إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

"هكذا تغيرت حياتي".. حديث الذات.. المنطلقات والغايات

بقلم: طارق العمراوي

تونس-الصباح

"هكذا تغيرت حياتي" رواية لليافعين كتبتها الروائية أمينة زريق وقد تنقلت بها في أماكن محددة انعكست وجدانيا على بطل الرواية هذا البطل الخاص كشخصية غاصت بها الكاتبة في تفاصيل تركيبتها مع عالم الاكتشافات والاختراعات التي تشد هذه الفئة العمرية.

 سحر الأمكنة ولعبة الأزمنة.

 للمكان روح وأثر.. للمكان سحره وطلاسمه.. للمكان مكانة خاصة في حياة الناس يتشكلون معه، يحتويهم أو يحتووه، بعد ذلك يبادلونه المحبة وقد عبرت الكاتبة عن هذا في عدة مراحل ومنها الاحساس بدفء البيت وحميميته إذا كان الود والتفاهم يغلف هذا المكان، أو يصبح باردا بدون روح, جدران خلف جدران في زمن آخر اذ يقول البطل " كان ذلك آخر عهدي بدفء بيتنا قبل أن تنقلب حياتنا رأسا على عقب" لكن رغم فقدان الدفء والحنان فالماضي والذكريات تحفظ هذا الود ونجد عندها راحة وسكينة، اذ تقول الكاتبة على لسان البطل "لم تكن أمي تعرف أني أتردد على هذا البيت كلما سنحت لي الفرصة لاستنشق فيه روح أبي "، ومن هنا تحضر الذاكرة وتستحضر الجميل والقبيح إذ يقول البطل " تجولت في بيت أبي وتذكرت مرحنا معا تذكرت كل شيء جميل وقبيح كان يلفنا داخله"، ليصطدم البطل بأمكنة أخرى وأرواح أخرى وعوالم أخرى وقد تعرف خلال رحلته إلى حي مجاور لمصب النفايات وهي منازل في العراء مكان موحش، ولا يستحق ان يطلق عليه اسم "حي" رغم تنقله في عديد الأحياء لكن رغم هذه الوضعية الكارثية لهذه الأحياء وكيف يتحول المكان بفعل صاحبه الى مكان يطيب فيه العيش، يقول النص "كان بيتهم المفتوح على بطحاء المدينة الأشد فقرا وحاجة قد غدا جميلا حتى كأنه زهرة وسط ركام من الحجارة والنفايات كانت "هيا" قد جملته بألوان الطيف حتى يتسنى لمن أراد الاتصال بها من الاطفال وعائلاتهم دون مشقه أوعناء"

كما لم يتفاعل البطل تفاعلا ايجابيا مع المعهد الذي يدرس فيه نتيجة المواد والسيدة الناظرة العامة بل واتخذ بيت والده معهدا وكانت الجامعة مكانا هاما

كما يعاوده الحنين لبيته القديم وجدته التي عاتب نفسه فيها لأنه مقصر في زيارته معترفا بذلك قائلا "هل كانت جدتي تذكرني طوال الوقت وأنا أعتقد أنها فاقدة للذاكرة هل قصرت في حقها أجل فعلا قصرت ".

عالم الاكتشافات وآفاقه

 قدمت الكاتبة فكرة الاكتشافات والاختراعات كفكرة محورية صاحبت البطل منذ طفولته ونعومة أظفاره وهو الذي كان يخترع أشياء بسيطة فيقع تشجيعه والإعجاب بما ينجز رغم بساطتها خاصة الأم اذ تقول" كانت تعجب أمي فتثني علي ايما ثناء " وكانت تتباهى بي أمام والدي ليصاحب هذا العالم الخاص الطفل في مسيرته المدرسية والحياتية وراهن على اختراع قلم خاص قاده للجامعة رغم صغر سنه وهذه صورة العديد من النوابغ الذين راهنت عليهم الجامعات وكان لهم إنتاج علمي نوعي رغم صغرسنهم.

