إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

خلال النصف الأول من السنة.. 6 وفيات بداء الكلب.. نفوق أكثر من 200 حيوان.. والوضع البيئي وراء تفاقم عدد الكلاب السائبة

 

تونس - الصباح

تجاوز عدد الأشخاص الذّين تمّت مهاجمتهم من قبل حيوانات مشبوهة، بإصابتها بداء الكلب، من 30 ألف حالة في 2010 إلى 42 ألف حالة في 2022، وفق وزارة الصحّة، وكانت الكلاب السائبة وراء 31 بالمائة من هذه الحالات.

وحسب المنظمة العالمية للصحّة، يقتل داء الكلب عشرات الآلاف من الأشخاص كل سنة، وأساسا في آسيا وإفريقيا، حيث أن 40 بالمائة من الضحايا هم من الأطفال الأقل من 15 سنة.

ومنذ بداية سنة 2024 وإلى غاية غرة جويلية الفارط سجلت تونس، 6 وفيات بسبب داء الكلب، حسب ما أكده عميد البياطرة أحمد رجب لـ"الصباح".. وقال عميد البياطرة إنه خلال النصف الأول من السنة الحالية نفق أكثر من 200 حيوان بسبب الإصابة بداء الكلب، في المقابل سجلت تونس خلال 2009 صفر حالة إصابة.

وشدد محدثنا على أن داء الكلب لا علاج له ويمس من الأمن القومي، مضيفا أن الوضعية البيئية الكارثية من بين أهم الأسباب الكامنة وراء ارتفاع عدد الكلاب السائبة في تونس، فهي تتغذى من الفضلات المنزلية ومن بقايا الطعام الملقاة بالشوارع.

وفي نفس السياق قال عميد البياطرة أحمد رجب إن الحيوانات السائبة لا تتسبب في نقل داء الكلب فحسب بل كذلك في نقل أمراض أخرى مثل الكيس المائي وحمى غرب النيل واللاشمينيا.

وتم تلقيح أكثر من 43 ألف شخص ضد داء الكلب في 2023.

كما بلغ معدل تغطية التلاقيح، بالنسبة للكلاب والقطط، التي تتم تربيتها، 79،1 بالمائة في 2023، وفق وزارة الفلاحة.

وتفيد منظمة الصحة العالمية أنّ 60 بالمائة من الأمراض الجرثومية والطفيلية منقولة من الحيوان إلى الإنسان.

وسبق أن أكدت المسؤولة عن مخبر داء الكلب بمعهد باستور تونس، مريم هندوس، بأن عمليات قنص الكلاب السائبة التي تنفذها البلديات تعود إلى ظهور بؤر لتفشي داء الكلب عند الحيوان، مشيرة إلى أن احتمالية إصابة الكلب السائب بهذا الداء تُقدر بنسبة 50 بالمائة مؤكدة أن التلقيح ضد هذا الدّاء يظل الحل الأنجع للحد من انتشاره.

وأوضحت المتحدثة في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أنه يستوجب بعد عملية قنص الحيوان رفع الجثة وفق الإجراءات المعمول بها ودفنها في حفرة يتجاوز عمقها المترين وإضافة مادة الجير (أكسيد الكالسيوم) للوقاية من حالات العدوى والتعفنات المحتملة.

وقالت "إن الحلّ الأنجع للقضاء على انتشار داء الكلب يبقى دائما تلقيح الحيوانات المملوكة وعدم إلقائها في الشارع فضلا على ضرورة رفع البلديات للفضلات بطريقة منتظمة ودورية حتى لا تكون فضاء ملائما لتجمع الحيوانات السائبة وانتقال العدوى" مبيّنة أن تونس تعتمد على مقاربة تشاركية بين كل من وزارات الصحّة والفلاحة والموارد المائية والصيد البحري والداخلية من أجل القضاء على داء الكلب ضد الإنسان.

كما كشفت التحاليل التي أجراها مخبر داء الكلب بمعهد باستور بتونس، على 1281 عينة لتقصي داء الكلب وردت عليه من مختلف جهات الجمهورية، خلال سنة 2023، أثبتت الإصابة بداء الكلب في 28 بالمائة من العينة عند الحيوان و19.51 بالمائة منها عند الكلاب حسب المسؤولة بالمعهد.

وقالت هندوس إن تونس توفّر المصل والتلقيح بصفة مجانية للمواطنين بكلفة قيمتها 6 مليون دينار سنويا، في 362 مركزا للتلقيح ضد داء الكلب بكامل تراب الجمهورية.

كما دعت من جانبها ولاية تونس، المصالح المعنية بمقاومة ظاهرة الكلاب السائبة ومنع انتشار داء الكلب، الى تكثيف جهودها وتوفير الدعم المادي والبشري لإنجاز حملات للحد من ظاهرة الكلاب السائبة المنتشرة بالعاصمة.

وشددت ولاية تونس في بلاغ لها على ضرورة المتابعة اليومية لحملات مقاومة الكلاب السائبة، موضحة أن التدخلات أسفرت خلال شهر جوان الماضي عن القضاء على 276 كلبا سائبا بواسطة القنص في عديد الدوائر التابعة للبلدية وقنص 65 منها وفحصها ليتضح أن 62 منها تحمل أمراضا مما استوجب القضاء عليها بواسطة القتل الرحيم وإخضاع 3 الى المداواة من الطفيليات التي تحملها.

