خسائر فادحة تكبدها عدد كبير من الفلاحين في كل من بني خلاد ومنزل بوزلفة وبوعرقوب بعد هلاك مساحات شاسعة من أشجار البرتقال، حيث أبيدت غابات برتقال بالتمام والكمال بسبب آفات عدة أصابت الأشجار.
في مقال اليوم نتناول وضع غابات البرتقال بالوطن القبلي والآفات التي أدت حسب عدد من الشهادات التي استقتها "الصباح" إلى إتلاف نسبة كبيرة من أصول هذه الأشجار المثمرة.
آفة "التدهور السريع" تفتك بغابات البرتقال
وقد أوضح بشير عون الله رئيس الإتحاد المحلي للفلاحة ببني خلاد لـ"الصباح" أن آفة "التدهور السريع" التي أصابت أصول البرتقال تسببت في تضرر مساحات كبيرة وهو مرض تفشى بسبب تنامي العطش وعدم ري الأشجار وهو من أخطر الأمراض التي تصيب البرتقال، مبينا أنه قد تم تحذير الهياكل الممثلة لوزارة الفلاحة بالجهة مما يمثله هذا المرض من خطر كبير على القوارص.
وأشار، عون الله، أنه قد أكد في أكثر من مناسبة على وجوب التخلي عن زراعة المشاتل الموردة والاعتماد فقط على الأصول المحلية الأصيلة من خلال الإكثار منها وتطويرها كونها تتماشى والمناخ الذي تتميز به بلادنا في ظل التغيرات المناخية، مشيرا إلى أن الحل الأنسب يتمثل في التعويل على البحث العلمي الفلاحي لإيجاد طريقة للمحافظة على الأصول المحلية واعتمادها للزراعة مع التخلي عن توريد المشاتل الهجينة التي سرعان ما تصاب بالأمراض ثم التلف وهذا يكبد الفلاح والمجموعة الوطنية خسائر فادحة خاصة وأن أصول البرتقال التونسية تعد من أجود الأنواع في العالم وتشهد إقبالا كبيرا من قبل الموردين من كل دول لاسيما الأسواق الأوروبية التقليدية.
وكشف رئيس الإتحاد المحلي للفلاحة ببني خلاد أن وضع غابات البرتقال كارثي بكل المقاييس حيث أتلفت الآفة أكثر من 40% من غابات البرتقال، إذ أن "التدهور السريع" يتسبب بين عشية وضحاها في تيبس أصول البرتقال ما يؤدي إلى موتها وهو ما يفرض على الفلاح الإسراع باقتلاعها وحرقها بسرعة قبل انتقال المرض الذي انتشر بسرعة وأتى على حوالي 40% من أصول البرتقال ببني خلاد وحوالي 60% منها بمنزل بوزلفة وهو ما يعد كارثة بكل المقاييس خاصة وأن85% من ملكية هذه الغابات تعود إلى صغار الفلاحين الذين تضرروا بشكل كبير جدا.
وشرح بشير عون الله أن الاستعمال المكثف للمواد الكمياوية غير المراقبة التي تباع دون رقيب أو حسيب للفلاحين والتي توردها الشركات، في حين أن هذه الأدوية والمبيدات كانت تورد من قبل الدولة وهياكلها على غرار المجمع المهني المشترك للخضر والغلال والمركز الفني للقوارص وكانت خلايا الإنتاج الفلاحي تقوم بزيارات ميدانية وتعطي الوصفة المناسبة لمجابهة أي مرض أو آفة، هي مصدر كل مآسي القطاع الفلاحي حيث يتجه الفلاح للشركات للحصول على هذه الأدوية والمبيدات التي لا تتماشى مع المرض أو الآفة والاستعمال المكثف لهذه المواد الكمياوية يؤدي إلى الإضرار بخصوبة الأرض وخلق عدم توازن بيئي إثر القضاء على الحشرات النافعة.
واعتبر أن إغراق السوق بمشاتل موردة وزارعتها دون القيام بأي تجارب قبل بيعها للفلاح قد ساهم في تفشي الأمراض والآفات علما وأنها تتطلب الكثير من الأدوية وهو ما يتسبب بنسبة كبيرة فيما وصلت إليه غابات القوارص من تدهور، مبينا أن الصابة ستشهد تراجعا نتيجة لذلك.
