رغم اعتلائه ركح مسرح الهواء الطلق ببنزرت في إطار مهرجان بنزرت الدولي عشر مرات من قبل إلا أن الفنان لطفي بوشناق يسجل لأول مرة رقما قياسيا على مستوى الحضور الجماهيري وذلك في سهرة أمس الأول الأربعاء بعدما نفدت جميع التذاكر قبل ساعات من موعد انطلاق الحفل.
ولئن كان عدد التذاكر التي وضعت للبيع في حدود 6500، فإن فضاء المسرح غص بالمتفرجين بشكل تجاوز طاقة استيعابه القصوى ممّا جعل بعض الملاحظين يقدرون عدد الحضور بحوالي عشرة آلاف متفرج. وترتب عن هذا الحضور المكثف صف طويل للدخول ممّا أدى إلى تأخير انطلاق الحفل بحوالي نصف ساعة .
طبق فني راق ومتنوع
انطلق الحفل بايقاع هادئ من خلال موشح "عجبي منك" ، وأغنية "حبيتك وتمنيتك" ثم بدأ يتصاعد ويغري الجمهور بالرقص والمشاركة في الغناء مع "يا شاغلة بالي" للمرحوم علي الرياحي ثم أغاني الفنان الشهيرة التي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب مثل "أحنا الجود"، "العين إلي ما تشوفكشي"، "أش عليك يا نور عيوني"، "أنا مواطن" و"خدعني الزمان" و"غالبك" و"هاذي غناية ليهم" و"همت بالتونسية"، "يا للا وينك"، "نساية"، "ريتك ما نعرف وين"، "إنت شمسي" ثم أغنية صادق ثريا "كي يضيق بيك الدهر يا مزيانة " فعودة إلى رصيده الغنائي من خلال "كيف شبحت خيالك" ، ليختتم بأغنية "بابا الشريف" للهادي دنيا.
وفي الأثناء لم يفوت الفنان لطفي بوشناق الإشارة إلى القضية الفلسطينية ، وتوجيه التحية إلى الفلسطينيين من خلال أغنيته "خليك صامد يا فلسطيني"التي قدمها في منتصف السهرة وتفاعل معها الجمهور كثيرا.
ولئن ساد الاعتقاد بأن اختتام الحفل سيكون بعد منتصف الليل بنصف ساعة على أقصى تقدير نظرا لانطلاقه المتأخر، لكن تفاعل الجمهور مع الطبق الفني الرائع ومطالبته كل مرة بالمزيد من خلال هتافه وتصفيقه وتشجيعه للمطرب ومبادرته بالغناء ما أن يستمع إلى المقدمة الموسيقية للأغنية جعل الفنان الكبير لطفي بوشناق الذي تسلطن بشكل لافت يمدد العرض حتى الساعة الواحدة إلا عشر دقائق ، مهديا الدورة الحادية والأربعين للمهرجان سهرة خالدة لأنها كانت رائعة على جميع المستويات .
الصدق سر النجاح
وفي رده على أسئلة الإعلاميين بالندوة الصحفية على إثر العرض، أكد الفنان لطفي بوشناق أن سر نجاح أي فنان هو الصدق(الكلمة والصوت واللحن والتوزيع والأداء، فالأغنية كل لا يتجزأ). متابعا حديثه : "التونسيون أذكياء، ويتمتعون بقوة الإدراك، ورهافة الحس مما يجعلهم قادرين على تمييز الصادق من غيره. إنهم يعرفون الفنان الصادق والسياسي الصادق والإعلامي والرياضي وغيرهم . وما تفاعل الجمهور معي الا لكونه نابعا من إحساسه بصدقي ، كنت صادقا ومازلت ، وسأظل كذلك لقد غلبني البكاء عندما غنيت "أنا مواطن" لأنني كنت حينها أعيش حالة قلق خوفا على بلدي ، فلم تكن الرؤية واضحة ، كانت ضبابية . وأثبتت تونس مرة أخرى أنها برجالها ونسائها لا يخشى عليها، وهي لا تسامح، التاريخ لا يسامح".
وبين لطفي بوشناق أن الفنان هو حامل رسالة ، لذلك فإن الغناء بالمهرجان مسؤولية تقتضي منه الإيفاء بجميع مستلزماتها على الوجه الأكمل، فالناس ينسون أسماء السياسيين ولكن تعلق بذاكرتهم أسماء فنانين كانوا صادقين مع أنفسهم ومع فنهم وجمهورهم.
خمسينية المهرجان
وفي سياق مواز، وردا على سؤال يتردد في أوساط أحباء المهرجان حول إمكانية إعادة بعض العروض التي دارت أمام شبابيك مغلقة مثل حفل لطفي بوشناق وعرض الزيارة وسهرة الراب مع "سامارا" أكد رئيس جمعية مهرجان بنزرت الدولي لطفي الصفاقسي لـ"الصباح" أنه لن يتم إعادة أي عرض، وهو ما اتفقت عليه الهيئة المديرة وحرص شديد على نجاح هذه الدورة، وأن الاختتام سيكون في موعده يوم 20 أوت مثلما هو مقرر مع حفل الفنانة نجاة عطية.
وبين لطفي الصفاقسي أن مهرجان بنزرت الدولي سيكون على موعد في السنة القادمة مع خمسين سنة على تأسيسه، وأن الهيئة المديرة بدأت تفكر من الآن في برنامج طموح يليق بالجهة، وفي مستوى السمعة التي يحظى بها المهرجان للاحتفال بخمسينيته.
