بعد آخر صعود لها على ركح مهرجان قرطاج الدولي في اوت 2014 في عرض " للحب والسلام " للملحن الدكتور محمد الماجري. تجدد المطربة نجاة عطية العهد مع جمهور هذا المهرجان الدولي العريق مساء اليوم 13 اوت 2024 بإشراف وتنظيم وزارة الأسرة والمرأة و الطفولة و كبار السن، احتفاء واحتفالا بعيد المرأة من خلال عرض فني، اكدت منذ شهور مضت انها ستكون سهرة الإعلان الرسمي عن العودة الى الساحة الفنية ... عودة انتظرها الكثير وصفق لها الجمهور العريض بحرارة اليوم على اعتبار ما تتوفر عليه نجاة عطية من إمكانيات فنية وصوتية استثنائية جعلتها من ضمن أفضل الأصوات الغنائية التي برزت بشكل لافت ومبهر في ثمانينات القرن الماضي قبل ان تختار الغياب لأسباب خاصة بها ... غياب – وان كانت له مبرراته – فان اغانيها لازالت وستبقى خالدة في الوجدان على اعتبار ان وراءها شعراء وملحنون نجحوا في توظيف صوتها الذي يملك ويتوفر على كل مقومات النجاح والتميز الذي ينفرد به.
انطلاقة استثنائية
سنة 1980 بادرت التلفزة التونسية ببث حلقة من المنوعة المباشرة " مع الناس " من ساحة المختار عطية بحومة السوق بجزيرة جربة في اخراج لمحمد رشاد بلغيث وتنشيط الثنائي حاتم بن عمارة – الذي كان هو الاخر في بداية مسيرته الاذاعية والتلفزيونية " وعادل ويشكه، عندما ظهرت في هذه المنوعة طفلة لا يتجاوز عمرها الـ11 ربيعا، وهي تشدو بكل ثقة بأغنية الراحلة وردة الجزائرية "ليلي يا ليالي" ... ظهور مثل مفاجأة لكل المتابعين لهذه المنوعة من الجمهور العريض في كامل البلاد ويتسابق الملحنون والشعراء لاحتضان هذه الموهبة ... وكان لابد من قرار من والدها الراحل " عم حمادي عطية " الذي لم يعط موافقته –في البداية - الرسمية ما لم يتحصل على ضمانات لاقتحام أبنته مجال الموسيقى والغناء ليكون بعد سنوات قليلة قرار الانتقال بالعائلة الى العاصمة لتنطلق رحلة نجاة عطية مع الاغنية التونسية الاصيلة، والتي اضفت عليها مسحة من الجمال اعتبارا لصوتها وما يتوفر عليه من خامات إبداعية استثنائية تجمع بين الصفاء والقوة والامتاع.
كانت البداية مع الملحن عبد الكريم صحابو وهو في تلك الفترة احد العناصر الفاعلة في الفرقة القومية للموسيقى "تغير اسمها بعد ذلك ليصبح الفرقة الوطنية للموسيقى "الحديثة العهد بالتأسيس فقدم لها" شمس النهار" وقبلها " نادوا معايا الصبر" للشاعر الراحل عبد الحميد الربيعي ... اغنيتان وجدتا الحفاوة من المنوعة التلفزيونية المباشرة " لوسمحتم " للراحل نجيب الخطاب الذي كان اول معد ومقدم لأطول منوعة تلفزيونية مباشرة في التلفزة التونسية، وكانت مفتوحة بشكل كبير لكل الانتاجات الغنائية التونسية الجديدة بدرجة أولى في ثمانينات القرن الماضي على وجه الخصوص.
كبرطموح نجاة عطية مع نجاح ما قدمته في بدايتها الفنية – ورغم ان خلافها مع عبد الكريم صحابو الذي افضى الى قطيعة نهائية فانها واصلت مسيرتها الغنائية أكثر ثباتا وثقة فكان ان قدم لها محمد الماجري " أخاف عليك " و" نفس الكلام "، وعادل بندقة " صدق كلام الناس " و" كتبتلي على جبيبني " و" خضوعي "، وقدم لها الراحل حمادي بن عثمان " الزمان حاكم علينا ".. وغيرها من الأغاني.