جهاد الكلبوسي

 

 

 

 

خلال النصف الأول من السنة..   6 وفيات بداء الكلب.. نفوق أكثر من 200 حيوان.. والوضع البيئي وراء تفاقم عدد الكلاب السائبة

 

تونس - الصباح

تجاوز عدد الأشخاص الذّين تمّت مهاجمتهم من قبل حيوانات مشبوهة، بإصابتها بداء الكلب، من 30 ألف حالة في 2010 إلى 42 ألف حالة في 2022، وفق وزارة الصحّة، وكانت الكلاب السائبة وراء 31 بالمائة من هذه الحالات.

وحسب المنظمة العالمية للصحّة، يقتل داء الكلب عشرات الآلاف من الأشخاص كل سنة، وأساسا في آسيا وإفريقيا، حيث أن 40 بالمائة من الضحايا هم من الأطفال الأقل من 15 سنة.

ومنذ بداية سنة 2024 وإلى غاية غرة جويلية الفارط سجلت تونس، 6 وفيات بسبب داء الكلب، حسب ما أكده عميد البياطرة أحمد رجب لـ"الصباح".. وقال عميد البياطرة إنه خلال النصف الأول من السنة الحالية نفق أكثر من 200 حيوان بسبب الإصابة بداء الكلب، في المقابل سجلت تونس خلال 2009 صفر حالة إصابة.

وشدد محدثنا على أن داء الكلب لا علاج له ويمس من الأمن القومي، مضيفا أن الوضعية البيئية الكارثية من بين أهم الأسباب الكامنة وراء ارتفاع عدد الكلاب السائبة في تونس، فهي تتغذى من الفضلات المنزلية ومن بقايا الطعام الملقاة بالشوارع.

وفي نفس السياق قال عميد البياطرة أحمد رجب إن الحيوانات السائبة لا تتسبب في نقل داء الكلب فحسب بل كذلك في نقل أمراض أخرى مثل الكيس المائي وحمى غرب النيل واللاشمينيا.

وتم تلقيح أكثر من 43 ألف شخص ضد داء الكلب في 2023.

كما بلغ معدل تغطية التلاقيح، بالنسبة للكلاب والقطط، التي تتم تربيتها، 79،1 بالمائة في 2023، وفق وزارة الفلاحة.

وتفيد منظمة الصحة العالمية أنّ 60 بالمائة من الأمراض الجرثومية والطفيلية منقولة من الحيوان إلى الإنسان.

وسبق أن أكدت المسؤولة عن مخبر داء الكلب بمعهد باستور تونس، مريم هندوس، بأن عمليات قنص الكلاب السائبة التي تنفذها البلديات تعود إلى ظهور بؤر لتفشي داء الكلب عند الحيوان، مشيرة إلى أن احتمالية إصابة الكلب السائب بهذا الداء تُقدر بنسبة 50 بالمائة مؤكدة أن التلقيح ضد هذا الدّاء يظل الحل الأنجع للحد من انتشاره.

وأوضحت المتحدثة في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أنه يستوجب بعد عملية قنص الحيوان رفع الجثة وفق الإجراءات المعمول بها ودفنها في حفرة يتجاوز عمقها المترين وإضافة مادة الجير (أكسيد الكالسيوم) للوقاية من حالات العدوى والتعفنات المحتملة.

وقالت "إن الحلّ الأنجع للقضاء على انتشار داء الكلب يبقى دائما تلقيح الحيوانات المملوكة وعدم إلقائها في الشارع فضلا على ضرورة رفع البلديات للفضلات بطريقة منتظمة ودورية حتى لا تكون فضاء ملائما لتجمع الحيوانات السائبة وانتقال العدوى" مبيّنة أن تونس تعتمد على مقاربة تشاركية بين كل من وزارات الصحّة والفلاحة والموارد المائية والصيد البحري والداخلية من أجل القضاء على داء الكلب ضد الإنسان.

كما كشفت التحاليل التي أجراها مخبر داء الكلب بمعهد باستور بتونس، على 1281 عينة لتقصي داء الكلب وردت عليه من مختلف جهات الجمهورية، خلال سنة 2023، أثبتت الإصابة بداء الكلب في 28 بالمائة من العينة عند الحيوان و19.51 بالمائة منها عند الكلاب حسب المسؤولة بالمعهد.

وقالت هندوس إن تونس توفّر المصل والتلقيح بصفة مجانية للمواطنين بكلفة قيمتها 6 مليون دينار سنويا، في 362 مركزا للتلقيح ضد داء الكلب بكامل تراب الجمهورية.

كما دعت من جانبها ولاية تونس، المصالح المعنية بمقاومة ظاهرة الكلاب السائبة ومنع انتشار داء الكلب، الى تكثيف جهودها وتوفير الدعم المادي والبشري لإنجاز حملات للحد من ظاهرة الكلاب السائبة المنتشرة بالعاصمة.

وشددت ولاية تونس في بلاغ لها على ضرورة المتابعة اليومية لحملات مقاومة الكلاب السائبة، موضحة أن التدخلات أسفرت خلال شهر جوان الماضي عن القضاء على 276 كلبا سائبا بواسطة القنص في عديد الدوائر التابعة للبلدية وقنص 65 منها وفحصها ليتضح أن 62 منها تحمل أمراضا مما استوجب القضاء عليها بواسطة القتل الرحيم وإخضاع 3 الى المداواة من الطفيليات التي تحملها.

جهاد الكلبوسي