 دينار، مما يعكس ضغوطًا على الشركة في تحقيق أرباح أعلى من كل رحلة.
ارتفاع في تكاليف التشغيل
أحد التحديات الرئيسية التي تواجه الشركة هو الارتفاع المستمر في تكاليف التشغيل. سجلت تكاليف الوقود، التي تمثل جزءًا كبيرًا من نفقات الشركة، ارتفاعًا بنسبة 2% لتصل إلى 335.5 مليون دينار تونسي. هذا الارتفاع ناتج عن زيادة استهلاك الوقود، مما يعكس زيادة في عدد الرحلات أو تحسين في أداء الأسطول.
بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت رسوم المطارات التي تدفعها الشركة بنسبة 9.8% لتصل إلى 285.6 مليون دينار، مقارنة بـ259.9 مليون دينار في الفترة نفسها من العام السابق. هذه الرسوم تشكل عبئًا إضافيًا على الشركة، خاصة في ظل التحديات المالية التي تواجهها.
من بين العوامل الأخرى التي أثرت على الأداء المالي للشركة هو ارتفاع نفقات الموظفين بنسبة 6.8%، على الرغم من تقليص عدد العاملين من 3,130 موظفًا في 2023 إلى 2,982 موظفًا في 2024. وبلغت نفقات الموظفين 158.3 مليون دينار مقارنة بـ148.2 مليون دينار في العام السابق. يعود هذا الارتفاع إلى الزيادات في الأجور الناتجة عن الاتفاقيات الجماعية، والتي تُعد جزءًا من الالتزامات التعاقدية للشركة تجاه موظفيها.
تحسن في سداد الديون المصرفية
في خطوة إيجابية، تمكنت الخطوط التونسية من تقليص ديونها المصرفية بشكل ملحوظ. انخفض حجم الديون من 752.7 مليون دينار في 31 ديسمبر 2023 إلى 673.8 مليون دينار في نهاية سبتمبر 2024. يُعزى هذا الانخفاض إلى سداد الشركة للدفعات المستحقة على القروض الحالية، والحد من اللجوء إلى قروض جديدة، مما يعكس تحسنًا في إدارة السيولة النقدية.
كما أظهرت الخطوط التونسية تحسنًا ملحوظًا في دقة مواعيد رحلاتها، حيث ارتفعت نسبة الالتزام بالمواعيد (تأخير أقل من 15 دقيقة) إلى 48% في نهاية سبتمبر 2024، مقارنة بنسبة 36% في الفترة نفسها من العام الماضي. هذا التحسن بمقدار 12 نقطة مئوية يعكس جهود الشركة في تحسين خدماتها والحد من تأخير الرحلات، وهو عامل أساسي في تحسين تجربة العملاء وجذب المزيد من الركاب.
لكن على الرغم من التحسن في دقة المواعيد، شهدت الشركة تراجعًا طفيفًا في نسبة امتلاء الطائرات، حيث انخفضت من 73.9% في نهاية سبتمبر 2023 إلى 72.1% في نفس الفترة من 2024. هذا التراجع يشير إلى أن الخطوط التونسية تواجه تحديات في تحقيق استخدام أمثل للسعة المتاحة على متن رحلاتها، وهو ما قد يؤثر سلبًا على العائدات الإجمالية.
الشفافية ودورها في تعزيز الأداء المالي
تمثل الشفافية في العمليات المالية والإدارية عنصرًا حيويًا في تحقيق فعالية أكبر في إدارة الشركات، وخاصة في القطاع العام مثل الخطوط التونسية. التحسينات التي أظهرتها النتائج المالية الأخيرة للشركة، لا سيما في مجال تقليص الديون المصرفية وتحسين دقة المواعيد، تعكس التزامًا باتباع سياسات أكثر شفافية في التعامل مع التحديات المالية والإدارية، ويتعلق الامر هنا بنجاعة الايقافات الاخيرة لمسؤولين صلب الشركة، حيث تتم محكامتهم في قضايا فساد، كانت السبب المباشر في تراجع أداء الشركة.
من خلال نشر البيانات المالية بانتظام، تتيح الشركة للمستثمرين والجمهور متابعة أدائها المالي والتشغيلي بوضوح، مما يعزز الثقة في إدارة الشركة. ويعد توفير معلومات دقيقة حول الإيرادات، التكاليف، وسداد الديون عاملا مهما مستقبلا في خلق بيئة من الثقة مع الشركاء الماليين، مما يمكن الشركة من الحصول على تمويل بشروط أفضل في المستقبل.
علاوة على ذلك، فإن الشفافية في التعامل مع النفقات، مثل نفقات الوقود والموظفين، تتيح للإدارة تحديد المجالات التي يمكن تحسينها أو تقليل التكاليف فيها. على سبيل المثال، قد يشجع هذا النوع من الشفافية على البحث عن بدائل أكثر كفاءة للوقود أو تحسين إدارة الموارد البشرية لتقليل الزيادات في التكاليف التشغيلية.
التحديات المستقبلية
رغم التحسن الطفيف الذي حققته الخطوط التونسية في بعض الجوانب، إلا أن الشركة ما زالت تواجه تحديات كبيرة على المدى القصير والمتوسط. الزيادة في تكاليف الوقود والرسوم الجوية، إلى جانب الضغط على الإيرادات نتيجة انخفاض متوسط الإيرادات لكل راكب، تضع الشركة في موقف يتطلب اتخاذ تدابير إضافية لضبط التكاليف وزيادة الكفاءة التشغيلية.
من ناحية أخرى، قد تحتاج الشركة إلى استراتيجيات جديدة لتحفيز الطلب على رحلاتها وزيادة نسبة امتلاء الطائرات، سواء من خلال تحسين تجربة العملاء أو توفير خدمات وتسهيلات إضافية تُشجع على زيادة الحجوزات.
واجمالا، تُظهر نتائج الخطوط التونسية للربع الثالث من عام 2024 تقدمًا طفيفًا في عدد الركاب وبعض مؤشرات الأداء المالي، إلا أن التحديات المتعلقة بارتفاع التكاليف التشغيلية والديون ما زالت قائمة. وعلى الرغم من التحسن في دقة المواعيد وتقليص الديون، إلا أن الشركة بحاجة إلى استراتيجيات أكثر فعالية لتحقيق توازن بين التكاليف والإيرادات، وزيادة نسبة امتلاء الطائرات لتعزيز الربحية.
جدير بالذكر،. فإن الشفافية التي تتبعها الخطوط التونسية خلال الفترة الأخيرة، من خلال نشر بياناتها المالية والإدارية تُعد خطوة إيجابية نحو تحسين الأداء الكلي، حيث تسهم في تعزيز الثقة مع الشركاء الماليين والجمهور، وهو ما قد يساعد الشركة في مواجهة التحديات المستقبلية بشكل أكثر فعالية.