من المنتظر أن تؤثث ثلة من الأعمال المسرحية التونسية بمختلف انماطها الفنية فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي التي ستدشن يوم 15نوفمبر القادم وتختتم يوم 20 من نفس الشهر.. حضور هام لأعمال تونسية لاقت استحسانا محليا وتألقت في مهرجانات متعددة من شأنه أن يفتح باب التنافس مجددا في مصر حيث تسجل الدورة الجديدة مشاركة 122 عملا من عديد الدول العربية على غرار الجزائر ومصر والمغرب وفلسطين والسعودية.
سبعة أعمال تونسية من بينها مسرحية "البوابة52" نص دنيا مناصرية وإخراج دليلة المفتاحي و"الظاهرة GODZILLA"إخراج اوس إبراهيم وإنتاج المسرح الوطني ومركز الفنون الدرامية والركحية ببنزرت، ستكون ضمن القائمة القصيرة لمسابقة العروض الكبرى. كما ستشارك كل من "السلطة الرابعة" للمخرج عبد القادر بن سعيد و"زينة" للمخرج يوسف مارس ضمن فن "الموندراما"، فضلا عن حضور مسرح الطفل بثلاثة عروض من مجموع أربعة عشرة عرضا من مختلف الدول وهي"برج الاقحوان الذهبي" إخراج صالح عروس ودليلة المفتاحي و"أرض السر" للمخرج فيصل بن محمود و"الوصفة العجيبة"..إخراج ضياء المنصوري، علما وأن المهرجان يضم كذلك العديد من الورشات على غرار ورشة "هوية الطفل المصري والعربي" التي ستؤطرها استاذة المسرح التونسية صابرين شعباني.. كما تجدر الإشارة الى أنه سيكون لأحباء الفن الرابع في هذا المهرجان موعدا مع أربع مسابقات: "مسرح الشارع والفضاءات المسرحية غير التقليدية"..
عروض "الموندراما".. العروض الكبرى و"مسرح الطفل والنشئ
"أنماط مسرحية متنوعة تشارك في التظاهرة و نكاد نجزم أنه من البديهي وجود عروض مسرحية تونسية في أكبر المهرجانات العربية والعالمية نظرا لريادة هذا الفن والقيمة الإبداعية للممثلين والمؤطرين، بما في ذلك فن المونودراما الذي استطاع أن يبرز مؤخرا ويحتل المراتب الاولى من حيث المتابعة واستقطاب الجماهير، وإن كانت الانتاجات قليلة.. و"زينة"، المونودراما ذات الأبعاد السياسية والاجتماعية الجامعة بين الكوميديا والتراجيديا من بين تلك الاعمال المنافسة في مهرجان شرم الشيخ، حيث تتقمص الممثلة منى الشنوفي أكثر من شخصية مجسدة المرأة المظلومة منتهكة الحقوق.. تجربة جديدة تحاول نقل معاناة "الحارزة" والصحفية والممثلة و"الانستغراموز" والسياسية من خلال الحركة والإيماءات والتعبير ومخاطبة لاوعي الٱخر عبر تسليط الضوء على تعنيف المرأة المفكرة الطموحة.. فالأحداث في مونودراما "زينة" عبارة عن تفكيك سوسيولوجي نفسي لعدة ظواهر تتعلق بعالم المرأة.. المرأة التي مازالت تعاني من السلطة الذكورية المجسدة في العمل المسرحي بذلك الرجل الخفي الذي أراد المخرج من خلال صدى صوته أن يشير إلى الضغوطات التي تحاصر المرأة في حياتها اليومية والاضطرابات اللاواعية الكامنة فيها...
فن المونودراما يقدم كذلك في مصر من خلال "السلطة الرابعة" للمخرج عبد القادر بن سعيد والممثل خالد هويسة، العمل الذي اعتمد على التشخيص والسرد وحافظ على مقومات المسرح رغم حضور ممثل واحد على الركح.. العرض يطرح قضية شاب يطمح الى أن يصبح صحفيا صاحب ايديولوجيا وطموحات لاقتحام "موندو" السلطة الرابعة من أجل أن يكون نجما في سماء المشاهير، لكن سرعان ما يتعرض الى العديد من المشاكل والصعوبات والتضييقات من طرف السلطة.
"علي الشامخي" الشخصية المركزية في المسرحية يتعرف عليه الجمهور من خلال"الفلاش باك" يسرد فيها مسيرته المهنية قبل 14جانفي، في محاولة من كاتب السيناريو ناجي البغوري لتسليط الضوء على بعض خفايا عالم الصحافة في حقبة سادها القمع وتضييق الحريات.
