إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

سفير تونس في بيروت بوراوي الإمام لـ"الصباح": الوضع خطير.. ولبنان في حالة حرب حقيقية غير معلنة منذ عدة أشهر

تونس-الصباح

تصاعدت وتيرة الصراع بشكل كبير بين الكيان الصهيوني و"حزب الله" في جنوب لبنان، بعد أن كثف الطيران الإسرائيلي من غاراته على بلدات وقرى الجنوب ليسقط يوم أمس أكثر من 274 شهيدا وحوالي 1100 جريح بينهم أطفال ونساء وشيوخ، بعدما نفذت تل أبيب سلسلة من الضربات استهدفت قادة الفصيل اللبناني، وقتلت عدداً منهم، إضافة إلى عملية تفجير آلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكية "بيجر" وأجهزة "ووكي توكي" التي يستخدمها أعضاء "حزب الله" الأسبوع الماضي في هجوم يُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل هي المسؤولة عنه، لكنها لم تؤكد أو تنفي ضلوعها فيه فيما رد "حزب الله" باستهداف مناطق العمق الإسرائيلي بالصواريخ.

يمكن القول إن الحرب اندلعت فعليا في لبنان وأن جبهة الجنوب انضافت إلى جبهة غزة ليتحول الأمر إلى ما يشبه تقريبا حرب 67 التي شاركت فيها كل من مصر وسوريا والأردن والعراق ضد إسرائيل مدعومة بالغرب والتي سميت بـ"النكسة" وبعدها احتلت إسرائيل أراض فلسطينية جديدة، قدرت تقريبا بثلاثة أضعاف ما احتلته في حرب 1948.

حول الوضع في لبنان وانعكاساته ووضع الجالية التونسية في لبنان كان لنا هذا اللقاء الهاتفي مع السيد بوراوي الإمام سفير تونس في بيروت.

حاوره: سفيان رجب

* بعد غزة، يشهد لبنان اليوم عمليات عسكرية وتصعيدا خطيرا من قبل قوات الكيان الصهيوني.. فماذا عن الأوضاع الأمنية الراهنة هناك.. وخاصة وضع الجالية التونسية؟

-أولا نجدد التعبير عن وقوف تونس وتضامنها مع لبنان الشقيق ودعمه في مواجهة التهديدات والاعتداءات التي تطال أمنه واستقراره، ونتقدم بخالص التعازي لعائلات الضحايا ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى.  ثانيا أود أن أطمئن التونسيين وأؤكد على سلامة أبناء الجالية التونسية في لبنان.

وبالعودة إلى الأوضاع الأمنية فهي خطيرة جدا، وسجلنا أمس الاثنين تصعيدا خطيرا في العدوان الهمجي والإجرامي على مناطق عديدة في لبنان خلفت مئات الضحايا من المدنيين خاصة في الجنوب (آخر إحصائيات وزارة الصحة اللبنانية تشير إلى استشهاد 274 وقرابة 1100 جريح) ويبدو أن الوضع مرشح لمزيد التصعيد أمام إمعان الكيان المحتل في خرق كل المواثيق الدولية والأعراف والقيم الإنسانية.

*هل التوتر مقتصر على الجنوب أم أنه امتد إلى مناطق ودوائر أخرى في لبنان؟

-الخشية من الاعتداءات الإسرائيلية العشوائية تشمل كل المقيمين في لبنان الذين يشعرون بأن كل المناطق مهددة، لكن القصف والتدمير طال خاصة جنوب لبنان ومنطقة البقاع بالإضافة إلى الاعتداءات التي طالت ضاحية بيروت. ولم يتردد الجيش الإسرائيلي في بيانات وإرساليات على هواتف اللبنانيين هذا اليوم في تهديد كل المناطق من مغبة "مساعدة المقاومة".

