إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

معركة بنزرت.. تظل خالدة/ تونس تحيي الذكرى الواحدة والستين لجلاء آخر جندي فرنسي

تونس- الصباح

تمر اليوم الذكرى الواحدة والستون لجلاء آخر جندي فرنسي عن التراب التونسي وتحديدا عن مدينة بنزرت حيث كانت فرنسا تحتفظ فيها بقاعدة عسكرية جوية، وتسيطر عل الميناء البحري، وذلك رغم إمضاء ميثاق الاستقلال في 20 مارس 1956. 

ويستحضر التونسيون في مثل هذا اليوم ذكرى ملحمة معركة بنزرت التي استشهد  فيها المئات من التونسيين، وهي معركة لم تكن متكافئة بالمرة، بين جيش فرنسي مدجج بالسلاح وبالطائرات الحربية، أمام قوات من الحرس الوطني ومئات المتطوعين، حتى أن بعضهم لم يكن مدربا بالشكل الكافي، وبعضهم الآخر لم يكن يحمل سلاحا وحاول مد يد المساعدة من الخطوط الخلفية.. 

قصص كثيرة وشهادات عديدة ما تزال تروى وتتناقلها الأجيال عن من كان شاهدا عن تلك المعركة الضروس، وعن دوافعها وخلفياتها السياسية والأمنية.. 

ومهما كانت ظروف وملابسات معركة بنزرت وما يردده بعض من عايشوا تلك الحقبة المصيرية من تاريخ تونس، إلا أن العبرة هو في نتيجة المعركة التي لم تذهب فيها دماء شهدائنا الأبرار سدى أو هباء، فقد أثبت التونسيون فيها أنهم مستعدون في كل وقت لفداء الوطن والدفاع عن كل ذرة تراب فيه مهما كانت التضحيات.. وهو ما أدركته فرنسا في النهاية واضطرت إلى توقيع اتفاق الجلاء التام عن تونس في 15 أكتوبر 1963 منهية بذلك حقبة طويلة من الاستعمار الذي دام أكثر من ثمانية عقود..  

ويعتبر عيد الجلاء الوطني مناسبة لاستحضار شهداء معركة بنزرت الذين فدوا الوطن بأرواحهم الزكية وهبّوا للتطوع دفاعا عن المدينة والمساهمة في دحر المستعمر من آخر ثكنة عسكرية ظل يحتفظ بها، وهي أيضا تذكير للأجيال الناشئة بما قام به آباؤنا من نضال وتفانٍ من أجل صون كرامة الوطن وعزته، والتأكيد على أن الشعب التونسي لم يكن ليرضى بأقل من استقلال شامل وتام واستعداده للموت دفاعا عن كل شبر من أرض تونس. 

وبعيدا عن استنتاجات بعض المؤرخين حين أكدوا وجود حسابات سياسية للزعيم الحبيب بورقيبة دفعته للدفع نحو خوض معركة بنزرت مهما كان الثمن، وذلك بحثا عن توازنات داخلية كانت ضرورية لشحن رصيده السياسي آنذاك بعد توقيع وثيقة الاستقلال مع احتفاظ فرنسا بامتيازات عسكرية وأمنية واقتصادية في تونس، في مقابل بداية تشكل امتداد شعبي لخصمه السياسي صالح بن يوسف على خلفية الاختلاف الحاد بين الزعيمين على منهج التفاوض مع فرنسا من أجل التوصل إلى الاستقلال التام.. فإن معركة بنزرت انتهت بمغادرة  آخر جندي فرنسي للتراب التونسي واستكمال الاستقلال النهائي والتام، والتمهيد لمرحلة الاستقلال الزراعي برحيل آخر المعمرين الزراعيين في 12 ماي 1964.. 

 

أهم الأحداث السابقة للمعركة 

بالعودة إلى أهم مراحل التاريخية لمعركة الجلاء التام، والتي مهدت لمعركة بنزرت الفاصلة، يتفق جل المؤرخين التونسيين على أن معركة الجلاء انطلقت فعليا يوم 8 فيفري 1958 بعد العدوان الفرنسي على قرية ساقية سيدي يوسف قرب الحدود الجزائرية وأسفرت عن سقوط عدد من الشهداء التونسيين والجزائريين تلتها مظاهرات حاشدة في كل من صفاقس ورمادة وقفصة وغيرها من المدن التونسية تنديدا بجرائم المستعمر الفرنسي.

وبعد العدوان على ساقية سيدي يوسف بأشهر، طلبت الحكومة التونسية من فرنسا إجلاء قواتها بطريقة دبلوماسية، خاصة بعد أن أدانت الأمم المتحدة الاعتداء الفرنسي..

