صفحتك بطاقة هويتك الاجتماعية المهنية وشركات في الغرب تعتمد على صفحات التواصل الاجتماعي أثناء الانتداب
بقلم:ريم بالخذيري
يقال في الأمثال العربية الخالدة فلان تأبط شرا لمن كان يحمل شيئا بين يديه دون إدراكه لمدى خطورته عليه وعلى الآخرين.
وقصة المثل تعود الى الشاعر الجاهلي ثابت بن جابر . ولقب بـ "تأبط شرا" لواقعة حدثت له، فحسبما يذكر الرواة أنه رأى كبشا كبيرا في الصحراء فحمله تحت إبطه، وبال عليه طول طريقه، وحينما اقترب من الحي ثقل عليه الكبش فرمى به فإذا هو الغول.
وحينما رآه قومه سألوه: ماذا تأبطت يا ثابت؟ قال: الغول، قالوا: لقد تأبطت شرا فسمي بذلك. وقيل: بل قالت له أمه: كل إخوتك يأتونني بشيء إذا راح غيرك فقال لها: سآتيك الليلة بشيء، ومضى فصاد أفاعي كثيرة من أكبر ما قدر عليه فلما راح أتى بهن في جراب متأبطا له فألقاه بين يديها ففتحته فتساعين في بيتها فوثبت، وخرجت فقالت لها نساء الحي: ماذا أتاك به ثابت؟ فقالت: أتاني بأفاع في جراب فقلن: وكيف حملها؟ قالت: تأبطها، قلن: لقد تأبط شرا فلزمه "تأبط شرا".
وفى رواية أخرى، قيل أنه لقب بـ "تأبط شرا" لأنه كان كلما خرج للغزو وضع سيفه تحت أبطه فقالت أمه مرة: تأبط شرا، فلقب بهذا اللقب.
والشاهد من الرواية ان أغلب التونسيين يتأبطون هواتفهم المحمولة وحساباتهم الفيسبوكية فحوّلوها الى شر لا يفارقهم.
صفحتك تعكس شخصيتك
صفحات الفيس بوك والانستغرام وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي سمّيت بهذا الاسم لنبل الرسالة التي تحملها وهي وسيلة لتكوين صداقات جديدة وحتى علاقات عمل .وهي فضاء لتبادل الأفكار والتعبير عن المواقف البنّاءة.
وتعدّ هذه المواقع غنية بالمعلومات وتحولت الى مراجع علمية وفكرية لطالبي العلم وللباحثين .خاصة الصفحات التي تنتمي الى مراكز بحث أو قامات علمية .
وهي عند من ابتكروها آليّة للتعريف بالمهارات وتبادل الخبرات وليست فضاء لممارسة العنف اللفظي من سبّ وشتم وهتك للأعراض .
في تونس مع الأسف لم نستفد شيئا يذكر مما تقدّم ذكره بل اننا سحبنا العنف في الشوارع و في العائلات والفضاءات العمومية على حساباتنا تلك.
الصفحات التونسية تكاد تكون مميزة بحجم السب والحقد والكذب والإشاعات التي تحملها وهي ظاهرة خطيرة لا يمكن للردع وحده القضاء عليها وانما تحتاج الى ثقافة جديدة قوامها الاحترام وحق الاختلاف والتسامح.
كذلك لابد لمستعملي صفحات التواصل الاجتماعي ان يهتموا بما ينشرون بصورهم التي ينشرونها فهي تحمل شخصيتهم.
فصفحتك بطاقة هويتك الاجتماعية المهنية الكثير من الشركات في الغرب تعتمد على صفحات التواصل الاجتماعي حين الانتداب للتحقق من شخصية تجارب المنتدب .فهي تعكس الشخصية ما وراءها.
وفي علم النفس الجنائي (علم الجريمة) يتم الاعتماد بشكل مكثف على صفحات التواصل الاجتماعي للقيام بالتحريات وفك لغز الجرائم والإيقاع بالمجرمين و تبرئة المتهمين.