*هل تتوقعون اندلاع حرب بمفهومها الواسع في الأيام أو الساعات القليلة القادمة؟

-لبنان في حالة حرب حقيقية غير معلنة منذ عدة أشهر، وإن كانت محصورة في مناطق جغرافية معينة وخاصة على طول الشريط الحدودي الجنوبي، فإن كل المؤشرات الميدانية ووتيرة وعمق الاعتداءات في الأيام الأخيرة وصباح هذا اليوم الاثنين تشير إلى تدحرج الأوضاع إلى حرب أوسع قد تهدد الأمن والسلم في كامل لبنان وستكون لها تداعيات على كامل المنطقة. لذلك دعت تونس في أكثر من مناسبة وآخرها بيان وزارة الخارجية آخر الأسبوع كل الأطراف الدولية الفاعلة إلى تحمل مسؤولياتها للعمل فورا على وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة وتجنيب دول وشعوب المنطقة تداعيات حرب مدمرة.

*ماذا عن الوضع الإنساني في ظل بداية خروج اللبنانيين في الجنوب من منازلهم؟

-الوضع الإنساني حرج للغاية إذا نظرنا إلى عدد الضحايا الذين خلفتهم الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، إذ خلال أسبوع سقط أكثر من مائتي قتيل وآلاف الجرحى، وهو ما أثّر بشكل كبير على عمل المرافق الصحية والكوادر الطبية. كما أن أعداد النازحين الباحثين عن مأوى آمن يعد بالآلاف. لكن لابد من التنويه والإشادة بالمد التضامني والحس الوطني الكبير الذي أبداه اللبنانيون فيما بينهم من طوائف مختلفة لاحتواء هذه الأزمة الإنسانية التي قد تشتد بمواصلة الاعتداءات.

*بالعودة إلى الجالية التونسية ما هي السيناريوهات المطروحة وهل ننتظر عمليات إجلاء قريبة؟

أود التأكيد أن البعثة في اتصال دائم ومباشر مع أفراد الجالية منذ اندلاع المواجهات في 8 أكتوبر الماضي للاطمئنان على سلامتهم وتوجيههم وتحيين بياناتهم، وقد أصدرت في هذا الشأن عدة بيانات. كما أن رئاسة الجمهورية عن طريق وزارة الخارجية في متابعة يومية معنا للتطورات في بلد الاعتماد وللاطمئنان عن جاليتنا وتم الإذن للبعثة بالاستعداد لكل السيناريوهات بما فيها الإجلاء عند الضرورة القصوى. ونؤكد أن تونس من خلال بعثتها في بيروت في حالة جهوزية تامة لكل السيناريوهات. واستغل هذه الفرصة لأجدد الدعوة إلى كل التونسيين لملازمة الحيطة والحذر وتجنب التنقلات غير الضرورية والابتعاد عن المناطق الخطرة والمهددة أكثر من غيرها. كما أن التونسيين الذين ليست لهم حاجة ضرورية للبقاء أو التواجد في لبنان في هذه الظروف الصعبة وحرصا على سلامتهم نحثهم على العودة إلى تونس طالما لازالت إمكانية الرحلات التجارية متوفرة. ونرجو السلامة والصحة للجميع تونسيين ولبنانيين.

*هل يمكن تشبيه الوضع الحالي في منطقة الشرق الأوسط بما جرى في حرب 67؟

-لا أعتقد أن هناك وجها شبها بين حرب 67، والحرب الراهنة، لا من حيث طبيعة الفاعلين الأساسيين ولا من حيث الواقع التاريخي ولا الأهداف الإستراتيجية لكل طرف.

*ماذا عن إمكانية دخول أطراف لبنانية أخرى في الصراع ومساندة حزب الله؟

-يبدو أن عديد الأطراف، مجموعات أو حركات لبنانية وفلسطينية الذين يدافعون عن خيار المقاومة كسبيل لردع الاحتلال، مرشحين للمشاركة في هذه المعركة التي يصفها الكثيرون بالمصيرية.

*هل يمكن الحديث عن احتمالات عملية برية إسرائيلية في لبنان؟

-كل شيء ممكن، مسألة اختيارات عسكرية تحددها الأهداف الإستراتيجية والقدرة على تحقيقها وأغلب الملاحظين يشككون في قدرة الجانب الإسرائيلي على الإقدام على هذا الخيار. كما أن ثقتنا في اللبنانيين كبيرة، يعرفون جيدا كيف يدافعون عن أراضيهم وكيف يعودون دائما أقوى.

