إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

صوت المحبة .. التسامح والسلام.. الفنان ياسر جرادي يترجل

تونس – الصباح

"كنت أعلم أن هذه البلاد تحبني كما أحببتها لكني تفاجأت بأنها تحبني أكثر بكثير" هذه كانت إحدى أعمق تدوينات ياسر جرادي تسامحا وحبا للوطن .. ياسر جرادي الفنان - بألفه ولامه - الموسيقي، التشكيلي، المسرحي، الكاتب، الناشط السينمائي وصوت الحرية والكرامة والوطن قد غادرنا فجر أمس الاثنين 12 أوت 2024 إثر أزمة صحية ... هو مبدع آخر يترجل مخلفا الأسى في بلد كما الخريف تتساقط رموزه وكم نحن في حاجة لمواقفهم، فكرهم ورؤيتهم لعالم مظلم وموجع في هذا الزمن البائس ..

"شبيك نستيني" أغنية تعاتب الوطن في "نهار خريف" لفنان أحبته شوارع العاصمة وثنايا تونس من شمالها لجنوبها .. تنطق كلماته صدقا وتسامحا متنفسة الحرية والمحبة .. فقد جاب ياسر جرادي عبر تعبيراته الفنية البلاد ناثرا المحبة والحلم أينما حل .. في عيون أطفال عرفوا تونس بعد 2011 كانت كلمات ياسر جرادي تماهي نشيد الأمل وفي وجدان الشباب كان رمزا للمتمرد العاشق الشغوف بتراث الخضراء يغني على إيقاع أشواكها شامخا يشابه نخيل مسقط رأسه قابس ..

ورغم الطعون والجروح التي شوهت المشهد الثقافي قبل 2011 وبعده، وفي زمن الكورونا ومتاعبها لم يستسلم ياسر جرادي، منطلقا كان.. بدراجته الهوائية وڨيتار لا يفارقه بين ثنايا تونس وقدم رسالة تسمو بالفن والإنسان ... فلسطين كانت وجعا يرافق أيام ياسر جرادي في كل أيامه صدح صوته عاليا في "نشيد الحجر" وكان دوما حاضرا متفاعلا مع مكونات المجتمع المدني مدافعا عن القضايا العادلة ومقاوما لثقافة الموت والظلامية والإرهاب ...

هويته التونسية بجذورها الأمازيغية وثقافتها العربية تجسدت في تشكيله للحرف العربي في رؤى جمالية مجددة .. التزم فكرا وفنا بهواجس التونسيين .. أسّس ياسر جرادي سنة 2005 مجموعته الموسيقية "ديما ديما" وعبرها نشر المحبة والسلام ومشاعر الانتماء للوطن في أعمال على غرار "عمري ما ننسى الحكاية"، "ما تخافيش" و"ذبّان" و"وحدي".

رحل ياسر جرادي فنان "الثورة والحرية" جسدا لتظل روحه تجوب البلاد على نغمات "نرجعلك ديما ديما".. أثره لا يمحى في مشهدنا الثقافي، فكم مهرجان وجمعية ثقافية ساعد الراحل دون أجر.. غنى مجانا وفي شوارع تونس للكرامة والحياة... هو المتصوف في رحاب "الموسيقى والألوان" لم تبهره شهرة أو أموال ظل دوما متماهيا مع راهن التونسيين فأحبه الأطفال والشباب وكل مواطن ذاق عذاب التهميش والظلم فوجد في صدق كلماته متنفسا ...

ونعت وزارة الشؤون الثقافية الفنان ياسر الجرادي الذي خلف وجعا عميقا في الوسط الثقافي في تونس وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي الخبر الحزين وكان الراحل قد أعلن منذ أيام قليلة عن تأجيل عرضه "ياسر محبة" المبرمج يوم السبت 10 أوت 2024 بجمّال من ولاية المنستير إلى يوم الأربعاء 14 أوت الحالي لأسباب صحية .

ويعتبر الفنان الراحل ياسر جرادي متعدّد التجارب، فقد جمع بين التشكيل والموسيقى والكلمات كما اشتغل على الحرف العربي برؤى جمالية معاصرة، وهو أيضا المسرحي والموسيقي الذي ترجمت ألحانه وكلماته نبض الجماهير فغنى لتونس وأبنائها.

رحمه الله.

