أكد حاتم العويني، عضو المكتب السياسي لحزب الوطد الاشتراكي والقيادي بمسار توحيد الوطد، مواصلة التمسك بعدم العودة إلى ما قبل 24 جويلية والالتزام بمسار 25 جويلية خاصة في بعده السياسي المتمثل في القطع مع منظومة عشرية ما بعد ثورة 2011، رغم الهنات والنقائص التي تشوبه.
وبين في حديثه لـ"الصباح"، أن هناك نقدا للهنات التي تم تسجيلها خلال السنوات الثلاث الماضية في تاريخ هذا المسار. كما أفاد أن مسار توحيد العائلة الموسعة للوطد أدرك مرحلة متقدمة لأنه يعتبر أن التحديات القادمة تتطلب أن يكون "الوطد" القوة الحزبية البديلة المطروحة في المناخ السياسي الجديد لتونس.
وبقدر ترحيب حاتم العويني بنجاح مسار 25 جويلية في وضع حد لمنظومة الحكم خلال العشرية الماضية والقطع مع مكوناتها السياسية والحزبية، إلا أنه يعتبر أنه لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية ومناخ سياسي في الدولة دون وجود أحزاب. وأضاف: "صحيح أننا دعونا المواطنين للمشاركة في الانتخابات الرئاسية وعدم المقاطعة ولكننا حافظنا على استقلاليتنا في القرار وتركنا حرية الاختيار للناخبين".
وأضاف قائلا: "صحيح أننا نعتبر أن صفحة الأحزاب وأغلب الأجسام السياسية ورموزها، يمكن اعتبارها قد طويت بعد دخول مسار 25 حيز التنفيذ وسط ترحيب نسبة كبيرة من القواعد الشعبية بالأساس وحالة القطيعة والانهيار التي أصبحت تعيشها في هذه المرحلة، ولكن لا يمكن الحديث عن حياة سياسية ونظام ديمقراطي في تونس دون أحزاب سياسية. لذلك أعبر عن امتناني للدور الكبير الذي ما انفك يقوم به بعض القياديين والناشطين في الحقل السياسي من أوساط "الوطد" وغيرهم من بعض أبناء العائلة اليسارية والتقدميين لتوسيع قاعدة الاستقطاب ضمن مسار جديد وجدي للم الشتات ولتوحيد "الوطد"، لأننا نطرح أنفسنا كبديل سياسي وحزبي قوي قادر على فرض نسقه في المشهد السياسي في تونس. ولا أنكر أننا جربنا سابقا تجميع الأجسام السياسية اليسارية في "الجبهة الشعبية" وأعتقد أنها تجربة كانت ناجحة في بدايتها لكنها سريعا ما انهارت وتلاشت بعد اغتيال القيادي الشهيد شكري بلعيد ثم محمد البراهمي".
ويرى القيادي في مسار توحيد الوطنيين الديمقراطيين أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة أكدت مرة أخرى أن جل مكونات المشهد الحزبي والسياسي في تونس لم تستطع الخروج من "قوالبها" القديمة في ظل غياب بوادر النقد والمراجعات والتجديد والتطور مقابل التمسك بآليات وأساليب العمل والتفكير القديمة التي لم تعد مجدية وناجعة في تقديره، وذلك وفق نسق التغيرات الشاملة التي ما انفك يعرفها العالم. ويعتبر محدثنا أن بعض الأحزاب اليسارية وغيرها لا تزال جزءا من هذه "القوالب الجامدة".
لذلك يرى محدثنا أن الجميع حريص على أن يكون تجميع وبناء هذا الجسم السياسي الجديد وفق أسس كفيلة بخلق بديل سياسي قوي قادر على الحكم وكسب الرهنات والتحديات خلال المراحل والاستحقاقات القادمة، وذلك بعد "الاتعاظ" من عوامل فشل تجربة الجبهة الشعبية، لعل من أبرزها الابتعاد عن مسألة "الزعامتية" والآنية في الأهداف.
