ألقت الحرب الدائرة في الشرق الأوسط وأساسا اعتداءات الكيان الصهيوني على لبنان وفلسطين، بظلالها على افتتاح أشغال القمة الفرانكفونية التي تنعقد حاليا بباريس على مدى يومين، وتضم الدول الناطقة كلياً أو جزئياً بالفرنسية.
وجرت خلال الجلسة الافتتاحية للدورة 19 للقمة، عملية تسليم الرئاسة من تونس إلى فرنسا، وذلك بحضور رئيس الحكومة كمال المدّوري، ووزير الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج محمد علي النفطي من الجانب التونسي، والرئيس ايمانويل ماكرون، وزير أوروبا والشؤون الخارجية من الجانب الفرنسي، بحضور الأمينة العامة للمنظمة لوزير كوشيكيوا..
ويشارك رئيس الحكومة كمال المدّوري في أشغال المؤتمر التاسع عشر الذي سينتظم في قصر فيلار كوتري بباريس، وقد كان في استقباله صباح أمس الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
وكانت جزيرة جربة قد احتضنت القمة الثامنة عشر للفرانكفونية والتي انتظمت يومي 19 و 20 نوفمبر 2022، ونتج عنها قرارات ووثائق أساسية لتطوير المنظمة، بما في ذلك إعلان جربة.
وتناقش الوفود الرسمية المشاركة في القمة، سبل تعزيز اللغة الفرنسية، ومعالجةَ التحديات الجيوسياسية، وكيفيةَ التأكد من أنّ الفضاء الرقمي يعكس تنوعهم اللغوي والثقافي، وزيادةَ العلاقات الاقتصادية بين الدول.
تونس تشارك في القرية الفرانكفونية
تجدر الإشارة إل تونس تشارك بالتوازي مع القمة، في "القرية الفرانكفونية" بجناح يعرض فيه مركز تونس الدولي الاقتصاد الثقافي الرقمي مجموعة من مشاريع أصحاب المؤسسات الناشئة المحتضنة والمرافقة من قبل المركز مع مشاريع ثقافية رقمية إبداعية مبتكرة بالإضافة إلى عرض آخر التقنيات التكنولوجية في الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والافتراضي.
ويعرض جناح تونس منتجات مبتكرة للصناعات التقليدية التونسية وعينات من ابتكارات المؤسسات الحرفية للديوان الوطني للصناعات التقليدية.
وسبق انطلاق أشغال القمة، انعقاد الدورة 45 للمؤتمر الوزاري للفرانكفونية، يوم الخميس الماضي، وشارك في أشغالها وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج محمد علي النفطي، الذي أكد في كلمة ألقاها بالمناسبة، "نجاح قمة جربة والرئاسة التونسية للقمة السابقة، والتزام تونس المتجدد بفرانكفونية أكثر ديناميكية، تكون فيها التكنولوجيا الرقمية والابتكار دافعان للتنمية"، وفق بلاغ صادر عن وزارة الخارجية.
كما أبرز الوزير أهمية موضوع القمة التي تلتئم تحت شعار « الإبداع والابتكار والمبادرة بالفرنسي» المندرج في إطار متابعة قمة جربة المنعقدة يومي 19و20 نوفمبر 2022، والذي يؤكد الأولوية التي يتم ايلاؤها لمسألة رفع القدرة التشغيلية لفئة الشباب.
كما تطرق إلى "الحاجة الأكيدة إلى تشجيع الاستثمار في مجالات التكوين المهني والتربية، والولوج إلى التكنولوجيات الحديثة، والتمويل من أجل تعزيز الإبداع والابتكار وريادة الأعمال في الفضاء الفرانكفوني، خاصة لدى الشباب، مشيرا إلى الدور الهام الذي تضطلع به الجالية التونسية بالخارج في دفع التنمية الاقتصادية وتعزيز الروابط داخل الفضاء الفرانكفوني".
ودعا وزير الخارجية في كلمته، إلى ضم صوت الفرانكفونية في الإدانة الصريحة لجرائم الإبادة التي يرتكبها المحتل بحق المدنيين في غزة وكذلك الفظائع التي ترتكب ضد لبنان.
إعلان باريس
وينتظر أن يعكس "إعلان باريس" الذي ينتظر أن يصدر عن القمة خلال يومها الثاني والأخير اليوم السبت، موقف المنظمة مما يجري في الشرق الأوسط وخاصة من جرائم الكيان الصهيوني المتكررة ضد الفلسطينيين وهو الذي رمى عرض الحائط كافة المواثيق الدولية والقرارات الأممية الداعية لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وآخرها قرارات المحكمة الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة وحتى مجلس الأمن الدولي.. وذلك تحت غطاء ودعم من بعض الدول ومنها دول أعضاء في المنظمة على غرار دول أوربية وأمريكية..
