إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الشاعر المولدي فروج لــ"الصباح": أعيش الجحود والإقصاء في اتحاد الكتاب.. والأدباء الأكاديميون لا يصلحون لقيادة الكُتًاب

 

 

 

حوار محسن بن احمد

أصيل المهدية المدينة الساحلية الجميلة بتاريخها الكبير والشامخ .. المولدي فروج الطبيب الذي اختار امتطاء زورق الشعر ليصوغ قصائده العميقة في مضامينها الإنسانية ... قصائد ناطقة بأحلام الإنسان الذي يتوق الى التحليق في الأفق الرحب حرا طليقا يهزه طموح لا حدود له للأفضل والأرقى والأجمل في الوجود.

المولدي فروج كان ولازال أحد الأسماء الفاعلة في مسيرة اتحاد الكتاب التونسيين من خلال تواجده في أكثر من هيئة مديرة له ، عضوا فاعلا مؤثرا محققا الإضافة مبتكرا للعديد من المبادرات الرائدة خدمة للأدب والأدباء. اليوم تتجه الأنظار بكل جدية الى مستقبل هذا الهيكل الأدبي الذي ينتظره موعد انتخابي حاسم نهاية هذه السنة في وقت ارتفعت فيه الأصوات مطالبة بضرورة التغيير على أكثر من مستوى في صلب هذا الهيكل

*هل بدأت الاستعدادات لمؤتمر اتحاد الكتاب؟

أولا لا أنوي الترشّح مجددا فقد منحت الاتحاد ما يمكن أن أقدّمه وهذا لا يمنع من المساهمة في إعادة الاتحاد الى الحياة بعد موته المفاجئ. أما على الصعيد الأدبي فقد أصدرت في هذه الصائفة ثلاثة كتب هي ديوان شعر بعنوان "فوق أعمدة الرّماد"، والثاني ديوان شعر ترجمته من الفرنسية للشاعرة إيناس مفتاح بعنوان: "رحلة أخيرة إلى العالية" والإصدار الأخير هو الجزء الثالث من مدونة المبدعين في ولاية المهدية الذي تمّ الاحتفاء به من طرف المكتبة الجهوية بالمهدية في إطار المهرجان الوطني لمصيف الكتاب يوم 8 أوت.

*كتاب تراجم وآخر يهتمّ بالمبدعين، دائما أنت تخدم الأدب والثقافة في تونس، وقد عبّرت سابقا عن شعورك بالغبن مقابل أعمالك؟

نعم، أعيش الجحود في اتحاد الكتاب رغم ما قدمته من جليل الخدمات، أشعر بغبن كبير لأنني أعتبر نفسي قد خدمت الأدب والثقافة في تونس، وقوبلت بالحظر والإقصاء. وهذه بعض فصوله إذ منذ انضمامي الى جريدة الرّأي وإلى الرّابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والى النقابة، ناصبتني السلطة العداء فسحبت مني جائزة علي البلهوان التي صارت تسمّى جائزة الدولة سنة 1981 بعد أن أقرّتها اللجنة.وقد كان وراء هذه المسألة المرحوم البشير بن سلامة لأنني رفضت أن أدخل تحت مظلته. وسُحب اسمي من الجامعة لمدة سنة ونصف السنة. ونصبت المؤسسات الحكومية حظرا على كتاباتي فلم أنشر لا في مجلة الفكر ولا في الحياة الثقافية ولا مجلة شعر ولا في الصحف التابعة للسلطة مطلقا. وكان المرحوم عثمان بن طالب أول من كسّر الحظر علانية بمداخلة سنة 2003 ومثله فعل صديقي الراحل محمد البدوي. فحتّى جائزة الدولة التي منحت لي سنة 1995 قد رافقها كثير من الشّكّ فهي جاءت بعد أن تعرّض منزلي للخلع مرتين من طرف السّلطة وإذ لم تجد ادانة سياسية واحدة منحتني جائزة الدولة واقتنت من الكتاب 1000 نسخة بالتمام والكمال وقد كان لنزاهة الشاعر المنصف الوهايبي آنذاك الكلمة الفصل في منحي تلك الجائزة بعد أخذ وردّ. ثم جاءت الثورة فكسرت كل القيود المحيطة بي.

