إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

جملة اعتراضية.. "ملحمة رياضية" لا تغتفر!

 

 تواجه الملاكمة الجزائرية ايمان خليف المشاركة في الألعاب الأولمبية الدائرة حاليا بباريس حملة مسعورة منذ انتصارها الساحق على منافستها الإيطالية في الدور السادس عشر لمسابقة الملاكمة سيدات (وزن 66 كغ) في مقابلة لم تدم حتى دقيقة واحدة حيث انتهت في ظرف 46 ثانية. ولم تقبل اللاعبة الإيطالية فكرة انها انهزمت بسهولة لان منافستها الجزائرية كانت الأقوى وتسببت في خلق افتعال جدل كبير كي لا نقول فتنة في الأولمبياد. فقد لمحت اللاعبة الإيطالية الى ان منافستها ربما ليست امرأة وان قوتها تضاهي قوة الرجال، وهو ما خلق حالة من الشك حول تكوين اللاعبة الجزائرية الفيزيولوجي وأصبح السؤال الأكثر تداولا هو هل ان ايمان خليف امرأة أم انها رجل في صورة امرأة؟

 وتم استغلال حادثة استبعاد اللاعبة الجزائرية من بطولة العالم للملاكمة للسيدات في نيودلهي (2023) ومنعها من خوض الدور النهائي بسبب " عدم استيفاء معايير الأهلية" وفق الاتحاد الدولي للملاكمة الذي تبقى تفاصيل نتائج "الاختبارات " التي يخضع لها اللاعبون سرية، للتأكيد على صحة المزاعم ولخلق بلبلة حول موضوع التثبت من جنس المشاركين في الألعاب الأولمبية.

وتواصلت الحملة المسعورة رغم موقف اللجنة الأولمبية المساند للملاكمة الجزائرية، التي بدلا من مباركة الملاحم الرياضية التي هي بصدد تسطيرها في كل مشاركاتها، تجد نفسها في قلب فضيحة يراد منها بكل بساطة تحطيمها.

فقد نشرت اللاعبة المجرية التي تواجه ايمان خليف في الدور الربع النهائي (المبرمج ليوم أمس السبت) صورة على موقع التواصل الاجتماعي، الانستغرام، ظهرت فيها منافستها في شكل وحش في اقتباس لقصة "الجميلة والوحش"، وقد اثار ذلك بطبيعة الحال غضب اللجنة الأولمبية الجزائرية التي سترفع المسألة على ما يبدو امام القضاء، كما اثارت غضب مساندي اللاعبة الجزائرية وعائلتها التي اضطرت الى نشر صور لابنتهم في فترة الطفولة تؤكد انها انثى.

والحقيقة، ان كل ما اثير حول مشاركة الملاكمة الجزائرية في أولمبياد باريس يثير القرف فعلا ويجعلنا نتساءل حول التحولات السلبية التي تشهدها الرياضة وخاصة الألعاب الأولمبية التي من المفروض أنها تعني خوض المنافسات بروح انتصارية لكن بعيدا عن منطق الحرب والعنف.

ومن الواضح أن ردود أفعال منافسات البطلة الجزائرية والجدل المفتعل الذي اثير حول مشاركتها، هي نتيجة ثقافة مستبطنة ترفض فكرة وجود منافس اقوى من الضفة الأخرى. فقد تربت الشعوب الغربية على فكرة انهم هم الأقوى والأكثر جدارة. ومن هي ايمان خليف حتى تحقق انتصارات ساحقة وان تكون لها لكمات بهذه القوة وان تسقط منافساتها بهذه السهولة؟ واننا لنكاد نراهن على أن ايمان خليف لو كانت أمريكية أو كندية أو من أي بلد من أوروبا الغربية أوالشرقية، لما تجاسروا عليها بهذه الطريقة، ولما حدثت كل هذه الضجة حولها ولما تم الزج بها في مهاترات خارج منطق الرياضة والروح الرياضية.

نقول ذلك ونحن على شبه يقين بان ما جنى على ايمان خليف ليس شكلها او مظهرها او قوتها الرهيبة التي توقع بمنافساتها بسهولة، وانما هويتها، لأنه يحدث ان تكون هناك نساء أقوى من الرجال، فهو أمر غير مستحيل، لكن هوية ايمان الجزائرية المغاربية القادمة من منطقة تبدو في عيون الغرب متخلفة وضعيفة وأقصى طموحات شعوبها الحصول على تأشيرة العبور الى الضفة الغربية، هي التي جعلتها تبدو مذنبة في نظر الخصوم. وكل هذه " الشوشرة" حول القوة والصلابة ومتانة اللكمات تحركها مشاعر الرفض وتغذيها ثقافة الاستعلاء على الآخر. وقد خرجنا بذلك من منطق الرياضة الى منطق آخر هو منطق تصفية الحسابات. نعم أن ايمان خليف هي ضحية منطق تصفية الحسابات وكل ذلك الصراخ بانها رجل هو محاولة للترهيب،لان ما حققته ايمان خليف في أولمبياد باريس، ومن قبله في بطولة العالم بالهند هو ملحمة رياضية وهذا في حد ذاته أمر لا يغتفر.

