مساء الثلاثاء الماضي، لاحظ كل مار من جهة البحيرة تواجد مئات الأفارقة في لباس مدني أنيق ولباس التخرج الجامعي داخل وأمام احدى القاعات الفخمة المخصصة للحفلات.. وكانت المناسبة حفل تخرج مميز للطلبة الأفارقة الذين يدرسون في احدى الجامعات التونسية اختارت مؤسستهم الاحتفاء بهم وبتميزهم.
الأجواء كانت جد مميزة، والجميل أن المارة بسياراتهم من التونسيين شاركوا الطلبة الأفارقة فرحتهم عبر المنبهات الصوتية لسياراتهم في صورة جميلة بألف معنى خاصة في الوقت الذي وجه فيه البعض أصابع الاتهام للتونسيين بممارسة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراء.
في الحقيقة، لم يكن الحفل مجرد مناسبة لتوزيع شهائد التخرج الجامعية، بل كان رسالة بألف معنى، أرادتها إدارات عدد من المؤسسات الجامعية مشكورة، للتعايش الثقافي والانفتاح والتحابب الذي تتميز به تونس التي لم تنكر أبدا أهمية الدور الذي يلعبه الطلبة الأفارقة في تعزيز التنوع الثقافي والاندماج الاجتماعي.
فتونس، كدولة، عرفت وعلى مر التاريخ بأنها حاملة لقيم التسامح والانفتاح وهي أرض تعايش تستقبل منذ عشرات السنين الطلبة من مختلف دول العالم فاتحة باب التسجيل في كلياتها للطلبة العرب والأفارقة وحتى بعض الأوروبيين والآسيويين وهو ما يؤكد أولا انفتاحنا اللامشروط على الآخر من جهة وكذلك قيمة وأهمية مؤسساتنا الجامعية ومستوى التعليم العالي المتوفر فيها.
ومع ذلك، فإن تونس تتبنى موقفاً واضحاً وصريحاً ضد الهجرة غير النظامية والممارسات الخارجة عن القانون التي يأتيها بعض اللاجئين غير الشرعيين. وتشدد على أهمية الالتزام بالقوانين واللوائح المحلية والدولية في اطار احترام سيادة الدولة وأمنها بعيدا عن أي شكل من أشكال العنصرية أو التمييز ضد الأفراد بناءً على جنسيتهم أو عرقهم أو لونهم.
إن الاحتفال بتخرج الطلبة الأفارقة في تونس من قبل إدارات عدد من المؤسسات الجامعية، ليس فقط مناسبة لإبراز الإنجازات الأكاديمية، بل هو أيضاً فرصة للتأكيد على القيم الإنسانية الثابتة والراسخة التي تقوم عليها البلاد. تلك القيم التي تشمل التسامح، والاحترام المتبادل، والانفتاح على الثقافات المختلفة، مما يجعل من تونس نموذجاً يحتذى به في التعايش السلمي بين مختلف الشعوب والثقافات.
بقلم: سفيان رجب
مساء الثلاثاء الماضي، لاحظ كل مار من جهة البحيرة تواجد مئات الأفارقة في لباس مدني أنيق ولباس التخرج الجامعي داخل وأمام احدى القاعات الفخمة المخصصة للحفلات.. وكانت المناسبة حفل تخرج مميز للطلبة الأفارقة الذين يدرسون في احدى الجامعات التونسية اختارت مؤسستهم الاحتفاء بهم وبتميزهم.
الأجواء كانت جد مميزة، والجميل أن المارة بسياراتهم من التونسيين شاركوا الطلبة الأفارقة فرحتهم عبر المنبهات الصوتية لسياراتهم في صورة جميلة بألف معنى خاصة في الوقت الذي وجه فيه البعض أصابع الاتهام للتونسيين بممارسة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراء.
في الحقيقة، لم يكن الحفل مجرد مناسبة لتوزيع شهائد التخرج الجامعية، بل كان رسالة بألف معنى، أرادتها إدارات عدد من المؤسسات الجامعية مشكورة، للتعايش الثقافي والانفتاح والتحابب الذي تتميز به تونس التي لم تنكر أبدا أهمية الدور الذي يلعبه الطلبة الأفارقة في تعزيز التنوع الثقافي والاندماج الاجتماعي.
فتونس، كدولة، عرفت وعلى مر التاريخ بأنها حاملة لقيم التسامح والانفتاح وهي أرض تعايش تستقبل منذ عشرات السنين الطلبة من مختلف دول العالم فاتحة باب التسجيل في كلياتها للطلبة العرب والأفارقة وحتى بعض الأوروبيين والآسيويين وهو ما يؤكد أولا انفتاحنا اللامشروط على الآخر من جهة وكذلك قيمة وأهمية مؤسساتنا الجامعية ومستوى التعليم العالي المتوفر فيها.
ومع ذلك، فإن تونس تتبنى موقفاً واضحاً وصريحاً ضد الهجرة غير النظامية والممارسات الخارجة عن القانون التي يأتيها بعض اللاجئين غير الشرعيين. وتشدد على أهمية الالتزام بالقوانين واللوائح المحلية والدولية في اطار احترام سيادة الدولة وأمنها بعيدا عن أي شكل من أشكال العنصرية أو التمييز ضد الأفراد بناءً على جنسيتهم أو عرقهم أو لونهم.
إن الاحتفال بتخرج الطلبة الأفارقة في تونس من قبل إدارات عدد من المؤسسات الجامعية، ليس فقط مناسبة لإبراز الإنجازات الأكاديمية، بل هو أيضاً فرصة للتأكيد على القيم الإنسانية الثابتة والراسخة التي تقوم عليها البلاد. تلك القيم التي تشمل التسامح، والاحترام المتبادل، والانفتاح على الثقافات المختلفة، مما يجعل من تونس نموذجاً يحتذى به في التعايش السلمي بين مختلف الشعوب والثقافات.