 فالمعارف والعلوم لا تعترف بالعمر والجنس والأمكنة، لذلك نجد العديد من العرب في الجامعات الغربية ومنهم والد البطل ليطرح النص هجرة الأدمغة من الدول الفقيرة الى الدول المصنعة "هذا ليس صحيحا فهنا في كندا معظم الدكاترة والمخترعين والمبدعين من العالم الثالث بل من البلاد العربية" ورغم الاغراءات وحلم الدراسة والعمل بالغرب قرر البطل البقاء ببلده وغيرها من الإشكاليات المرتبطة جهوريا بعوالم الاختراعات والاكتشافات كأهمية العامل الانساني الذي توجب أن يصاحب هذه الاختراعات وهذا الانتاج العلمي وأن يعمل على اسعاد البشرية ولا حدود للعلم والتكنولوجيا، وأهم إشكال هو التوظيف العملي لهذا الانجاز العلمي وهذا ما أرق البطل وزود كوابيسه إذ يقول النص "أحيانا كثيرة تنتابني كوابيس ليلية جراء هذا الاختراع ماذا لو يساء استعماله؟ ماذا لو انه يقع بين ايدي أناس اشرار " ليرتبط هذا العالم بعوالم الذات الخاصة اذ يقول النص"الاختراع والاكتشاف فضول داخلي لا يرتوي" وهذا الاختراع في الأخير دافع خارجي لما هو داخلي وعلائقي مع الآخر إذ يقول النص" هذا الاختراع في حد ذاته سيجعلني أسترجع ثقة كل من حولي".

 بل إن هذا العالم هو بمثابة حقن ودواء لحالات القلق والتوتر اذ يقول البطل" وطفقت أبحث كل يوم عن اختراع ينقذ حياتي .. حياتي أنا فقط، لو استطعت أن أغيرها باختراعي البسيط لاستعدت عافيتي" ليتحول في الأخير بعد إرضاء الذات إلى إرضاء الآخر إذ اعتبر اختراعه من أجل "هيا" وغيرها

 الذات: احتياجاتها وبواعثها

 إن الاشتغال على شخصية في هذا السن يعد عملا صعبا وسبر أغوارها والحديث في تقاطعاتها مع القريب والبعيد يمثل مسلكا متشعبا وقع تتبعه طيلة مسار البطل في حركته من أجل فهم ذاته والبحث عن طريق الخلاص والطمأنينة.

مثلت الذات هنا في هذا النص ثابتا مضمونيا تفاعلت معه الكاتبة وحاولت فهمه في كل تحركاته مع ذاته أو مع المحيط فهذه الذات مشدودة للعائلة ومنفصلة عنها لكن في التواصل والانفصال لحظات وجودية قاسية عاشت وعايشتها هذه الذات.

ثم كان الهاتف والإدمان والانتصار عليه وعلاقته بعالم الاختراعات والاكتشافات وكيف سيطرت عليه ووجهته وعلاقته بالكتاب الذي بدأ بالكره والنفور وانتهى متصوفا مشدودا لعالمه، بل محركا لفواعله في المجتمع وقدمت له أجوبة لأسئلته اذ يقول: "وأنا أطالع الرواية كانت الأسئلة تكبر بداخلي وحيرتي تزداد اتساعا" لينتهي في الأخير قائلا "وكنت أتمنى لو يطالعها كل الفتيان والفتيات إذ لا مفر من القلم ولا هروب من الكتاب " كما غاصت الكاتبة في أغوار هذه الذات ففصلت تركيبتها فكان الحياء الذي يصل إلى حد الارتباك أمام البنات والبحث عن اختراع جديد لانقاذ حياته اذ يقول" حياتي انأ فقط لو استطعت أن أغيرها باختراعي البسيط لاستعدت عافيتي" وقد وصلت به الحالات الى اعتبار أن لا أحد يطيقه ولا مكان يسعده حتى في علاقته بزميلاته، يقول عن ليندا وعنه "لكن ليندا كانت جذابة جدا كل أولاد المعهد كانوا يودون التقرب منها فكيف ستهتدي الي وأنا النحيف المتوتر فاقد الكلمات المطرود من عرش الناظرة"، ومتشردا بلا عائلة لسانه سيء وذهنه شارد لا أحد يحبه ويتحاشون الجلوس بالقرب منه، ويلجأ إلى العزلة، لكنه أحس بالملل يتسرب الى داخله ليجد ضالته مع الاختراع النوعي أولا، وثانيا مع الصديقة الجديدة والحياة الأخرى التي كان يجهلها مع ما قدمت له الكتابة من مسالك هامة ليكون في الطريق الصحيح بعد تجارب كانت المتحكمة فيها جدلية الصواب والخطأ والراحة والاضطراب.

