إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ليس السباق إلى الرئاسة بالغوغائية وإنما بمسيرتك النضالية

 بقلم: مصدق الشريف

إن قوانين الترشح يجب أن تحترم بطمها وطميمها، وأن تتعامل الهيئة العليا للانتخابات على قدم المساواة مع جميع المترشحين بعدل عمر كما يقال.

ولكن ما عدا هذا فعلى المترشح أن يستفتي نفسه، وأن يطرح في خلوته على نفسه عديد الأسئلة قبل أن يدخل غمار السباق على كرسي رئاسة الجمهورية، وما أدراك ما كرسي رئاسة الجمهورية، ولتستيقن نفسه أنها أمانة وليست غنيمة وأنها مسؤولية جسيمة لا تخلو من التكليف ولا تمت بأية صفة بالتشريف.

وعلى المترشح إلى هذا المنصب أن يعي جيدا أن الطرق الملتوية للوصول إليه لا تجديه نفعا ولو فاز بالتحيل والزور لأن حبال الكذب والبهتان سرعان ما تنكشف. وسيعلم في قادم الأيام أن الذين اشترى ضمائرهم وسارعوا إلى مبايعته لايعول عليهم لأنهم أخساء طامعون في المكافأة كل حسب درجة طمعه وسيلان ريقه للوصول إلى مبتغاه.

وستبدي له الأيام وتؤكده له أن أولئك المتملقين سرعان ما ينقلبون عليه إذا سقط في السباق أو لم يلبّ مطامحهم.

 دعك مما يقال هل لديك شروط الترشح من ضمان مالي أو بطاقة عدد ثلاثة وهي التي قيل فيها ما لم يقله مالك في الخمرة وغيرها من الأوراق، فماهي إلا إجراءات إدارية فنية ليس لها وزن واعتبار أمام ما يحمله المترشح من استعداد كبير لهذا المنصب ومما سيقدمه من برنامج انتخابي فيه الكثير من الوعود التي يعلق عليها الناخبون آمالا عريضة في مستقبل الأيام.

ويحدوهم الأمل أن لا يعودوا أبدا إلى الوراء. وأن غاية المنى عندهم أن ينسوا العشرية السوداء وينسوا أصحابها وما صنعوا بالبلاد من خراب وفساد كان أشد عليهم وعلى وطنهم من الطاعون والجراد.

من الأهم أن يستفتي الناخب نفسه:أله وزن أم ليس له؟ هل لديه ثقل في الاستحقاق الانتخابي أم لا؟ هل يحبه الناس من أجل سلوكه وأخلاقه وسيرته وأفكاره النيرة والثابتة على مدار السنين أم لا؟ هل هو كالبدر في الليلة الظلماء يتقد؟ هل لديه إيمان راسخ أن أبناء شعبه يعتبرونه من خيرة من تسعى بهم الأقدام وأن أفكاره وخصاله تملأ الدنيا وتشغل الناس وبها تتبلل ألسنة أبناء شعبك لأنه رجل إيثاري وشرعيته حبه العميق لتونس بلده؟ وهل هو شديد الحرص على سيادتها ومناعتها أبد الدهر وألا يمد يده لمن يترصدونها؟

وعلى العموم فإن صندوق الانتخابات وما سيفرزه من حصيلة يسبقه ما تسره نفس المترشح حول حقيقته المحضة: هل هو أهل لهذا المنصب أم بعيد عنه بعد الثرى عن الثرية أو كالذي يجري وراء السراب؟

 

 

ليس السباق إلى الرئاسة بالغوغائية وإنما بمسيرتك النضالية

 بقلم: مصدق الشريف

إن قوانين الترشح يجب أن تحترم بطمها وطميمها، وأن تتعامل الهيئة العليا للانتخابات على قدم المساواة مع جميع المترشحين بعدل عمر كما يقال.

ولكن ما عدا هذا فعلى المترشح أن يستفتي نفسه، وأن يطرح في خلوته على نفسه عديد الأسئلة قبل أن يدخل غمار السباق على كرسي رئاسة الجمهورية، وما أدراك ما كرسي رئاسة الجمهورية، ولتستيقن نفسه أنها أمانة وليست غنيمة وأنها مسؤولية جسيمة لا تخلو من التكليف ولا تمت بأية صفة بالتشريف.

وعلى المترشح إلى هذا المنصب أن يعي جيدا أن الطرق الملتوية للوصول إليه لا تجديه نفعا ولو فاز بالتحيل والزور لأن حبال الكذب والبهتان سرعان ما تنكشف. وسيعلم في قادم الأيام أن الذين اشترى ضمائرهم وسارعوا إلى مبايعته لايعول عليهم لأنهم أخساء طامعون في المكافأة كل حسب درجة طمعه وسيلان ريقه للوصول إلى مبتغاه.

وستبدي له الأيام وتؤكده له أن أولئك المتملقين سرعان ما ينقلبون عليه إذا سقط في السباق أو لم يلبّ مطامحهم.

 دعك مما يقال هل لديك شروط الترشح من ضمان مالي أو بطاقة عدد ثلاثة وهي التي قيل فيها ما لم يقله مالك في الخمرة وغيرها من الأوراق، فماهي إلا إجراءات إدارية فنية ليس لها وزن واعتبار أمام ما يحمله المترشح من استعداد كبير لهذا المنصب ومما سيقدمه من برنامج انتخابي فيه الكثير من الوعود التي يعلق عليها الناخبون آمالا عريضة في مستقبل الأيام.

ويحدوهم الأمل أن لا يعودوا أبدا إلى الوراء. وأن غاية المنى عندهم أن ينسوا العشرية السوداء وينسوا أصحابها وما صنعوا بالبلاد من خراب وفساد كان أشد عليهم وعلى وطنهم من الطاعون والجراد.

من الأهم أن يستفتي الناخب نفسه:أله وزن أم ليس له؟ هل لديه ثقل في الاستحقاق الانتخابي أم لا؟ هل يحبه الناس من أجل سلوكه وأخلاقه وسيرته وأفكاره النيرة والثابتة على مدار السنين أم لا؟ هل هو كالبدر في الليلة الظلماء يتقد؟ هل لديه إيمان راسخ أن أبناء شعبه يعتبرونه من خيرة من تسعى بهم الأقدام وأن أفكاره وخصاله تملأ الدنيا وتشغل الناس وبها تتبلل ألسنة أبناء شعبك لأنه رجل إيثاري وشرعيته حبه العميق لتونس بلده؟ وهل هو شديد الحرص على سيادتها ومناعتها أبد الدهر وألا يمد يده لمن يترصدونها؟

وعلى العموم فإن صندوق الانتخابات وما سيفرزه من حصيلة يسبقه ما تسره نفس المترشح حول حقيقته المحضة: هل هو أهل لهذا المنصب أم بعيد عنه بعد الثرى عن الثرية أو كالذي يجري وراء السراب؟