وجرت العادة أن يُمنَح كل من يُنتخب ضمن الهيئة المديرة لاتحاد الكتاب الوسام الرابع للاستحقاق الثقافي، الا أنا، فرغم انتخابي أربع مرّات في تلك الهيئة لم أحظ بذلك الوسام والحمد لله لست نادما ولكنني أسخر من قصر تفكير السّلطة. أما الخدمة التي قدّمتها للأدب والأدباء في تونس فأعتقد دون ادعاء ألا أحد خدم الادب مثلما فعلت وهذا بعض ممّا قدّمت للساحة:

على الصّعيد المحلّي: ألفت كتابين ونشرتهما على نفقتي عن قرية البرادعة وتاريخها. وعلى مستوى الجهة نشرت ثلاثة كتب (مدونة المبدعين في ولاية المهدية) الى جانب تأسيسي لعدة ملتقيات ثقافية وتأليفي لنص فلم وأوبريت عن جهة المهدية وظلم الباي لها. وعلى الصّعيد الوطني كانت جل مقالاتي الصحفية دفاعا عن الكتّاب والمثقفين

.

*ماذا قدّمت لاتحاد الكتاب؟ أين أنت منه؟

يعرف الجميع أنني شكلت في اتحاد الكتّاب خلية النّحل وكنت صاحب مبادرات في كل هيئة مديرة ولا أحد من زملائي يمكن أن ينكر ذلك ومن بين ما قدمت اعدادي لهيكلة الاتحاد باقتراح برنامج الأقاليم سنة 2005 الذي سمح لغير المقيمين في العاصمة بالترشح الى الهيئة المديرة وكان المرحوم صلاح الدين بوجاه أول رئيس ينتخب حسب هذا البرنامج الذي يتواصل العمل به، نشرت مجلة الكترونية: المسار (20 عددا) ثم طلبت مني الهيئة توقيف نشرها، أسست موقع اتحاد الكتاب الذي أهملتْه الهيئة المديرة السّابقة بسوء نيّة وبغباء، أنجزت سجلّ الاتحاد فجمعت كل أعضائه منذ نشأته: تاريخ ولادة كل عضو (ووفاة البعض) وتاريخ الحصول على العضوية ورقم الانخراط الذي يسجل على بطاقة كاتب التي أنجزتها أيضا. وكالعادة وجدت عراقيل كثيرة من طرف بعض أعضاء الهيئة المديرة الذين ينتخبون لقضاء عطلة التنزّه صلب الاتحاد لا للعمل، جمعت سير الكتّاب في كتاب "تراجم الأعضاء" وتلاعبت بمحتواه بعض الأيادي كما نشرتُ عديد الدّواوين الصّوتية: قيروان القصيد وروسبينا المنى ومن حدائق تمبكتو للوهايبي ووصيّة الوردة للمهدي عثمان ولمَ أحتم بلظاك للحبيب دربال وقيامة لنور الدين بو جلبان وفي بيت الأهل لحافظ محفوظ وأحلام متقاطعة للحمادي وذلك إلى جانب تأسيسي لمنصّة فضائية تضم موقعا لاتحاد الكتاب (وهو شغّال حاليا رغم أنف البعض) وصفحة على "الفيسبوك" وقناة على "اليوتوب" فيها التسجيلات الصوتية لقصائد الشّعراء بأصواتهم. كل هذا تحت اسم المنصة: المروج الأدبية. وأدعو من يشكّك في هذا العمل أن يكتب على محرك البحث: المروج الأدبية ليرى ما أنجزت في صمت كما قدّمت تصوّرا للنّهوض بالكتاب الى وزارة الثقافة والإدارة العامة للكتاب ولم يِؤخذ به.

*ماهي رسالتك لأهل الأدب والثقافة قبل المؤتمر المنتظر نهاية هذه السنة لاتحاد الكتاب التونسيين؟

