-الحمى القلاعية أخطرها.. الوضع مستقر والأمراض الحيوانية غير معزولة عن الإنسان
تونس – الصباح
أكدت سناء قاسم المديرة العامة للمصالح البيطرية بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري أن الوضع بالنسبة للأمراض الحيوانية مستقر وأن المصالح البيطرية تقوم بحملات التلقيح ضد داء الكلب والتي ستستمر الى غاية موفى أكتوبر الحالي، مشيرة الى أن داء الكلب مرض قاتل ولا يصيب فقط الكلاب بل كل الحيوانات ذات الدم الحار.
وقالت قاسم أن اليوم العلمي للأمراض الحيوانية العابرة للحدود في دورته الثامنة والذي التئم (أمس) يهتم بالوقاية من الأمراض الحيوانية والتصرف فيها وذلك في إطار انتهاج طريق الصحة الواحدة لأن هذه الأمراض غير معزولة عن الإنسان.
كما أفادت المديرة العامة للمصالح البيطرية بوزارة الفلاحة أنه سيتم تداول مرض الحمى القلاعية باعتباره يعد أخطر الأمراض الحيوانية وأكثرها انتشارا وعدوى، إضافة الى داء الكلب خاصة بعد تسجيل 9 حالات وفاة خلال هذه السنة ومرض الجلد العقدي الذي انتشر في دول الجوار وتم رصد تسجيل حالة واحدة فقط الى حد الآن، ورغم أنه مرض حيواني بحت لكن له تداعيات اقتصادية على قطيع الأبقار. هذا الى جانب تداول مرض انفلونزا الطيور وهو من الأمراض المنقولة من الحيوان الى الإنسان.
وحسب قاسم فإن للأمراض الحيوانية كلفة اقتصادية تتمثل في تسجيل خسائر على مستوى القطيع من حيث تدني الإنتاج والإنتاجية وكذلك تراجع القيمة المالية للحيوان.
ومن جانبه أكد مالك الزرلي، مكلف بمأمورية بديوان وزير الفلاحة، لـ"الصباح" أن الأمراض الحيوانية نوعان، منها التي تنتقل الى الإنسان مثل داء الكلب والسل عند الأبقار وهناك أمراض حيوانية بحتة مثل مرض التهاب الجلد العقدي لدى الأبقار الذي تم اكتشاف وجوده بتونس في شهر جويلية الفارط وهو مرض قد يتسبب في موت جزء من القطيع في حال تفشيه، مشيرا الى أن هذا المرض انتشر أولا في ليبيا ثم الجزائر ووصل منذ أشهر قليلة الى تونس.
وأفاد الزرلي أن هذه الامراض متأتية أساسا من الحركية بين دول جنوب الصحراء ودول شمال القارة الإفريقية، وبالنسبة لمرض الجلد العقدي فإنه ظهر لأول مرة بتسجيل حالة فقط وسيتم اقتناء اللقاح والقيام بحملات لحماية القطيع.
وأضاف محدثنا أن هناك اهتماما خاصا بالثروة الحيوانية والأمراض المهددة لها في السنوات الأخيرة رغم تواجدها منذ عشرات السنين مثل أنفلونزا الطيور الذي ظهر منذ 2005، كما مر على مرض جنون البقر حوالي نصف قرن حين ظهر سنة 1986.
وخلال إشرافه أمس على افتتاح اليوم العلمي للأمراض الحيوانية العابرة للحدود في دورته الثامنة تحت شعار "الوقاية والتصرف في الأمراض الحيوانية: رهان الأمراض العابرة للحدود"، وهو ملتقى علمي يجمع كل سنتين خبراء الصحة الحيوانية لتدارس المستجدات العالمية والإقليمية والوطنية المتعلقة بالأمراض العابرة للحدود وطرق مقاومتها، وأكد هيكل خشلاف رئيس ديوان وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري أنّ القطاع الفلاحي يعتبر قطاعا استراتيجيا وأحد ركائز الاقتصاد التونسي من خلال مساهمته في الأمن الغذائي وكذلك من خلال مساهمته في الميزان التّجاري بفضل الصادرات الفلاحيّة، مبيّنا أن الثروة الحيوانية تلعب أيضًا دورا رئيسيا في الفلاحة وتساهم بنسبة 38 بالمائة من القيمة المضافة للإنتاج الفلاحي وتوفر فرص عمل لـ22 بالمائة من اليد العاملة في القطاع الفلاحي.