وإلى جانب البحث في مستقبل اللغة الفرنسية وكيفية دعمها وتطويرها، ستفرض عدة ملفات ساخنة وجودها في جدول أعمال المؤتمر مثل التطورات في الصراع الروسي الأوكراني، فضلا عن ملفات ذات بعد اجتماعي واقتصادي في علاقة بمتابعة آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري المشترك بين الدول الأعضاء في المنظمة، وسبل دعم تشغيل الشباب وتمكين المرأة والاستفادة من التطور التكنولوجي والرقمي في الدول الأعضاء..
ووفق وزارة الخارجية الفرنسية، فإن الملفات التي ستناقش في القمة، مثل « تحديات المواطن الفرانكفوني في العصر الرقمي »، ستتوافق مع القضايا المعاصرة وتكون موجهة نحو المستقبل.
من أجل استعادة نفوذ ضائع..
ما من شك في أن فرنسا ستعمل على استغلال رئاستها لمؤتمر المنظمة لإعادة تموقعها من جديد في خارطة الدول الفرانكفونية واستعادة نفوذها السياسي الدبلوماسي وتأثيرها الاقتصادي، الذي شهد تراجعا لافتا في السنوات الأخيرة خاصة في المنطقة الإفريقية، وعرفت ذروتها بعد توتر علاقاتها الدبلوماسية مع بعض الدول الإفريقية الأعضاء في المنظمة خلال السنتين الأخيرتين مثل مالي، والنيجر، وبوركينافاسو، وغينيا، وهي دول شهدت انقلابات عسكرية، وعمدت إلى "طرد" التواجد الفرنسي على أراضيها عسكريا وقطعت علاقاتها مع المستعمر التاريخي دبلوماسيا واقتصاديا..
علما أن هذه الدول لن تشارك في أشغال قمة باريس خاصة بعد اتخاذ المنظمة قرارا بتجميد عضويتها إلى حين اتضاح مستقبل الانتقال الديمقراطي فيها. ولهذا السبب سيعمل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على إحياء علاقاته بقادة دول القارة الإفريقية، في محاولة إعادة نفوذ فرنسا مع سعيه إلى استقطاب أعضاء جدد بالمنظمة.
ومن المقرر في هذا السياق أن يتم خلال أشغال القمة الإعلان عن انضمام دولتا قبرص، وغانا، وذلك وفق ما أوردته مواقع إعلامية فرنسية.
يذكر أن الفضاء الفرانكفوني يضم 321 مليون ناطق باللغة الفرنسية، ويتوقع أن يتضاعف عددهم بنهاية العام 2050 بفضل انتشار اللغة الفرنسية في القارة الإفريقية،وتضم المنظمة الدولية للفرانكفونية اليوم 88 عضوا..
رفيق بن عبد الله
تونس- الصباح
ألقت الحرب الدائرة في الشرق الأوسط وأساسا اعتداءات الكيان الصهيوني على لبنان وفلسطين، بظلالها على افتتاح أشغال القمة الفرانكفونية التي تنعقد حاليا بباريس على مدى يومين، وتضم الدول الناطقة كلياً أو جزئياً بالفرنسية.
وجرت خلال الجلسة الافتتاحية للدورة 19 للقمة، عملية تسليم الرئاسة من تونس إلى فرنسا، وذلك بحضور رئيس الحكومة كمال المدّوري، ووزير الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج محمد علي النفطي من الجانب التونسي، والرئيس ايمانويل ماكرون، وزير أوروبا والشؤون الخارجية من الجانب الفرنسي، بحضور الأمينة العامة للمنظمة لوزير كوشيكيوا..
ويشارك رئيس الحكومة كمال المدّوري في أشغال المؤتمر التاسع عشر الذي سينتظم في قصر فيلار كوتري بباريس، وقد كان في استقباله صباح أمس الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
وكانت جزيرة جربة قد احتضنت القمة الثامنة عشر للفرانكفونية والتي انتظمت يومي 19 و 20 نوفمبر 2022، ونتج عنها قرارات ووثائق أساسية لتطوير المنظمة، بما في ذلك إعلان جربة.
وتناقش الوفود الرسمية المشاركة في القمة، سبل تعزيز اللغة الفرنسية، ومعالجةَ التحديات الجيوسياسية، وكيفيةَ التأكد من أنّ الفضاء الرقمي يعكس تنوعهم اللغوي والثقافي، وزيادةَ العلاقات الاقتصادية بين الدول.
تونس تشارك في القرية الفرانكفونية
تجدر الإشارة إل تونس تشارك بالتوازي مع القمة، في "القرية الفرانكفونية" بجناح يعرض فيه مركز تونس الدولي الاقتصاد الثقافي الرقمي مجموعة من مشاريع أصحاب المؤسسات الناشئة المحتضنة والمرافقة من قبل المركز مع مشاريع ثقافية رقمية إبداعية مبتكرة بالإضافة إلى عرض آخر التقنيات التكنولوجية في الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والافتراضي.
ويعرض جناح تونس منتجات مبتكرة للصناعات التقليدية التونسية وعينات من ابتكارات المؤسسات الحرفية للديوان الوطني للصناعات التقليدية.