تبيّن جليا أن الأكاديميين لا يصلحون لقيادة الكتّاب سواء على المستوى المركزي أو على المستوى الجهوي ولكي أكون عادلا أقول إن الأكاديميين صنفان صنف يقدّم نفسه بصفته الإبداعية فيتنازل بتواضع عن صفته الجامعية ولا يصدّر اسمه بحرف الدال وصنف آخر نافخ في ريشه متطاوس فكرا وسلوكا. والأمرّ والأدهى أن هذا الصنف الثاني لا يقبلون نصيحة المبدعين. خذ لك مثلا الهيئة المديرة الحالية لاتحاد الكتاب لم أر في حياتي أكثر منها فشلا وكسلا وكأنني بها انتخبت لقتل الاتحاد... هي عاجزة على أن تجد حلا لمشاكل قد تكون ورثتها عن الهيئة السابقة. الدورة اوشكت على الانتهاء والاتحاد في عداد الأموات وحتى الفروع أصابها الداء نفسه فكلما تشكلت هيئة فرع من الأكاديميين او من رجال التعليم الا وغلبتهم نزعة التدريس وسقط الفرع في دوّامة الأدب المدرسي فابتعد الجميع عن الابداع. هنالك مهرجان وطني لمصيف الكتاب ينتظم في كل الجهات تقوم به المكتبات الجهوية بعضها اقتصر على تقديم أنشطة للأطفال أو احتفالات ولا تجد كتابا واحدا يقرأ أو يقدّم ولم يدع كاتب واحد في مصيف الكتاب فأين فروع الاتحاد من هذه التظاهرة وأين كلمتهم في البرامج بل أين هم أعضاء الفروع.

كذلك الشأن في بعض المهرجانات فرغم أنها كلها تقام على الكلمة (شعرا أو مسرحا) فإن أغلبها يغيّب الشعراء وان فعلوا واستدعوا بعضهم فإقصاء أهل الدار سيّد البرنامج فهل من المعقول ألا تقع دعوة شاعر واحد من الجهة الى مهرجان جهته؟

من المفروض أن يقع مؤتمر اتحاد الكتاب في ديسمبر أو ان تأجل ففي مارس لتكتمل دورة الثلاث سنوات وقد بدأت بعض القائمات في التشكّل ويبدو أن فكرة الأقاليم مازالت سائدة لاقتناع الجميع بضرورة تشريك أغلب الجهات مع الإبقاء على المكتب الذي يضم الرئيس وأمين المال والكاتب العام على الأقل في العاصمة. شخصيا لست أنوي العودة ولكن معي بعض الأفكار سأقترحها على الهيئة القادمة وكنت طرحتها على الهيئة الحالية منذ تشكلها ولكن النافع ربي البعض لا يندب لا يشد الصغير.

*************************

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الشاعر المولدي فروج لــ"الصباح":  أعيش الجحود والإقصاء في اتحاد الكتاب..  والأدباء الأكاديميون لا يصلحون لقيادة الكُتًاب

 

 

 

حوار محسن بن احمد

أصيل المهدية المدينة الساحلية الجميلة بتاريخها الكبير والشامخ .. المولدي فروج الطبيب الذي اختار امتطاء زورق الشعر ليصوغ قصائده العميقة في مضامينها الإنسانية ... قصائد ناطقة بأحلام الإنسان الذي يتوق الى التحليق في الأفق الرحب حرا طليقا يهزه طموح لا حدود له للأفضل والأرقى والأجمل في الوجود.

المولدي فروج كان ولازال أحد الأسماء الفاعلة في مسيرة اتحاد الكتاب التونسيين من خلال تواجده في أكثر من هيئة مديرة له ، عضوا فاعلا مؤثرا محققا الإضافة مبتكرا للعديد من المبادرات الرائدة خدمة للأدب والأدباء. اليوم تتجه الأنظار بكل جدية الى مستقبل هذا الهيكل الأدبي الذي ينتظره موعد انتخابي حاسم نهاية هذه السنة في وقت ارتفعت فيه الأصوات مطالبة بضرورة التغيير على أكثر من مستوى في صلب هذا الهيكل

*هل بدأت الاستعدادات لمؤتمر اتحاد الكتاب؟

أولا لا أنوي الترشّح مجددا فقد منحت الاتحاد ما يمكن أن أقدّمه وهذا لا يمنع من المساهمة في إعادة الاتحاد الى الحياة بعد موته المفاجئ. أما على الصعيد الأدبي فقد أصدرت في هذه الصائفة ثلاثة كتب هي ديوان شعر بعنوان "فوق أعمدة الرّماد"، والثاني ديوان شعر ترجمته من الفرنسية للشاعرة إيناس مفتاح بعنوان: "رحلة أخيرة إلى العالية" والإصدار الأخير هو الجزء الثالث من مدونة المبدعين في ولاية المهدية الذي تمّ الاحتفاء به من طرف المكتبة الجهوية بالمهدية في إطار المهرجان الوطني لمصيف الكتاب يوم 8 أوت.