سفير تونس في بيروت بوراوي الإمام لـ"الصباح":   الوضع خطير.. ولبنان في حالة حرب حقيقية غير معلنة منذ عدة أشهر

تونس-الصباح

تصاعدت وتيرة الصراع بشكل كبير بين الكيان الصهيوني و"حزب الله" في جنوب لبنان، بعد أن كثف الطيران الإسرائيلي من غاراته على بلدات وقرى الجنوب ليسقط يوم أمس أكثر من 274 شهيدا وحوالي 1100 جريح بينهم أطفال ونساء وشيوخ، بعدما نفذت تل أبيب سلسلة من الضربات استهدفت قادة الفصيل اللبناني، وقتلت عدداً منهم، إضافة إلى عملية تفجير آلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكية "بيجر" وأجهزة "ووكي توكي" التي يستخدمها أعضاء "حزب الله" الأسبوع الماضي في هجوم يُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل هي المسؤولة عنه، لكنها لم تؤكد أو تنفي ضلوعها فيه فيما رد "حزب الله" باستهداف مناطق العمق الإسرائيلي بالصواريخ.

يمكن القول إن الحرب اندلعت فعليا في لبنان وأن جبهة الجنوب انضافت إلى جبهة غزة ليتحول الأمر إلى ما يشبه تقريبا حرب 67 التي شاركت فيها كل من مصر وسوريا والأردن والعراق ضد إسرائيل مدعومة بالغرب والتي سميت بـ"النكسة" وبعدها احتلت إسرائيل أراض فلسطينية جديدة، قدرت تقريبا بثلاثة أضعاف ما احتلته في حرب 1948.

حول الوضع في لبنان وانعكاساته ووضع الجالية التونسية في لبنان كان لنا هذا اللقاء الهاتفي مع السيد بوراوي الإمام سفير تونس في بيروت.

حاوره: سفيان رجب

* بعد غزة، يشهد لبنان اليوم عمليات عسكرية وتصعيدا خطيرا من قبل قوات الكيان الصهيوني.. فماذا عن الأوضاع الأمنية الراهنة هناك.. وخاصة وضع الجالية التونسية؟

-أولا نجدد التعبير عن وقوف تونس وتضامنها مع لبنان الشقيق ودعمه في مواجهة التهديدات والاعتداءات التي تطال أمنه واستقراره، ونتقدم بخالص التعازي لعائلات الضحايا ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى.  ثانيا أود أن أطمئن التونسيين وأؤكد على سلامة أبناء الجالية التونسية في لبنان.

وبالعودة إلى الأوضاع الأمنية فهي خطيرة جدا، وسجلنا أمس الاثنين تصعيدا خطيرا في العدوان الهمجي والإجرامي على مناطق عديدة في لبنان خلفت مئات الضحايا من المدنيين خاصة في الجنوب (آخر إحصائيات وزارة الصحة اللبنانية تشير إلى استشهاد 274 وقرابة 1100 جريح) ويبدو أن الوضع مرشح لمزيد التصعيد أمام إمعان الكيان المحتل في خرق كل المواثيق الدولية والأعراف والقيم الإنسانية.

*هل التوتر مقتصر على الجنوب أم أنه امتد إلى مناطق ودوائر أخرى في لبنان؟

-الخشية من الاعتداءات الإسرائيلية العشوائية تشمل كل المقيمين في لبنان الذين يشعرون بأن كل المناطق مهددة، لكن القصف والتدمير طال خاصة جنوب لبنان ومنطقة البقاع بالإضافة إلى الاعتداءات التي طالت ضاحية بيروت. ولم يتردد الجيش الإسرائيلي في بيانات وإرساليات على هواتف اللبنانيين هذا اليوم في تهديد كل المناطق من مغبة "مساعدة المقاومة".

