إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مهدي البرصاوي لـ"الصباح": "عايشة" رحلة في الواقع التونسي ومهرجان البندقية نافذة لاكتشاف سينماءات أخرى

 

تونس - الصباح

شاهد جمهور مهرجان البندقية السينمائي الدولي مساء أمس 4 سبتمبر 2024 فيلم "عايشة" لمهدي البرصاوي في عرضه العالمي الأول وهو الفيلم الروائي الطويل الثاني في رصيد مخرجه ويعود من خلاله السينمائي الشاب مجددا لمهرجان مدينة البندقية العريق بعد مشاركة أولى بفيلم "بيك نعيش" في المسابقة نفسها "آفاق".

وفي لقائه مع "الصباح" أقر مهدي البرصاوي بصعوبة تنفيذ العمل السينمائي الطويل الثاني مقارنة بالتجربة الأولى على مستوى الروائي الطويل كاشفا عن اعتزازه بمشاركة "عايشة" في الدورة 81 من مهرجان البندقية السينمائي خاصة وأن هذا الموعد السينمائي العالمي نافذة لإشعاع أكبر للسينما التونسية ويساهم، على غرار برلين وكان السينمائيان، في تسليط الضوء على قضايا الراهن التونسي كما العربي والإفريقي.

الراهن الاجتماعي

وعن طرح فيلم "عايشة" المتماهي مع الراهن الاجتماعي التونسي أفاد مهدي البرصاوي الصباح قائلا : "الفيلم يحكي على تونس وتحديدا عن المرأة التي أحيانا تجد نفسها في مكان مناسب وأحيانا أخرى غير مناسب وفيلم "عايشة" هو رحلة في الواقع التونسي ولقد كانت ولادة ابنتي دافعي الأول لكتابة هذا الفيلم فقد انتابني شعور عميق وتساؤل حول مستقبل هذه الطفلة حين تكبر في مجتمعنا .. يهمني حقيقة أن تكون أعمالي انعكاسا لهواجسي الفنية والإنسانية وأتساءل دوما عن البلد التي سنتركها لأبنائنا عبر قصص أرويها سينمائيا".

وفي سؤال عن من هي "عايشة" تحديدا في الفيلم خاصة وأن العمل يتعرض لقضية مهمة وحساسة عن الهوية والحرية ومشاكل الشباب والأشخاص المفقودين وكيف يتم في أحيان كثيرة استغلال بطاقة التعريف الوطنية في حالات غير قانونية أوضح مهدي البرصاوي في السياق : "اليوم أصبحت مساحة الحرية أكبر مقارنة بالمرحلة الزمنية قبل 2011 وقضية الهوية مسألة مهمة...الفيلم يتساءل عن كيفية أن يكون الفرد حرا في بلادنا وهو محمل بالكثير من الضغوطات العائلية والاجتماعية وقضية "عايشة" نكتشفها في الـ 10 دقائق الأخيرة من الفيلم حتى يبقى المشاهد مشدودا للفيلم حتى النهاية، ويتساءل عن ماهية هذه الحياة .."

مرحلة السيناريو

وأوضح مخرج "عايشة" أن السيناريو كتب على "نار هادئة" لفترة تتراوح بين السنة والنصف والسنتين والعمل تطور مع كل مرحلة جديدة من الكتابة مشددا على أنه يحرص كثيرا على كل التفاصيل المتعلقة بمرحلة الكتابة لأنها أساس الفيلم  وعن تعاونه مع ممثلين من نجوم التلفزة أوالقادمين من ركح المسرح على غرار نضال السعدي، هالة عياد، ياسمين الديماسي قال مهدي البرصاوي: "لا تعنيني هذه المسألة وأعتقد أن الوجه المناسب في المكان المناسب ولا أحبذ عملية الكاستينغ التقليدية وأفضل وضع الممثل في مواقف تظهر مدى قدرته على الارتجال حتى يكون تلقائيا قدر الإمكان خلال أدائه للشخصية وأؤمن أن الممثل الحقيقي هو الذي لا يمثل وقد استمرت مرحلة الكاستنيغ وتطوير السيناريو لأشهر انطلاقا من جانفي 2023 إلى بداية التصوير في أكتوبر من نفس السنة.."

