يستأنف منتدى الفكر التنويري بمدينة الثقافة نشاطه بعد عطلة الصيف السبت 28 سبتمبر الجاري بندوة خاصة بالمفكر الخالد محجوب بن ميلاد
وفي لقاء مع " الصباح " تحدث الكاتب والباحث محمد المي مؤسس ومدير المنتدى عن هذه التجربة التي انطلقت رسميا سنة 2018 لتصبح تقليدا ابداعيا شهريا يلتقي فيه اهل الفكر والادب حول مسيرة أحد رواد الفعل الثقافي الجاد تحليلا ونقاشا وتفسيرا ونقدا لإبداعه وكتاباته الفكرية والأدبية ويتم توثيق ذلك في كتاب ضمن سلسلة " أعلام الثقافة في تونس "
وكشف محمد المي في جانب اخر من هذا الحديث عن خصوصيات المنتدى التي ينفرد بها قياسا بكل التجارب الأدبية والفكرية الأخرى كما توقف عند برنامج المنتدى مستقبلا وهذه الحصيلة .
*منتدى الفكر التنويري والبدايات، كيف كانت الانطلاقة ؟
هذا المنتدى كانت بدايته من فكرة طموحة انطلقت سنة2017 عندما بادرنا بتنظيم احتفالية ضخمة خاصة بمائوية ميلاد الروائي الخالد البشير خريف وتم خلالها اصدار المداخلات في عدد خاص من مجلة " الحياة الثقافية " التي تصدرها شهريا وزارة الثقافة وكان ذلك أواخر 2017 ثم كان الموعد مع الاحتفاء بخمسينية العلامة حسن حسني عبدالوهاب التي صدرت اعمالها هي الأخرى في كتاب سنة 2018 وبعدها وبتشجيع من وزير الثقافة الأسبق الدكتور محمد زين العابدين عملنا على ترسيخ هذا التوجه المتمثل في اصدار اعمال كل ندوة أدبية فكرية في كتاب وكانت الانطلاقة الرسمية في هذا التوجه في 2019 مع الاديبة نافلة ذهب لتتواصل الرحلة اكثر القا وقد بلغ عدد الندوات الثقافية التي تناولت سيرة اهل الادب 36 ندوة وصدرت كلها في كتب خاصة بها وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ الادب والفكر في تونس.
وأشير في هذا المجال ان اغلب هؤلاء الادباء هم من الذين مازالوا على قيد الحياة.
*هل هذا اختيار منك التوجه في الندوات الى اهل الادب والفكر والثقافة الاحياء بدرجة اولى؟
نحن نسعى في المنتدى الى المزج بين الادباء الذين مازالوا على قيد الحياة والادباء الذين رحلوا الى دار الخلد وخيارنا في هذا المجال إيلاء الادباء الذين مازالوا ينشطون كل ما يستحقونه من اهتمام دون تجاوز الأموات منهم على اعتبار ان الثقافة لم تبدا الان فقط بل لها جذرورها الضاربة في أعماق التاريخ.
ومن هذا المنطلق فإننا بين الفينة والأخرى نعمل على التذكير بدور احد رموز الثقافة التونسية من الأموات وفي ذلك تأكيد على ان الموت لم يغيبهم عن الذاكرة مادامت أعمالهم حاضرة وشاهدة على منجزاتهم الخالدة.
وبالنسبة للأدباء الاحياء فان الندوات التي تتناول ابداعاتهم تدخل في خانة الاعتراف ممن راكموا مؤلفاتا وكتبا وامتدت تجاربهم قصة كانت او شعرا اوفكرا على امتداد سنوات بما تحمل من خصوصيات حققت الإضافة الهامة والمعتبرة للثقافة والادب والفكر في تونس نقدر على تناولها بالتحليل والنقاش في المنتدى.