أصبحت نجاة عطية أحد الأسماء البارزة في الفرقة القومية للموسيقى الى جانب صوفية صادق والشاذلي الحاجي القادم من الرشيدية وامينة فاخت والراحلة ذكرى محمد وصلاح مصباح وشكري بوزيان، وغيرهم كثيرون، ونشيرهنا إلى ان نجاة عطية انفردت بكونها الصوت الغنائي بالفرقة القومية للموسيقى الذي لم يمر بمرحلة " الكورال " بل تم اعتمادها صوتا للغناء منذ اول يوم لها في الفرقة.
انسحاب مفاجئ
وحدث ما لم يكن في الحسبان عندما بادرت نجاة عطية بالانسحاب من الساحة الفنية دون توضيح أسباب ذلك .. انسحاب تم بهدوء، وهو ما فسح المجال واسعا للتأويلات والتحاليل والتعاليق هنا وهناك حول أسباب ذلك ... لازمت نجاة عطية الصمت تجاه ما تم تناقله هنا وهناك حول قرارها المفاجئ.
لم يطل الانسحاب طويلا من خلال مبادرتها التوجه الى مصادر انتاج موسيقي جديد خارج الدائرة التونسية فكانت "روتانا" التي انتجت لها مجموعة من الأغاني الشرقية لم تحقق النجاح المتوقع لتختار الانسحاب مرة أخرى، مكتفية بالظهور في مناسبات محدودة جدا.
وفي اوت 2014، استجابت نجاة عطية لدعوة الملحن الدكتور محمد الماجري للمشاركة في عرضه الغنائي الخاص " للحب والسلام " الذي جمع فيه الأصوات التي لحن لها ، وقد سماهم " أصدقاء اللحظة" ... غنت نجاة عطية في تلك السهرة فأقنعت وامتعت وأكدت انها مازالت صاحبة الصوت القوي .. ورأى العديد من المتفائلين في هذه المشاركة مؤشرات العودة رسميا الى الساحة الغنائية لكن كان لنجاة عطية راي اخر، إذ سرعان ما اختارت مرة أخرى الاختفاء ؟؟؟
هل هي العودة النهائية؟
الان وقد انطلقت نجاة عطية منذ أشهر طويلة في الاعداد للعودة الى الساحة الفنية من بوابة الاحتفال بعيد المراة فان السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هل ان هذه العودة ستكون نهائية تنطلق من خلالها نجاة عطية نحو المزيد من الإنتاج لاستعادة مكانتها على الخارطة الغنائية التونسية وحتى العربية؟ ... كل المؤشرات تؤكد عزم نجاة عطية على كسب الرهان من خلال الاعداد لهذه العودة بكل جدية ومسؤولية انطلاقا من سهرة هذا المساء احتفالا بعيد المراة.
لقد اعدت نجاة عطية مجموعة من الأغاني الجديدة ستكشف عنها في سهرة هذا المساء منها على سبيل الذكر لا الحصر أغنية" وينو... وينو " بإيقاع السطمبالي التونسي لأمين القلصي تاليفا ولحنا، و"سلطانة" لغانم البوسليمي تاليفا وتلحينا وتوزيع سامي معتوقي وعدنان شقرون، وفي برنامج هذا المساء أيضا تستحضر مجموعة من اغانيها التي صنعت مجدها الفني في الثمانينات الى جانب كوكتال لأغان تراثية خاصة بجزيرة جربة والثاني لأصوات خالدة في المدونة الموسيقية التونسية، على غرار نعمة وعلية وصفوة وصفية الشامية وزهيرة سالم تحية وتكريما لهذه الأصوات الرائدة في الأغنية التونسية.