وتجدر الإشارة إلى أن مسار توحيد الوطنيين الديمقراطيين يضم كلا من الوطد الاشتراكي بقيادة الأمين العام النوري بالتومي وحزب الوطد الموحد بقيادة الأمين العام منجي الرحوي إضافة إلى المناضلين والشباب الناشط في الوطد غير المنتظمين، وقد انطلق منذ مدة بتنظيم ندوات إقليمية على غرار ندوتي قفصة وسوسة في انتظار تنظيم الندوة الموجهة لولايات الشمال في الفترة القادمة بجندوبة.
دور رقابي
كما أفاد عضو المكتب السياسي لحزب الوطد الاشتراكي أن الهدف من توحيد مسار الوطد في مرحلة أولى هو تكوين ائتلاف حزبي وسياسي قوي مساند لمسار 25 جويلية قادر على أن يكون قوة ضغط على السلطة في حال حادت عن أهدافها وانتظارات الجميع منها، لتحقيق جملة الأهداف والإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بالأساس. وأوضح قائلا: "نحن ننتظر أن تتم مراجعة بعض الخيارات والإجراءات لتأكيد أن منظومة الحكم التي يقودها قيس سعيد لا تشكل خطرا على الحريات أو المناخ الديمقراطي على غرار ما يتعلق بالمرسوم 54 ومراجعة بعض الأخطاء التي حصلت في السنوات الثلاث الماضية، من ذلك الحد من حدة التدخل الأمني وتعطل عديد المبادرات والمشاريع الإصلاحية وتأخر الحسم في بعض الملفات وغيرها".
وشدد بالقول أيضا: "اعترف أننا سوف لن نتحرك داخل مواقع القرار أو ضمن أطر السلطة لأننا نعتبر أنفسنا كمساندين لمسار 25 جويلية فاعلين سياسيين بأشكال مختلفة. وهو ما يسعى لتأكيده شباب الوطد، سواء في دعم قضية فلسطين أو في دعم القضايا الوطنية والاجتماعية وغيرها".
اختبار حقيقي
ويذهب حاتم العيوني في حديثه عن موقف حزبه الوطد الاشتراكي أو موقف مختلف مكونات مسار توحيد الوطنيين الديمقراطيين وغيرهم من العائلة التقدمية، من الانتخابات ونتائجها بأنه يعتبر ما أسفرت عنه من نتائج يدفع الجميع لاحترام إرادة حوالي ثلاثة ملايين تونسي اختاروا المشاركة في الاقتراع عبر الصندوق.
"إن كل التونسيين سيكونون انطلاقا من هذه المرحلة أمام امتحان أو اختبار حقيقي في ما يتعلق بسياسة الدولة خلال المرحلة القادمة بعد تجديد الثقة في قيس سعيد لرئاسة الجمهورية لعهدة جديدة"، واعتبر أنه من السابق لأوانه الحكم على ذلك من الآن. مضيفا "هذه المرة سوف لن نتسرع في ردود أفعالنا تجاه رئيس الجمهورية وسياسته ولكن ننتظر لنحكم له أو عليه إما بمواصلة دعمه أو الوقوف كمعارضين لسياسيته. فنحن لم نخف مواقفنا المنتقدة لسياسة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تجاه المترشحين للانتخابات الرئاسية الأخيرة أو تغيير القانون الانتخابي قبل أيام قليلة من إجراء الانتخابات. وهذا لا يعني أننا نعبر عن مساندتنا أو ترحيبنا بأي مبادرة أو إجراء رسمي".
وفيما يتعلق بعلاقة الشباب بالحياة السياسية اليوم ودعوة بعض الجهات الى ضرورة إيلاء هذه المسألة الأهمية خلال المرحلة القادمة وذلك بعد أن كشفت أرقام هيئة الانتخابات أن 6 % هي نسبة الشباب المشارك في الانتخابات الأخيرة أضاف العيويني قائلا: "في الحقيقة الشباب لم يقطع مع النشاط السياسي بل هو حاضر بقوة عبر مختلف شبكات التواصل الاجتماعي. لذلك الأمر يدعو للقيام بدراسات علمية وسوسيولوجية بما يمكن من حسن توظيف أو استغلال ذلك عمليا وميدانيا بعد أن مل جميعهم شكل النشاط السياسي والحزبي بأدواته ورموزه القديمة والمستهلكة".