*هل هناك مقاييس معتمدة عند تحديد قائمة الأدباء واهل الفكر والثقافة في ذلك؟
نعم هناك مقاييس نعمل بها في منتدى الفكر التنويري وتتمثل في ضرورة توفر عنصر الرسوخ في التجربة الإبداعية والكثرة في الإنتاج على اعتبار ان ذلك يساعدنا على التنويع في المداخل ... ومن هذا المنطلق أؤكد انه لا يمكن للمنتدى ان ينظم ندوة خاصة بأديب او كاتب ما وفي رصيده كتاب واحد وكمثل على ذلك أقول ان منتدى الادب التنويري لا يمكن له تنظيم ندوة خاصة بالأديبة فاطمة سليم رغم ريادتها في المجال الأدبي في حين ان لها كتابين فقط تم إصدارهما ونفس الشيء أيضا بالنسبة للكاتبة هند عزوز والتي لها مجموعة قصصية واحدة "الدرب الطويل " لا يمكن لنا تنظيم ندوة خاصة بها تتضمن 8 محاضرات للحديث عن هذا المؤلف الوحيد.
ومن المقاييس المعتمدة الأخرى المراعاة بين الجنسين " المراة والرجل " حيث نعمل على تنظيم ندوة خاصة بامراة اديبة مرة في السنة على اعتبار ان الساحة الأدبية في تونس تعيش ندرة في حضور المراة في المشهد الادبي والفكري بتونس.
ويحرص المنتدى أيضا على ضرورة المراعاة في التنويع على اعتبار انه لا يمكن تنظيم أكثر من 7 او 8 ندوات في السنة وذلك بمعدل ندوة كل شهر مع ضرورة مراعاة المزج بين الاحياء والاموات ومراعاة الجهات من خلال كسب رهان التوازن بينها حتى لا يتم تغليب جهة على أخرى عند تحديد القائمة
كما ان المنتدى يحرص على التنويع في الشخصيات التي يتم الاحتفاء بتجاربها الإبداعية حيث نسعى الى استضافة كل الناشطين في كامل الميادين الثقافية والفكرية ويوم 28 سبتمبر الجاري ستكون الندوة خاصة بالمفكر محجوب بن ميلاد.
*انفتاح منتدى الادب التنويري على مختلف الميادين الثقافية والفكرية والابداعية هل يعني ذلك اننا سنعيش مستقبلا ندوات خاصة بالسينمائيين واهل الفنون التشكيلية والمسرح؟
لقد احتفى المنتدى بتجربة الطاهر شريعة السينمائية وهذا لا يعني بتاتا اننا سنفتح الباب على مصراعيه لكل الميادين الثقافية وهنا تراني أوضح وأقول ان منتدى الادب التنويري اليوم اصبح مطالبا بأكثر مما هو عليه ... لنا عديد المؤسسات التي تنشط في المجال الإبداعي من ذلك " بيت الشعر " الذي من المفروض ان يحتفي بالشعراء شانه في ذلك " بيت الرواية " فرغم التمويلات المرصودة لهذين الهيكلين وما يتوفران عليه من موظفين فلم نشهد لهما أي نشاط ابداعي يحقق الإضافة للمشهد الثقافي والابداعي في تونس وأيضا هناك "مدرسة تونس للفلسفة" التي لها مقرها الخاص بها في مدينة الثقافة والتي لم نسمع لها بأي نشاط قامت به ولا حتى تنظيم ندوة للاحتفاء بفلاسفتها "
ما يبعث على الحيرة والتساؤل ان منتدى الفكر التنويري وجد نفسه اليوم امام ركود المؤسسات الثقافية والفكرية الاخري أمام ضرورة تغطية كل القطاعات الثقافية في حين ان المنطق يقول ويفرض على كل مؤسسة تحمل مسؤوليتها والاهتمام بمنظوريها كل حسب اختصاصه.
اليوم الكل يطالب منتدى الفكر التنويري بضرورة الاحتفاء وتكريم كل اهل الثقافة ولا أخفى سرا اذا قلت انني لم اطلع ولم اقرا مقالا من احد الروائيين ينتقد ركود بيت الرواية الذي انطلق نشاطه في نفس السنة التي انطلق فيها منتدى الفكر التنويري الذي اشرف عليه واسيره بمفردي دون كاتبة او حتى ساعي ومع ذلك فإننا في المنتدى اصدرنا الى حد الان 36 كتابا مقابل كتابين فقط لـ"بيت الرواية "مع عدد هام من الموظفين فيه في حين ان "مدرسة تونس للفلسفة " تتوفر على اصدار وحيد.