 

ثم تتالت سلسلة الأحداث التي مهدت للمواجهة الحتمية الدامية، وفي ما يلي أهمها: 

29  مارس 1960: أعلنت فرنسا نيتها الجلاء عن الثكنات في مدينة بنزرت قبل 31 أكتوبر من السنة نفسها، ودراسة إمكانية تحويل الأنشطة الصناعية بسيدي عبد الله من الإنتاج الحربي إلى الإنتاج المدني، ووضعها في خدمة الاقتصاد التونسي.

27 فيفري 1961: عقد قمة "رامبويي" بين الرئيس الحبيب بورقيبة ونظيره الفرنسي شارل ديغول، انتهت بتغير الموقف الفرنسي ورفضه الانسحاب من القاعدة العسكرية ببنزرت. وأدركت الحكومة التونسية أن المساعي السياسية والدبلوماسية لم تعد كافية لإقناع فرنسا بالانسحاب الكلّي، خاصة أنه جابهها بالتجاهل وإطلاق أشغال توسعة حدود ومهبط الطائرات في مطار القاعدة الجوية بسيدي أحمد يوم 30 جوان 1961. 

30 جوان 1961: قوات الحرس الوطني تتصدى لأشغال توسعة مهبط الطائرات بثكنة سيدي أحمد، عن طريق إعادة الأسلاك والحواجز المعدنية التي وضعها الفرنسيون إلى حدودها السابقة، مما دفع بفرنسا إلى التعبير عن انزعاجها الشديد من الخطوة التي أقدمت عليها القوات التونسية، وأبلغت موقفها للوزير الأول التونسي الباهي الأدغم ووزير خارجيته الصادق المقدم.

4 جويلية 1961: اجتماع الديوان السياسي للحزب الدستوري التونسي برئاسة الزعيم الحبيب بورقيبة، وقرّر المقاومة والتصدي للمستعمر لاستعادة بنزرت وتحريرها كليا، رغم أن موازين القوى في ذلك الوقت لم تكن لصالح تونس وكان الجيش الوطني في طور التأسيس وفي حاجة إلى مزيد من المتطوعين والعتاد والسلاح. 

13 جويلية 1961: فرنسا تعلن رفض المفاوضات تحت التهديد. 

14 جويلية 1961: بورقيبة يعلن في خطاب ألقاه أمام 100 ألف تونسي، عزمه تحرير بنزرت قائلا: "يجب أن يعلم الجميع في تونس، وفي فرنسا وفي أي مكان آخر، أن هذه المعركة جدية".

19 جويلية 1961: اندلعت المواجهات بين المستعمر الفرنسي والجيش التونسي مدعوما بعدد من المتطوعين قرب مدينة بنزرت، مما أسفر عن سقوط مئات الشهداء، وتواصلت المعركة لمدة أربعة أيام إلى يوم 22 من نفس الشهر..

22 جويلية 1961: أصدر مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة قرارا يقضي بوقف إطلاق النار في مدينة بنزرت.

23 جويلية 1961: الإعلان عن وقف إطلاق النار لترك الفرصة أمام المفاوضات التي انتهت بإعلان فرنسا إجلاء قواتها من مدينة بنزرت وإخلاء القاعدة البحرية فيها. 

25 جويلية 1961: وصل إلى بنزرت الأمين العام للأمم المتحدة، داغ هامرشولد، بناء على دعوة عاجلة من الحبيب بورقيبة للاطلاع على الوضع الذي آلت إليه المدينة.

21 أوت 1961: عقد اجتماع بالأمم المتحدة للنظر في قضية بنزرت، انتهى بقرارات لفائدة تونس.

27 أوت 1961: صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية المطلقة على ضرورة فتح التفاوض بين تونس وفرنسا من أجل تحقيق الجلاء عن بنزرت.

يوم 18 سبتمبر 1961: توصّل تونس وفرنسا إلى اتفاق ينصّ على سحب القوات الفرنسية من بنزرت.

15 أكتوبر 1963: غادر الأدميرال الفرنسي فيفياي ميناء المدينة وتم بذلك إعلان نهاية مرحلة الاستعمار الفرنسي لتونس، التي كانت أولى احتفالاتها الرسمية بعيد الجلاء يوم 15 أكتوبر 1964.

 

اختلف المؤرخون في تقدير عدد ضحايا معركة بنزرت، فمنهم من قدرها بحوالي ألف شهيد، ومنهم من قدرها بأكثر من ألفين. 

لكن وزارة الدفاع الوطني تذكر في موقعها الخاص بالتراث والتاريخ العسكري التونسي أن عدد شهداء بنزرت يقدر بـ639 من بينهم 364 من الجيش، و45 من الحرس الوطني، و230 مدنيا، وبلغ عدد الجرحى حوالي ألف، في حين قتل من الجانب الفرنسي 27 عسكريا. 

