لم تشارك حركة حماس في جولة المفاوضات الجديدة بالدوحة وتركت الأمر للوسطاء في إبرام الصفقة، حيث تتمسك حماس ببنود الصفقة التي اقترحها الرئيس الأمريكي جو بايدن، منذ أشهر، لوقف القتال والإفراج عن الرهائن قبل أن يفسدها نتنياهو بإضافة شروط كان يدرك جيدا أن المقاومة لن تقبل بها، كما تشدّد حماس على انسحاب قوات الاحتلال من القطاع بالكامل وإطلاق عدد من الأسرى الفلسطينيين لدى الاحتلال ..
وعدم مشاركة حماس في هذه المفاوضات بشكل مباشر لا يرتبط فقط بموقف سابق كان فيه ردّ الحركة حاسما بقبول الصفقة التي عرضها بايدن بل يتجاوز ذلك الى المتغيرات والتطورات الحاصلة بالتزامن مع استئناف المفاوضات بعد توقّف لأشهر..
فما حدث في الأسابيع القليلة الماضية ليس بالهيّن ويفرض نفسه على سياق الأحداث وتفاصيل الصفقة المرتقبة، ففي تمسّك حماس بموقفها السابق تأكيد على استمرارية القرار السياسي داخل الحركة بعد التغيير الاضطراري في صناعة هذا القرار عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية وانتخاب القائد الميداني العسكري للمقاومة، يحيى السنوار، مكانه، انتخاب واختيار لم يتوقعه الكثيرون واعتبروا أنه سيزيد عملية المفاوضات تعقيدا..
فإذا كان نتنياهو شخصية عنيدة ومكابرة وترفض الاعتراف بالهزيمة والاعتراف بأن جيش الاحتلال يخوض منذ أشهر حرب إبادة عبثية لم تحقق أي هدف يمكن التعامل معه كانتصار مثل القضاء على المقاومة الفلسطينية واجتثاثها ميدانيا أو على الأقل فكّ الارتباط بينها وبين الغزاويين كما يحلم نتنياهو، فإن شخصية يحيى السنوار أكثر عنادا وتصلّبا في الموقف ولا تقبل الاستسلام أبدا وإذا كانت المقاومة معه لم تنهزم ميدانيا رغم كل الخسائر الفادحة ورغم الحصار الجهنمي المفروض عليها، فإن المقاومة لن تنهزم أيضا وهي تفاوض سياسيا ..
وما هو واضح أن يحيى السنوار وبذكاء كبير لم يورط الحركة في تفاوض مباشر حتى يختبر هامش الحرية الذي منحه نتنياهو للوفد المفاوض الإسرائيلي بعد الضغوط الداخلية الكبيرة التي يمارسها الجميع عليه بما في ذلك المتشددون، في مفاوضات الدوحة، ناهيك وأن رئيس الحكومة الإسرائيلية يتمسّك بالإبقاء على جيش الاحتلال مسيطرا على الحدود الجنوبية لقطاع غزة أو ما يعرف بمحور فيلادلفيا، في حين تصرّ المقاومة على الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من القطاع ..
بالتوازي مع ذلك تحاول المقاومة أن تستفيد قدر الإمكان من ضغط ذوي الرهائن على القرار الإسرائيلي وخاصة على الكنيست بعد 314 يوما من الحرب، ولعل ما أعلنه أبو عبيدة منذ أيام قليل حول تشكيل لجنة لتحقيق في تصفية بعض الرهائن من طرف احد الحرّاس على اثر تنفيذ جيش الاحتلال لمجزرة مدرسة التابعين، وهذا الحدث لم يكن معتادا من قبل في التعامل مع الرهائن الإسرائيليين والرسالة من ذلك والتي أرادت المقاومة إيصالها لذوي أولئك الرهائن أن الوقت ينفد وأن وحشية جيش الاحتلال هي التي تقتل الرهائن وتُجبر رجال المقاومة على فعل ذلك خاصة وأن هناك من قتل من بينهم في غارات على غزة ..
وترك الأمر للوسطاء من طرف حماس مع كل جبهات القتال المفتوحة على العدو المحتل من لبنان واليمن وبالإضافة الى الانتظار المشحون بالهواجس والتوتّر للردّ الإيراني بعد اغتيال هنية على أرضها، كلها عوامل تحاول المقاومة الاستفادة منها سياسيا وتسجيل نقاط بتوريط الجميع في ضرورة إيجاد حلّ قبل أن تتحوّل المنطقة إلى ساحة حرب مفتوحة على كل سيناريوهات الرعب .