وزارة الفلاحة في سبات
وكشف رئيس الإتحاد المحلي للفلاحة ببني خلاد أن صغار الفلاحين تكبدوا خسائر فادحة، إذ تعتبر الفلاحة مورد رزقهم الوحيد "في وقت تغط فيه وزارة الفلاحة في سبات عميق دون أي تفاعل مع نداءات الفلاحين وهياكل المهنة ودون أي تتحرك لإنقاذ الوضع ودعم للفلاح وهو ما يعد كارثة كبرى".
واعتبر أن تخلي وزارة الفلاحة عن المجامع الفلاحية التي تزود الفلاح بمياه الري من خلال التقليص في الحصص التي كانت تتمتع بها قد أدى إلى إفلاس هذه المجامع التي باتت غبر قادرة على توفير مياه الري ما تسبب في جفاف غابات القوارص.
مرض تيبس الأغصان
ومن جانبه أفاد خالد قربوج مساعد رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة بنابل مكلف بالهياكل أن تتالي سنوات الجفاف التي امتدت على 6 سنوات أدى إلى تفشي عديد الآفات والأمراض من بينها تيبس الأغصان التي أتت على الغابة الأصلية التي تمتد من "بوعرقوب" إلى "بني خلاد" و"منزل بوزلفة" و"تكلسة" الناجمة عن فقدان الأشجار لمناعتها نتيجة لضعف الري.
وبين أن من أبرز الأمراض والآفات "التيبس" و"التدهور السريع" ومرض "العنكبوت".
ومن جانبه اعتبر محمد علي رحومة وهو فلاح بمعتمدية بني خلاد أن عديد الآفات والأمراض أتت على مساحات شاسعة من أشجار البرتقال حيث تضرر عدد كبير من الفلاحين.
وبين أن ضعف الري يعد أحد أبرز أسباب ظهور هذه الآفات الخطيرة، هذا بالإضافة إلى كثرة استعمال المبيدات التي أفقدت الأشجار المناعة الذاتية ما جعلها غير قادرة على مجابهة هذه الأمراض.
حنان قيراط
تونس-الصباح
خسائر فادحة تكبدها عدد كبير من الفلاحين في كل من بني خلاد ومنزل بوزلفة وبوعرقوب بعد هلاك مساحات شاسعة من أشجار البرتقال، حيث أبيدت غابات برتقال بالتمام والكمال بسبب آفات عدة أصابت الأشجار.
في مقال اليوم نتناول وضع غابات البرتقال بالوطن القبلي والآفات التي أدت حسب عدد من الشهادات التي استقتها "الصباح" إلى إتلاف نسبة كبيرة من أصول هذه الأشجار المثمرة.
آفة "التدهور السريع" تفتك بغابات البرتقال
وقد أوضح بشير عون الله رئيس الإتحاد المحلي للفلاحة ببني خلاد لـ"الصباح" أن آفة "التدهور السريع" التي أصابت أصول البرتقال تسببت في تضرر مساحات كبيرة وهو مرض تفشى بسبب تنامي العطش وعدم ري الأشجار وهو من أخطر الأمراض التي تصيب البرتقال، مبينا أنه قد تم تحذير الهياكل الممثلة لوزارة الفلاحة بالجهة مما يمثله هذا المرض من خطر كبير على القوارص.
وأشار، عون الله، أنه قد أكد في أكثر من مناسبة على وجوب التخلي عن زراعة المشاتل الموردة والاعتماد فقط على الأصول المحلية الأصيلة من خلال الإكثار منها وتطويرها كونها تتماشى والمناخ الذي تتميز به بلادنا في ظل التغيرات المناخية، مشيرا إلى أن الحل الأنسب يتمثل في التعويل على البحث العلمي الفلاحي لإيجاد طريقة للمحافظة على الأصول المحلية واعتمادها للزراعة مع التخلي عن توريد المشاتل الهجينة التي سرعان ما تصاب بالأمراض ثم التلف وهذا يكبد الفلاح والمجموعة الوطنية خسائر فادحة خاصة وأن أصول البرتقال التونسية تعد من أجود الأنواع في العالم وتشهد إقبالا كبيرا من قبل الموردين من كل دول لاسيما الأسواق الأوروبية التقليدية.
