ما من شك أن العديد من الفنانين التونسيين خريجي المعهد الرشيدي منارة الموسيقى التونسية والمتوسطية، وغيرها من المعاهد الموسيقية الكبرى، كان لهم الأثر الواضح في تاريخ الموسيقى المحلية عبر تعاقب الأجيال والنجاح في أوساط فنية مختلفة في العالم العربي وإن شمل عددا محدودا من المغنين..
نجاح وانتشار واسع فاستقطاب جماهير واسعة، باعتبار أن ثلة من الفنانين التونسيين أتقنوا جل الأنماط الموسيقية واستطاعوا منافسة كبار الفنانين رغم تدني التسويق والانتاج اللذين كانا وراء جمود نشاط العديد من الموسيقيين أو التفكير في مغادرة الوطن والامثلة في هذا المجال لا تحصى ولا تعد...
ولكن اتضح خلال السنوات الأخيرة، وفي ظل "غزو" مواقع التواصل الاجتماعي أن الكثير من الفنانين لجأوا الى تلك المواقع رغم الشهرة والمعاملة مع كبرى شركات الإنتاج، حيث تعود الأغلبية على الأضواء والكاميرا، الى درجة أنهم لا يتصورون انفسهم بعيدين عن الجماهير وعالم الشهرة... خاصة وان منصات التواصل بتنوعها أصبحت بيد العديد من الشركات الكبرى التي تسعى إلى تبني نجوم في جل الاختصاصات والعمل على انتشار أعمالهم إن تعلق الأمر بمنتوج خاص أو إتقان اغاني مشاهير باسلوب متفرد من شأنه أن يكسب الطرفين اموالا طائلة...
الفنانة التونسية ٱية دغنوج أكدت أهمية هذا التوجه ومدى انعكاسه على مسيرة أي فنان شرط حسن اختيار الفريق الفني والمختصين المحترفين، وهو من بين حلول الانتشار على اوسع نطاق.. نقطة في غاية الاهمية كانت قد أشارت إليها ٱية خلال ندوة صحفية بأحد النزل بالعاصمة أول امس بمناسبة الإعلان عن ألبوم جديد يتضمن ست أغان بلهجات مختلفة... لقاء حضره إعلاميون ونقاد وشعراء وفنانون كانت لهم ٱراء حول المولود الجديد إثر سماع مقتطفات من الأغاني ومداخلات كل من المايسترو الملحن محمد لسود والشاعر علي الورتاني...
أما انطلاق فكرة المشروع وفق ما صرحت به ٱية دغنوج أصيلة ولاية الكاف واحد أهم الأصوات الشابة التي أثبتت تمكنها من غناء جل الأنماط الموسيقية، فقد كان إثر تألقها في اداء اغنية للفنان السعودي محمد عبده حيث حققت ٱلاف المشاهدات ونالت استحسان الجماهير الواسعة من مختلف الأقطار العربية، حتى أن شاعرا أرسل مقترح أغنية الى الفنانة التونسية ٱية دغنوج سرعان ما تم تلحينها وضمها الى بقية أغاني الألبوم الجديد.
رحلة عربية
الألبوم الجديد الذي اعلنت عنه ٱية دغنوج فضلا عن الوقوف عند اهم التفاصيل التي تتعلق بالمولود الجديد، هو عبارة عن رحلة عربية من خلال ألبوم يجمع بين التونسي والمصري والخليجي واللبناني ليتولى الفنان محمد الاسود التلحين ومروان الزايدي التوزيع وكتابة النصوص كل من محمد البسكري وعلي الورتاني وياسين الحمزاوي..
و"وينك" و"يا لال" و"يا سيد الناس" و"البياع" و"خليك محلك" و"لعبها صح" هي عناوين الإنتاجات الجديدة التي تضمنها الالبوم ..
"وينك" الخليجية مطلعها يقول فيه الشاعر: وينك يا غالينا.. تعالى البعد يضنينا .. والله لو احضن صورتك طيفك يواسينا"..أما الأغنية اللبنانية فتقول كلماتها: "هيك الوفاء؟ بعد القصص ليش الجفاء "... في حين تجسد كلمات الأغنية التونسية التي يقول فيها علي الورتاني صاحب "يا للا وينك" والعديد من الأغاني الأخرى المتميزة، معاناة الحب العذري: "روحي عطشانة تستنى من عطفك كاس.."
