لم تغب الأعمال المسرحية هذا الموسم ضمن فعاليات المهرجانات الصيفية.. وكانت انماط الفن التعبيري من "وان مان شو" و"ستاند اب" حاضرين بقوة في جل المهرجانات.. فضلا عن العروض الكوميدية الأخرى التي جمعت أكثر من ممثل على الركح..
وإن كان الهدف من برمجة الأعمال الكوميدية على وجه الخصوص الإضحاك والترفيه وتوافد أكثر عدد ممكن من الجماهير، باعتبار أن العروض تدخل في إطار العروض الاستهلاكية، وأنّ أصحاب الأعمال نجوم ومحل متابعة جماهير واسعة من مختلف الجهات، فإن الغاية الحقيقية والهدف الأسمى من المسرح الكوميدي لم يتحقق لعدة اعتبارات أهمها تواضع النصوص وميل المؤلفين وكتاب السيناريو الى كوميديا الكلام وليس كوميديا المواقف، خاصة وأنّ الكوميديا بدورها تمثل دراما في أبعادها ورسائلها الفنية، وهي أيضا قائمة على الصراع بين المقولة والفعل وثنائيات أخرى مثل الخير والشر والذكي والغبي..
خصائص ومميزات، إجمالا، لم تكن موجودة في الأعمال الكوميدية على غرار "فيزا" لكريم الغربي و"المايسترو" لبسام الحمراوي و"بنات سعاد" لنعيمة الجاني ولبنى السديري رغم اجتهاد القائمين على الأعمال ومحاولات التحيين وتغيير بعض الفقرات في كل المشاركات وفق المستجدات الطارئة في حياتنا اليومية.. ذلك أن الممثلين خلال المسرحيات السالف ذكرها غالبا ما يعتمدون المباشرتية ( مع الخروج عن النص أحيانا) مع الجمهور حتى لا يكرروا أنفسهم.. لكن ما يستدعي الانتباه هو أن الممثلين لم يتقمصوا شخصيات إنما يشخصون أنفسهم في الواقع، بأسلوب لم يرتق بعد إلى الكوميديا الهادفة، وجعلهم أسيري خطاب ومفردات "lexiques" الحياة اليومية وصلت بالبعض حد التهريج.. بعيدا عن كوميديا تركيبة الشخصية و"الكوميديا الذكية" المعتمدة على السيناريو القائم على أسس فن الاضحاك والفكاهة..
ومن المؤسف أن تتواصل دار لقمان (المهرجانات) على حالها من حيث برمجة عروض من شأنها أن تساهم بشكل كبير في تدني الذائقة العامة..
في ذات السياق لا نظن أن قبول مشاركة عروض "كوميدية" إذا ما اقترن بأعمال ونصوص تليق بمهرجاناتنا الصيفية، سيضر بالتظاهرات الثقافية، بل بالعكس يجب على المتوافدين على المسارح أن يتعودوا بمستوى معين وعدم السماح بأقل منه حتى لا نقع في دائرة الابتذال والإسفاف.. ذلك أنّ المسرح الاستهلاكي يبقى من أسوأ أنواع المسرح التجاري هدفه جني الأموال الطائلة اولا واخيرا.. غالبا ما يقوم على الاضحاك المفتعل والالفاظ السوقية والتهكم الذي ينجر عنه خطاب الكراهية والعنف اللفظي.. في حين أن "النكتة" الجيدة ينبغي أن تكون قادرة على التأثير وتغيير الوضع الراهن .. ذلك أن الاديب التشيكي ميلان كونديرا يقول : النكتة مثل قبعة شخص تقع على التابوت في قبر قد حفر للتو، فتفقد الجنازة معناها ويولد الضحك"....
وليد عبد اللاوي
تونس-الصباح
لم تغب الأعمال المسرحية هذا الموسم ضمن فعاليات المهرجانات الصيفية.. وكانت انماط الفن التعبيري من "وان مان شو" و"ستاند اب" حاضرين بقوة في جل المهرجانات.. فضلا عن العروض الكوميدية الأخرى التي جمعت أكثر من ممثل على الركح..
وإن كان الهدف من برمجة الأعمال الكوميدية على وجه الخصوص الإضحاك والترفيه وتوافد أكثر عدد ممكن من الجماهير، باعتبار أن العروض تدخل في إطار العروض الاستهلاكية، وأنّ أصحاب الأعمال نجوم ومحل متابعة جماهير واسعة من مختلف الجهات، فإن الغاية الحقيقية والهدف الأسمى من المسرح الكوميدي لم يتحقق لعدة اعتبارات أهمها تواضع النصوص وميل المؤلفين وكتاب السيناريو الى كوميديا الكلام وليس كوميديا المواقف، خاصة وأنّ الكوميديا بدورها تمثل دراما في أبعادها ورسائلها الفنية، وهي أيضا قائمة على الصراع بين المقولة والفعل وثنائيات أخرى مثل الخير والشر والذكي والغبي..
خصائص ومميزات، إجمالا، لم تكن موجودة في الأعمال الكوميدية على غرار "فيزا" لكريم الغربي و"المايسترو" لبسام الحمراوي و"بنات سعاد" لنعيمة الجاني ولبنى السديري رغم اجتهاد القائمين على الأعمال ومحاولات التحيين وتغيير بعض الفقرات في كل المشاركات وفق المستجدات الطارئة في حياتنا اليومية.. ذلك أن الممثلين خلال المسرحيات السالف ذكرها غالبا ما يعتمدون المباشرتية ( مع الخروج عن النص أحيانا) مع الجمهور حتى لا يكرروا أنفسهم.. لكن ما يستدعي الانتباه هو أن الممثلين لم يتقمصوا شخصيات إنما يشخصون أنفسهم في الواقع، بأسلوب لم يرتق بعد إلى الكوميديا الهادفة، وجعلهم أسيري خطاب ومفردات "lexiques" الحياة اليومية وصلت بالبعض حد التهريج.. بعيدا عن كوميديا تركيبة الشخصية و"الكوميديا الذكية" المعتمدة على السيناريو القائم على أسس فن الاضحاك والفكاهة..
ومن المؤسف أن تتواصل دار لقمان (المهرجانات) على حالها من حيث برمجة عروض من شأنها أن تساهم بشكل كبير في تدني الذائقة العامة..
في ذات السياق لا نظن أن قبول مشاركة عروض "كوميدية" إذا ما اقترن بأعمال ونصوص تليق بمهرجاناتنا الصيفية، سيضر بالتظاهرات الثقافية، بل بالعكس يجب على المتوافدين على المسارح أن يتعودوا بمستوى معين وعدم السماح بأقل منه حتى لا نقع في دائرة الابتذال والإسفاف.. ذلك أنّ المسرح الاستهلاكي يبقى من أسوأ أنواع المسرح التجاري هدفه جني الأموال الطائلة اولا واخيرا.. غالبا ما يقوم على الاضحاك المفتعل والالفاظ السوقية والتهكم الذي ينجر عنه خطاب الكراهية والعنف اللفظي.. في حين أن "النكتة" الجيدة ينبغي أن تكون قادرة على التأثير وتغيير الوضع الراهن .. ذلك أن الاديب التشيكي ميلان كونديرا يقول : النكتة مثل قبعة شخص تقع على التابوت في قبر قد حفر للتو، فتفقد الجنازة معناها ويولد الضحك"....