مع اقتراب فترة تراجع إنتاج الأبقار للحليب انطلاقا من شهر سبتمبر القادم، من المنتظر أن تطل أزمة نقص الحليب المصنع برأسها من جديد خاصة وأن إنتاج الأبقار للحليب قد تراجع بشكل لافت حتى خلال فترة ذروة الإنتاج إذ أن الإنتاج اليومي لا يغطي حاجيات البلاد اليومية، وهو ما أكده يحي مسعود عضو المكتب التنفيذي المكلف باللحوم الحمراء والألبان بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري .
وقال عضو اتحاد الفلاحة والصيد البحري المكلف باللحوم الحمراء والألبان، أنّ اتحاد الفلاحة كان قد نبّه منذ سنوات إلى أنّ الفلاح يتكبد خسائر عند بيع الحليب في ظلّ الارتفاع الكبير في كلفة الإنتاج خاصة في ظل ما تشهده بلادنا من تغيرات مناخية أثّرت تأثيرًا كبيرًا على القطاع لاسيما مع النقص الفادح والمتواصل في الأعلاف، لافتًا إلى أنّ الفلاح يتكبد مشقة كبيرة في الحصول على الأعلاف رغم تكبده خسائر جمة في إنتاج لتر واحد من الحليب.
660 مليما خسارة في إنتاج لتر الحليب
وأبرز أن كلفة إنتاج لتر واحد من الحليب ترتفع من سنة إلى أخرى فبعد أن كانت خلال السنة الماضية 2023 في حدود 1840 مليما أصبحت الكلفة أكثر من 2000 مليم، مبينا أن سعر قبول لتر الحليب من الفلاح قد تم تحديده من قبل وزارة بـ1340 مليما ما يعني أن الفلاح يتكبد خسارة في اللتر تقدر بـ660 مليما على الأقل.
أزمة الأعلاف تخنق الفلاح
وأشار يحي مسعود عضو المكتب التنفيذي المكلف باللحوم الحمراء والألبان بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري إلى أنّ النقص الفادح في الأعلاف أدى إلى ارتفاع الأسعار مقابل تدني جودتها ما تسبب في ففقدان جزء كبير من القطيع.
وأضاف أن فقدان الأعلاف الخضراء والأعلاف البديلة وعدم توفر الشعير خاصة مع تراجع إنتاجه وطنيا تسبب في زيادة أسعار الأعلاف التي تسيطر عليها السوق السوداء فتباع بأسعار جد مشطة. وأشار محدثنا إلى أن الأعلاف تمثل 80% من كلفة الإنتاج وهي تمثل أكبر مشاكل المربين، وأبرز أن سعر كيس مادة السداري بلغ 55 دينارا في حين أن سعر الكيس لا يتجاوز 12د و500 مليم وذلك بحكم عدم توفرها واحتكارها من قبل المحتكرين.
وأردف مشددا على أن مادة الشعير غير متوفرة، وهي مادة مدعمة من قبل الدولة، وتورد بالكامل تقريبا من الخارج، وقد وصل سعر الطن الذي حدد بـ50 دينارا، إلى 75 د وحتى 85 دينارا، وهي مادة غير متوفرة بالكامل حيث لم يقع توفير سوى 50% من حاجيات الفلاحين وذلك نتيجة لصعوبات التوريد.
وأبرز أن الأعلاف المركبة من السوجا والذرة ارتفعت بشكل كبير إذ ارتفع سعر الطن بـ160 دينارا في 6 أشهر وتحديدا منذ بداية السنة الحالية 2024 بعد أن ارتفع بـ300 دينار خلال العام الماضي 2023 ما يعني أن طن الذرة والسوجا شهد زيادة بـ460 دينارا خلال سنة ونصف، مبينا أن توريد هذه المواد يتم عن طريق الشركات المنتجة للأعلاف المركبة التي تتحكم في سوق الإنتاج والتوزيع.
وفي هذا السياق طالب يحي مسعود الجهات الرقابية بمراقبة الأعلاف المركبة، حيث أكد أن أغلبها لا يستجيب للمواصفات التي تم التنصيص عليها، معتبرا أن تراجع مردودية الأبقار من الحليب واللحوم يعود إلى تدني جودة الأعلاف المركبة.
الإنتاج لا يغطي استهلاكنا اليومي
وبين أن هذه العوامل جعلت تدني إنتاج مادة الحليب لدى الفلاح تقريبا على امتداد العام بالنظر إلى سوء التغذية الذي يعاني منه القطيع إذ تراجعت كميات الحليب المنتجة يوميا من أكثر من 3 مليون لتر إلى أكثر من 1700 لتر في حين أن استهلاكنا اليومي قرابة 1780 لترا.