نجاة عطية في قمة الاستعداد النفسي والفني لهذه العودة الرسمية ... فهل تراها تكسب الرهان مساء اليوم؟
محسن بن احمد
بعد آخر صعود لها على ركح مهرجان قرطاج الدولي في اوت 2014 في عرض " للحب والسلام " للملحن الدكتور محمد الماجري. تجدد المطربة نجاة عطية العهد مع جمهور هذا المهرجان الدولي العريق مساء اليوم 13 اوت 2024 بإشراف وتنظيم وزارة الأسرة والمرأة و الطفولة و كبار السن، احتفاء واحتفالا بعيد المرأة من خلال عرض فني، اكدت منذ شهور مضت انها ستكون سهرة الإعلان الرسمي عن العودة الى الساحة الفنية ... عودة انتظرها الكثير وصفق لها الجمهور العريض بحرارة اليوم على اعتبار ما تتوفر عليه نجاة عطية من إمكانيات فنية وصوتية استثنائية جعلتها من ضمن أفضل الأصوات الغنائية التي برزت بشكل لافت ومبهر في ثمانينات القرن الماضي قبل ان تختار الغياب لأسباب خاصة بها ... غياب – وان كانت له مبرراته – فان اغانيها لازالت وستبقى خالدة في الوجدان على اعتبار ان وراءها شعراء وملحنون نجحوا في توظيف صوتها الذي يملك ويتوفر على كل مقومات النجاح والتميز الذي ينفرد به.
انطلاقة استثنائية
سنة 1980 بادرت التلفزة التونسية ببث حلقة من المنوعة المباشرة " مع الناس " من ساحة المختار عطية بحومة السوق بجزيرة جربة في اخراج لمحمد رشاد بلغيث وتنشيط الثنائي حاتم بن عمارة – الذي كان هو الاخر في بداية مسيرته الاذاعية والتلفزيونية " وعادل ويشكه، عندما ظهرت في هذه المنوعة طفلة لا يتجاوز عمرها الـ11 ربيعا، وهي تشدو بكل ثقة بأغنية الراحلة وردة الجزائرية "ليلي يا ليالي" ... ظهور مثل مفاجأة لكل المتابعين لهذه المنوعة من الجمهور العريض في كامل البلاد ويتسابق الملحنون والشعراء لاحتضان هذه الموهبة ... وكان لابد من قرار من والدها الراحل " عم حمادي عطية " الذي لم يعط موافقته –في البداية - الرسمية ما لم يتحصل على ضمانات لاقتحام أبنته مجال الموسيقى والغناء ليكون بعد سنوات قليلة قرار الانتقال بالعائلة الى العاصمة لتنطلق رحلة نجاة عطية مع الاغنية التونسية الاصيلة، والتي اضفت عليها مسحة من الجمال اعتبارا لصوتها وما يتوفر عليه من خامات إبداعية استثنائية تجمع بين الصفاء والقوة والامتاع.
كانت البداية مع الملحن عبد الكريم صحابو وهو في تلك الفترة احد العناصر الفاعلة في الفرقة القومية للموسيقى "تغير اسمها بعد ذلك ليصبح الفرقة الوطنية للموسيقى "الحديثة العهد بالتأسيس فقدم لها" شمس النهار" وقبلها " نادوا معايا الصبر" للشاعر الراحل عبد الحميد الربيعي ... اغنيتان وجدتا الحفاوة من المنوعة التلفزيونية المباشرة " لوسمحتم " للراحل نجيب الخطاب الذي كان اول معد ومقدم لأطول منوعة تلفزيونية مباشرة في التلفزة التونسية، وكانت مفتوحة بشكل كبير لكل الانتاجات الغنائية التونسية الجديدة بدرجة أولى في ثمانينات القرن الماضي على وجه الخصوص.
كبرطموح نجاة عطية مع نجاح ما قدمته في بدايتها الفنية – ورغم ان خلافها مع عبد الكريم صحابو الذي افضى الى قطيعة نهائية فانها واصلت مسيرتها الغنائية أكثر ثباتا وثقة فكان ان قدم لها محمد الماجري " أخاف عليك " و" نفس الكلام "، وعادل بندقة " صدق كلام الناس " و" كتبتلي على جبيبني " و" خضوعي "، وقدم لها الراحل حمادي بن عثمان " الزمان حاكم علينا ".. وغيرها من الأغاني.