منصور غرسلي
بنزرت - الصباح
رغم اعتلائه ركح مسرح الهواء الطلق ببنزرت في إطار مهرجان بنزرت الدولي عشر مرات من قبل إلا أن الفنان لطفي بوشناق يسجل لأول مرة رقما قياسيا على مستوى الحضور الجماهيري وذلك في سهرة أمس الأول الأربعاء بعدما نفدت جميع التذاكر قبل ساعات من موعد انطلاق الحفل.
ولئن كان عدد التذاكر التي وضعت للبيع في حدود 6500، فإن فضاء المسرح غص بالمتفرجين بشكل تجاوز طاقة استيعابه القصوى ممّا جعل بعض الملاحظين يقدرون عدد الحضور بحوالي عشرة آلاف متفرج. وترتب عن هذا الحضور المكثف صف طويل للدخول ممّا أدى إلى تأخير انطلاق الحفل بحوالي نصف ساعة .
طبق فني راق ومتنوع
انطلق الحفل بايقاع هادئ من خلال موشح "عجبي منك" ، وأغنية "حبيتك وتمنيتك" ثم بدأ يتصاعد ويغري الجمهور بالرقص والمشاركة في الغناء مع "يا شاغلة بالي" للمرحوم علي الرياحي ثم أغاني الفنان الشهيرة التي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب مثل "أحنا الجود"، "العين إلي ما تشوفكشي"، "أش عليك يا نور عيوني"، "أنا مواطن" و"خدعني الزمان" و"غالبك" و"هاذي غناية ليهم" و"همت بالتونسية"، "يا للا وينك"، "نساية"، "ريتك ما نعرف وين"، "إنت شمسي" ثم أغنية صادق ثريا "كي يضيق بيك الدهر يا مزيانة " فعودة إلى رصيده الغنائي من خلال "كيف شبحت خيالك" ، ليختتم بأغنية "بابا الشريف" للهادي دنيا.
وفي الأثناء لم يفوت الفنان لطفي بوشناق الإشارة إلى القضية الفلسطينية ، وتوجيه التحية إلى الفلسطينيين من خلال أغنيته "خليك صامد يا فلسطيني"التي قدمها في منتصف السهرة وتفاعل معها الجمهور كثيرا.
ولئن ساد الاعتقاد بأن اختتام الحفل سيكون بعد منتصف الليل بنصف ساعة على أقصى تقدير نظرا لانطلاقه المتأخر، لكن تفاعل الجمهور مع الطبق الفني الرائع ومطالبته كل مرة بالمزيد من خلال هتافه وتصفيقه وتشجيعه للمطرب ومبادرته بالغناء ما أن يستمع إلى المقدمة الموسيقية للأغنية جعل الفنان الكبير لطفي بوشناق الذي تسلطن بشكل لافت يمدد العرض حتى الساعة الواحدة إلا عشر دقائق ، مهديا الدورة الحادية والأربعين للمهرجان سهرة خالدة لأنها كانت رائعة على جميع المستويات .
الصدق سر النجاح
وفي رده على أسئلة الإعلاميين بالندوة الصحفية على إثر العرض، أكد الفنان لطفي بوشناق أن سر نجاح أي فنان هو الصدق(الكلمة والصوت واللحن والتوزيع والأداء، فالأغنية كل لا يتجزأ). متابعا حديثه : "التونسيون أذكياء، ويتمتعون بقوة الإدراك، ورهافة الحس مما يجعلهم قادرين على تمييز الصادق من غيره. إنهم يعرفون الفنان الصادق والسياسي الصادق والإعلامي والرياضي وغيرهم . وما تفاعل الجمهور معي الا لكونه نابعا من إحساسه بصدقي ، كنت صادقا ومازلت ، وسأظل كذلك لقد غلبني البكاء عندما غنيت "أنا مواطن" لأنني كنت حينها أعيش حالة قلق خوفا على بلدي ، فلم تكن الرؤية واضحة ، كانت ضبابية . وأثبتت تونس مرة أخرى أنها برجالها ونسائها لا يخشى عليها، وهي لا تسامح، التاريخ لا يسامح".
وبين لطفي بوشناق أن الفنان هو حامل رسالة ، لذلك فإن الغناء بالمهرجان مسؤولية تقتضي منه الإيفاء بجميع مستلزماتها على الوجه الأكمل، فالناس ينسون أسماء السياسيين ولكن تعلق بذاكرتهم أسماء فنانين كانوا صادقين مع أنفسهم ومع فنهم وجمهورهم.
خمسينية المهرجان
وفي سياق مواز، وردا على سؤال يتردد في أوساط أحباء المهرجان حول إمكانية إعادة بعض العروض التي دارت أمام شبابيك مغلقة مثل حفل لطفي بوشناق وعرض الزيارة وسهرة الراب مع "سامارا" أكد رئيس جمعية مهرجان بنزرت الدولي لطفي الصفاقسي لـ"الصباح" أنه لن يتم إعادة أي عرض، وهو ما اتفقت عليه الهيئة المديرة وحرص شديد على نجاح هذه الدورة، وأن الاختتام سيكون في موعده يوم 20 أوت مثلما هو مقرر مع حفل الفنانة نجاة عطية.
وبين لطفي الصفاقسي أن مهرجان بنزرت الدولي سيكون على موعد في السنة القادمة مع خمسين سنة على تأسيسه، وأن الهيئة المديرة بدأت تفكر من الآن في برنامج طموح يليق بالجهة، وفي مستوى السمعة التي يحظى بها المهرجان للاحتفال بخمسينيته.