*ماذا عن برنامج المنتدى مستقبلا؟
يستانف منتدى الادب التنويري نشاطه يوم 28 سبتمبر الجاري لإتمام بقية برنامجه الثقافي لهذه السنة حيث تكون البداية بندوة خاصة بالمفكر محجوب بن ميلاد، ثم يوم 9 أكتوبر سيتم تنظيم ندوة وطنية كبرى لاحياء تسعينية الشاعر الخالد ابوالقاسم الشابي ثم ندوة خاصة بالشاعر الراحل محجوب العياري الذي يعتبر من الجيل الجديد في المدونة الشعرية التونسية وذلك في نوفمبر القادم.
**ندوة وطنية كبرى خاصة بالشابي في أكتوبر القادم، هل يمكن الكشف عن البعض من تفاصيلها ؟
يحرص منتدى الفكر التنويري في كل ندواته على الانفراد بخصوصيات المحتفى به يعدها بكل جدية واعتمادا على الوثائق والمخطوطات النادرة وفي هذا المجال فان ندوة احياء تسعينية رحيل الشابي ستشهد لأول مرة مشاركة أسماء أدبية وثقافية جديدة وبذلك تجاوزنا مرحلة الأسماء الأدبية التقليدية المعروفة والمتداولة في مثل هذه المواعيد الثقافية والهامة من ذلك انه لأول مرة ستقدم لنا الشاعرة افراح الجبالي وتقرا لوحات فنية كما سيتم في الندوة التأكيد واثبات، وهذا لأول مرة أيضا، ان الشابي الى جانب الشعر كتب القصة وبالتالي فان الأركان الأساسية لهذه الندوة " الشابي قصاصا" اعتمادا على وثائق نادرة في ذلك كما ستعمل الندوة على الإجابة عن سؤال نراه هاما وهو " ماذا بقي من الشابي بعد 90 سنة من رحيله"؟
ما يمكن التأكيد عليه في هذه الندوة ان الشابي سيعود برؤية جديدة وكما جرت العادة فان اشغال هذه الندوة سيتم توثيقها واصدراها في كتاب يوزع مجانا على الحضور تماشيا مع توجه المنتدى في اصدار اعمال كل الندوات التي ينظمها في كتب توزع على الحاضرين دون مقابل مادي وهو توجه تنفرد به تونس من خلال هذا المنتدى
*وماذا في برنامج المنتدى بالنسبة لسنة 2025؟
ستكون انطلاقة منتدى الفكر التنويري في 2025 بندوة بمناسبة احياء تسعينية رحيل الطاهر الحداد ... كما سيكرم ويحتفي المنتدى طيلة السنة القادمة بالطاهر لبيب والهادي خليل وجعفر ماجد واحمد ممو وزبيدة بشير ومحمد فريد غازي وفوزية العلوي...
*محمد المي والطاهر الحداد،علاقة خاصة بدات ملامحها منذ ثمانينات القرن الماضي، أي سر وراء هذا الاهتمام بهذا المفكر ؟
لقد انتابني إحساس بكون هذا المفكر المناضل عاش الظلم وطالته اتهامات عديدة طيلة حياته وكنت قد أصدرت 4 كتب بخصوصه تناولت جوانب عديدة من سيرته ونضاله وحاليا اعمل على وضع اللمسات الأخيرة لكتاب جديد يتضمن مخطوطات ووثائق لأول مرة اكشف من خلالها حقائق جديدة حول الطاهر الحداد سأقدمها للمرة الأولى من خلال مسائل لم يتم التطرق اليها أي بالاعتماد على اثباتات دقيقة لا يرقى لها الشك منها انه لم يتم الزج به في السجن في حين ان المخطوطات تؤكد انه مناضل وطني ذاق مرارة السجن.
لديك الجديد ايضا في مجال البحث؟
نعم واشير الى أنني الى جانب كتابي الخامس الخاص بالمناضل الطاهر الحداد، بصدد وضع اللمسات الاخير لتحقيق ديوان الشاعر الحبيب جاء وحدو في حوالي 500 صفحة تضمن العديد من الوثائق والصور لأول مرة الى جانب ديوانه الشعري كاملا لأول مرة على اعتبار ان شعره كان مغمورا وهو مبثوث في العديد من الصحف هنا وهناك وقد عملت على جمعها كلها.