وبين مختلف الأغاني كانت هناك رسائل وشخوص متنوعة في الألبوم الجديد الذي لم يستقر الرأي الى الٱن على منحه العنوان المناسب، ذلك أنّ النصوص نقلت صورا وخصالا مختلفة للنساء، لتتقمص الفنانة دغنوج دور المرأة المسالمة والمرأة القوية والمرأة المنتقمة..
ٱية دغنوج التي أكدت خلال الندوة الصحفية أن تقييمها لأعمالها الفنية الجديدة كان بعين الناقد وليس بعين صاحب الألبوم الجديد تفاديا لغلبة العواطف والحكم على مدى الاقتناع ونسبة الرضا على الإنتاجات.. حرصا منها على الجانب الموضوعي والوقوف عند كل المؤاخذات، وهو ما كان وراء العديد من المراجعات بالتشاور مع أهل الاختصاص..
ٱية دغنوج تحدثت كذلك -في ذات السياق- عن دراسة السوق" étude de marché " والتبصر في كل خطوة طالت عالم مواقع التواصل من "تيكتوك" و"انستغرام" واحترام الجمهور من حيث اقتناء الكلمات والالحان، لأن الكليبات حسب ما صرحت به ٱية خلال مداخلتها في اللقاء الإعلامي لم تعد ناجعة بدليل أن النجوم في العالم العربي والعالم اتجهوا الى أساليب اخرى مثل مواقع التواصل والمهرجانات والحفلات الخاصة، لأن الأموال الطائلة التي تدر من أجل تصوير الكليبات باحدث التقنيات يمكن استغلالها بطريقة مغايرة واكثر استقطابا للجماهير..
مشروع فني
أما المايسترو محمد الأسود فقد أكد خلال الندوة الصحفية أنّ كلمات أغاني الألبوم الجديد لٱية دغنوج تمثل طرحا متميزا من حيث انتقاء الصور الشعرية، وما تلحينه لجل الأغاني إلا نتاج تأثره بما دونه الشعراء الغنائيون والكثير من التجارب والألوان الموسيقية التي رافقته طيلة مسيرته الفنية، ذلك أن ألحان العديد من الأعمال الموسيقية كان لها الأثر العميق في مسيرته الفنية، فضلا عن تعامله مع أشهر العازفين والملحنين في العالم العربي..
كما أكّد الملحن محمد الأسود أنه "فُتن" بالكلمات الخليجية كما التونسية حيث هيمن الجانب القصصي على الأغاني، وكان لكل أغنية "موندو" خاص بها..
من جهة اخرى بين المايسترو أن التعامل مع الفنانة ٱية دغنوج لم يكن اعتباطيا باعتبار انها تتبنى مشروعا فنيا متكاملا يتميز بالكثير من الحرفية والجدية على مستوى اختيار الكلمات وطرح المواضيع وطريقة التصوير المعاصرة من خلال "الشوتينغ" والغناء على مواقع التواصل الاجتماعي.. وقد اصر محمد لسود على مسألة الجدية لأن غياب هذا السلوك كان وراء هجرته الى فرنسا والاستقرار هناك.. حيث أشار الى ذلك بكثير من الحسرة رغم أنه على اتم الاستعداد للتعامل مع أي فنان يحمل فكرا ومشروعا فنيا هاما، بدليل انه لمجرد الاقتناع باداء ٱية دغنوج، جديتها في التعامل، ومؤلفات الشعراء الغنائيين بمختلف جنسياتهم لم يتردد لحظة في تلحين اغاني الالبوم الجديد..
تجدر الإشارة الى أن 12اكتوبر القادم سيكون احباء الطرب على موعد مع المايسترو محمد لسود واية دغنوج للاستمتاع باشهر اغاني كوكب الشرق في المسرح البلدي بالعاصمة.