أما العروض الكبرى التي ستمثل تونس في مهرجان شرم الشيخ فهي "بوابة 52" لدليلة المفتاحي و"الظاهرة Godzilla" لاوس ابراهيم.. "بوابة 52" التي تتطرق ولاول مرة في تاريخ المسرح التونسي الى قصص نساء حملن السلاح مع المقاومين كمحاولة منة أصحاب العرض لإنصافهن باعتبار أن التاريخ لم يذكرهن.. ليكون اسلوب طرح القصص في العمل دراميا يمزج بين الواقعية والرمزية من خلال حوار معمق بين الشخصيات، اما " قودزيلا الظاهرة" لاوس ابراهيم فتقوم احداثها على الخوف بكل تفرعاته وهواجسه من خلال كوريغرافيا ورقص معاصر. لوحات فنية تجسد الخوف من العالم الذاتي الخاص وبواطنه الى عالم الآخر المعقد، إضافة الى مزج المخرج بين خصائص المسرح التجريبي والمسرح الكلاسيكي من خلال استعمال اللغة العربية الفصحى واللهجة العامية التونسية ليضفي على العمل بعدا عالميا من حيث الطرح والرؤى الفنية.
إن العروض المسرحية بمختلف الأنماط في مهرجان شرم الشيخ، تحيلنا إلى أهمية إنجازات المسرح التونسي وقدرتها الواضحة على منافسة عشرات الأعمال من مختلف دول العالم. وتواصل الريادة في العالم العربي وهي في نفس الوقت تحيلنا الى ضرورة الإشارة الى أهمية الدعم في قطاع المسرح، لا سيما أن أبناء الفن الرابع بحاجة الى خلق تصورات جديدة وتأسيس مرحلة جديدة من المسرح، لأنهم قادرون على تحقيق ذلك. وقد يكون لنا عودة للموضوع للتعرض إلى مسألة الدعم المتعلق بالإنتاجات المسرحية سواء تعلق الأمر بسلطة الإشراف أو بالشركات الخاصة، لأن ذلك من شأنه أن يفكك أغلب العوائق وينير الطريق، باعتبار أن الساحة الفنية تزخر بأبرز الكفاءات الفنية ولا بد من ضبط المشاكل والهنات.
وليد عبداللاوي
تونس-الصباح
من المنتظر أن تؤثث ثلة من الأعمال المسرحية التونسية بمختلف انماطها الفنية فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي التي ستدشن يوم 15نوفمبر القادم وتختتم يوم 20 من نفس الشهر.. حضور هام لأعمال تونسية لاقت استحسانا محليا وتألقت في مهرجانات متعددة من شأنه أن يفتح باب التنافس مجددا في مصر حيث تسجل الدورة الجديدة مشاركة 122 عملا من عديد الدول العربية على غرار الجزائر ومصر والمغرب وفلسطين والسعودية.
سبعة أعمال تونسية من بينها مسرحية "البوابة52" نص دنيا مناصرية وإخراج دليلة المفتاحي و"الظاهرة GODZILLA"إخراج اوس إبراهيم وإنتاج المسرح الوطني ومركز الفنون الدرامية والركحية ببنزرت، ستكون ضمن القائمة القصيرة لمسابقة العروض الكبرى. كما ستشارك كل من "السلطة الرابعة" للمخرج عبد القادر بن سعيد و"زينة" للمخرج يوسف مارس ضمن فن "الموندراما"، فضلا عن حضور مسرح الطفل بثلاثة عروض من مجموع أربعة عشرة عرضا من مختلف الدول وهي"برج الاقحوان الذهبي" إخراج صالح عروس ودليلة المفتاحي و"أرض السر" للمخرج فيصل بن محمود و"الوصفة العجيبة"..إخراج ضياء المنصوري، علما وأن المهرجان يضم كذلك العديد من الورشات على غرار ورشة "هوية الطفل المصري والعربي" التي ستؤطرها استاذة المسرح التونسية صابرين شعباني.. كما تجدر الإشارة الى أنه سيكون لأحباء الفن الرابع في هذا المهرجان موعدا مع أربع مسابقات: "مسرح الشارع والفضاءات المسرحية غير التقليدية"..
