إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في ظل سرعة انتشاره بعدة دول.. كيف استعدت تونس للتوقي من فيروس جدري القردة..؟

 

الدكتور والمختص في علم الفيروسات محجوب العوني لـ"الصباح": الفيروس ليس له دواء ولكن توجد تلاقيح نافعة

أعلنت منظمة الصحة العالمية، منذ أيام قليلة، عن حالة طوارئ صحية عامة على الصعيد العالمي بسبب ظهور جدري القردة.

وتتزايد المخاوف بشأن سرعة تفشي الوباء بعد أن تم رصد إصابات بالسلالة الجديدة من الوباء في الكونغو الديمقراطية، يليها رصد لحالات جديدة خارج إفريقيا منها باكستان وأوروبا حيث أعلنت السويد الخميس الماضي عن أول حالة إصابة خارج إفريقيا بالمتغير الأكثر خطورة من جدري القردة .

وعن كيفية انتشاره وأعراضه وطرق تفادي العدوى وما الذي يجب اتخاذه في حالة رصد أي أعراض، توجهنا الى الدكتور محجوب العوني، المختص في علم الفيروسات والذي قال في تصريح لـ"الصباح" إن فيروس جدري القردة منتشر منذ القدم ومتواجد منذ أكثر من 65 سنة ويصيب القردة حيث تم تسجيل إصابات به سنة 1958 في هولندا ووقع اكتشاف أول حالة للإنسان في 1979 في جمهورية الكونغو الديمقراطية وهو بالتالي فيروس ينتقل من الحيوان الى الإنسان كما أنه سهل الانتشار من الإنسان الى الإنسان ولكن بحالات ضئيلة.

وواصل محدثنا التوضيح بأن أول إعلان وبائي لجدري القردة كان سنة 2022 أين أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرا ودعت الى التوقي منه.

وأضاف العوني بأن فيروس جدري القردة برز أيضا في أواخر 2022 وأوائل 2023 تقلص كثيرا ولكن ظهر فرع آخر جديد منه وتطور أكثر من الفصيلة الأولى وهو ما يعرف في سنة 2024 "كلاود B1 " وهو فرع سريع الانتشار .

أما في ما يتعلق بتونس، فقد أكد محدثنا أن وزارة الصحة مهيأة ومستعدة بمختلف هياكلها لعمليات الرقابة لرصد أي حالات ولكن والى حدود كتابة هذه الأسطر فإنه لم يقع الإعلان عن أي حالة إصابة.

أعراض الإصابة بجدري القردة

أما في ما يتعلق بخصائص هذا الفيروس، فقد أوضح الدكتور محجوب العوني أنه ينتقل من الحيوان الى الإنسان ومن الإنسان الى الإنسان عن طريق الرذاذ أو العطس وبالتلامس الجسدي والعلاقات الجنسية ويمكن أن ينتقل من خلال استعمال أغراض أو لباس أو غطاء لشخص مصاب أو حامل للفيروس .

وقال محدثنا أنه يصيب جميع الأعمار وخاصة الأفراد الذين يعانون من نقص في المناعة مثل كبار السن والمرأة الحامل حيث يمكن أن تتطور الإصابة الى تسجيل حالات وفاة .

أما بالنسبة لأعراض الإصابة، فقد أفاد محدثنا بأن من أهمها تسجيل أوجاع في الرأس مع حرارة مرتفعة وإرهاق تتجاوز مدته أكثر من 4 أيام مع إمكانية انتفاخ في العقد المفاوية ومن ثم ينتقل الفيروس من فترة الاحتضان والى فترة ثانية تسمى بفترة الالتهاب أين تظهر حبوب حمراء اللون على الجلد وتفرز تقيحا فيما بعد، ويمكن أن تتسبب هي نفسها في انتشار العدوى .

أساليب الوقاية

هذا وأكد الدكتور محجوب العوني، أن الفيروس ليس له دواء ولكن هناك تلاقيح نافعة وهو اللقاح ضد الجدري البشري والعديد من الأشخاص الذين تحصلوا على جرعات هذا اللقاح في سنوات الثمانيات يمتلكون نوعا من المناعة أو ذاكرة مناعية ضد هذا الفيروس .