وليد عبد اللاوي
تونس -الصباح
ما من شك أن العديد من الفنانين التونسيين خريجي المعهد الرشيدي منارة الموسيقى التونسية والمتوسطية، وغيرها من المعاهد الموسيقية الكبرى، كان لهم الأثر الواضح في تاريخ الموسيقى المحلية عبر تعاقب الأجيال والنجاح في أوساط فنية مختلفة في العالم العربي وإن شمل عددا محدودا من المغنين..
نجاح وانتشار واسع فاستقطاب جماهير واسعة، باعتبار أن ثلة من الفنانين التونسيين أتقنوا جل الأنماط الموسيقية واستطاعوا منافسة كبار الفنانين رغم تدني التسويق والانتاج اللذين كانا وراء جمود نشاط العديد من الموسيقيين أو التفكير في مغادرة الوطن والامثلة في هذا المجال لا تحصى ولا تعد...
ولكن اتضح خلال السنوات الأخيرة، وفي ظل "غزو" مواقع التواصل الاجتماعي أن الكثير من الفنانين لجأوا الى تلك المواقع رغم الشهرة والمعاملة مع كبرى شركات الإنتاج، حيث تعود الأغلبية على الأضواء والكاميرا، الى درجة أنهم لا يتصورون انفسهم بعيدين عن الجماهير وعالم الشهرة... خاصة وان منصات التواصل بتنوعها أصبحت بيد العديد من الشركات الكبرى التي تسعى إلى تبني نجوم في جل الاختصاصات والعمل على انتشار أعمالهم إن تعلق الأمر بمنتوج خاص أو إتقان اغاني مشاهير باسلوب متفرد من شأنه أن يكسب الطرفين اموالا طائلة...
الفنانة التونسية ٱية دغنوج أكدت أهمية هذا التوجه ومدى انعكاسه على مسيرة أي فنان شرط حسن اختيار الفريق الفني والمختصين المحترفين، وهو من بين حلول الانتشار على اوسع نطاق.. نقطة في غاية الاهمية كانت قد أشارت إليها ٱية خلال ندوة صحفية بأحد النزل بالعاصمة أول امس بمناسبة الإعلان عن ألبوم جديد يتضمن ست أغان بلهجات مختلفة... لقاء حضره إعلاميون ونقاد وشعراء وفنانون كانت لهم ٱراء حول المولود الجديد إثر سماع مقتطفات من الأغاني ومداخلات كل من المايسترو الملحن محمد لسود والشاعر علي الورتاني...
أما انطلاق فكرة المشروع وفق ما صرحت به ٱية دغنوج أصيلة ولاية الكاف واحد أهم الأصوات الشابة التي أثبتت تمكنها من غناء جل الأنماط الموسيقية، فقد كان إثر تألقها في اداء اغنية للفنان السعودي محمد عبده حيث حققت ٱلاف المشاهدات ونالت استحسان الجماهير الواسعة من مختلف الأقطار العربية، حتى أن شاعرا أرسل مقترح أغنية الى الفنانة التونسية ٱية دغنوج سرعان ما تم تلحينها وضمها الى بقية أغاني الألبوم الجديد.
رحلة عربية
الألبوم الجديد الذي اعلنت عنه ٱية دغنوج فضلا عن الوقوف عند اهم التفاصيل التي تتعلق بالمولود الجديد، هو عبارة عن رحلة عربية من خلال ألبوم يجمع بين التونسي والمصري والخليجي واللبناني ليتولى الفنان محمد الاسود التلحين ومروان الزايدي التوزيع وكتابة النصوص كل من محمد البسكري وعلي الورتاني وياسين الحمزاوي..
و"وينك" و"يا لال" و"يا سيد الناس" و"البياع" و"خليك محلك" و"لعبها صح" هي عناوين الإنتاجات الجديدة التي تضمنها الالبوم ..