نجلاء قموع

 

صوت المحبة .. التسامح والسلام.. الفنان ياسر جرادي يترجل

تونس – الصباح

"كنت أعلم أن هذه البلاد تحبني كما أحببتها لكني تفاجأت بأنها تحبني أكثر بكثير" هذه كانت إحدى أعمق تدوينات ياسر جرادي تسامحا وحبا للوطن .. ياسر جرادي الفنان - بألفه ولامه - الموسيقي، التشكيلي، المسرحي، الكاتب، الناشط السينمائي وصوت الحرية والكرامة والوطن قد غادرنا فجر أمس الاثنين 12 أوت 2024 إثر أزمة صحية ... هو مبدع آخر يترجل مخلفا الأسى في بلد كما الخريف تتساقط رموزه وكم نحن في حاجة لمواقفهم، فكرهم ورؤيتهم لعالم مظلم وموجع في هذا الزمن البائس ..

"شبيك نستيني" أغنية تعاتب الوطن في "نهار خريف" لفنان أحبته شوارع العاصمة وثنايا تونس من شمالها لجنوبها .. تنطق كلماته صدقا وتسامحا متنفسة الحرية والمحبة .. فقد جاب ياسر جرادي عبر تعبيراته الفنية البلاد ناثرا المحبة والحلم أينما حل .. في عيون أطفال عرفوا تونس بعد 2011 كانت كلمات ياسر جرادي تماهي نشيد الأمل وفي وجدان الشباب كان رمزا للمتمرد العاشق الشغوف بتراث الخضراء يغني على إيقاع أشواكها شامخا يشابه نخيل مسقط رأسه قابس ..

ورغم الطعون والجروح التي شوهت المشهد الثقافي قبل 2011 وبعده، وفي زمن الكورونا ومتاعبها لم يستسلم ياسر جرادي، منطلقا كان.. بدراجته الهوائية وڨيتار لا يفارقه بين ثنايا تونس وقدم رسالة تسمو بالفن والإنسان ... فلسطين كانت وجعا يرافق أيام ياسر جرادي في كل أيامه صدح صوته عاليا في "نشيد الحجر" وكان دوما حاضرا متفاعلا مع مكونات المجتمع المدني مدافعا عن القضايا العادلة ومقاوما لثقافة الموت والظلامية والإرهاب ...

هويته التونسية بجذورها الأمازيغية وثقافتها العربية تجسدت في تشكيله للحرف العربي في رؤى جمالية مجددة .. التزم فكرا وفنا بهواجس التونسيين .. أسّس ياسر جرادي سنة 2005 مجموعته الموسيقية "ديما ديما" وعبرها نشر المحبة والسلام ومشاعر الانتماء للوطن في أعمال على غرار "عمري ما ننسى الحكاية"، "ما تخافيش" و"ذبّان" و"وحدي".

رحل ياسر جرادي فنان "الثورة والحرية" جسدا لتظل روحه تجوب البلاد على نغمات "نرجعلك ديما ديما".. أثره لا يمحى في مشهدنا الثقافي، فكم مهرجان وجمعية ثقافية ساعد الراحل دون أجر.. غنى مجانا وفي شوارع تونس للكرامة والحياة... هو المتصوف في رحاب "الموسيقى والألوان" لم تبهره شهرة أو أموال ظل دوما متماهيا مع راهن التونسيين فأحبه الأطفال والشباب وكل مواطن ذاق عذاب التهميش والظلم فوجد في صدق كلماته متنفسا ...

ونعت وزارة الشؤون الثقافية الفنان ياسر الجرادي الذي خلف وجعا عميقا في الوسط الثقافي في تونس وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي الخبر الحزين وكان الراحل قد أعلن منذ أيام قليلة عن تأجيل عرضه "ياسر محبة" المبرمج يوم السبت 10 أوت 2024 بجمّال من ولاية المنستير إلى يوم الأربعاء 14 أوت الحالي لأسباب صحية .

ويعتبر الفنان الراحل ياسر جرادي متعدّد التجارب، فقد جمع بين التشكيل والموسيقى والكلمات كما اشتغل على الحرف العربي برؤى جمالية معاصرة، وهو أيضا المسرحي والموسيقي الذي ترجمت ألحانه وكلماته نبض الجماهير فغنى لتونس وأبنائها.

رحمه الله.

نجلاء قموع