حريقان نشبا يوم الأربعاء الماضي تسبّبا في خسائر فادحة، الحريق الأول بإحدى مزارع قرية الحمام من معتمدية بلطة بوعوان التابعة لولاية جندوبة، وتسبب في احتراق مساحة ناهزت 15 هكتارا من القمح الصلب، ويعدّ هذا الحريق الأكبر منذ بداية موسم الحصاد بمعتمديتي بوسالم وبلطة بوعوان خاصة وبولاية جندوبة عامة.
أما الحريق الثاني فقد اندلع بواحة بحامة الجريد وأتى على مساحة 10هكتارات و1600 من أصول النخيل بين حرق كلي وجزئي.
موسم الحرائق انطلق مبكرا خلال هذا العام ومع بداية ارتفاع درجات الحرارة وتحديدا بعد انطلاق فصل الربيع، حرائق تسببت في خسائر فادحة وفق معطيات تحصلت عليها "الصباح" من الناطق الرسمي باسم الحماية المدنية معز تريعة الذي أفادنا أن عدد الحرائق ارتفع بشكل لافت خلال هذا العام مقارنة بالعام الفارط.
حيث أفادنا أن عدد الحرائق التي طالت المحاصيل الزراعية منذ بداية شهر ماي 2024 إلى 10 جويلية الحالي بلغت 260 حريقا تضرر على إثرها 628.91 هكتارا، في حين أن عدد الحرائق خلال نفس الفترة من العام الماضي كانت في حدود 67 حريقا تضرر منها 79.256 هكتارا .
وعن حرائق الغابات فقد بين الناطق الرسمي باسم الحماية المدنية أنها بلغت 32 حريقا أدت إلى احتراق 117.39 هكتارا مقابل 8 حرائق فقط خلال نفس الفترة من العام الماضي تضرر منها 10.58 هكتارا.
وفيما يخص الأعشاب الجافة والحصائد فقد شهدت 743 حريقا خلال العام الحالي وتحديدا من بداية شهر ماي إلى غاية 10 جويلية 2024 تسببت في احتراق 610.09 هكتار مقابل تسجيل 173 حريقا خلال نفس الفترة من العام الماضي احترق على إثرها 68.85 هكتارا.
ومن خلال الأرقام التي قدمها العميد معز تريعة وبعملية حسابية فإن عدد الحرائق بلغت خلال العام الحالي 2024 في الفترة المذكورة سابقا 1035 حريقا أتت على مساحات هامة من المحاصيل الزراعيّة وخاصة مزارع القمح والأعشاب الجافة والغابات تقدر بأكثر من1356 هكتارا، مقابل عدد حرائق خلال نفس الفترة من العام الماضي بلغت 248 حريقا أحرقت قرابة 159 هكتارا.
كل هذا يحيلنا إلى أن عدد الحرائق ارتفعت العام الحالي بـ787 حريقا مقارنة بالعام الماضي، وفي ذات السياق فقد ارتفعت المساحات المتضررة بشكل كبير حيث فاقت أكثر من 1100 هكتار.
إجراءات استثنائية
وللتوقي من تفاقم عدد الحرائق والحد من المساحات المتضررة أكد الناطق الرسمي باسم الحماية المدنية العميد معز تريعة لـ"الصباح" اتخاذ جملة من الإجراءات الوقائية والعملياتية لمجابهة الحرائق في ظل تواصل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة، مبرزا أنه قد تم توظيف 269 متطوعا.
كما أردف أن جميع الوحدات على أهبة الاستعداد حيث تم تعزيزها بالإمكانيات من خلال اقتناء وسائل تدخل من شاحنات إطفاء وسيارات رباعية الدفع.
كما تم إحداث 8 مراكز موسمية متقدمة لتقريب الخدمات والنجدة بينها مركزين في ولاية بنزرت و3 مراكز في ولاية جندوبة ومركزين في ولاية الكاف ومركز في ولاية بن عروس.