*هل تتوقعون اندلاع حرب بمفهومها الواسع في الأيام أو الساعات القليلة القادمة؟

-لبنان في حالة حرب حقيقية غير معلنة منذ عدة أشهر، وإن كانت محصورة في مناطق جغرافية معينة وخاصة على طول الشريط الحدودي الجنوبي، فإن كل المؤشرات الميدانية ووتيرة وعمق الاعتداءات في الأيام الأخيرة وصباح هذا اليوم الاثنين تشير إلى تدحرج الأوضاع إلى حرب أوسع قد تهدد الأمن والسلم في كامل لبنان وستكون لها تداعيات على كامل المنطقة. لذلك دعت تونس في أكثر من مناسبة وآخرها بيان وزارة الخارجية آخر الأسبوع كل الأطراف الدولية الفاعلة إلى تحمل مسؤولياتها للعمل فورا على وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة وتجنيب دول وشعوب المنطقة تداعيات حرب مدمرة.

*ماذا عن الوضع الإنساني في ظل بداية خروج اللبنانيين في الجنوب من منازلهم؟

-الوضع الإنساني حرج للغاية إذا نظرنا إلى عدد الضحايا الذين خلفتهم الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، إذ خلال أسبوع سقط أكثر من مائتي قتيل وآلاف الجرحى، وهو ما أثّر بشكل كبير على عمل المرافق الصحية والكوادر الطبية. كما أن أعداد النازحين الباحثين عن مأوى آمن يعد بالآلاف. لكن لابد من التنويه والإشادة بالمد التضامني والحس الوطني الكبير الذي أبداه اللبنانيون فيما بينهم من طوائف مختلفة لاحتواء هذه الأزمة الإنسانية التي قد تشتد بمواصلة الاعتداءات.

*بالعودة إلى الجالية التونسية ما هي السيناريوهات المطروحة وهل ننتظر عمليات إجلاء قريبة؟

أود التأكيد أن البعثة في اتصال دائم ومباشر مع أفراد الجالية منذ اندلاع المواجهات في 8 أكتوبر الماضي للاطمئنان على سلامتهم وتوجيههم وتحيين بياناتهم، وقد أصدرت في هذا الشأن عدة بيانات. كما أن رئاسة الجمهورية عن طريق وزارة الخارجية في متابعة يومية معنا للتطورات في بلد الاعتماد وللاطمئنان عن جاليتنا وتم الإذن للبعثة بالاستعداد لكل السيناريوهات بما فيها الإجلاء عند الضرورة القصوى. ونؤكد أن تونس من خلال بعثتها في بيروت في حالة جهوزية تامة لكل السيناريوهات. واستغل هذه الفرصة لأجدد الدعوة إلى كل التونسيين لملازمة الحيطة والحذر وتجنب التنقلات غير الضرورية والابتعاد عن المناطق الخطرة والمهددة أكثر من غيرها. كما أن التونسيين الذين ليست لهم حاجة ضرورية للبقاء أو التواجد في لبنان في هذه الظروف الصعبة وحرصا على سلامتهم نحثهم على العودة إلى تونس طالما لازالت إمكانية الرحلات التجارية متوفرة. ونرجو السلامة والصحة للجميع تونسيين ولبنانيين.

*هل يمكن تشبيه الوضع الحالي في منطقة الشرق الأوسط بما جرى في حرب 67؟

-لا أعتقد أن هناك وجها شبها بين حرب 67، والحرب الراهنة، لا من حيث طبيعة الفاعلين الأساسيين ولا من حيث الواقع التاريخي ولا الأهداف الإستراتيجية لكل طرف.

*ماذا عن إمكانية دخول أطراف لبنانية أخرى في الصراع ومساندة حزب الله؟

-يبدو أن عديد الأطراف، مجموعات أو حركات لبنانية وفلسطينية الذين يدافعون عن خيار المقاومة كسبيل لردع الاحتلال، مرشحين للمشاركة في هذه المعركة التي يصفها الكثيرون بالمصيرية.

*هل يمكن الحديث عن احتمالات عملية برية إسرائيلية في لبنان؟

-كل شيء ممكن، مسألة اختيارات عسكرية تحددها الأهداف الإستراتيجية والقدرة على تحقيقها وأغلب الملاحظين يشككون في قدرة الجانب الإسرائيلي على الإقدام على هذا الخيار. كما أن ثقتنا في اللبنانيين كبيرة، يعرفون جيدا كيف يدافعون عن أراضيهم وكيف يعودون دائما أقوى.