منية العرفاوي
لم تشارك حركة حماس في جولة المفاوضات الجديدة بالدوحة وتركت الأمر للوسطاء في إبرام الصفقة، حيث تتمسك حماس ببنود الصفقة التي اقترحها الرئيس الأمريكي جو بايدن، منذ أشهر، لوقف القتال والإفراج عن الرهائن قبل أن يفسدها نتنياهو بإضافة شروط كان يدرك جيدا أن المقاومة لن تقبل بها، كما تشدّد حماس على انسحاب قوات الاحتلال من القطاع بالكامل وإطلاق عدد من الأسرى الفلسطينيين لدى الاحتلال ..
وعدم مشاركة حماس في هذه المفاوضات بشكل مباشر لا يرتبط فقط بموقف سابق كان فيه ردّ الحركة حاسما بقبول الصفقة التي عرضها بايدن بل يتجاوز ذلك الى المتغيرات والتطورات الحاصلة بالتزامن مع استئناف المفاوضات بعد توقّف لأشهر..
فما حدث في الأسابيع القليلة الماضية ليس بالهيّن ويفرض نفسه على سياق الأحداث وتفاصيل الصفقة المرتقبة، ففي تمسّك حماس بموقفها السابق تأكيد على استمرارية القرار السياسي داخل الحركة بعد التغيير الاضطراري في صناعة هذا القرار عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية وانتخاب القائد الميداني العسكري للمقاومة، يحيى السنوار، مكانه، انتخاب واختيار لم يتوقعه الكثيرون واعتبروا أنه سيزيد عملية المفاوضات تعقيدا..
فإذا كان نتنياهو شخصية عنيدة ومكابرة وترفض الاعتراف بالهزيمة والاعتراف بأن جيش الاحتلال يخوض منذ أشهر حرب إبادة عبثية لم تحقق أي هدف يمكن التعامل معه كانتصار مثل القضاء على المقاومة الفلسطينية واجتثاثها ميدانيا أو على الأقل فكّ الارتباط بينها وبين الغزاويين كما يحلم نتنياهو، فإن شخصية يحيى السنوار أكثر عنادا وتصلّبا في الموقف ولا تقبل الاستسلام أبدا وإذا كانت المقاومة معه لم تنهزم ميدانيا رغم كل الخسائر الفادحة ورغم الحصار الجهنمي المفروض عليها، فإن المقاومة لن تنهزم أيضا وهي تفاوض سياسيا ..
وما هو واضح أن يحيى السنوار وبذكاء كبير لم يورط الحركة في تفاوض مباشر حتى يختبر هامش الحرية الذي منحه نتنياهو للوفد المفاوض الإسرائيلي بعد الضغوط الداخلية الكبيرة التي يمارسها الجميع عليه بما في ذلك المتشددون، في مفاوضات الدوحة، ناهيك وأن رئيس الحكومة الإسرائيلية يتمسّك بالإبقاء على جيش الاحتلال مسيطرا على الحدود الجنوبية لقطاع غزة أو ما يعرف بمحور فيلادلفيا، في حين تصرّ المقاومة على الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من القطاع ..
بالتوازي مع ذلك تحاول المقاومة أن تستفيد قدر الإمكان من ضغط ذوي الرهائن على القرار الإسرائيلي وخاصة على الكنيست بعد 314 يوما من الحرب، ولعل ما أعلنه أبو عبيدة منذ أيام قليل حول تشكيل لجنة لتحقيق في تصفية بعض الرهائن من طرف احد الحرّاس على اثر تنفيذ جيش الاحتلال لمجزرة مدرسة التابعين، وهذا الحدث لم يكن معتادا من قبل في التعامل مع الرهائن الإسرائيليين والرسالة من ذلك والتي أرادت المقاومة إيصالها لذوي أولئك الرهائن أن الوقت ينفد وأن وحشية جيش الاحتلال هي التي تقتل الرهائن وتُجبر رجال المقاومة على فعل ذلك خاصة وأن هناك من قتل من بينهم في غارات على غزة ..
وترك الأمر للوسطاء من طرف حماس مع كل جبهات القتال المفتوحة على العدو المحتل من لبنان واليمن وبالإضافة الى الانتظار المشحون بالهواجس والتوتّر للردّ الإيراني بعد اغتيال هنية على أرضها، كلها عوامل تحاول المقاومة الاستفادة منها سياسيا وتسجيل نقاط بتوريط الجميع في ضرورة إيجاد حلّ قبل أن تتحوّل المنطقة إلى ساحة حرب مفتوحة على كل سيناريوهات الرعب .