كما بيّن رئيس الديوان أن الأمراض الحيوانية العابرة للحدود على غرار مرض الحمى القلاعية ومرض الجلد العقدي لدى الأبقار وطاعون المجترات الصغيرة، لا تزال تهدد الثروة الحيوانية وتكبد الدولة خسائر جسيمة وتؤثر سلبا على الأمن الغذائي وعلى سلامة الأغذية ذات الأصل الحيواني والتّبادل التجاري بين البلدان، مشددا على أهمية تطوير الإستراتيجيات والإطار التشريعي للصحة الحيوانية من أجل بلوغ أهداف الأمن والسلامة الغذائية ورفع دخل المربين وتثبيت التوازنات الجهوية وتنمية قدرات التصدير.
وقد حضر الملتقى العلمي كل من ممثّل المكتب الإقليمي للمنظمة العالميّة للصّحة الحيوانية بشمال إفريقيا، وممثل المكتب الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بشمال إفريقيا، وثلة من الخبراء وممثلي المنظمات العالمية وممثلي المصالح البيطرية بالبلدان الشقيقة المغرب والجزائر.
من جانبه أكد عمر بن سليمان ممثل مخبر مختص في صناعة وترويج اللقاحات البيطرية والمشرف على تنظيم الدورة الثامنة لليوم العلمي للأمراض الحيوانية العابرة للحدود بالتعاون مع إدارة الصحة الحيوانية بوزارة الفلاحية أن هناك أمراضا حيوانية شرسة تفشت في عديد الدول مثل مرض اللسان الأزرق الذي انتشر في أوروبا بأنواع جديدة وهو شرس ويتسبب في خسائر كبيرة وأمراض أخرى تمس الأبقار مثل مرض الجلد العقدي الذي ظهر في إفريقيا وهو الآن موجود بدول أوروبا وآسيا وكذلك في بلدان مجاورة لتونس.
وشدد على ضرورة إيجاد حلول لهذه الأمراض الحيوانية العابرة للحدود خاصة وأن 60 بالمائة من الأمراض المعدية مصدرها حيواني.
وذكر بأنه خلال الملتقى العلمي سيتم التطرق إلى أمراض الحمى القلاعية وداء الكلب وأنفلونزا الطيور ومرض الجلد العقدي الذي يصيب الأبقار.
كما شدد بن سليمان على ضرورة مواكبة اللقاحات نظرا لتغير طبيعة الأمراض الحيوانية، مشيرا إلى أن
تونس لديها رصيد هام من الكفاءات في مجال الطب البيطري لكن يبقى العائق الوحيد هو توفر الإمكانيات، على حد قوله.
جهاد الكلبوسي
-الحمى القلاعية أخطرها.. الوضع مستقر والأمراض الحيوانية غير معزولة عن الإنسان
تونس – الصباح
أكدت سناء قاسم المديرة العامة للمصالح البيطرية بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري أن الوضع بالنسبة للأمراض الحيوانية مستقر وأن المصالح البيطرية تقوم بحملات التلقيح ضد داء الكلب والتي ستستمر الى غاية موفى أكتوبر الحالي، مشيرة الى أن داء الكلب مرض قاتل ولا يصيب فقط الكلاب بل كل الحيوانات ذات الدم الحار.
وقالت قاسم أن اليوم العلمي للأمراض الحيوانية العابرة للحدود في دورته الثامنة والذي التئم (أمس) يهتم بالوقاية من الأمراض الحيوانية والتصرف فيها وذلك في إطار انتهاج طريق الصحة الواحدة لأن هذه الأمراض غير معزولة عن الإنسان.
كما أفادت المديرة العامة للمصالح البيطرية بوزارة الفلاحة أنه سيتم تداول مرض الحمى القلاعية باعتباره يعد أخطر الأمراض الحيوانية وأكثرها انتشارا وعدوى، إضافة الى داء الكلب خاصة بعد تسجيل 9 حالات وفاة خلال هذه السنة ومرض الجلد العقدي الذي انتشر في دول الجوار وتم رصد تسجيل حالة واحدة فقط الى حد الآن، ورغم أنه مرض حيواني بحت لكن له تداعيات اقتصادية على قطيع الأبقار. هذا الى جانب تداول مرض انفلونزا الطيور وهو من الأمراض المنقولة من الحيوان الى الإنسان.
وحسب قاسم فإن للأمراض الحيوانية كلفة اقتصادية تتمثل في تسجيل خسائر على مستوى القطيع من حيث تدني الإنتاج والإنتاجية وكذلك تراجع القيمة المالية للحيوان.
ومن جانبه أكد مالك الزرلي، مكلف بمأمورية بديوان وزير الفلاحة، لـ"الصباح" أن الأمراض الحيوانية نوعان، منها التي تنتقل الى الإنسان مثل داء الكلب والسل عند الأبقار وهناك أمراض حيوانية بحتة مثل مرض التهاب الجلد العقدي لدى الأبقار الذي تم اكتشاف وجوده بتونس في شهر جويلية الفارط وهو مرض قد يتسبب في موت جزء من القطيع في حال تفشيه، مشيرا الى أن هذا المرض انتشر أولا في ليبيا ثم الجزائر ووصل منذ أشهر قليلة الى تونس.