حوار محسن بن احمد
يستأنف منتدى الفكر التنويري بمدينة الثقافة نشاطه بعد عطلة الصيف السبت 28 سبتمبر الجاري بندوة خاصة بالمفكر الخالد محجوب بن ميلاد
وفي لقاء مع " الصباح " تحدث الكاتب والباحث محمد المي مؤسس ومدير المنتدى عن هذه التجربة التي انطلقت رسميا سنة 2018 لتصبح تقليدا ابداعيا شهريا يلتقي فيه اهل الفكر والادب حول مسيرة أحد رواد الفعل الثقافي الجاد تحليلا ونقاشا وتفسيرا ونقدا لإبداعه وكتاباته الفكرية والأدبية ويتم توثيق ذلك في كتاب ضمن سلسلة " أعلام الثقافة في تونس "
وكشف محمد المي في جانب اخر من هذا الحديث عن خصوصيات المنتدى التي ينفرد بها قياسا بكل التجارب الأدبية والفكرية الأخرى كما توقف عند برنامج المنتدى مستقبلا وهذه الحصيلة .
*منتدى الفكر التنويري والبدايات، كيف كانت الانطلاقة ؟
هذا المنتدى كانت بدايته من فكرة طموحة انطلقت سنة2017 عندما بادرنا بتنظيم احتفالية ضخمة خاصة بمائوية ميلاد الروائي الخالد البشير خريف وتم خلالها اصدار المداخلات في عدد خاص من مجلة " الحياة الثقافية " التي تصدرها شهريا وزارة الثقافة وكان ذلك أواخر 2017 ثم كان الموعد مع الاحتفاء بخمسينية العلامة حسن حسني عبدالوهاب التي صدرت اعمالها هي الأخرى في كتاب سنة 2018 وبعدها وبتشجيع من وزير الثقافة الأسبق الدكتور محمد زين العابدين عملنا على ترسيخ هذا التوجه المتمثل في اصدار اعمال كل ندوة أدبية فكرية في كتاب وكانت الانطلاقة الرسمية في هذا التوجه في 2019 مع الاديبة نافلة ذهب لتتواصل الرحلة اكثر القا وقد بلغ عدد الندوات الثقافية التي تناولت سيرة اهل الادب 36 ندوة وصدرت كلها في كتب خاصة بها وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ الادب والفكر في تونس.
وأشير في هذا المجال ان اغلب هؤلاء الادباء هم من الذين مازالوا على قيد الحياة.
*هل هذا اختيار منك التوجه في الندوات الى اهل الادب والفكر والثقافة الاحياء بدرجة اولى؟
نحن نسعى في المنتدى الى المزج بين الادباء الذين مازالوا على قيد الحياة والادباء الذين رحلوا الى دار الخلد وخيارنا في هذا المجال إيلاء الادباء الذين مازالوا ينشطون كل ما يستحقونه من اهتمام دون تجاوز الأموات منهم على اعتبار ان الثقافة لم تبدا الان فقط بل لها جذرورها الضاربة في أعماق التاريخ.
ومن هذا المنطلق فإننا بين الفينة والأخرى نعمل على التذكير بدور احد رموز الثقافة التونسية من الأموات وفي ذلك تأكيد على ان الموت لم يغيبهم عن الذاكرة مادامت أعمالهم حاضرة وشاهدة على منجزاتهم الخالدة.
وبالنسبة للأدباء الاحياء فان الندوات التي تتناول ابداعاتهم تدخل في خانة الاعتراف ممن راكموا مؤلفاتا وكتبا وامتدت تجاربهم قصة كانت او شعرا اوفكرا على امتداد سنوات بما تحمل من خصوصيات حققت الإضافة الهامة والمعتبرة للثقافة والادب والفكر في تونس نقدر على تناولها بالتحليل والنقاش في المنتدى.