وواصل محدثنا التوضيح بأنه في غياب الدواء فإن المنظمة العالمية للصحة تنصح باستعمال التلاقيح المستعملة سابقا ضد الجدري البشري كوسيلة للوقاية من جدري القردة .

هذا ودعا الدكتور والخبير في علم الفيروسات، محجوب العوني، الى تجنب الاتصال بالأشخاص الذين يشتبه أو تأكدت إصابتهم بجدري القردة وإعلان السلط الصحية لاتخاذ الإجراءات ومتابعة التطورات وفي حال رصد الهياكل الصحية لأي حالات فإنه تقع متابعتها وعزلها واستعمال التلاقيح اللازمة، كما أن أي إنسان يعاني من الإصابة أو له شبهات إصابة بجدري القردة فهو مطالب بالابتعاد عن المحيطين به لمنع انتشار العدوى.

وأضاف الدكتور محجوب العوني أنه على المستوى الدولي فيجب مراقبة الحدود البرية والبحرية والجوية وعزل المرضى في حال رصد أي إصابة، مذكرا بتوصيات وزارة الصحة خاصة بالتوازي مع ما تقوم به الهياكل الصحية الموجودة في مختلف مناطق العبور، من إجراءات لتعقب أي حالات .

يجدر التذكير أن وزارة الصحة أصدرت أول أمس توضيحا على صفحتها الرسمية حيث أعلنت الخميس في بلاغ صادر عنها أنه، بعد التقصي والمتابعة، لم تسجل أي حالة لمرض جدري القردة وافدة كانت أم محليّة بالبلاد، وذلك على إثر إعلان منظمة الصحة العالميّة أن جدري القردة يمثل حالة طوارئ دوليّة.

وبخصوص الإجراءات الوقائية المتخذة لمنع تسرب حالات "جدري القردة" إلى تونس، أفادت وزارة الصحة أنها اتخذت جميع الإجراءات لتدعيم المراقبة الصحية واليقظة والترصد في البلاد خاصة على مستوى المعابر من طرف المراقبة الصحيّة الحدوديّة حسب ذات البلاغ.

هذا وأكدت الوزارة جاهزيّة جميع الهياكل الراجعة لها بالنظر لمجابهة دخول هذا المرض للبلاد، واتخاذ جميع التدابير الوقائيّة اللازمة على المستوى الوطني والجهوي تحسبا لأي مستجدات حول الموضوع.

الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر

وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت الأربعاء الماضي أن انتشار جدري القرود في إفريقيا بات الآن طارئة صحية عالمية، وهو أعلى مستوى تحذير يمكن أن تطلقه الهيئة.

وسارعت المنظمة، التي تبدي قلقها إزاء تزايد الإصابات في جمهورية الكونغو الديمقراطية واتساع رقعة التفشي إلى بلدان مجاورة، للدعوة إلى اجتماع للخبراء للبحث في تفشي المرض.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحفي، " اجتمعت لجنة الطوارئ، وأبلغتني أن الوضع يمثل من وجهة نظرها طارئة صحية عالمية تثير القلق دوليا. وقبلت بهذا الرأي".

وتعدّ "طوارئ الصحة العامة التي تسبب قلقا دوليا" أعلى مستوى تحذير يمكن لمنظمة الصحة العالمية أن تطلقه.

وقال غيبريسوس إن "رصد سلالة جديدة من جدري القرود وتفشيها السريع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، ورصدها في بلدان مجاورة لم يسبق أن أبلغت عن إصابات بها، واحتمال تفشيها على نحو أكبر في أفريقيا وأبعد منها؛ يثير قلقا بالغا".

وأضاف "من الواضح أن الاستجابة الدولية المنسقة ضرورية لوقف التفشي وإنقاذ الأرواح"، لافتا إلى أن الجميع يجب أن يكونوا معنيين.