 حياة السايب

.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جملة اعتراضية..   "ملحمة رياضية" لا تغتفر!

 

 تواجه الملاكمة الجزائرية ايمان خليف المشاركة في الألعاب الأولمبية الدائرة حاليا بباريس حملة مسعورة منذ انتصارها الساحق على منافستها الإيطالية في الدور السادس عشر لمسابقة الملاكمة سيدات (وزن 66 كغ) في مقابلة لم تدم حتى دقيقة واحدة حيث انتهت في ظرف 46 ثانية. ولم تقبل اللاعبة الإيطالية فكرة انها انهزمت بسهولة لان منافستها الجزائرية كانت الأقوى وتسببت في خلق افتعال جدل كبير كي لا نقول فتنة في الأولمبياد. فقد لمحت اللاعبة الإيطالية الى ان منافستها ربما ليست امرأة وان قوتها تضاهي قوة الرجال، وهو ما خلق حالة من الشك حول تكوين اللاعبة الجزائرية الفيزيولوجي وأصبح السؤال الأكثر تداولا هو هل ان ايمان خليف امرأة أم انها رجل في صورة امرأة؟

 وتم استغلال حادثة استبعاد اللاعبة الجزائرية من بطولة العالم للملاكمة للسيدات في نيودلهي (2023) ومنعها من خوض الدور النهائي بسبب " عدم استيفاء معايير الأهلية" وفق الاتحاد الدولي للملاكمة الذي تبقى تفاصيل نتائج "الاختبارات " التي يخضع لها اللاعبون سرية، للتأكيد على صحة المزاعم ولخلق بلبلة حول موضوع التثبت من جنس المشاركين في الألعاب الأولمبية.

وتواصلت الحملة المسعورة رغم موقف اللجنة الأولمبية المساند للملاكمة الجزائرية، التي بدلا من مباركة الملاحم الرياضية التي هي بصدد تسطيرها في كل مشاركاتها، تجد نفسها في قلب فضيحة يراد منها بكل بساطة تحطيمها.

فقد نشرت اللاعبة المجرية التي تواجه ايمان خليف في الدور الربع النهائي (المبرمج ليوم أمس السبت) صورة على موقع التواصل الاجتماعي، الانستغرام، ظهرت فيها منافستها في شكل وحش في اقتباس لقصة "الجميلة والوحش"، وقد اثار ذلك بطبيعة الحال غضب اللجنة الأولمبية الجزائرية التي سترفع المسألة على ما يبدو امام القضاء، كما اثارت غضب مساندي اللاعبة الجزائرية وعائلتها التي اضطرت الى نشر صور لابنتهم في فترة الطفولة تؤكد انها انثى.

والحقيقة، ان كل ما اثير حول مشاركة الملاكمة الجزائرية في أولمبياد باريس يثير القرف فعلا ويجعلنا نتساءل حول التحولات السلبية التي تشهدها الرياضة وخاصة الألعاب الأولمبية التي من المفروض أنها تعني خوض المنافسات بروح انتصارية لكن بعيدا عن منطق الحرب والعنف.

ومن الواضح أن ردود أفعال منافسات البطلة الجزائرية والجدل المفتعل الذي اثير حول مشاركتها، هي نتيجة ثقافة مستبطنة ترفض فكرة وجود منافس اقوى من الضفة الأخرى. فقد تربت الشعوب الغربية على فكرة انهم هم الأقوى والأكثر جدارة. ومن هي ايمان خليف حتى تحقق انتصارات ساحقة وان تكون لها لكمات بهذه القوة وان تسقط منافساتها بهذه السهولة؟ واننا لنكاد نراهن على أن ايمان خليف لو كانت أمريكية أو كندية أو من أي بلد من أوروبا الغربية أوالشرقية، لما تجاسروا عليها بهذه الطريقة، ولما حدثت كل هذه الضجة حولها ولما تم الزج بها في مهاترات خارج منطق الرياضة والروح الرياضية.

نقول ذلك ونحن على شبه يقين بان ما جنى على ايمان خليف ليس شكلها او مظهرها او قوتها الرهيبة التي توقع بمنافساتها بسهولة، وانما هويتها، لأنه يحدث ان تكون هناك نساء أقوى من الرجال، فهو أمر غير مستحيل، لكن هوية ايمان الجزائرية المغاربية القادمة من منطقة تبدو في عيون الغرب متخلفة وضعيفة وأقصى طموحات شعوبها الحصول على تأشيرة العبور الى الضفة الغربية، هي التي جعلتها تبدو مذنبة في نظر الخصوم. وكل هذه " الشوشرة" حول القوة والصلابة ومتانة اللكمات تحركها مشاعر الرفض وتغذيها ثقافة الاستعلاء على الآخر. وقد خرجنا بذلك من منطق الرياضة الى منطق آخر هو منطق تصفية الحسابات. نعم أن ايمان خليف هي ضحية منطق تصفية الحسابات وكل ذلك الصراخ بانها رجل هو محاولة للترهيب،لان ما حققته ايمان خليف في أولمبياد باريس، ومن قبله في بطولة العالم بالهند هو ملحمة رياضية وهذا في حد ذاته أمر لا يغتفر.

 حياة السايب

.