*هل هناك مقاييس معتمدة عند تحديد قائمة الأدباء واهل الفكر والثقافة في ذلك؟
نعم هناك مقاييس نعمل بها في منتدى الفكر التنويري وتتمثل في ضرورة توفر عنصر الرسوخ في التجربة الإبداعية والكثرة في الإنتاج على اعتبار ان ذلك يساعدنا على التنويع في المداخل ... ومن هذا المنطلق أؤكد انه لا يمكن للمنتدى ان ينظم ندوة خاصة بأديب او كاتب ما وفي رصيده كتاب واحد وكمثل على ذلك أقول ان منتدى الادب التنويري لا يمكن له تنظيم ندوة خاصة بالأديبة فاطمة سليم رغم ريادتها في المجال الأدبي في حين ان لها كتابين فقط تم إصدارهما ونفس الشيء أيضا بالنسبة للكاتبة هند عزوز والتي لها مجموعة قصصية واحدة "الدرب الطويل " لا يمكن لنا تنظيم ندوة خاصة بها تتضمن 8 محاضرات للحديث عن هذا المؤلف الوحيد.
ومن المقاييس المعتمدة الأخرى المراعاة بين الجنسين " المراة والرجل " حيث نعمل على تنظيم ندوة خاصة بامراة اديبة مرة في السنة على اعتبار ان الساحة الأدبية في تونس تعيش ندرة في حضور المراة في المشهد الادبي والفكري بتونس.
ويحرص المنتدى أيضا على ضرورة المراعاة في التنويع على اعتبار انه لا يمكن تنظيم أكثر من 7 او 8 ندوات في السنة وذلك بمعدل ندوة كل شهر مع ضرورة مراعاة المزج بين الاحياء والاموات ومراعاة الجهات من خلال كسب رهان التوازن بينها حتى لا يتم تغليب جهة على أخرى عند تحديد القائمة
كما ان المنتدى يحرص على التنويع في الشخصيات التي يتم الاحتفاء بتجاربها الإبداعية حيث نسعى الى استضافة كل الناشطين في كامل الميادين الثقافية والفكرية ويوم 28 سبتمبر الجاري ستكون الندوة خاصة بالمفكر محجوب بن ميلاد.
*انفتاح منتدى الادب التنويري على مختلف الميادين الثقافية والفكرية والابداعية هل يعني ذلك اننا سنعيش مستقبلا ندوات خاصة بالسينمائيين واهل الفنون التشكيلية والمسرح؟
لقد احتفى المنتدى بتجربة الطاهر شريعة السينمائية وهذا لا يعني بتاتا اننا سنفتح الباب على مصراعيه لكل الميادين الثقافية وهنا تراني أوضح وأقول ان منتدى الادب التنويري اليوم اصبح مطالبا بأكثر مما هو عليه ... لنا عديد المؤسسات التي تنشط في المجال الإبداعي من ذلك " بيت الشعر " الذي من المفروض ان يحتفي بالشعراء شانه في ذلك " بيت الرواية " فرغم التمويلات المرصودة لهذين الهيكلين وما يتوفران عليه من موظفين فلم نشهد لهما أي نشاط ابداعي يحقق الإضافة للمشهد الثقافي والابداعي في تونس وأيضا هناك "مدرسة تونس للفلسفة" التي لها مقرها الخاص بها في مدينة الثقافة والتي لم نسمع لها بأي نشاط قامت به ولا حتى تنظيم ندوة للاحتفاء بفلاسفتها "
ما يبعث على الحيرة والتساؤل ان منتدى الفكر التنويري وجد نفسه اليوم امام ركود المؤسسات الثقافية والفكرية الاخري أمام ضرورة تغطية كل القطاعات الثقافية في حين ان المنطق يقول ويفرض على كل مؤسسة تحمل مسؤوليتها والاهتمام بمنظوريها كل حسب اختصاصه.
اليوم الكل يطالب منتدى الفكر التنويري بضرورة الاحتفاء وتكريم كل اهل الثقافة ولا أخفى سرا اذا قلت انني لم اطلع ولم اقرا مقالا من احد الروائيين ينتقد ركود بيت الرواية الذي انطلق نشاطه في نفس السنة التي انطلق فيها منتدى الفكر التنويري الذي اشرف عليه واسيره بمفردي دون كاتبة او حتى ساعي ومع ذلك فإننا في المنتدى اصدرنا الى حد الان 36 كتابا مقابل كتابين فقط لـ"بيت الرواية "مع عدد هام من الموظفين فيه في حين ان "مدرسة تونس للفلسفة " تتوفر على اصدار وحيد.