وبين الناطق باسم الحماية المدنية انه وفي إطار برنامج التعاون السويسري بتونس تم إدماج مكافحة التغيرات المناخية وآثارها الشاملة ضمن جميع مشاريع الشراكة، مشيرا إلى أن برنامج التعاون السويسري الجديد يمتد من 2025 إلى 2028 ويتضمن دعما ماليا وتقنيا من أجل تأسيس مركز تدريب موجّه للحماية المدنية في منطقة الزريبة من ولاية زغوان.
وسيتولى المركز، المستوحى من التجربة السويسرية في مجال البحث والإنقاذ في الوسط الحضري، دعم قدرات أعوان الحماية المدنية على التدخل بسرعة ونجاعة في حالة حدوث زلزال أو فيضانات أو نشوب الحرائق.
وللتوقي من الحرائق والحد من خسائرها الفادحة يتم سنويا تحيين خطة العمل المشتركة التي تجمع مختلف الهياكل والوزارات المعنية والممثلة في أعضائها صلب اللجنة الوطنية واللجان الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وخاصة منها وزارة الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية ووزارة التجهيز، وذلك لأهمية الموضوع الذي أصبح يهم أمننا القومي خاصة بعد عديد الحرائق التي تم تسجيلها خلال صائفة 2023 وتضررت منها عدة ولايات وقد تم التأكيد خلال هذه الخطة على ضرورة تفعيل الجانب الإرشادي والاستعلامي للحيلولة دون إضرام النار عمدا والكشف المسبق على المشتبه بهم وتقديمهم للعدالة.
وقبل انطلاق فصل الصيف اصدر وزير الداخلية السابق منشورا إلى الولاة للإشراف على الجلسات الدورية للجان الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة والمصادقة على المخطط الجهوي والمخطط الخصوصي الأخضر ودعوة كافة الهياكل الجهوية والمحلية للسهر على تنفيذ الإجراءات والقواعد الوقائية والعملياتية لحماية الثروة الغابية والفلاحية من الحرائق خلال صائفة 2024.
حنان قيراط
تونس-الصباح
حريقان نشبا يوم الأربعاء الماضي تسبّبا في خسائر فادحة، الحريق الأول بإحدى مزارع قرية الحمام من معتمدية بلطة بوعوان التابعة لولاية جندوبة، وتسبب في احتراق مساحة ناهزت 15 هكتارا من القمح الصلب، ويعدّ هذا الحريق الأكبر منذ بداية موسم الحصاد بمعتمديتي بوسالم وبلطة بوعوان خاصة وبولاية جندوبة عامة.
أما الحريق الثاني فقد اندلع بواحة بحامة الجريد وأتى على مساحة 10هكتارات و1600 من أصول النخيل بين حرق كلي وجزئي.
موسم الحرائق انطلق مبكرا خلال هذا العام ومع بداية ارتفاع درجات الحرارة وتحديدا بعد انطلاق فصل الربيع، حرائق تسببت في خسائر فادحة وفق معطيات تحصلت عليها "الصباح" من الناطق الرسمي باسم الحماية المدنية معز تريعة الذي أفادنا أن عدد الحرائق ارتفع بشكل لافت خلال هذا العام مقارنة بالعام الفارط.
حيث أفادنا أن عدد الحرائق التي طالت المحاصيل الزراعية منذ بداية شهر ماي 2024 إلى 10 جويلية الحالي بلغت 260 حريقا تضرر على إثرها 628.91 هكتارا، في حين أن عدد الحرائق خلال نفس الفترة من العام الماضي كانت في حدود 67 حريقا تضرر منها 79.256 هكتارا .
وعن حرائق الغابات فقد بين الناطق الرسمي باسم الحماية المدنية أنها بلغت 32 حريقا أدت إلى احتراق 117.39 هكتارا مقابل 8 حرائق فقط خلال نفس الفترة من العام الماضي تضرر منها 10.58 هكتارا.