فقدان القطيع.. وتراجع عدد المربين
وأبرز أن الفلاح وبسبب عدم قدرته على مجابهة المصاريف المتفاقمة وتدني سعر الحليب، تكبد خسائر ثقيلة اضطر جراءها للتفريط في القطيع الذي كان خلال سنة 2022 في حدود 200 ألف رأس من الأبقار فتراجع في 2023 بما يقارب 40 ألف رأس أي أصبح في حدود 160 ألفا وهو اليوم في حدود 150 ألفا، مشيرا إلى أن كل هذا انعكس أيضا على عدد الفلاحين المربين الذين كان عددهم قرابة 100 ألف فصاروا حوالي 75 ألف مرب.
زيادة بـ500 في سعر القبول
واعتبر يحي مسعود أن أهم خطوة يجب اتخاذها اليوم لتشجيع المربين على مواصلة النشاط هي الزيادة في سعر قبول لتر الحليب بـ500 مليم على الأقل حفاظا على منظومة الحليب من مواصلة الانهيار.
كما أكد على وجوب مراقبة إنتاج الأعلاف المركبة التي أثرت في جودة الإنتاج والعمل على التخفيض في سعرها وقطع الطريق أمام المضاربين والمحتكرين لاسيما الذين يتحكمون في سوق الأعلاف المدعمة.
كما اعتبر عضو اتحاد الفلاحة والصيد البحري المكلف باللحوم الحمراء والألبان أن من أهم الإجراءات تشجيع الفلاحين على إنتاج الأعلاف الخضراء بالمياه المعالجة والتي تعد أحد الحلول الممكنة لتجاوز أزمة الأعلاف وذلك من خلال إبرام عقود حصرية مع المنتجين، مبينا أن الفلاحين في عدد من المناطق انطلقوا في التجارب وهي تجارب تعد رائدة في كل من ولاية منوبة وقفصة..
أما الإجراء الذي اعتبره مصدرنا استراتيجيا هو إمضاء عقود إنتاج بين ديوان الأعلاف والفلاحين المنتجين للأعلاف والحبوب مقابل أسعار مجزية من أجل الحصول على إنتاجهم بصفة حصرية ما يعني التحكم في مستوى الأسعار، مع فرض رقابة على مسالك التوزيع، مشيرا إلى أن حماية القطيع من الأمراض من أبرز الإجراءات التي يجب اتخاذها وذلك للحفاظ عليه وتدعيمه.
وزارة الفلاحة رفعت في سعر الحليب الطازج
ونشير إلى أن وزارة الفلاحة والموارد المائيّة والصّيد البحري قد أصدرت بتاريخ 2 مارس 2023 بلاغا أكدت فيه أنّه في إطار المحافظة على توازنات منظومة الألبان وديمومتها وعملا على تحسين مستوى دخل الفلاّحين والمحافظة على القطيع وتنميته قد تقرر التّرفيع في سعر الحليب الطازج على مستوى الإنتاج بـ 200 مليم/لتر ليصبح 1340 مليما للتر كسعر أدنى مضمون للفلاّح، كما أشار البلاغ إلى أن المصنعين كانوا قد مكنوا المنتج من زيادة بـ200 مليم من أجل مساعدته على مجابهة أسعار العلف وسعر التكلفة إلى حين التوصل إلى حل مع سلطة الإشراف من أجل تمكين المربين من زيادة لمواجهة غلاء أسعار العلف وكذلك المحافظة على القطيع، حيث أكد البلاغ أن الفلاح طلب زيادة بـ 600 مليم ..
كما دعت الوزارة المربين إلى تحسين جودة الحليب الطّازج والمحافظة عليه بتطبيق الممارسات الجيّدة للتربية واحترام شروط النّظافة وحفظ الصّحة خلال عمليّة تجميع الحلب.
وكان وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عبد المنعم بلعاتي، قد أشرف في 22 جوان 2023 على جلسة عمل حول قطاع الألبان، بحضور وفد عن الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وممثلين عن كل من وزارة الماليّة والتّجارة والصناعة وثلّة من الإطارات العليا بوزارة الفلاحة.
وخصصت الجلسة لمزيد إحكام التنسيق المشترك بين كل الجهات الفاعلة في القطاع وتقديم الحلول الممكنة لإنقاذ المنظومة والنهوض بها بما يحافظ على المردودية الاقتصادية للمربي.