أصبحت نجاة عطية أحد الأسماء البارزة في الفرقة القومية للموسيقى الى جانب صوفية صادق والشاذلي الحاجي القادم من الرشيدية وامينة فاخت والراحلة ذكرى محمد وصلاح مصباح وشكري بوزيان، وغيرهم كثيرون، ونشيرهنا إلى ان نجاة عطية انفردت بكونها الصوت الغنائي بالفرقة القومية للموسيقى الذي لم يمر بمرحلة " الكورال " بل تم اعتمادها صوتا للغناء منذ اول يوم لها في الفرقة.
انسحاب مفاجئ
وحدث ما لم يكن في الحسبان عندما بادرت نجاة عطية بالانسحاب من الساحة الفنية دون توضيح أسباب ذلك .. انسحاب تم بهدوء، وهو ما فسح المجال واسعا للتأويلات والتحاليل والتعاليق هنا وهناك حول أسباب ذلك ... لازمت نجاة عطية الصمت تجاه ما تم تناقله هنا وهناك حول قرارها المفاجئ.
لم يطل الانسحاب طويلا من خلال مبادرتها التوجه الى مصادر انتاج موسيقي جديد خارج الدائرة التونسية فكانت "روتانا" التي انتجت لها مجموعة من الأغاني الشرقية لم تحقق النجاح المتوقع لتختار الانسحاب مرة أخرى، مكتفية بالظهور في مناسبات محدودة جدا.
وفي اوت 2014، استجابت نجاة عطية لدعوة الملحن الدكتور محمد الماجري للمشاركة في عرضه الغنائي الخاص " للحب والسلام " الذي جمع فيه الأصوات التي لحن لها ، وقد سماهم " أصدقاء اللحظة" ... غنت نجاة عطية في تلك السهرة فأقنعت وامتعت وأكدت انها مازالت صاحبة الصوت القوي .. ورأى العديد من المتفائلين في هذه المشاركة مؤشرات العودة رسميا الى الساحة الغنائية لكن كان لنجاة عطية راي اخر، إذ سرعان ما اختارت مرة أخرى الاختفاء ؟؟؟
هل هي العودة النهائية؟
الان وقد انطلقت نجاة عطية منذ أشهر طويلة في الاعداد للعودة الى الساحة الفنية من بوابة الاحتفال بعيد المراة فان السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هل ان هذه العودة ستكون نهائية تنطلق من خلالها نجاة عطية نحو المزيد من الإنتاج لاستعادة مكانتها على الخارطة الغنائية التونسية وحتى العربية؟ ... كل المؤشرات تؤكد عزم نجاة عطية على كسب الرهان من خلال الاعداد لهذه العودة بكل جدية ومسؤولية انطلاقا من سهرة هذا المساء احتفالا بعيد المراة.
لقد اعدت نجاة عطية مجموعة من الأغاني الجديدة ستكشف عنها في سهرة هذا المساء منها على سبيل الذكر لا الحصر أغنية" وينو... وينو " بإيقاع السطمبالي التونسي لأمين القلصي تاليفا ولحنا، و"سلطانة" لغانم البوسليمي تاليفا وتلحينا وتوزيع سامي معتوقي وعدنان شقرون، وفي برنامج هذا المساء أيضا تستحضر مجموعة من اغانيها التي صنعت مجدها الفني في الثمانينات الى جانب كوكتال لأغان تراثية خاصة بجزيرة جربة والثاني لأصوات خالدة في المدونة الموسيقية التونسية، على غرار نعمة وعلية وصفوة وصفية الشامية وزهيرة سالم تحية وتكريما لهذه الأصوات الرائدة في الأغنية التونسية.
نجاة عطية في قمة الاستعداد النفسي والفني لهذه العودة الرسمية ... فهل تراها تكسب الرهان مساء اليوم؟