أميرة الدريدي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في ظل سرعة انتشاره بعدة دول..   كيف استعدت تونس للتوقي من فيروس جدري القردة..؟

 

الدكتور والمختص في علم الفيروسات محجوب العوني لـ"الصباح": الفيروس ليس له دواء ولكن توجد تلاقيح نافعة

أعلنت منظمة الصحة العالمية، منذ أيام قليلة، عن حالة طوارئ صحية عامة على الصعيد العالمي بسبب ظهور جدري القردة.

وتتزايد المخاوف بشأن سرعة تفشي الوباء بعد أن تم رصد إصابات بالسلالة الجديدة من الوباء في الكونغو الديمقراطية، يليها رصد لحالات جديدة خارج إفريقيا منها باكستان وأوروبا حيث أعلنت السويد الخميس الماضي عن أول حالة إصابة خارج إفريقيا بالمتغير الأكثر خطورة من جدري القردة .

وعن كيفية انتشاره وأعراضه وطرق تفادي العدوى وما الذي يجب اتخاذه في حالة رصد أي أعراض، توجهنا الى الدكتور محجوب العوني، المختص في علم الفيروسات والذي قال في تصريح لـ"الصباح" إن فيروس جدري القردة منتشر منذ القدم ومتواجد منذ أكثر من 65 سنة ويصيب القردة حيث تم تسجيل إصابات به سنة 1958 في هولندا ووقع اكتشاف أول حالة للإنسان في 1979 في جمهورية الكونغو الديمقراطية وهو بالتالي فيروس ينتقل من الحيوان الى الإنسان كما أنه سهل الانتشار من الإنسان الى الإنسان ولكن بحالات ضئيلة.

وواصل محدثنا التوضيح بأن أول إعلان وبائي لجدري القردة كان سنة 2022 أين أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرا ودعت الى التوقي منه.

وأضاف العوني بأن فيروس جدري القردة برز أيضا في أواخر 2022 وأوائل 2023 تقلص كثيرا ولكن ظهر فرع آخر جديد منه وتطور أكثر من الفصيلة الأولى وهو ما يعرف في سنة 2024 "كلاود B1 " وهو فرع سريع الانتشار .

أما في ما يتعلق بتونس، فقد أكد محدثنا أن وزارة الصحة مهيأة ومستعدة بمختلف هياكلها لعمليات الرقابة لرصد أي حالات ولكن والى حدود كتابة هذه الأسطر فإنه لم يقع الإعلان عن أي حالة إصابة.

أعراض الإصابة بجدري القردة

أما في ما يتعلق بخصائص هذا الفيروس، فقد أوضح الدكتور محجوب العوني أنه ينتقل من الحيوان الى الإنسان ومن الإنسان الى الإنسان عن طريق الرذاذ أو العطس وبالتلامس الجسدي والعلاقات الجنسية ويمكن أن ينتقل من خلال استعمال أغراض أو لباس أو غطاء لشخص مصاب أو حامل للفيروس .

وقال محدثنا أنه يصيب جميع الأعمار وخاصة الأفراد الذين يعانون من نقص في المناعة مثل كبار السن والمرأة الحامل حيث يمكن أن تتطور الإصابة الى تسجيل حالات وفاة .

أما بالنسبة لأعراض الإصابة، فقد أفاد محدثنا بأن من أهمها تسجيل أوجاع في الرأس مع حرارة مرتفعة وإرهاق تتجاوز مدته أكثر من 4 أيام مع إمكانية انتفاخ في العقد المفاوية ومن ثم ينتقل الفيروس من فترة الاحتضان والى فترة ثانية تسمى بفترة الالتهاب أين تظهر حبوب حمراء اللون على الجلد وتفرز تقيحا فيما بعد، ويمكن أن تتسبب هي نفسها في انتشار العدوى .

أساليب الوقاية

هذا وأكد الدكتور محجوب العوني، أن الفيروس ليس له دواء ولكن هناك تلاقيح نافعة وهو اللقاح ضد الجدري البشري والعديد من الأشخاص الذين تحصلوا على جرعات هذا اللقاح في سنوات الثمانيات يمتلكون نوعا من المناعة أو ذاكرة مناعية ضد هذا الفيروس .

