إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بالبنط العريض.. عن "رد الاحتلال" على إيران

 

فيما بدأ "حزب الله" في زيادة زخم هجماته الصاروخية على مستوطنات الشمال الإسرائيلي، وزيادة حدة حرب الاستنزاف في جنوب لبنان ضد الألوية الصهيونية التي يزداد عدادها يوما بعد يوم، أخذ "صخب" الرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير ضد أهداف عسكرية للاحتلال يتراجع، مع زيادة حسابات الحرب الشاملة وما يمكن أن تكلفه على العناصر المتدخلة في الصراع الحالي في الشرق الأوسط، وما يمكن أن تخلفه من انعكاسات مباشرة وغير مباشرة على الاقتصاد الدولي.

أول هذه العناصر هي دول الخليج، التي تعتبر الصناعة النفطية العمود الفقري لاقتصادياتها، والتي ترى أن هذه الحرب لا يمكن أن تساعد الاستراتيجيات التي اعتمدتها للتنمية على المدى القصير (سنة 2030).

فمثل هذه الحرب، قد تجعل المنطقة برميل بارود متحرك، سيشعل أسعار النفط بصفة كبيرة خصوصا وأن أكثر من 30%، وحتى أكثر من إنتاج العالم للنفط سيكون في دائرة النار، وهو ما يدفع بهذه الأسعار للاشتعال مجددا كما كان الحال في حرب سنة 1973 بين مصر والكيان المحتل، أو ما سمي آنذاك بالأزمة النفطية الأولى.

ولا يبدو أن أزمة النفط ستكون لها تداعيات فقط على دول الخليج، فهناك توجسات في أوروبا التي ترى في مثل هذه الحرب أو تداعيات أية ضربة إسرائيلية على أهداف في قطاع النفط والغاز الإيراني، ضربة لاستقرار سوق الطاقة قبيل دخول الشتاء، في وقت كافحت فيه أوروبا 3 سنوات لإحراز استقرار معين في فاتورة الطاقة بعد مخلفات الحرب الروسية على أوكرانيا، وما سببه ذلك من ابتعاد لأوروبا عن الفلك الروسي في التزود بالغاز الطبيعي والنفط، وهو ما رفع سعره بصفة كبيرة، وتسبب في تعطيل آلة الإنتاج الألمانية التي تشكو بدورها من بداية تقطع في نسيجها الصناعي وإغلاق مصانع بسبب ارتفاع كلفة الطاقة، عما كانت عليه قبل 2022.

ويبدو أن ضربة إسرائيلية لإيران، قد تحرج الإدارة الأمريكية وخاصة نائبة الرئيس كامالا هاريس التي تخوض حربا انتخابية رئاسية مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وأن أية ضربة إسرائيلية لإيران قد تشمل النفط وخصوصا الملف النووي قد تتسبب في تراجع حظوظ هاريس في خلافة جو بايدن في المكتب البيضاوي، فهذا الأخير أمضى كثيرا من عهدته الرئاسية محاولا إحداث استقرار في أسعار الطاقة بعد ارتفاعها بسبب الحرب في أوكرانيا وتداعياتها المؤلمة على "دافعي الضرائب الأمريكيين"، وكذلك بسبب طبيعة الحملة الانتخابية لهاريس التي تستهدف الطبقات المتوسطة والضعيفة، والتي تتأثر مباشرة بارتفاع أسعار الطاقة، مما يدفع كل أسعار أغلب المواد الأخرى للارتفاع تدريجيا.

إن ضربة إسرائيلية لإيران قد لا تكون مدروسة، لا يدع مجالا للشك بأنها لن تنقلب إلى حرب شاملة، ومع "فيتو" أمريكي وأوروبي ضد تل أبيب لمنعها من ضرب النفط والمنشآت النووية الإيرانية، قد تكون تداعياته الذهاب نحو انحصار الحرب أكثر فأكثر في جنوب لبنان، الذي حوله الاحتلال لساحة الحرب الأولى، ودفع بكل بيضه فيه، بعد أن أعلن قطاع غزة ساحة حرب ثانوية.