حاورته : نزيهة الغضباني
تونس – الصباح
أكد حاتم العويني، عضو المكتب السياسي لحزب الوطد الاشتراكي والقيادي بمسار توحيد الوطد، مواصلة التمسك بعدم العودة إلى ما قبل 24 جويلية والالتزام بمسار 25 جويلية خاصة في بعده السياسي المتمثل في القطع مع منظومة عشرية ما بعد ثورة 2011، رغم الهنات والنقائص التي تشوبه.
وبين في حديثه لـ"الصباح"، أن هناك نقدا للهنات التي تم تسجيلها خلال السنوات الثلاث الماضية في تاريخ هذا المسار. كما أفاد أن مسار توحيد العائلة الموسعة للوطد أدرك مرحلة متقدمة لأنه يعتبر أن التحديات القادمة تتطلب أن يكون "الوطد" القوة الحزبية البديلة المطروحة في المناخ السياسي الجديد لتونس.
وبقدر ترحيب حاتم العويني بنجاح مسار 25 جويلية في وضع حد لمنظومة الحكم خلال العشرية الماضية والقطع مع مكوناتها السياسية والحزبية، إلا أنه يعتبر أنه لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية ومناخ سياسي في الدولة دون وجود أحزاب. وأضاف: "صحيح أننا دعونا المواطنين للمشاركة في الانتخابات الرئاسية وعدم المقاطعة ولكننا حافظنا على استقلاليتنا في القرار وتركنا حرية الاختيار للناخبين".
وأضاف قائلا: "صحيح أننا نعتبر أن صفحة الأحزاب وأغلب الأجسام السياسية ورموزها، يمكن اعتبارها قد طويت بعد دخول مسار 25 حيز التنفيذ وسط ترحيب نسبة كبيرة من القواعد الشعبية بالأساس وحالة القطيعة والانهيار التي أصبحت تعيشها في هذه المرحلة، ولكن لا يمكن الحديث عن حياة سياسية ونظام ديمقراطي في تونس دون أحزاب سياسية. لذلك أعبر عن امتناني للدور الكبير الذي ما انفك يقوم به بعض القياديين والناشطين في الحقل السياسي من أوساط "الوطد" وغيرهم من بعض أبناء العائلة اليسارية والتقدميين لتوسيع قاعدة الاستقطاب ضمن مسار جديد وجدي للم الشتات ولتوحيد "الوطد"، لأننا نطرح أنفسنا كبديل سياسي وحزبي قوي قادر على فرض نسقه في المشهد السياسي في تونس. ولا أنكر أننا جربنا سابقا تجميع الأجسام السياسية اليسارية في "الجبهة الشعبية" وأعتقد أنها تجربة كانت ناجحة في بدايتها لكنها سريعا ما انهارت وتلاشت بعد اغتيال القيادي الشهيد شكري بلعيد ثم محمد البراهمي".
ويرى القيادي في مسار توحيد الوطنيين الديمقراطيين أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة أكدت مرة أخرى أن جل مكونات المشهد الحزبي والسياسي في تونس لم تستطع الخروج من "قوالبها" القديمة في ظل غياب بوادر النقد والمراجعات والتجديد والتطور مقابل التمسك بآليات وأساليب العمل والتفكير القديمة التي لم تعد مجدية وناجعة في تقديره، وذلك وفق نسق التغيرات الشاملة التي ما انفك يعرفها العالم. ويعتبر محدثنا أن بعض الأحزاب اليسارية وغيرها لا تزال جزءا من هذه "القوالب الجامدة".
لذلك يرى محدثنا أن الجميع حريص على أن يكون تجميع وبناء هذا الجسم السياسي الجديد وفق أسس كفيلة بخلق بديل سياسي قوي قادر على الحكم وكسب الرهنات والتحديات خلال المراحل والاستحقاقات القادمة، وذلك بعد "الاتعاظ" من عوامل فشل تجربة الجبهة الشعبية، لعل من أبرزها الابتعاد عن مسألة "الزعامتية" والآنية في الأهداف.