وكشف رئيس الإتحاد المحلي للفلاحة ببني خلاد أن وضع غابات البرتقال كارثي بكل المقاييس حيث أتلفت الآفة أكثر من 40% من غابات البرتقال، إذ أن "التدهور السريع" يتسبب بين عشية وضحاها في تيبس أصول البرتقال ما يؤدي إلى موتها وهو ما يفرض على الفلاح الإسراع باقتلاعها وحرقها بسرعة قبل انتقال المرض الذي انتشر بسرعة وأتى على حوالي 40% من أصول البرتقال ببني خلاد وحوالي 60% منها بمنزل بوزلفة وهو ما يعد كارثة بكل المقاييس خاصة وأن85% من ملكية هذه الغابات تعود إلى صغار الفلاحين الذين تضرروا بشكل كبير جدا.
وشرح بشير عون الله أن الاستعمال المكثف للمواد الكمياوية غير المراقبة التي تباع دون رقيب أو حسيب للفلاحين والتي توردها الشركات، في حين أن هذه الأدوية والمبيدات كانت تورد من قبل الدولة وهياكلها على غرار المجمع المهني المشترك للخضر والغلال والمركز الفني للقوارص وكانت خلايا الإنتاج الفلاحي تقوم بزيارات ميدانية وتعطي الوصفة المناسبة لمجابهة أي مرض أو آفة، هي مصدر كل مآسي القطاع الفلاحي حيث يتجه الفلاح للشركات للحصول على هذه الأدوية والمبيدات التي لا تتماشى مع المرض أو الآفة والاستعمال المكثف لهذه المواد الكمياوية يؤدي إلى الإضرار بخصوبة الأرض وخلق عدم توازن بيئي إثر القضاء على الحشرات النافعة.
واعتبر أن إغراق السوق بمشاتل موردة وزارعتها دون القيام بأي تجارب قبل بيعها للفلاح قد ساهم في تفشي الأمراض والآفات علما وأنها تتطلب الكثير من الأدوية وهو ما يتسبب بنسبة كبيرة فيما وصلت إليه غابات القوارص من تدهور، مبينا أن الصابة ستشهد تراجعا نتيجة لذلك.
وزارة الفلاحة في سبات
وكشف رئيس الإتحاد المحلي للفلاحة ببني خلاد أن صغار الفلاحين تكبدوا خسائر فادحة، إذ تعتبر الفلاحة مورد رزقهم الوحيد "في وقت تغط فيه وزارة الفلاحة في سبات عميق دون أي تفاعل مع نداءات الفلاحين وهياكل المهنة ودون أي تتحرك لإنقاذ الوضع ودعم للفلاح وهو ما يعد كارثة كبرى".
واعتبر أن تخلي وزارة الفلاحة عن المجامع الفلاحية التي تزود الفلاح بمياه الري من خلال التقليص في الحصص التي كانت تتمتع بها قد أدى إلى إفلاس هذه المجامع التي باتت غبر قادرة على توفير مياه الري ما تسبب في جفاف غابات القوارص.
مرض تيبس الأغصان
ومن جانبه أفاد خالد قربوج مساعد رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة بنابل مكلف بالهياكل أن تتالي سنوات الجفاف التي امتدت على 6 سنوات أدى إلى تفشي عديد الآفات والأمراض من بينها تيبس الأغصان التي أتت على الغابة الأصلية التي تمتد من "بوعرقوب" إلى "بني خلاد" و"منزل بوزلفة" و"تكلسة" الناجمة عن فقدان الأشجار لمناعتها نتيجة لضعف الري.
وبين أن من أبرز الأمراض والآفات "التيبس" و"التدهور السريع" ومرض "العنكبوت".
ومن جانبه اعتبر محمد علي رحومة وهو فلاح بمعتمدية بني خلاد أن عديد الآفات والأمراض أتت على مساحات شاسعة من أشجار البرتقال حيث تضرر عدد كبير من الفلاحين.
وبين أن ضعف الري يعد أحد أبرز أسباب ظهور هذه الآفات الخطيرة، هذا بالإضافة إلى كثرة استعمال المبيدات التي أفقدت الأشجار المناعة الذاتية ما جعلها غير قادرة على مجابهة هذه الأمراض.