التونسي والحسابات الوهمية
وتعرف بالفرنسية faux profils وهي خطة للتحيّل على القوانين الصارمة لفيس بوك ويعمد لإنشائها الذين يمارسون التشويه والكذب والتحيل .وفيها يشعر المستخدم بالتحرّر من القيود . ويعمد كثير من التونسيين لهذه الحيلة حيث يمتلك أغلب التونسيين حسابين على الأقل واحد رسمي والأخر وهمي. ويوصي الخبراء بعدم قبول طلبات الصداقة او المتابعة من هؤلاء .
وتعاني شركة"ميتا" بشقيها فيس بوك وانستغرام من هذه الظاهرة وأوضحت الشركة أن نحو ما يقرب من 2% إلي 3% من مستخدمي الموقعين الشهيرين والذي يبلغ عددهم 2.1 مليار يستخدمون في الربع الثالث من عام 2017 حسابات وهميه ، ذلك بالإضافة إلي أن 10% من حسابات الشبكة مكررة خاصة بالمستخدمين الحقيقيين ، أي ما يقرب من ضعف تقديرها لنتائج الربع الأخير ، وهذا يوضح لنا أن ما يقرب من 13% من مستخدمي الشبكة الأولي في العالم الشهريين والبالغ عددهم 2.1 بليون نسمه ، أي ما يقرب من 270 مليون حساب على الشبكة يعتبر غير شرعي .
وتبذل الشركة جهودا كبيرة لمقاومة هذه الظاهرة الخطيرة والتي يمكن التوقّي منها ذاتيا كما قلنا.
إيقاف النزيف ممكن..
إدارة فيس بوك لها برامج مسح متطورة جدا تعمل على مدار الليل والنهار ترصد كل عبارات العنف والتحريض والشتم وهتك الأعراض وهذا الماسح يقرأ كل اللغات واللهجات. فمثلا يقوم هذا الماسح بتحذيرك ثم معاقبتك فإغلاق حسابك اذا ما انتهكت ما يسميه معايير المجتمع وهي نشر الصور الصادمة واستعمال الألفاظ النابية التي تحدثنا عنها.
وهذا الماسح بصدد تطوير نفسه يوميا مع دخول مصطلحات جديدة تحرّض على ما ذكرنا. لكنه يبقى عاجزا عن فهم فحوى الكلمات النابية المحلية وتعابير الشتم وهتك الأعراض لذا يبذل العاملون الإقليميون في إدارة فيس بوك على إدراج هذا الخطاب المخالف لمعايير المجتمع المضيق الذي ينتمون له.
كما تقوم بعض الدول أحيانا بلفت نظر إدارة الفيس بوك حول بعض النقاط ذات الصلة بما نتحدث بشأنه.
وبالتالي بإمكان الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية ان تراسل إدارة فيس بوك من أجل الحد من تفشي خطاب الكراهية والتشفي الذي يمارسه التونسيون بلهجة تونسية لا يعتبرها الماسح الفيس بوكي انتهاكا لمعايير المجتمع لديه. ولكن بالإمكان إدراجها ومعاقبة مستعمليها فنحن شعب نتفنن في استعمال الكلمات البذيئة ولدينا معجم خاص بها بإمكان الفيس بوك اعتباره ممنوعا وهذا سهل جدا ولا يتطلب سوى طلب رسمي من الدولة التونسية في الغرض.
وهو نوع من آلية التبليغ على الإساءة أو signal المتاحة في فيس بوك.
بهذا يمكن الحد والقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة التي أصبحت تميز الفيس بوك لدى التونسيين حيث انه تحول كما قلنا عن مهمته الأصلية الى فضاء للكذب والسب والشتم وكشف عورات الناس. حتى إن الكثير من التونسيين أغلقوا حساباتهم وهجروا الفيس ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي.
شروط عامة
فيسبوك لديه مجموعة من القوانين والسياسات التي تنظم استخدامه وتشمل:
- شروط الخدمة: يجب أن يكون المستخدمون فوق سن 13 عامًا، ولا يُسمح للأشخاص المدانين بجرائم جنسية بإنشاء حسابات.
- سياسات المحتوى: يُحظر نشر المحتوى الذي يحرض على العنف أو الإرهاب أو الكراهية، وكذلك المحتوى الذي ينتهك حقوق الملكية الفكرية.
- سياسات الإعلانات: هناك قيود على أنواع الإعلانات التي يمكن نشرها، مثل الإعلانات التي تروج للتمييز أو التحريض على الكراهية.