وتجدر الإشارة إلى أن مسار توحيد الوطنيين الديمقراطيين يضم كلا من الوطد الاشتراكي بقيادة الأمين العام النوري بالتومي وحزب الوطد الموحد بقيادة الأمين العام منجي الرحوي إضافة إلى المناضلين والشباب الناشط في الوطد غير المنتظمين، وقد انطلق منذ مدة بتنظيم ندوات إقليمية على غرار ندوتي قفصة وسوسة في انتظار تنظيم الندوة الموجهة لولايات الشمال في الفترة القادمة بجندوبة.
دور رقابي
كما أفاد عضو المكتب السياسي لحزب الوطد الاشتراكي أن الهدف من توحيد مسار الوطد في مرحلة أولى هو تكوين ائتلاف حزبي وسياسي قوي مساند لمسار 25 جويلية قادر على أن يكون قوة ضغط على السلطة في حال حادت عن أهدافها وانتظارات الجميع منها، لتحقيق جملة الأهداف والإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بالأساس. وأوضح قائلا: "نحن ننتظر أن تتم مراجعة بعض الخيارات والإجراءات لتأكيد أن منظومة الحكم التي يقودها قيس سعيد لا تشكل خطرا على الحريات أو المناخ الديمقراطي على غرار ما يتعلق بالمرسوم 54 ومراجعة بعض الأخطاء التي حصلت في السنوات الثلاث الماضية، من ذلك الحد من حدة التدخل الأمني وتعطل عديد المبادرات والمشاريع الإصلاحية وتأخر الحسم في بعض الملفات وغيرها".
وشدد بالقول أيضا: "اعترف أننا سوف لن نتحرك داخل مواقع القرار أو ضمن أطر السلطة لأننا نعتبر أنفسنا كمساندين لمسار 25 جويلية فاعلين سياسيين بأشكال مختلفة. وهو ما يسعى لتأكيده شباب الوطد، سواء في دعم قضية فلسطين أو في دعم القضايا الوطنية والاجتماعية وغيرها".
اختبار حقيقي
ويذهب حاتم العيوني في حديثه عن موقف حزبه الوطد الاشتراكي أو موقف مختلف مكونات مسار توحيد الوطنيين الديمقراطيين وغيرهم من العائلة التقدمية، من الانتخابات ونتائجها بأنه يعتبر ما أسفرت عنه من نتائج يدفع الجميع لاحترام إرادة حوالي ثلاثة ملايين تونسي اختاروا المشاركة في الاقتراع عبر الصندوق.
"إن كل التونسيين سيكونون انطلاقا من هذه المرحلة أمام امتحان أو اختبار حقيقي في ما يتعلق بسياسة الدولة خلال المرحلة القادمة بعد تجديد الثقة في قيس سعيد لرئاسة الجمهورية لعهدة جديدة"، واعتبر أنه من السابق لأوانه الحكم على ذلك من الآن. مضيفا "هذه المرة سوف لن نتسرع في ردود أفعالنا تجاه رئيس الجمهورية وسياسته ولكن ننتظر لنحكم له أو عليه إما بمواصلة دعمه أو الوقوف كمعارضين لسياسيته. فنحن لم نخف مواقفنا المنتقدة لسياسة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تجاه المترشحين للانتخابات الرئاسية الأخيرة أو تغيير القانون الانتخابي قبل أيام قليلة من إجراء الانتخابات. وهذا لا يعني أننا نعبر عن مساندتنا أو ترحيبنا بأي مبادرة أو إجراء رسمي".
وفيما يتعلق بعلاقة الشباب بالحياة السياسية اليوم ودعوة بعض الجهات الى ضرورة إيلاء هذه المسألة الأهمية خلال المرحلة القادمة وذلك بعد أن كشفت أرقام هيئة الانتخابات أن 6 % هي نسبة الشباب المشارك في الانتخابات الأخيرة أضاف العيويني قائلا: "في الحقيقة الشباب لم يقطع مع النشاط السياسي بل هو حاضر بقوة عبر مختلف شبكات التواصل الاجتماعي. لذلك الأمر يدعو للقيام بدراسات علمية وسوسيولوجية بما يمكن من حسن توظيف أو استغلال ذلك عمليا وميدانيا بعد أن مل جميعهم شكل النشاط السياسي والحزبي بأدواته ورموزه القديمة والمستهلكة".