 

 

بالبنط العريض..   عن "رد الاحتلال" على إيران

 

فيما بدأ "حزب الله" في زيادة زخم هجماته الصاروخية على مستوطنات الشمال الإسرائيلي، وزيادة حدة حرب الاستنزاف في جنوب لبنان ضد الألوية الصهيونية التي يزداد عدادها يوما بعد يوم، أخذ "صخب" الرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير ضد أهداف عسكرية للاحتلال يتراجع، مع زيادة حسابات الحرب الشاملة وما يمكن أن تكلفه على العناصر المتدخلة في الصراع الحالي في الشرق الأوسط، وما يمكن أن تخلفه من انعكاسات مباشرة وغير مباشرة على الاقتصاد الدولي.

أول هذه العناصر هي دول الخليج، التي تعتبر الصناعة النفطية العمود الفقري لاقتصادياتها، والتي ترى أن هذه الحرب لا يمكن أن تساعد الاستراتيجيات التي اعتمدتها للتنمية على المدى القصير (سنة 2030).

فمثل هذه الحرب، قد تجعل المنطقة برميل بارود متحرك، سيشعل أسعار النفط بصفة كبيرة خصوصا وأن أكثر من 30%، وحتى أكثر من إنتاج العالم للنفط سيكون في دائرة النار، وهو ما يدفع بهذه الأسعار للاشتعال مجددا كما كان الحال في حرب سنة 1973 بين مصر والكيان المحتل، أو ما سمي آنذاك بالأزمة النفطية الأولى.

ولا يبدو أن أزمة النفط ستكون لها تداعيات فقط على دول الخليج، فهناك توجسات في أوروبا التي ترى في مثل هذه الحرب أو تداعيات أية ضربة إسرائيلية على أهداف في قطاع النفط والغاز الإيراني، ضربة لاستقرار سوق الطاقة قبيل دخول الشتاء، في وقت كافحت فيه أوروبا 3 سنوات لإحراز استقرار معين في فاتورة الطاقة بعد مخلفات الحرب الروسية على أوكرانيا، وما سببه ذلك من ابتعاد لأوروبا عن الفلك الروسي في التزود بالغاز الطبيعي والنفط، وهو ما رفع سعره بصفة كبيرة، وتسبب في تعطيل آلة الإنتاج الألمانية التي تشكو بدورها من بداية تقطع في نسيجها الصناعي وإغلاق مصانع بسبب ارتفاع كلفة الطاقة، عما كانت عليه قبل 2022.

ويبدو أن ضربة إسرائيلية لإيران، قد تحرج الإدارة الأمريكية وخاصة نائبة الرئيس كامالا هاريس التي تخوض حربا انتخابية رئاسية مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وأن أية ضربة إسرائيلية لإيران قد تشمل النفط وخصوصا الملف النووي قد تتسبب في تراجع حظوظ هاريس في خلافة جو بايدن في المكتب البيضاوي، فهذا الأخير أمضى كثيرا من عهدته الرئاسية محاولا إحداث استقرار في أسعار الطاقة بعد ارتفاعها بسبب الحرب في أوكرانيا وتداعياتها المؤلمة على "دافعي الضرائب الأمريكيين"، وكذلك بسبب طبيعة الحملة الانتخابية لهاريس التي تستهدف الطبقات المتوسطة والضعيفة، والتي تتأثر مباشرة بارتفاع أسعار الطاقة، مما يدفع كل أسعار أغلب المواد الأخرى للارتفاع تدريجيا.

إن ضربة إسرائيلية لإيران قد لا تكون مدروسة، لا يدع مجالا للشك بأنها لن تنقلب إلى حرب شاملة، ومع "فيتو" أمريكي وأوروبي ضد تل أبيب لمنعها من ضرب النفط والمنشآت النووية الإيرانية، قد تكون تداعياته الذهاب نحو انحصار الحرب أكثر فأكثر في جنوب لبنان، الذي حوله الاحتلال لساحة الحرب الأولى، ودفع بكل بيضه فيه، بعد أن أعلن قطاع غزة ساحة حرب ثانوية.