صفحتك بطاقة هويتك الاجتماعية المهنية وشركات في الغرب تعتمد على صفحات التواصل الاجتماعي أثناء الانتداب
بقلم:ريم بالخذيري
يقال في الأمثال العربية الخالدة فلان تأبط شرا لمن كان يحمل شيئا بين يديه دون إدراكه لمدى خطورته عليه وعلى الآخرين.
وقصة المثل تعود الى الشاعر الجاهلي ثابت بن جابر . ولقب بـ "تأبط شرا" لواقعة حدثت له، فحسبما يذكر الرواة أنه رأى كبشا كبيرا في الصحراء فحمله تحت إبطه، وبال عليه طول طريقه، وحينما اقترب من الحي ثقل عليه الكبش فرمى به فإذا هو الغول.
وحينما رآه قومه سألوه: ماذا تأبطت يا ثابت؟ قال: الغول، قالوا: لقد تأبطت شرا فسمي بذلك. وقيل: بل قالت له أمه: كل إخوتك يأتونني بشيء إذا راح غيرك فقال لها: سآتيك الليلة بشيء، ومضى فصاد أفاعي كثيرة من أكبر ما قدر عليه فلما راح أتى بهن في جراب متأبطا له فألقاه بين يديها ففتحته فتساعين في بيتها فوثبت، وخرجت فقالت لها نساء الحي: ماذا أتاك به ثابت؟ فقالت: أتاني بأفاع في جراب فقلن: وكيف حملها؟ قالت: تأبطها، قلن: لقد تأبط شرا فلزمه "تأبط شرا".
وفى رواية أخرى، قيل أنه لقب بـ "تأبط شرا" لأنه كان كلما خرج للغزو وضع سيفه تحت أبطه فقالت أمه مرة: تأبط شرا، فلقب بهذا اللقب.
والشاهد من الرواية ان أغلب التونسيين يتأبطون هواتفهم المحمولة وحساباتهم الفيسبوكية فحوّلوها الى شر لا يفارقهم.
صفحتك تعكس شخصيتك
صفحات الفيس بوك والانستغرام وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي سمّيت بهذا الاسم لنبل الرسالة التي تحملها وهي وسيلة لتكوين صداقات جديدة وحتى علاقات عمل .وهي فضاء لتبادل الأفكار والتعبير عن المواقف البنّاءة.
وتعدّ هذه المواقع غنية بالمعلومات وتحولت الى مراجع علمية وفكرية لطالبي العلم وللباحثين .خاصة الصفحات التي تنتمي الى مراكز بحث أو قامات علمية .
وهي عند من ابتكروها آليّة للتعريف بالمهارات وتبادل الخبرات وليست فضاء لممارسة العنف اللفظي من سبّ وشتم وهتك للأعراض .
في تونس مع الأسف لم نستفد شيئا يذكر مما تقدّم ذكره بل اننا سحبنا العنف في الشوارع و في العائلات والفضاءات العمومية على حساباتنا تلك.
الصفحات التونسية تكاد تكون مميزة بحجم السب والحقد والكذب والإشاعات التي تحملها وهي ظاهرة خطيرة لا يمكن للردع وحده القضاء عليها وانما تحتاج الى ثقافة جديدة قوامها الاحترام وحق الاختلاف والتسامح.
كذلك لابد لمستعملي صفحات التواصل الاجتماعي ان يهتموا بما ينشرون بصورهم التي ينشرونها فهي تحمل شخصيتهم.
فصفحتك بطاقة هويتك الاجتماعية المهنية الكثير من الشركات في الغرب تعتمد على صفحات التواصل الاجتماعي حين الانتداب للتحقق من شخصية تجارب المنتدب .فهي تعكس الشخصية ما وراءها.
وفي علم النفس الجنائي (علم الجريمة) يتم الاعتماد بشكل مكثف على صفحات التواصل الاجتماعي للقيام بالتحريات وفك لغز الجرائم والإيقاع بالمجرمين و تبرئة المتهمين.
