الخبير التربوي نور الدين الشمنقي لـ"الصباح": مشاكل التلميذ التونسي لا تتعلق فقط باللغات الأجنبية بل حتى العربية.. ويجب وضع إستراتيجية وطنية للتكوين الأساسي والمستمر
يشتكي عدد كبير من الأولياء من البرنامج الدراسي لأبنائهم خاصة في السنوات الابتدائية وتحديدا تلاميذ السنة الثالثة، حيث يؤكد أغلب الأولياء على أن هذه السنة هي أولى سنوات أبنائهم في دراسة اللغة الفرنسية ولكن ما أثار حفيظتهم هو تطبيق برنامج "معقد نوعا ما" في دراسة اللغة الفرنسية باعتبار أن عملية التدرج المعهودة في تدريس هذه اللغة لم يعد معمولا به وأصبح التلميذ مطالبا مباشرة بتكوين جمل كاملة ومسترسلة قبل تدريسهم الأبجديات الأولى للغة الفرنسية من خلال الحروف.
وللوقوف على رأي خبراء التعليم، وحول مدى جدوى هذا التوجه لتلاميذ السنة الثالثة ابتدائي تحدثت "الصباح" الى الخبير التربوي نور الدين الشمنقي .
وقال محدثنا في هذا السياق، أنه من حيث المبدأ العلمي الذي تقّر به اللسانيات أن تلميذ في هذا العمر يمكنه تمّلك لغتين أو ثلاث على اعتبار أن اللغة هي المدخل الى بقية العلوم فالنظام التعليمي في تونس يشتغل بالرياضيات والعلوم والتاريخ والجغرافيا والتربية الإسلامية وكل هذه العمليات المعرفية أو المهارية من حيث الكفايات كلها تتم داخل الخطاب واللغة .
مشاكل التلميذ التونسي لا تتعلق فقط باللغات الأجنبية
وقال نور الدين الشمنقي، إن مشاكل التلميذ في تونس تتعلق أساسا باللغات وليس فقط اللغات الأجنبية كالفرنسية والإنقليزية بل حتى اللغة العربية باعتبارها اللغة الأولى بمنطق اللسانيات غير قادرين على تملكها.
واعتبر الخبير التربوي أن موقفه مثله مثل البيداغوجيين والتربويين أن أحد أهم تجارب التلميذ في أن يمتلك المعارف هو أن يمتلك أولا اللغة الوطنية لأنه يتداولها في بلده واللغة الفرنسية باعتبارها أيضا مكونا ثقافيا ويتم الاعتماد عليها في التواصل وهي أيضا لغة العلوم واللغة الأولى والمهمة والتي يجب تكريسها في المدرسة الابتدائية هي اللغة الانقليزية قائلا: التلميذ في حال امتلاكه لهذه اللغات الثلاث فإن المدرسة الابتدائية ستتمكن من تحسين أدائها مع مكونات أخرى مثل البنية التحتية وإعادة تطوير البرامج والمقاربات".
كما أفاد الخبير التربوي في إجابته على تساؤل "الصباح" حول الإشكال المتعلق بعدم تمكن التلاميذ من اللغة الفرنسية منذ البداية فهل إن الإشكال يتعلق بعدم جدوى النوادي في السنة الثانية ابتدائي أو أنه يجب أن يتحول الى حصص قارة منذ السنة الثانية، وقال محدثنا بان هناك مستويين، أولا أنه يمكن المقارنة مع المدارس الخاصة التي تدرس اللغات منذ السنوات الأولى وهي تجارب ناجحة باعتبار أن تعليم الألسن يكون خاضعا للمعايير العلمية والشروط البيداغوجية ولكن الإشكال يتعلق أولا بالارتجال في تقديم ساعتين فرنسية للسنة الثانية في شكل نادي وثانيا وهي المهمة هي التكوين متسائلا حول ما إن كان المدرسون والمدرسات يسيطرون على اللسان الفرنسي أو الانقليزي.
المدرس هو "قلب الرحى" في العملية التعلمية..
وقال محدثنا إن مقولة "التلميذ هو محور العملية التعليمية التعلمية" هي "أكذوبة" بالمعنى اللساني مضيفا بأن الأصل في الأشياء هو المدرس والفاعل التربوي عموما هو قلب الرحى في العملية التعليمية والتعلمية وببساطة فإن مدرس متكون تكوينا سليما ومتينا يترك أثرا بأي شكل من الأشكال .
إستراتيجية وطنية للتكوين الأساسي والمستمر
وفي ختام تصريحه، قال الخبير التربوي، نور الدين الشمنقي، إن المشكل يتعلق بالتكوين، داعيا الى وضع إستراتيجية وطنية للتكوين الأساسي لضمان استدامة لحسن اشتغال المدرسة العمومية وباعتباره عضوا في وضع الإجازة الوطنية للتربية والتعليم تم التركيز خلال هيكلة الإجازة على اللغات الى جانب التعلميات موضحا أن خريجي الإجازة ليس لديهم إشكال في تعليم اللغات وبالتالي المطروح اليوم على وزارة التربية هو إعادة التقييم والنظر في هذه التجربة من أجل تعميقها وتجاوز الهنات التي حصلت فيها .