حنان قيراط
تونس-الصباح
مع اقتراب فترة تراجع إنتاج الأبقار للحليب انطلاقا من شهر سبتمبر القادم، من المنتظر أن تطل أزمة نقص الحليب المصنع برأسها من جديد خاصة وأن إنتاج الأبقار للحليب قد تراجع بشكل لافت حتى خلال فترة ذروة الإنتاج إذ أن الإنتاج اليومي لا يغطي حاجيات البلاد اليومية، وهو ما أكده يحي مسعود عضو المكتب التنفيذي المكلف باللحوم الحمراء والألبان بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري .
وقال عضو اتحاد الفلاحة والصيد البحري المكلف باللحوم الحمراء والألبان، أنّ اتحاد الفلاحة كان قد نبّه منذ سنوات إلى أنّ الفلاح يتكبد خسائر عند بيع الحليب في ظلّ الارتفاع الكبير في كلفة الإنتاج خاصة في ظل ما تشهده بلادنا من تغيرات مناخية أثّرت تأثيرًا كبيرًا على القطاع لاسيما مع النقص الفادح والمتواصل في الأعلاف، لافتًا إلى أنّ الفلاح يتكبد مشقة كبيرة في الحصول على الأعلاف رغم تكبده خسائر جمة في إنتاج لتر واحد من الحليب.
660 مليما خسارة في إنتاج لتر الحليب
وأبرز أن كلفة إنتاج لتر واحد من الحليب ترتفع من سنة إلى أخرى فبعد أن كانت خلال السنة الماضية 2023 في حدود 1840 مليما أصبحت الكلفة أكثر من 2000 مليم، مبينا أن سعر قبول لتر الحليب من الفلاح قد تم تحديده من قبل وزارة بـ1340 مليما ما يعني أن الفلاح يتكبد خسارة في اللتر تقدر بـ660 مليما على الأقل.
أزمة الأعلاف تخنق الفلاح
وأشار يحي مسعود عضو المكتب التنفيذي المكلف باللحوم الحمراء والألبان بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري إلى أنّ النقص الفادح في الأعلاف أدى إلى ارتفاع الأسعار مقابل تدني جودتها ما تسبب في ففقدان جزء كبير من القطيع.
وأضاف أن فقدان الأعلاف الخضراء والأعلاف البديلة وعدم توفر الشعير خاصة مع تراجع إنتاجه وطنيا تسبب في زيادة أسعار الأعلاف التي تسيطر عليها السوق السوداء فتباع بأسعار جد مشطة. وأشار محدثنا إلى أن الأعلاف تمثل 80% من كلفة الإنتاج وهي تمثل أكبر مشاكل المربين، وأبرز أن سعر كيس مادة السداري بلغ 55 دينارا في حين أن سعر الكيس لا يتجاوز 12د و500 مليم وذلك بحكم عدم توفرها واحتكارها من قبل المحتكرين.
وأردف مشددا على أن مادة الشعير غير متوفرة، وهي مادة مدعمة من قبل الدولة، وتورد بالكامل تقريبا من الخارج، وقد وصل سعر الطن الذي حدد بـ50 دينارا، إلى 75 د وحتى 85 دينارا، وهي مادة غير متوفرة بالكامل حيث لم يقع توفير سوى 50% من حاجيات الفلاحين وذلك نتيجة لصعوبات التوريد.
وأبرز أن الأعلاف المركبة من السوجا والذرة ارتفعت بشكل كبير إذ ارتفع سعر الطن بـ160 دينارا في 6 أشهر وتحديدا منذ بداية السنة الحالية 2024 بعد أن ارتفع بـ300 دينار خلال العام الماضي 2023 ما يعني أن طن الذرة والسوجا شهد زيادة بـ460 دينارا خلال سنة ونصف، مبينا أن توريد هذه المواد يتم عن طريق الشركات المنتجة للأعلاف المركبة التي تتحكم في سوق الإنتاج والتوزيع.
وفي هذا السياق طالب يحي مسعود الجهات الرقابية بمراقبة الأعلاف المركبة، حيث أكد أن أغلبها لا يستجيب للمواصفات التي تم التنصيص عليها، معتبرا أن تراجع مردودية الأبقار من الحليب واللحوم يعود إلى تدني جودة الأعلاف المركبة.
الإنتاج لا يغطي استهلاكنا اليومي
وبين أن هذه العوامل جعلت تدني إنتاج مادة الحليب لدى الفلاح تقريبا على امتداد العام بالنظر إلى سوء التغذية الذي يعاني منه القطيع إذ تراجعت كميات الحليب المنتجة يوميا من أكثر من 3 مليون لتر إلى أكثر من 1700 لتر في حين أن استهلاكنا اليومي قرابة 1780 لترا.