الاختيارات والكاستينغ

وفي سؤال عن اختياره ممثلة شابة في بداية ظهورها السينمائي (شاركت   في فيلم الإبرة لعبد الحميد بوشناق) وفي العمل التلفزيوني (رﭬوج) بعد تجربة مسرحية وهي فاطمة صفر في دور (آية / عايشة وهي فتاة في نهاية العشرينات تعمل في مجال السياحة واثر حادثة تقرر تغيير حياتها) ومنح البطولة لنضال السعدي كشف مهدي البرصاوي لـ"الصباح" في السياق: "في مرحلة الكاستينغ كنت متأكدا أن فاطمة صفر ستكون الشخصية الرئيسية في العمل وبالنسبة لنضال السعدي كان مستعدا للتغيير في نوعية الأدوار وأعجب بالعمل وأضاف لوزنه 20 كغ لتجسيد شخصية "فارس" (محقق في الشرطة) وقد أخبرته خلال رحلتنا مع الفيلم أني أرغب في رؤية نضال مختلف مقارنة بأدواره السابقة وقد نجحنا في ذلك وأشكر كل الممثلين المشاركين في العمل منهم محمد علي بن جمعة، سوسن معالج، هالة عياد، ياسمين الديماسي على حرفيتهم وثقتهم في رؤيتي وطرحي للعمل".

ويشارك فيلم "عايشة" للمخرج التونسي مهدي البرصاوي في الدّورة 81 من مهرجان البندقيّة Mostra de Venise (من 28 أوت إلى 7 سبتمبر 2024) وتم اختيار هذا الفيلم ضمن المسابقة الرّسميّة "آفاق" ويجسد بطولة"عايشة" كل من فاطمة صفر ونضال السعدي وياسمين ديماسي وهالة عياد، والفيلم من إنتاج حبيب عطية "سينيتيليفيلم" ومارك إيرمر "دولتش فيتا فيلم" في إنتاج مشترك بين تونس وفرنسا وإيطاليا وقطر والفيلم مدعم من المملكة العربية السعودية وتحديدا صندوق البحر الأحمر. ويذكر أنّ مهدي البرصاوي قد شارك سنة 2019 في مهرجان البندقيّة بفيلمه الروائي الطويل الأول "بيك نعيش" حيث تمّ تتويجه بجائزتين وفي 2024 يعود للبندقية بالروائي الطويل الثاني "عايشة".

نجلاء قموع

مهدي البرصاوي لـ"الصباح": "عايشة" رحلة في الواقع التونسي ومهرجان البندقية نافذة لاكتشاف سينماءات أخرى

 

تونس - الصباح

شاهد جمهور مهرجان البندقية السينمائي الدولي مساء أمس 4 سبتمبر 2024 فيلم "عايشة" لمهدي البرصاوي في عرضه العالمي الأول وهو الفيلم الروائي الطويل الثاني في رصيد مخرجه ويعود من خلاله السينمائي الشاب مجددا لمهرجان مدينة البندقية العريق بعد مشاركة أولى بفيلم "بيك نعيش" في المسابقة نفسها "آفاق".

وفي لقائه مع "الصباح" أقر مهدي البرصاوي بصعوبة تنفيذ العمل السينمائي الطويل الثاني مقارنة بالتجربة الأولى على مستوى الروائي الطويل كاشفا عن اعتزازه بمشاركة "عايشة" في الدورة 81 من مهرجان البندقية السينمائي خاصة وأن هذا الموعد السينمائي العالمي نافذة لإشعاع أكبر للسينما التونسية ويساهم، على غرار برلين وكان السينمائيان، في تسليط الضوء على قضايا الراهن التونسي كما العربي والإفريقي.

الراهن الاجتماعي

وعن طرح فيلم "عايشة" المتماهي مع الراهن الاجتماعي التونسي أفاد مهدي البرصاوي الصباح قائلا : "الفيلم يحكي على تونس وتحديدا عن المرأة التي أحيانا تجد نفسها في مكان مناسب وأحيانا أخرى غير مناسب وفيلم "عايشة" هو رحلة في الواقع التونسي ولقد كانت ولادة ابنتي دافعي الأول لكتابة هذا الفيلم فقد انتابني شعور عميق وتساؤل حول مستقبل هذه الطفلة حين تكبر في مجتمعنا .. يهمني حقيقة أن تكون أعمالي انعكاسا لهواجسي الفنية والإنسانية وأتساءل دوما عن البلد التي سنتركها لأبنائنا عبر قصص أرويها سينمائيا".