وفيما يخص الأعشاب الجافة والحصائد فقد شهدت 743 حريقا خلال العام الحالي وتحديدا من بداية شهر ماي إلى غاية 10 جويلية 2024 تسببت في احتراق 610.09 هكتار مقابل تسجيل 173 حريقا خلال نفس الفترة من العام الماضي احترق على إثرها 68.85 هكتارا.
ومن خلال الأرقام التي قدمها العميد معز تريعة وبعملية حسابية فإن عدد الحرائق بلغت خلال العام الحالي 2024 في الفترة المذكورة سابقا 1035 حريقا أتت على مساحات هامة من المحاصيل الزراعيّة وخاصة مزارع القمح والأعشاب الجافة والغابات تقدر بأكثر من1356 هكتارا، مقابل عدد حرائق خلال نفس الفترة من العام الماضي بلغت 248 حريقا أحرقت قرابة 159 هكتارا.
كل هذا يحيلنا إلى أن عدد الحرائق ارتفعت العام الحالي بـ787 حريقا مقارنة بالعام الماضي، وفي ذات السياق فقد ارتفعت المساحات المتضررة بشكل كبير حيث فاقت أكثر من 1100 هكتار.
إجراءات استثنائية
وللتوقي من تفاقم عدد الحرائق والحد من المساحات المتضررة أكد الناطق الرسمي باسم الحماية المدنية العميد معز تريعة لـ"الصباح" اتخاذ جملة من الإجراءات الوقائية والعملياتية لمجابهة الحرائق في ظل تواصل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة، مبرزا أنه قد تم توظيف 269 متطوعا.
كما أردف أن جميع الوحدات على أهبة الاستعداد حيث تم تعزيزها بالإمكانيات من خلال اقتناء وسائل تدخل من شاحنات إطفاء وسيارات رباعية الدفع.
كما تم إحداث 8 مراكز موسمية متقدمة لتقريب الخدمات والنجدة بينها مركزين في ولاية بنزرت و3 مراكز في ولاية جندوبة ومركزين في ولاية الكاف ومركز في ولاية بن عروس.
وبين الناطق باسم الحماية المدنية انه وفي إطار برنامج التعاون السويسري بتونس تم إدماج مكافحة التغيرات المناخية وآثارها الشاملة ضمن جميع مشاريع الشراكة، مشيرا إلى أن برنامج التعاون السويسري الجديد يمتد من 2025 إلى 2028 ويتضمن دعما ماليا وتقنيا من أجل تأسيس مركز تدريب موجّه للحماية المدنية في منطقة الزريبة من ولاية زغوان.
وسيتولى المركز، المستوحى من التجربة السويسرية في مجال البحث والإنقاذ في الوسط الحضري، دعم قدرات أعوان الحماية المدنية على التدخل بسرعة ونجاعة في حالة حدوث زلزال أو فيضانات أو نشوب الحرائق.
وللتوقي من الحرائق والحد من خسائرها الفادحة يتم سنويا تحيين خطة العمل المشتركة التي تجمع مختلف الهياكل والوزارات المعنية والممثلة في أعضائها صلب اللجنة الوطنية واللجان الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وخاصة منها وزارة الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية ووزارة التجهيز، وذلك لأهمية الموضوع الذي أصبح يهم أمننا القومي خاصة بعد عديد الحرائق التي تم تسجيلها خلال صائفة 2023 وتضررت منها عدة ولايات وقد تم التأكيد خلال هذه الخطة على ضرورة تفعيل الجانب الإرشادي والاستعلامي للحيلولة دون إضرام النار عمدا والكشف المسبق على المشتبه بهم وتقديمهم للعدالة.
وقبل انطلاق فصل الصيف اصدر وزير الداخلية السابق منشورا إلى الولاة للإشراف على الجلسات الدورية للجان الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة والمصادقة على المخطط الجهوي والمخطط الخصوصي الأخضر ودعوة كافة الهياكل الجهوية والمحلية للسهر على تنفيذ الإجراءات والقواعد الوقائية والعملياتية لحماية الثروة الغابية والفلاحية من الحرائق خلال صائفة 2024.