فقدان القطيع.. وتراجع عدد المربين
وأبرز أن الفلاح وبسبب عدم قدرته على مجابهة المصاريف المتفاقمة وتدني سعر الحليب، تكبد خسائر ثقيلة اضطر جراءها للتفريط في القطيع الذي كان خلال سنة 2022 في حدود 200 ألف رأس من الأبقار فتراجع في 2023 بما يقارب 40 ألف رأس أي أصبح في حدود 160 ألفا وهو اليوم في حدود 150 ألفا، مشيرا إلى أن كل هذا انعكس أيضا على عدد الفلاحين المربين الذين كان عددهم قرابة 100 ألف فصاروا حوالي 75 ألف مرب.
زيادة بـ500 في سعر القبول
واعتبر يحي مسعود أن أهم خطوة يجب اتخاذها اليوم لتشجيع المربين على مواصلة النشاط هي الزيادة في سعر قبول لتر الحليب بـ500 مليم على الأقل حفاظا على منظومة الحليب من مواصلة الانهيار.
كما أكد على وجوب مراقبة إنتاج الأعلاف المركبة التي أثرت في جودة الإنتاج والعمل على التخفيض في سعرها وقطع الطريق أمام المضاربين والمحتكرين لاسيما الذين يتحكمون في سوق الأعلاف المدعمة.
كما اعتبر عضو اتحاد الفلاحة والصيد البحري المكلف باللحوم الحمراء والألبان أن من أهم الإجراءات تشجيع الفلاحين على إنتاج الأعلاف الخضراء بالمياه المعالجة والتي تعد أحد الحلول الممكنة لتجاوز أزمة الأعلاف وذلك من خلال إبرام عقود حصرية مع المنتجين، مبينا أن الفلاحين في عدد من المناطق انطلقوا في التجارب وهي تجارب تعد رائدة في كل من ولاية منوبة وقفصة..
أما الإجراء الذي اعتبره مصدرنا استراتيجيا هو إمضاء عقود إنتاج بين ديوان الأعلاف والفلاحين المنتجين للأعلاف والحبوب مقابل أسعار مجزية من أجل الحصول على إنتاجهم بصفة حصرية ما يعني التحكم في مستوى الأسعار، مع فرض رقابة على مسالك التوزيع، مشيرا إلى أن حماية القطيع من الأمراض من أبرز الإجراءات التي يجب اتخاذها وذلك للحفاظ عليه وتدعيمه.
وزارة الفلاحة رفعت في سعر الحليب الطازج
ونشير إلى أن وزارة الفلاحة والموارد المائيّة والصّيد البحري قد أصدرت بتاريخ 2 مارس 2023 بلاغا أكدت فيه أنّه في إطار المحافظة على توازنات منظومة الألبان وديمومتها وعملا على تحسين مستوى دخل الفلاّحين والمحافظة على القطيع وتنميته قد تقرر التّرفيع في سعر الحليب الطازج على مستوى الإنتاج بـ 200 مليم/لتر ليصبح 1340 مليما للتر كسعر أدنى مضمون للفلاّح، كما أشار البلاغ إلى أن المصنعين كانوا قد مكنوا المنتج من زيادة بـ200 مليم من أجل مساعدته على مجابهة أسعار العلف وسعر التكلفة إلى حين التوصل إلى حل مع سلطة الإشراف من أجل تمكين المربين من زيادة لمواجهة غلاء أسعار العلف وكذلك المحافظة على القطيع، حيث أكد البلاغ أن الفلاح طلب زيادة بـ 600 مليم ..
كما دعت الوزارة المربين إلى تحسين جودة الحليب الطّازج والمحافظة عليه بتطبيق الممارسات الجيّدة للتربية واحترام شروط النّظافة وحفظ الصّحة خلال عمليّة تجميع الحلب.
وكان وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عبد المنعم بلعاتي، قد أشرف في 22 جوان 2023 على جلسة عمل حول قطاع الألبان، بحضور وفد عن الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وممثلين عن كل من وزارة الماليّة والتّجارة والصناعة وثلّة من الإطارات العليا بوزارة الفلاحة.
وخصصت الجلسة لمزيد إحكام التنسيق المشترك بين كل الجهات الفاعلة في القطاع وتقديم الحلول الممكنة لإنقاذ المنظومة والنهوض بها بما يحافظ على المردودية الاقتصادية للمربي.