إعداد: رفيق بن عبد الله  

معركة بنزرت.. تظل خالدة/ تونس تحيي الذكرى الواحدة والستين لجلاء آخر جندي فرنسي

تونس- الصباح

تمر اليوم الذكرى الواحدة والستون لجلاء آخر جندي فرنسي عن التراب التونسي وتحديدا عن مدينة بنزرت حيث كانت فرنسا تحتفظ فيها بقاعدة عسكرية جوية، وتسيطر عل الميناء البحري، وذلك رغم إمضاء ميثاق الاستقلال في 20 مارس 1956. 

ويستحضر التونسيون في مثل هذا اليوم ذكرى ملحمة معركة بنزرت التي استشهد  فيها المئات من التونسيين، وهي معركة لم تكن متكافئة بالمرة، بين جيش فرنسي مدجج بالسلاح وبالطائرات الحربية، أمام قوات من الحرس الوطني ومئات المتطوعين، حتى أن بعضهم لم يكن مدربا بالشكل الكافي، وبعضهم الآخر لم يكن يحمل سلاحا وحاول مد يد المساعدة من الخطوط الخلفية.. 

قصص كثيرة وشهادات عديدة ما تزال تروى وتتناقلها الأجيال عن من كان شاهدا عن تلك المعركة الضروس، وعن دوافعها وخلفياتها السياسية والأمنية.. 

ومهما كانت ظروف وملابسات معركة بنزرت وما يردده بعض من عايشوا تلك الحقبة المصيرية من تاريخ تونس، إلا أن العبرة هو في نتيجة المعركة التي لم تذهب فيها دماء شهدائنا الأبرار سدى أو هباء، فقد أثبت التونسيون فيها أنهم مستعدون في كل وقت لفداء الوطن والدفاع عن كل ذرة تراب فيه مهما كانت التضحيات.. وهو ما أدركته فرنسا في النهاية واضطرت إلى توقيع اتفاق الجلاء التام عن تونس في 15 أكتوبر 1963 منهية بذلك حقبة طويلة من الاستعمار الذي دام أكثر من ثمانية عقود..  

ويعتبر عيد الجلاء الوطني مناسبة لاستحضار شهداء معركة بنزرت الذين فدوا الوطن بأرواحهم الزكية وهبّوا للتطوع دفاعا عن المدينة والمساهمة في دحر المستعمر من آخر ثكنة عسكرية ظل يحتفظ بها، وهي أيضا تذكير للأجيال الناشئة بما قام به آباؤنا من نضال وتفانٍ من أجل صون كرامة الوطن وعزته، والتأكيد على أن الشعب التونسي لم يكن ليرضى بأقل من استقلال شامل وتام واستعداده للموت دفاعا عن كل شبر من أرض تونس. 

وبعيدا عن استنتاجات بعض المؤرخين حين أكدوا وجود حسابات سياسية للزعيم الحبيب بورقيبة دفعته للدفع نحو خوض معركة بنزرت مهما كان الثمن، وذلك بحثا عن توازنات داخلية كانت ضرورية لشحن رصيده السياسي آنذاك بعد توقيع وثيقة الاستقلال مع احتفاظ فرنسا بامتيازات عسكرية وأمنية واقتصادية في تونس، في مقابل بداية تشكل امتداد شعبي لخصمه السياسي صالح بن يوسف على خلفية الاختلاف الحاد بين الزعيمين على منهج التفاوض مع فرنسا من أجل التوصل إلى الاستقلال التام.. فإن معركة بنزرت انتهت بمغادرة  آخر جندي فرنسي للتراب التونسي واستكمال الاستقلال النهائي والتام، والتمهيد لمرحلة الاستقلال الزراعي برحيل آخر المعمرين الزراعيين في 12 ماي 1964.. 

 

أهم الأحداث السابقة للمعركة 

بالعودة إلى أهم مراحل التاريخية لمعركة الجلاء التام، والتي مهدت لمعركة بنزرت الفاصلة، يتفق جل المؤرخين التونسيين على أن معركة الجلاء انطلقت فعليا يوم 8 فيفري 1958 بعد العدوان الفرنسي على قرية ساقية سيدي يوسف قرب الحدود الجزائرية وأسفرت عن سقوط عدد من الشهداء التونسيين والجزائريين تلتها مظاهرات حاشدة في كل من صفاقس ورمادة وقفصة وغيرها من المدن التونسية تنديدا بجرائم المستعمر الفرنسي.

وبعد العدوان على ساقية سيدي يوسف بأشهر، طلبت الحكومة التونسية من فرنسا إجلاء قواتها بطريقة دبلوماسية، خاصة بعد أن أدانت الأمم المتحدة الاعتداء الفرنسي..