وفي سؤال عن من هي "عايشة" تحديدا في الفيلم خاصة وأن العمل يتعرض لقضية مهمة وحساسة عن الهوية والحرية ومشاكل الشباب والأشخاص المفقودين وكيف يتم في أحيان كثيرة استغلال بطاقة التعريف الوطنية في حالات غير قانونية أوضح مهدي البرصاوي في السياق : "اليوم أصبحت مساحة الحرية أكبر مقارنة بالمرحلة الزمنية قبل 2011 وقضية الهوية مسألة مهمة...الفيلم يتساءل عن كيفية أن يكون الفرد حرا في بلادنا وهو محمل بالكثير من الضغوطات العائلية والاجتماعية وقضية "عايشة" نكتشفها في الـ 10 دقائق الأخيرة من الفيلم حتى يبقى المشاهد مشدودا للفيلم حتى النهاية، ويتساءل عن ماهية هذه الحياة .."

مرحلة السيناريو

وأوضح مخرج "عايشة" أن السيناريو كتب على "نار هادئة" لفترة تتراوح بين السنة والنصف والسنتين والعمل تطور مع كل مرحلة جديدة من الكتابة مشددا على أنه يحرص كثيرا على كل التفاصيل المتعلقة بمرحلة الكتابة لأنها أساس الفيلم  وعن تعاونه مع ممثلين من نجوم التلفزة أوالقادمين من ركح المسرح على غرار نضال السعدي، هالة عياد، ياسمين الديماسي قال مهدي البرصاوي: "لا تعنيني هذه المسألة وأعتقد أن الوجه المناسب في المكان المناسب ولا أحبذ عملية الكاستينغ التقليدية وأفضل وضع الممثل في مواقف تظهر مدى قدرته على الارتجال حتى يكون تلقائيا قدر الإمكان خلال أدائه للشخصية وأؤمن أن الممثل الحقيقي هو الذي لا يمثل وقد استمرت مرحلة الكاستنيغ وتطوير السيناريو لأشهر انطلاقا من جانفي 2023 إلى بداية التصوير في أكتوبر من نفس السنة.."

الاختيارات والكاستينغ

وفي سؤال عن اختياره ممثلة شابة في بداية ظهورها السينمائي (شاركت   في فيلم الإبرة لعبد الحميد بوشناق) وفي العمل التلفزيوني (رﭬوج) بعد تجربة مسرحية وهي فاطمة صفر في دور (آية / عايشة وهي فتاة في نهاية العشرينات تعمل في مجال السياحة واثر حادثة تقرر تغيير حياتها) ومنح البطولة لنضال السعدي كشف مهدي البرصاوي لـ"الصباح" في السياق: "في مرحلة الكاستينغ كنت متأكدا أن فاطمة صفر ستكون الشخصية الرئيسية في العمل وبالنسبة لنضال السعدي كان مستعدا للتغيير في نوعية الأدوار وأعجب بالعمل وأضاف لوزنه 20 كغ لتجسيد شخصية "فارس" (محقق في الشرطة) وقد أخبرته خلال رحلتنا مع الفيلم أني أرغب في رؤية نضال مختلف مقارنة بأدواره السابقة وقد نجحنا في ذلك وأشكر كل الممثلين المشاركين في العمل منهم محمد علي بن جمعة، سوسن معالج، هالة عياد، ياسمين الديماسي على حرفيتهم وثقتهم في رؤيتي وطرحي للعمل".

ويشارك فيلم "عايشة" للمخرج التونسي مهدي البرصاوي في الدّورة 81 من مهرجان البندقيّة Mostra de Venise (من 28 أوت إلى 7 سبتمبر 2024) وتم اختيار هذا الفيلم ضمن المسابقة الرّسميّة "آفاق" ويجسد بطولة"عايشة" كل من فاطمة صفر ونضال السعدي وياسمين ديماسي وهالة عياد، والفيلم من إنتاج حبيب عطية "سينيتيليفيلم" ومارك إيرمر "دولتش فيتا فيلم" في إنتاج مشترك بين تونس وفرنسا وإيطاليا وقطر والفيلم مدعم من المملكة العربية السعودية وتحديدا صندوق البحر الأحمر. ويذكر أنّ مهدي البرصاوي قد شارك سنة 2019 في مهرجان البندقيّة بفيلمه الروائي الطويل الأول "بيك نعيش" حيث تمّ تتويجه بجائزتين وفي 2024 يعود للبندقية بالروائي الطويل الثاني "عايشة".

نجلاء قموع