عروض "الموندراما".. العروض الكبرى و"مسرح الطفل والنشئ
"أنماط مسرحية متنوعة تشارك في التظاهرة و نكاد نجزم أنه من البديهي وجود عروض مسرحية تونسية في أكبر المهرجانات العربية والعالمية نظرا لريادة هذا الفن والقيمة الإبداعية للممثلين والمؤطرين، بما في ذلك فن المونودراما الذي استطاع أن يبرز مؤخرا ويحتل المراتب الاولى من حيث المتابعة واستقطاب الجماهير، وإن كانت الانتاجات قليلة.. و"زينة"، المونودراما ذات الأبعاد السياسية والاجتماعية الجامعة بين الكوميديا والتراجيديا من بين تلك الاعمال المنافسة في مهرجان شرم الشيخ، حيث تتقمص الممثلة منى الشنوفي أكثر من شخصية مجسدة المرأة المظلومة منتهكة الحقوق.. تجربة جديدة تحاول نقل معاناة "الحارزة" والصحفية والممثلة و"الانستغراموز" والسياسية من خلال الحركة والإيماءات والتعبير ومخاطبة لاوعي الٱخر عبر تسليط الضوء على تعنيف المرأة المفكرة الطموحة.. فالأحداث في مونودراما "زينة" عبارة عن تفكيك سوسيولوجي نفسي لعدة ظواهر تتعلق بعالم المرأة.. المرأة التي مازالت تعاني من السلطة الذكورية المجسدة في العمل المسرحي بذلك الرجل الخفي الذي أراد المخرج من خلال صدى صوته أن يشير إلى الضغوطات التي تحاصر المرأة في حياتها اليومية والاضطرابات اللاواعية الكامنة فيها...
فن المونودراما يقدم كذلك في مصر من خلال "السلطة الرابعة" للمخرج عبد القادر بن سعيد والممثل خالد هويسة، العمل الذي اعتمد على التشخيص والسرد وحافظ على مقومات المسرح رغم حضور ممثل واحد على الركح.. العرض يطرح قضية شاب يطمح الى أن يصبح صحفيا صاحب ايديولوجيا وطموحات لاقتحام "موندو" السلطة الرابعة من أجل أن يكون نجما في سماء المشاهير، لكن سرعان ما يتعرض الى العديد من المشاكل والصعوبات والتضييقات من طرف السلطة.
"علي الشامخي" الشخصية المركزية في المسرحية يتعرف عليه الجمهور من خلال"الفلاش باك" يسرد فيها مسيرته المهنية قبل 14جانفي، في محاولة من كاتب السيناريو ناجي البغوري لتسليط الضوء على بعض خفايا عالم الصحافة في حقبة سادها القمع وتضييق الحريات.
أما العروض الكبرى التي ستمثل تونس في مهرجان شرم الشيخ فهي "بوابة 52" لدليلة المفتاحي و"الظاهرة Godzilla" لاوس ابراهيم.. "بوابة 52" التي تتطرق ولاول مرة في تاريخ المسرح التونسي الى قصص نساء حملن السلاح مع المقاومين كمحاولة منة أصحاب العرض لإنصافهن باعتبار أن التاريخ لم يذكرهن.. ليكون اسلوب طرح القصص في العمل دراميا يمزج بين الواقعية والرمزية من خلال حوار معمق بين الشخصيات، اما " قودزيلا الظاهرة" لاوس ابراهيم فتقوم احداثها على الخوف بكل تفرعاته وهواجسه من خلال كوريغرافيا ورقص معاصر. لوحات فنية تجسد الخوف من العالم الذاتي الخاص وبواطنه الى عالم الآخر المعقد، إضافة الى مزج المخرج بين خصائص المسرح التجريبي والمسرح الكلاسيكي من خلال استعمال اللغة العربية الفصحى واللهجة العامية التونسية ليضفي على العمل بعدا عالميا من حيث الطرح والرؤى الفنية.
إن العروض المسرحية بمختلف الأنماط في مهرجان شرم الشيخ، تحيلنا إلى أهمية إنجازات المسرح التونسي وقدرتها الواضحة على منافسة عشرات الأعمال من مختلف دول العالم. وتواصل الريادة في العالم العربي وهي في نفس الوقت تحيلنا الى ضرورة الإشارة الى أهمية الدعم في قطاع المسرح، لا سيما أن أبناء الفن الرابع بحاجة الى خلق تصورات جديدة وتأسيس مرحلة جديدة من المسرح، لأنهم قادرون على تحقيق ذلك. وقد يكون لنا عودة للموضوع للتعرض إلى مسألة الدعم المتعلق بالإنتاجات المسرحية سواء تعلق الأمر بسلطة الإشراف أو بالشركات الخاصة، لأن ذلك من شأنه أن يفكك أغلب العوائق وينير الطريق، باعتبار أن الساحة الفنية تزخر بأبرز الكفاءات الفنية ولا بد من ضبط المشاكل والهنات.