*كتاب تراجم وآخر يهتمّ بالمبدعين، دائما أنت تخدم الأدب والثقافة في تونس، وقد عبّرت سابقا عن شعورك بالغبن مقابل أعمالك؟

نعم، أعيش الجحود في اتحاد الكتاب رغم ما قدمته من جليل الخدمات، أشعر بغبن كبير لأنني أعتبر نفسي قد خدمت الأدب والثقافة في تونس، وقوبلت بالحظر والإقصاء. وهذه بعض فصوله إذ منذ انضمامي الى جريدة الرّأي وإلى الرّابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والى النقابة، ناصبتني السلطة العداء فسحبت مني جائزة علي البلهوان التي صارت تسمّى جائزة الدولة سنة 1981 بعد أن أقرّتها اللجنة.وقد كان وراء هذه المسألة المرحوم البشير بن سلامة لأنني رفضت أن أدخل تحت مظلته. وسُحب اسمي من الجامعة لمدة سنة ونصف السنة. ونصبت المؤسسات الحكومية حظرا على كتاباتي فلم أنشر لا في مجلة الفكر ولا في الحياة الثقافية ولا مجلة شعر ولا في الصحف التابعة للسلطة مطلقا. وكان المرحوم عثمان بن طالب أول من كسّر الحظر علانية بمداخلة سنة 2003 ومثله فعل صديقي الراحل محمد البدوي. فحتّى جائزة الدولة التي منحت لي سنة 1995 قد رافقها كثير من الشّكّ فهي جاءت بعد أن تعرّض منزلي للخلع مرتين من طرف السّلطة وإذ لم تجد ادانة سياسية واحدة منحتني جائزة الدولة واقتنت من الكتاب 1000 نسخة بالتمام والكمال وقد كان لنزاهة الشاعر المنصف الوهايبي آنذاك الكلمة الفصل في منحي تلك الجائزة بعد أخذ وردّ. ثم جاءت الثورة فكسرت كل القيود المحيطة بي.

وجرت العادة أن يُمنَح كل من يُنتخب ضمن الهيئة المديرة لاتحاد الكتاب الوسام الرابع للاستحقاق الثقافي، الا أنا، فرغم انتخابي أربع مرّات في تلك الهيئة لم أحظ بذلك الوسام والحمد لله لست نادما ولكنني أسخر من قصر تفكير السّلطة. أما الخدمة التي قدّمتها للأدب والأدباء في تونس فأعتقد دون ادعاء ألا أحد خدم الادب مثلما فعلت وهذا بعض ممّا قدّمت للساحة:

على الصّعيد المحلّي: ألفت كتابين ونشرتهما على نفقتي عن قرية البرادعة وتاريخها. وعلى مستوى الجهة نشرت ثلاثة كتب (مدونة المبدعين في ولاية المهدية) الى جانب تأسيسي لعدة ملتقيات ثقافية وتأليفي لنص فلم وأوبريت عن جهة المهدية وظلم الباي لها. وعلى الصّعيد الوطني كانت جل مقالاتي الصحفية دفاعا عن الكتّاب والمثقفين

.