*ماذا عن برنامج المنتدى مستقبلا؟
يستانف منتدى الادب التنويري نشاطه يوم 28 سبتمبر الجاري لإتمام بقية برنامجه الثقافي لهذه السنة حيث تكون البداية بندوة خاصة بالمفكر محجوب بن ميلاد، ثم يوم 9 أكتوبر سيتم تنظيم ندوة وطنية كبرى لاحياء تسعينية الشاعر الخالد ابوالقاسم الشابي ثم ندوة خاصة بالشاعر الراحل محجوب العياري الذي يعتبر من الجيل الجديد في المدونة الشعرية التونسية وذلك في نوفمبر القادم.
**ندوة وطنية كبرى خاصة بالشابي في أكتوبر القادم، هل يمكن الكشف عن البعض من تفاصيلها ؟
يحرص منتدى الفكر التنويري في كل ندواته على الانفراد بخصوصيات المحتفى به يعدها بكل جدية واعتمادا على الوثائق والمخطوطات النادرة وفي هذا المجال فان ندوة احياء تسعينية رحيل الشابي ستشهد لأول مرة مشاركة أسماء أدبية وثقافية جديدة وبذلك تجاوزنا مرحلة الأسماء الأدبية التقليدية المعروفة والمتداولة في مثل هذه المواعيد الثقافية والهامة من ذلك انه لأول مرة ستقدم لنا الشاعرة افراح الجبالي وتقرا لوحات فنية كما سيتم في الندوة التأكيد واثبات، وهذا لأول مرة أيضا، ان الشابي الى جانب الشعر كتب القصة وبالتالي فان الأركان الأساسية لهذه الندوة " الشابي قصاصا" اعتمادا على وثائق نادرة في ذلك كما ستعمل الندوة على الإجابة عن سؤال نراه هاما وهو " ماذا بقي من الشابي بعد 90 سنة من رحيله"؟
ما يمكن التأكيد عليه في هذه الندوة ان الشابي سيعود برؤية جديدة وكما جرت العادة فان اشغال هذه الندوة سيتم توثيقها واصدراها في كتاب يوزع مجانا على الحضور تماشيا مع توجه المنتدى في اصدار اعمال كل الندوات التي ينظمها في كتب توزع على الحاضرين دون مقابل مادي وهو توجه تنفرد به تونس من خلال هذا المنتدى
*وماذا في برنامج المنتدى بالنسبة لسنة 2025؟
ستكون انطلاقة منتدى الفكر التنويري في 2025 بندوة بمناسبة احياء تسعينية رحيل الطاهر الحداد ... كما سيكرم ويحتفي المنتدى طيلة السنة القادمة بالطاهر لبيب والهادي خليل وجعفر ماجد واحمد ممو وزبيدة بشير ومحمد فريد غازي وفوزية العلوي...
*محمد المي والطاهر الحداد،علاقة خاصة بدات ملامحها منذ ثمانينات القرن الماضي، أي سر وراء هذا الاهتمام بهذا المفكر ؟
لقد انتابني إحساس بكون هذا المفكر المناضل عاش الظلم وطالته اتهامات عديدة طيلة حياته وكنت قد أصدرت 4 كتب بخصوصه تناولت جوانب عديدة من سيرته ونضاله وحاليا اعمل على وضع اللمسات الأخيرة لكتاب جديد يتضمن مخطوطات ووثائق لأول مرة اكشف من خلالها حقائق جديدة حول الطاهر الحداد سأقدمها للمرة الأولى من خلال مسائل لم يتم التطرق اليها أي بالاعتماد على اثباتات دقيقة لا يرقى لها الشك منها انه لم يتم الزج به في السجن في حين ان المخطوطات تؤكد انه مناضل وطني ذاق مرارة السجن.
لديك الجديد ايضا في مجال البحث؟
نعم واشير الى أنني الى جانب كتابي الخامس الخاص بالمناضل الطاهر الحداد، بصدد وضع اللمسات الاخير لتحقيق ديوان الشاعر الحبيب جاء وحدو في حوالي 500 صفحة تضمن العديد من الوثائق والصور لأول مرة الى جانب ديوانه الشعري كاملا لأول مرة على اعتبار ان شعره كان مغمورا وهو مبثوث في العديد من الصحف هنا وهناك وقد عملت على جمعها كلها.