"وينك" الخليجية مطلعها يقول فيه الشاعر: وينك يا غالينا.. تعالى البعد يضنينا .. والله لو احضن صورتك طيفك يواسينا"..أما الأغنية اللبنانية فتقول كلماتها: "هيك الوفاء؟ بعد القصص ليش الجفاء "... في حين تجسد كلمات الأغنية التونسية التي يقول فيها علي الورتاني صاحب "يا للا وينك" والعديد من الأغاني الأخرى المتميزة، معاناة الحب العذري: "روحي عطشانة تستنى من عطفك كاس.."
وبين مختلف الأغاني كانت هناك رسائل وشخوص متنوعة في الألبوم الجديد الذي لم يستقر الرأي الى الٱن على منحه العنوان المناسب، ذلك أنّ النصوص نقلت صورا وخصالا مختلفة للنساء، لتتقمص الفنانة دغنوج دور المرأة المسالمة والمرأة القوية والمرأة المنتقمة..
ٱية دغنوج التي أكدت خلال الندوة الصحفية أن تقييمها لأعمالها الفنية الجديدة كان بعين الناقد وليس بعين صاحب الألبوم الجديد تفاديا لغلبة العواطف والحكم على مدى الاقتناع ونسبة الرضا على الإنتاجات.. حرصا منها على الجانب الموضوعي والوقوف عند كل المؤاخذات، وهو ما كان وراء العديد من المراجعات بالتشاور مع أهل الاختصاص..
ٱية دغنوج تحدثت كذلك -في ذات السياق- عن دراسة السوق" étude de marché " والتبصر في كل خطوة طالت عالم مواقع التواصل من "تيكتوك" و"انستغرام" واحترام الجمهور من حيث اقتناء الكلمات والالحان، لأن الكليبات حسب ما صرحت به ٱية خلال مداخلتها في اللقاء الإعلامي لم تعد ناجعة بدليل أن النجوم في العالم العربي والعالم اتجهوا الى أساليب اخرى مثل مواقع التواصل والمهرجانات والحفلات الخاصة، لأن الأموال الطائلة التي تدر من أجل تصوير الكليبات باحدث التقنيات يمكن استغلالها بطريقة مغايرة واكثر استقطابا للجماهير..
مشروع فني
أما المايسترو محمد الأسود فقد أكد خلال الندوة الصحفية أنّ كلمات أغاني الألبوم الجديد لٱية دغنوج تمثل طرحا متميزا من حيث انتقاء الصور الشعرية، وما تلحينه لجل الأغاني إلا نتاج تأثره بما دونه الشعراء الغنائيون والكثير من التجارب والألوان الموسيقية التي رافقته طيلة مسيرته الفنية، ذلك أن ألحان العديد من الأعمال الموسيقية كان لها الأثر العميق في مسيرته الفنية، فضلا عن تعامله مع أشهر العازفين والملحنين في العالم العربي..
كما أكّد الملحن محمد الأسود أنه "فُتن" بالكلمات الخليجية كما التونسية حيث هيمن الجانب القصصي على الأغاني، وكان لكل أغنية "موندو" خاص بها..
من جهة اخرى بين المايسترو أن التعامل مع الفنانة ٱية دغنوج لم يكن اعتباطيا باعتبار انها تتبنى مشروعا فنيا متكاملا يتميز بالكثير من الحرفية والجدية على مستوى اختيار الكلمات وطرح المواضيع وطريقة التصوير المعاصرة من خلال "الشوتينغ" والغناء على مواقع التواصل الاجتماعي.. وقد اصر محمد لسود على مسألة الجدية لأن غياب هذا السلوك كان وراء هجرته الى فرنسا والاستقرار هناك.. حيث أشار الى ذلك بكثير من الحسرة رغم أنه على اتم الاستعداد للتعامل مع أي فنان يحمل فكرا ومشروعا فنيا هاما، بدليل انه لمجرد الاقتناع باداء ٱية دغنوج، جديتها في التعامل، ومؤلفات الشعراء الغنائيين بمختلف جنسياتهم لم يتردد لحظة في تلحين اغاني الالبوم الجديد..
تجدر الإشارة الى أن 12اكتوبر القادم سيكون احباء الطرب على موعد مع المايسترو محمد لسود واية دغنوج للاستمتاع باشهر اغاني كوكب الشرق في المسرح البلدي بالعاصمة.