 

ثم تتالت سلسلة الأحداث التي مهدت للمواجهة الحتمية الدامية، وفي ما يلي أهمها: 

29  مارس 1960: أعلنت فرنسا نيتها الجلاء عن الثكنات في مدينة بنزرت قبل 31 أكتوبر من السنة نفسها، ودراسة إمكانية تحويل الأنشطة الصناعية بسيدي عبد الله من الإنتاج الحربي إلى الإنتاج المدني، ووضعها في خدمة الاقتصاد التونسي.

27 فيفري 1961: عقد قمة "رامبويي" بين الرئيس الحبيب بورقيبة ونظيره الفرنسي شارل ديغول، انتهت بتغير الموقف الفرنسي ورفضه الانسحاب من القاعدة العسكرية ببنزرت. وأدركت الحكومة التونسية أن المساعي السياسية والدبلوماسية لم تعد كافية لإقناع فرنسا بالانسحاب الكلّي، خاصة أنه جابهها بالتجاهل وإطلاق أشغال توسعة حدود ومهبط الطائرات في مطار القاعدة الجوية بسيدي أحمد يوم 30 جوان 1961. 

30 جوان 1961: قوات الحرس الوطني تتصدى لأشغال توسعة مهبط الطائرات بثكنة سيدي أحمد، عن طريق إعادة الأسلاك والحواجز المعدنية التي وضعها الفرنسيون إلى حدودها السابقة، مما دفع بفرنسا إلى التعبير عن انزعاجها الشديد من الخطوة التي أقدمت عليها القوات التونسية، وأبلغت موقفها للوزير الأول التونسي الباهي الأدغم ووزير خارجيته الصادق المقدم.

4 جويلية 1961: اجتماع الديوان السياسي للحزب الدستوري التونسي برئاسة الزعيم الحبيب بورقيبة، وقرّر المقاومة والتصدي للمستعمر لاستعادة بنزرت وتحريرها كليا، رغم أن موازين القوى في ذلك الوقت لم تكن لصالح تونس وكان الجيش الوطني في طور التأسيس وفي حاجة إلى مزيد من المتطوعين والعتاد والسلاح. 

13 جويلية 1961: فرنسا تعلن رفض المفاوضات تحت التهديد. 

14 جويلية 1961: بورقيبة يعلن في خطاب ألقاه أمام 100 ألف تونسي، عزمه تحرير بنزرت قائلا: "يجب أن يعلم الجميع في تونس، وفي فرنسا وفي أي مكان آخر، أن هذه المعركة جدية".

19 جويلية 1961: اندلعت المواجهات بين المستعمر الفرنسي والجيش التونسي مدعوما بعدد من المتطوعين قرب مدينة بنزرت، مما أسفر عن سقوط مئات الشهداء، وتواصلت المعركة لمدة أربعة أيام إلى يوم 22 من نفس الشهر..

22 جويلية 1961: أصدر مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة قرارا يقضي بوقف إطلاق النار في مدينة بنزرت.

23 جويلية 1961: الإعلان عن وقف إطلاق النار لترك الفرصة أمام المفاوضات التي انتهت بإعلان فرنسا إجلاء قواتها من مدينة بنزرت وإخلاء القاعدة البحرية فيها. 

25 جويلية 1961: وصل إلى بنزرت الأمين العام للأمم المتحدة، داغ هامرشولد، بناء على دعوة عاجلة من الحبيب بورقيبة للاطلاع على الوضع الذي آلت إليه المدينة.

21 أوت 1961: عقد اجتماع بالأمم المتحدة للنظر في قضية بنزرت، انتهى بقرارات لفائدة تونس.

27 أوت 1961: صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية المطلقة على ضرورة فتح التفاوض بين تونس وفرنسا من أجل تحقيق الجلاء عن بنزرت.

يوم 18 سبتمبر 1961: توصّل تونس وفرنسا إلى اتفاق ينصّ على سحب القوات الفرنسية من بنزرت.

15 أكتوبر 1963: غادر الأدميرال الفرنسي فيفياي ميناء المدينة وتم بذلك إعلان نهاية مرحلة الاستعمار الفرنسي لتونس، التي كانت أولى احتفالاتها الرسمية بعيد الجلاء يوم 15 أكتوبر 1964.

 

اختلف المؤرخون في تقدير عدد ضحايا معركة بنزرت، فمنهم من قدرها بحوالي ألف شهيد، ومنهم من قدرها بأكثر من ألفين. 

لكن وزارة الدفاع الوطني تذكر في موقعها الخاص بالتراث والتاريخ العسكري التونسي أن عدد شهداء بنزرت يقدر بـ639 من بينهم 364 من الجيش، و45 من الحرس الوطني، و230 مدنيا، وبلغ عدد الجرحى حوالي ألف، في حين قتل من الجانب الفرنسي 27 عسكريا. 

إعداد: رفيق بن عبد الله