وسبق انطلاق أشغال القمة، انعقاد الدورة 45 للمؤتمر الوزاري للفرانكفونية، يوم الخميس الماضي، وشارك في أشغالها وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج محمد علي النفطي، الذي أكد في كلمة ألقاها بالمناسبة، "نجاح قمة جربة والرئاسة التونسية للقمة السابقة، والتزام تونس المتجدد بفرانكفونية أكثر ديناميكية، تكون فيها التكنولوجيا الرقمية والابتكار دافعان للتنمية"، وفق بلاغ صادر عن وزارة الخارجية.
كما أبرز الوزير أهمية موضوع القمة التي تلتئم تحت شعار « الإبداع والابتكار والمبادرة بالفرنسي» المندرج في إطار متابعة قمة جربة المنعقدة يومي 19و20 نوفمبر 2022، والذي يؤكد الأولوية التي يتم ايلاؤها لمسألة رفع القدرة التشغيلية لفئة الشباب.
كما تطرق إلى "الحاجة الأكيدة إلى تشجيع الاستثمار في مجالات التكوين المهني والتربية، والولوج إلى التكنولوجيات الحديثة، والتمويل من أجل تعزيز الإبداع والابتكار وريادة الأعمال في الفضاء الفرانكفوني، خاصة لدى الشباب، مشيرا إلى الدور الهام الذي تضطلع به الجالية التونسية بالخارج في دفع التنمية الاقتصادية وتعزيز الروابط داخل الفضاء الفرانكفوني".
ودعا وزير الخارجية في كلمته، إلى ضم صوت الفرانكفونية في الإدانة الصريحة لجرائم الإبادة التي يرتكبها المحتل بحق المدنيين في غزة وكذلك الفظائع التي ترتكب ضد لبنان.
إعلان باريس
وينتظر أن يعكس "إعلان باريس" الذي ينتظر أن يصدر عن القمة خلال يومها الثاني والأخير اليوم السبت، موقف المنظمة مما يجري في الشرق الأوسط وخاصة من جرائم الكيان الصهيوني المتكررة ضد الفلسطينيين وهو الذي رمى عرض الحائط كافة المواثيق الدولية والقرارات الأممية الداعية لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وآخرها قرارات المحكمة الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة وحتى مجلس الأمن الدولي.. وذلك تحت غطاء ودعم من بعض الدول ومنها دول أعضاء في المنظمة على غرار دول أوربية وأمريكية..
وإلى جانب البحث في مستقبل اللغة الفرنسية وكيفية دعمها وتطويرها، ستفرض عدة ملفات ساخنة وجودها في جدول أعمال المؤتمر مثل التطورات في الصراع الروسي الأوكراني، فضلا عن ملفات ذات بعد اجتماعي واقتصادي في علاقة بمتابعة آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري المشترك بين الدول الأعضاء في المنظمة، وسبل دعم تشغيل الشباب وتمكين المرأة والاستفادة من التطور التكنولوجي والرقمي في الدول الأعضاء..
ووفق وزارة الخارجية الفرنسية، فإن الملفات التي ستناقش في القمة، مثل « تحديات المواطن الفرانكفوني في العصر الرقمي »، ستتوافق مع القضايا المعاصرة وتكون موجهة نحو المستقبل.
من أجل استعادة نفوذ ضائع..
ما من شك في أن فرنسا ستعمل على استغلال رئاستها لمؤتمر المنظمة لإعادة تموقعها من جديد في خارطة الدول الفرانكفونية واستعادة نفوذها السياسي الدبلوماسي وتأثيرها الاقتصادي، الذي شهد تراجعا لافتا في السنوات الأخيرة خاصة في المنطقة الإفريقية، وعرفت ذروتها بعد توتر علاقاتها الدبلوماسية مع بعض الدول الإفريقية الأعضاء في المنظمة خلال السنتين الأخيرتين مثل مالي، والنيجر، وبوركينافاسو، وغينيا، وهي دول شهدت انقلابات عسكرية، وعمدت إلى "طرد" التواجد الفرنسي على أراضيها عسكريا وقطعت علاقاتها مع المستعمر التاريخي دبلوماسيا واقتصاديا..
علما أن هذه الدول لن تشارك في أشغال قمة باريس خاصة بعد اتخاذ المنظمة قرارا بتجميد عضويتها إلى حين اتضاح مستقبل الانتقال الديمقراطي فيها. ولهذا السبب سيعمل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على إحياء علاقاته بقادة دول القارة الإفريقية، في محاولة إعادة نفوذ فرنسا مع سعيه إلى استقطاب أعضاء جدد بالمنظمة.
ومن المقرر في هذا السياق أن يتم خلال أشغال القمة الإعلان عن انضمام دولتا قبرص، وغانا، وذلك وفق ما أوردته مواقع إعلامية فرنسية.
يذكر أن الفضاء الفرانكفوني يضم 321 مليون ناطق باللغة الفرنسية، ويتوقع أن يتضاعف عددهم بنهاية العام 2050 بفضل انتشار اللغة الفرنسية في القارة الإفريقية،وتضم المنظمة الدولية للفرانكفونية اليوم 88 عضوا..