وواصل محدثنا التوضيح بأنه في غياب الدواء فإن المنظمة العالمية للصحة تنصح باستعمال التلاقيح المستعملة سابقا ضد الجدري البشري كوسيلة للوقاية من جدري القردة .

هذا ودعا الدكتور والخبير في علم الفيروسات، محجوب العوني، الى تجنب الاتصال بالأشخاص الذين يشتبه أو تأكدت إصابتهم بجدري القردة وإعلان السلط الصحية لاتخاذ الإجراءات ومتابعة التطورات وفي حال رصد الهياكل الصحية لأي حالات فإنه تقع متابعتها وعزلها واستعمال التلاقيح اللازمة، كما أن أي إنسان يعاني من الإصابة أو له شبهات إصابة بجدري القردة فهو مطالب بالابتعاد عن المحيطين به لمنع انتشار العدوى.

وأضاف الدكتور محجوب العوني أنه على المستوى الدولي فيجب مراقبة الحدود البرية والبحرية والجوية وعزل المرضى في حال رصد أي إصابة، مذكرا بتوصيات وزارة الصحة خاصة بالتوازي مع ما تقوم به الهياكل الصحية الموجودة في مختلف مناطق العبور، من إجراءات لتعقب أي حالات .

يجدر التذكير أن وزارة الصحة أصدرت أول أمس توضيحا على صفحتها الرسمية حيث أعلنت الخميس في بلاغ صادر عنها أنه، بعد التقصي والمتابعة، لم تسجل أي حالة لمرض جدري القردة وافدة كانت أم محليّة بالبلاد، وذلك على إثر إعلان منظمة الصحة العالميّة أن جدري القردة يمثل حالة طوارئ دوليّة.

وبخصوص الإجراءات الوقائية المتخذة لمنع تسرب حالات "جدري القردة" إلى تونس، أفادت وزارة الصحة أنها اتخذت جميع الإجراءات لتدعيم المراقبة الصحية واليقظة والترصد في البلاد خاصة على مستوى المعابر من طرف المراقبة الصحيّة الحدوديّة حسب ذات البلاغ.

هذا وأكدت الوزارة جاهزيّة جميع الهياكل الراجعة لها بالنظر لمجابهة دخول هذا المرض للبلاد، واتخاذ جميع التدابير الوقائيّة اللازمة على المستوى الوطني والجهوي تحسبا لأي مستجدات حول الموضوع.

الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر

وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت الأربعاء الماضي أن انتشار جدري القرود في إفريقيا بات الآن طارئة صحية عالمية، وهو أعلى مستوى تحذير يمكن أن تطلقه الهيئة.

وسارعت المنظمة، التي تبدي قلقها إزاء تزايد الإصابات في جمهورية الكونغو الديمقراطية واتساع رقعة التفشي إلى بلدان مجاورة، للدعوة إلى اجتماع للخبراء للبحث في تفشي المرض.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحفي، " اجتمعت لجنة الطوارئ، وأبلغتني أن الوضع يمثل من وجهة نظرها طارئة صحية عالمية تثير القلق دوليا. وقبلت بهذا الرأي".

وتعدّ "طوارئ الصحة العامة التي تسبب قلقا دوليا" أعلى مستوى تحذير يمكن لمنظمة الصحة العالمية أن تطلقه.

وقال غيبريسوس إن "رصد سلالة جديدة من جدري القرود وتفشيها السريع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، ورصدها في بلدان مجاورة لم يسبق أن أبلغت عن إصابات بها، واحتمال تفشيها على نحو أكبر في أفريقيا وأبعد منها؛ يثير قلقا بالغا".

وأضاف "من الواضح أن الاستجابة الدولية المنسقة ضرورية لوقف التفشي وإنقاذ الأرواح"، لافتا إلى أن الجميع يجب أن يكونوا معنيين.

أميرة الدريدي