التونسي والحسابات الوهمية
وتعرف بالفرنسية faux profils وهي خطة للتحيّل على القوانين الصارمة لفيس بوك ويعمد لإنشائها الذين يمارسون التشويه والكذب والتحيل .وفيها يشعر المستخدم بالتحرّر من القيود . ويعمد كثير من التونسيين لهذه الحيلة حيث يمتلك أغلب التونسيين حسابين على الأقل واحد رسمي والأخر وهمي. ويوصي الخبراء بعدم قبول طلبات الصداقة او المتابعة من هؤلاء .
وتعاني شركة"ميتا" بشقيها فيس بوك وانستغرام من هذه الظاهرة وأوضحت الشركة أن نحو ما يقرب من 2% إلي 3% من مستخدمي الموقعين الشهيرين والذي يبلغ عددهم 2.1 مليار يستخدمون في الربع الثالث من عام 2017 حسابات وهميه ، ذلك بالإضافة إلي أن 10% من حسابات الشبكة مكررة خاصة بالمستخدمين الحقيقيين ، أي ما يقرب من ضعف تقديرها لنتائج الربع الأخير ، وهذا يوضح لنا أن ما يقرب من 13% من مستخدمي الشبكة الأولي في العالم الشهريين والبالغ عددهم 2.1 بليون نسمه ، أي ما يقرب من 270 مليون حساب على الشبكة يعتبر غير شرعي .
وتبذل الشركة جهودا كبيرة لمقاومة هذه الظاهرة الخطيرة والتي يمكن التوقّي منها ذاتيا كما قلنا.
إيقاف النزيف ممكن..
إدارة فيس بوك لها برامج مسح متطورة جدا تعمل على مدار الليل والنهار ترصد كل عبارات العنف والتحريض والشتم وهتك الأعراض وهذا الماسح يقرأ كل اللغات واللهجات. فمثلا يقوم هذا الماسح بتحذيرك ثم معاقبتك فإغلاق حسابك اذا ما انتهكت ما يسميه معايير المجتمع وهي نشر الصور الصادمة واستعمال الألفاظ النابية التي تحدثنا عنها.
وهذا الماسح بصدد تطوير نفسه يوميا مع دخول مصطلحات جديدة تحرّض على ما ذكرنا. لكنه يبقى عاجزا عن فهم فحوى الكلمات النابية المحلية وتعابير الشتم وهتك الأعراض لذا يبذل العاملون الإقليميون في إدارة فيس بوك على إدراج هذا الخطاب المخالف لمعايير المجتمع المضيق الذي ينتمون له.
كما تقوم بعض الدول أحيانا بلفت نظر إدارة الفيس بوك حول بعض النقاط ذات الصلة بما نتحدث بشأنه.
وبالتالي بإمكان الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية ان تراسل إدارة فيس بوك من أجل الحد من تفشي خطاب الكراهية والتشفي الذي يمارسه التونسيون بلهجة تونسية لا يعتبرها الماسح الفيس بوكي انتهاكا لمعايير المجتمع لديه. ولكن بالإمكان إدراجها ومعاقبة مستعمليها فنحن شعب نتفنن في استعمال الكلمات البذيئة ولدينا معجم خاص بها بإمكان الفيس بوك اعتباره ممنوعا وهذا سهل جدا ولا يتطلب سوى طلب رسمي من الدولة التونسية في الغرض.
وهو نوع من آلية التبليغ على الإساءة أو signal المتاحة في فيس بوك.
بهذا يمكن الحد والقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة التي أصبحت تميز الفيس بوك لدى التونسيين حيث انه تحول كما قلنا عن مهمته الأصلية الى فضاء للكذب والسب والشتم وكشف عورات الناس. حتى إن الكثير من التونسيين أغلقوا حساباتهم وهجروا الفيس ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي.
شروط عامة
فيسبوك لديه مجموعة من القوانين والسياسات التي تنظم استخدامه وتشمل:
- شروط الخدمة: يجب أن يكون المستخدمون فوق سن 13 عامًا، ولا يُسمح للأشخاص المدانين بجرائم جنسية بإنشاء حسابات.
- سياسات المحتوى: يُحظر نشر المحتوى الذي يحرض على العنف أو الإرهاب أو الكراهية، وكذلك المحتوى الذي ينتهك حقوق الملكية الفكرية.
- سياسات الإعلانات: هناك قيود على أنواع الإعلانات التي يمكن نشرها، مثل الإعلانات التي تروج للتمييز أو التحريض على الكراهية.