وأفاد الزرلي أن هذه الامراض متأتية أساسا من الحركية بين دول جنوب الصحراء ودول شمال القارة الإفريقية، وبالنسبة لمرض الجلد العقدي فإنه ظهر لأول مرة بتسجيل حالة فقط وسيتم اقتناء اللقاح والقيام بحملات لحماية القطيع.
وأضاف محدثنا أن هناك اهتماما خاصا بالثروة الحيوانية والأمراض المهددة لها في السنوات الأخيرة رغم تواجدها منذ عشرات السنين مثل أنفلونزا الطيور الذي ظهر منذ 2005، كما مر على مرض جنون البقر حوالي نصف قرن حين ظهر سنة 1986.
وخلال إشرافه أمس على افتتاح اليوم العلمي للأمراض الحيوانية العابرة للحدود في دورته الثامنة تحت شعار "الوقاية والتصرف في الأمراض الحيوانية: رهان الأمراض العابرة للحدود"، وهو ملتقى علمي يجمع كل سنتين خبراء الصحة الحيوانية لتدارس المستجدات العالمية والإقليمية والوطنية المتعلقة بالأمراض العابرة للحدود وطرق مقاومتها، وأكد هيكل خشلاف رئيس ديوان وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري أنّ القطاع الفلاحي يعتبر قطاعا استراتيجيا وأحد ركائز الاقتصاد التونسي من خلال مساهمته في الأمن الغذائي وكذلك من خلال مساهمته في الميزان التّجاري بفضل الصادرات الفلاحيّة، مبيّنا أن الثروة الحيوانية تلعب أيضًا دورا رئيسيا في الفلاحة وتساهم بنسبة 38 بالمائة من القيمة المضافة للإنتاج الفلاحي وتوفر فرص عمل لـ22 بالمائة من اليد العاملة في القطاع الفلاحي.
كما بيّن رئيس الديوان أن الأمراض الحيوانية العابرة للحدود على غرار مرض الحمى القلاعية ومرض الجلد العقدي لدى الأبقار وطاعون المجترات الصغيرة، لا تزال تهدد الثروة الحيوانية وتكبد الدولة خسائر جسيمة وتؤثر سلبا على الأمن الغذائي وعلى سلامة الأغذية ذات الأصل الحيواني والتّبادل التجاري بين البلدان، مشددا على أهمية تطوير الإستراتيجيات والإطار التشريعي للصحة الحيوانية من أجل بلوغ أهداف الأمن والسلامة الغذائية ورفع دخل المربين وتثبيت التوازنات الجهوية وتنمية قدرات التصدير.
وقد حضر الملتقى العلمي كل من ممثّل المكتب الإقليمي للمنظمة العالميّة للصّحة الحيوانية بشمال إفريقيا، وممثل المكتب الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بشمال إفريقيا، وثلة من الخبراء وممثلي المنظمات العالمية وممثلي المصالح البيطرية بالبلدان الشقيقة المغرب والجزائر.
من جانبه أكد عمر بن سليمان ممثل مخبر مختص في صناعة وترويج اللقاحات البيطرية والمشرف على تنظيم الدورة الثامنة لليوم العلمي للأمراض الحيوانية العابرة للحدود بالتعاون مع إدارة الصحة الحيوانية بوزارة الفلاحية أن هناك أمراضا حيوانية شرسة تفشت في عديد الدول مثل مرض اللسان الأزرق الذي انتشر في أوروبا بأنواع جديدة وهو شرس ويتسبب في خسائر كبيرة وأمراض أخرى تمس الأبقار مثل مرض الجلد العقدي الذي ظهر في إفريقيا وهو الآن موجود بدول أوروبا وآسيا وكذلك في بلدان مجاورة لتونس.
وشدد على ضرورة إيجاد حلول لهذه الأمراض الحيوانية العابرة للحدود خاصة وأن 60 بالمائة من الأمراض المعدية مصدرها حيواني.
وذكر بأنه خلال الملتقى العلمي سيتم التطرق إلى أمراض الحمى القلاعية وداء الكلب وأنفلونزا الطيور ومرض الجلد العقدي الذي يصيب الأبقار.
كما شدد بن سليمان على ضرورة مواكبة اللقاحات نظرا لتغير طبيعة الأمراض الحيوانية، مشيرا إلى أن
تونس لديها رصيد هام من الكفاءات في مجال الطب البيطري لكن يبقى العائق الوحيد هو توفر الإمكانيات، على حد قوله.