*ماذا قدّمت لاتحاد الكتاب؟ أين أنت منه؟

يعرف الجميع أنني شكلت في اتحاد الكتّاب خلية النّحل وكنت صاحب مبادرات في كل هيئة مديرة ولا أحد من زملائي يمكن أن ينكر ذلك ومن بين ما قدمت اعدادي لهيكلة الاتحاد باقتراح برنامج الأقاليم سنة 2005 الذي سمح لغير المقيمين في العاصمة بالترشح الى الهيئة المديرة وكان المرحوم صلاح الدين بوجاه أول رئيس ينتخب حسب هذا البرنامج الذي يتواصل العمل به، نشرت مجلة الكترونية: المسار (20 عددا) ثم طلبت مني الهيئة توقيف نشرها، أسست موقع اتحاد الكتاب الذي أهملتْه الهيئة المديرة السّابقة بسوء نيّة وبغباء، أنجزت سجلّ الاتحاد فجمعت كل أعضائه منذ نشأته: تاريخ ولادة كل عضو (ووفاة البعض) وتاريخ الحصول على العضوية ورقم الانخراط الذي يسجل على بطاقة كاتب التي أنجزتها أيضا. وكالعادة وجدت عراقيل كثيرة من طرف بعض أعضاء الهيئة المديرة الذين ينتخبون لقضاء عطلة التنزّه صلب الاتحاد لا للعمل، جمعت سير الكتّاب في كتاب "تراجم الأعضاء" وتلاعبت بمحتواه بعض الأيادي كما نشرتُ عديد الدّواوين الصّوتية: قيروان القصيد وروسبينا المنى ومن حدائق تمبكتو للوهايبي ووصيّة الوردة للمهدي عثمان ولمَ أحتم بلظاك للحبيب دربال وقيامة لنور الدين بو جلبان وفي بيت الأهل لحافظ محفوظ وأحلام متقاطعة للحمادي وذلك إلى جانب تأسيسي لمنصّة فضائية تضم موقعا لاتحاد الكتاب (وهو شغّال حاليا رغم أنف البعض) وصفحة على "الفيسبوك" وقناة على "اليوتوب" فيها التسجيلات الصوتية لقصائد الشّعراء بأصواتهم. كل هذا تحت اسم المنصة: المروج الأدبية. وأدعو من يشكّك في هذا العمل أن يكتب على محرك البحث: المروج الأدبية ليرى ما أنجزت في صمت كما قدّمت تصوّرا للنّهوض بالكتاب الى وزارة الثقافة والإدارة العامة للكتاب ولم يِؤخذ به.

*ماهي رسالتك لأهل الأدب والثقافة قبل المؤتمر المنتظر نهاية هذه السنة لاتحاد الكتاب التونسيين؟

تبيّن جليا أن الأكاديميين لا يصلحون لقيادة الكتّاب سواء على المستوى المركزي أو على المستوى الجهوي ولكي أكون عادلا أقول إن الأكاديميين صنفان صنف يقدّم نفسه بصفته الإبداعية فيتنازل بتواضع عن صفته الجامعية ولا يصدّر اسمه بحرف الدال وصنف آخر نافخ في ريشه متطاوس فكرا وسلوكا. والأمرّ والأدهى أن هذا الصنف الثاني لا يقبلون نصيحة المبدعين. خذ لك مثلا الهيئة المديرة الحالية لاتحاد الكتاب لم أر في حياتي أكثر منها فشلا وكسلا وكأنني بها انتخبت لقتل الاتحاد... هي عاجزة على أن تجد حلا لمشاكل قد تكون ورثتها عن الهيئة السابقة. الدورة اوشكت على الانتهاء والاتحاد في عداد الأموات وحتى الفروع أصابها الداء نفسه فكلما تشكلت هيئة فرع من الأكاديميين او من رجال التعليم الا وغلبتهم نزعة التدريس وسقط الفرع في دوّامة الأدب المدرسي فابتعد الجميع عن الابداع. هنالك مهرجان وطني لمصيف الكتاب ينتظم في كل الجهات تقوم به المكتبات الجهوية بعضها اقتصر على تقديم أنشطة للأطفال أو احتفالات ولا تجد كتابا واحدا يقرأ أو يقدّم ولم يدع كاتب واحد في مصيف الكتاب فأين فروع الاتحاد من هذه التظاهرة وأين كلمتهم في البرامج بل أين هم أعضاء الفروع.

كذلك الشأن في بعض المهرجانات فرغم أنها كلها تقام على الكلمة (شعرا أو مسرحا) فإن أغلبها يغيّب الشعراء وان فعلوا واستدعوا بعضهم فإقصاء أهل الدار سيّد البرنامج فهل من المعقول ألا تقع دعوة شاعر واحد من الجهة الى مهرجان جهته؟

من المفروض أن يقع مؤتمر اتحاد الكتاب في ديسمبر أو ان تأجل ففي مارس لتكتمل دورة الثلاث سنوات وقد بدأت بعض القائمات في التشكّل ويبدو أن فكرة الأقاليم مازالت سائدة لاقتناع الجميع بضرورة تشريك أغلب الجهات مع الإبقاء على المكتب الذي يضم الرئيس وأمين المال والكاتب العام على الأقل في العاصمة. شخصيا لست أنوي العودة ولكن معي بعض الأفكار سأقترحها على الهيئة القادمة وكنت طرحتها على الهيئة الحالية منذ تشكلها ولكن النافع ربي البعض لا يندب لا يشد الصغير.

*************************