أميرة الدريدي
الخبير التربوي نور الدين الشمنقي لـ"الصباح": مشاكل التلميذ التونسي لا تتعلق فقط باللغات الأجنبية بل حتى العربية.. ويجب وضع إستراتيجية وطنية للتكوين الأساسي والمستمر
يشتكي عدد كبير من الأولياء من البرنامج الدراسي لأبنائهم خاصة في السنوات الابتدائية وتحديدا تلاميذ السنة الثالثة، حيث يؤكد أغلب الأولياء على أن هذه السنة هي أولى سنوات أبنائهم في دراسة اللغة الفرنسية ولكن ما أثار حفيظتهم هو تطبيق برنامج "معقد نوعا ما" في دراسة اللغة الفرنسية باعتبار أن عملية التدرج المعهودة في تدريس هذه اللغة لم يعد معمولا به وأصبح التلميذ مطالبا مباشرة بتكوين جمل كاملة ومسترسلة قبل تدريسهم الأبجديات الأولى للغة الفرنسية من خلال الحروف.
وللوقوف على رأي خبراء التعليم، وحول مدى جدوى هذا التوجه لتلاميذ السنة الثالثة ابتدائي تحدثت "الصباح" الى الخبير التربوي نور الدين الشمنقي .
وقال محدثنا في هذا السياق، أنه من حيث المبدأ العلمي الذي تقّر به اللسانيات أن تلميذ في هذا العمر يمكنه تمّلك لغتين أو ثلاث على اعتبار أن اللغة هي المدخل الى بقية العلوم فالنظام التعليمي في تونس يشتغل بالرياضيات والعلوم والتاريخ والجغرافيا والتربية الإسلامية وكل هذه العمليات المعرفية أو المهارية من حيث الكفايات كلها تتم داخل الخطاب واللغة .
مشاكل التلميذ التونسي لا تتعلق فقط باللغات الأجنبية
وقال نور الدين الشمنقي، إن مشاكل التلميذ في تونس تتعلق أساسا باللغات وليس فقط اللغات الأجنبية كالفرنسية والإنقليزية بل حتى اللغة العربية باعتبارها اللغة الأولى بمنطق اللسانيات غير قادرين على تملكها.
واعتبر الخبير التربوي أن موقفه مثله مثل البيداغوجيين والتربويين أن أحد أهم تجارب التلميذ في أن يمتلك المعارف هو أن يمتلك أولا اللغة الوطنية لأنه يتداولها في بلده واللغة الفرنسية باعتبارها أيضا مكونا ثقافيا ويتم الاعتماد عليها في التواصل وهي أيضا لغة العلوم واللغة الأولى والمهمة والتي يجب تكريسها في المدرسة الابتدائية هي اللغة الانقليزية قائلا: التلميذ في حال امتلاكه لهذه اللغات الثلاث فإن المدرسة الابتدائية ستتمكن من تحسين أدائها مع مكونات أخرى مثل البنية التحتية وإعادة تطوير البرامج والمقاربات".
كما أفاد الخبير التربوي في إجابته على تساؤل "الصباح" حول الإشكال المتعلق بعدم تمكن التلاميذ من اللغة الفرنسية منذ البداية فهل إن الإشكال يتعلق بعدم جدوى النوادي في السنة الثانية ابتدائي أو أنه يجب أن يتحول الى حصص قارة منذ السنة الثانية، وقال محدثنا بان هناك مستويين، أولا أنه يمكن المقارنة مع المدارس الخاصة التي تدرس اللغات منذ السنوات الأولى وهي تجارب ناجحة باعتبار أن تعليم الألسن يكون خاضعا للمعايير العلمية والشروط البيداغوجية ولكن الإشكال يتعلق أولا بالارتجال في تقديم ساعتين فرنسية للسنة الثانية في شكل نادي وثانيا وهي المهمة هي التكوين متسائلا حول ما إن كان المدرسون والمدرسات يسيطرون على اللسان الفرنسي أو الانقليزي.
المدرس هو "قلب الرحى" في العملية التعلمية..
وقال محدثنا إن مقولة "التلميذ هو محور العملية التعليمية التعلمية" هي "أكذوبة" بالمعنى اللساني مضيفا بأن الأصل في الأشياء هو المدرس والفاعل التربوي عموما هو قلب الرحى في العملية التعليمية والتعلمية وببساطة فإن مدرس متكون تكوينا سليما ومتينا يترك أثرا بأي شكل من الأشكال .
إستراتيجية وطنية للتكوين الأساسي والمستمر
وفي ختام تصريحه، قال الخبير التربوي، نور الدين الشمنقي، إن المشكل يتعلق بالتكوين، داعيا الى وضع إستراتيجية وطنية للتكوين الأساسي لضمان استدامة لحسن اشتغال المدرسة العمومية وباعتباره عضوا في وضع الإجازة الوطنية للتربية والتعليم تم التركيز خلال هيكلة الإجازة على اللغات الى جانب التعلميات موضحا أن خريجي الإجازة ليس لديهم إشكال في تعليم اللغات وبالتالي المطروح اليوم على وزارة التربية هو إعادة التقييم والنظر في هذه التجربة من أجل تعميقها وتجاوز الهنات التي حصلت فيها .