" هكذا تغيرت حياتي" للكاتبة أمينة زريق كان البطل هو المتحدث في أغلب فواصل الرواية وهذا ما ساهم في تقديم صورة واقعية لهذه الذات المضطربة أحيانا والباحثة عن الثبات والطمأنينة والسكينة أحيانا أخرى، مع أحداث هنا وهناك تقاطعت مع الذات لتساهم في تشكيلها او تثبيتها وهي الهشة القابلة للتقولب والتشكل مع احتياجات هذه الذات في هذا السن. وعن اللغة فكانت المفردات والجمل تشدك وأنت تتابع مسيرة هذا البطل وذاته الحيرانة وانفتاحها على عوالم جديدة منها القراءة والكتابة التي قدمت عدة مفاتيح لأبواب كانت مغلقة ولذات ما زالت تطلب التشكل رغم كل الأحداث الاخيرة ، اذ يقول " كلمات هيا فاجأتني أحمر وجهي كالعادة فقد كنت ولا أزال ذلك الفتى الخجول المتلعثم في الكلام بالرغم من كل الأحداث التي عشتها، بالرغم من الصفحات الخمسمائة رواية يحتاجها اليافع اليوم ليرى نفسه ..هذه النفس الأخرى التي يتواصل معها في السن والاهتمام والتصور والمستقبل.

 

 

 

 

 

 

"هكذا تغيرت حياتي".. حديث الذات.. المنطلقات والغايات

بقلم: طارق العمراوي

تونس-الصباح

"هكذا تغيرت حياتي" رواية لليافعين كتبتها الروائية أمينة زريق وقد تنقلت بها في أماكن محددة انعكست وجدانيا على بطل الرواية هذا البطل الخاص كشخصية غاصت بها الكاتبة في تفاصيل تركيبتها مع عالم الاكتشافات والاختراعات التي تشد هذه الفئة العمرية.

 سحر الأمكنة ولعبة الأزمنة.

 للمكان روح وأثر.. للمكان سحره وطلاسمه.. للمكان مكانة خاصة في حياة الناس يتشكلون معه، يحتويهم أو يحتووه، بعد ذلك يبادلونه المحبة وقد عبرت الكاتبة عن هذا في عدة مراحل ومنها الاحساس بدفء البيت وحميميته إذا كان الود والتفاهم يغلف هذا المكان، أو يصبح باردا بدون روح, جدران خلف جدران في زمن آخر اذ يقول البطل " كان ذلك آخر عهدي بدفء بيتنا قبل أن تنقلب حياتنا رأسا على عقب" لكن رغم فقدان الدفء والحنان فالماضي والذكريات تحفظ هذا الود ونجد عندها راحة وسكينة، اذ تقول الكاتبة على لسان البطل "لم تكن أمي تعرف أني أتردد على هذا البيت كلما سنحت لي الفرصة لاستنشق فيه روح أبي "، ومن هنا تحضر الذاكرة وتستحضر الجميل والقبيح إذ يقول البطل " تجولت في بيت أبي وتذكرت مرحنا معا تذكرت كل شيء جميل وقبيح كان يلفنا داخله"، ليصطدم البطل بأمكنة أخرى وأرواح أخرى وعوالم أخرى وقد تعرف خلال رحلته إلى حي مجاور لمصب النفايات وهي منازل في العراء مكان موحش، ولا يستحق ان يطلق عليه اسم "حي" رغم تنقله في عديد الأحياء لكن رغم هذه الوضعية الكارثية لهذه الأحياء وكيف يتحول المكان بفعل صاحبه الى مكان يطيب فيه العيش، يقول النص "كان بيتهم المفتوح على بطحاء المدينة الأشد فقرا وحاجة قد غدا جميلا حتى كأنه زهرة وسط ركام من الحجارة والنفايات كانت "هيا" قد جملته بألوان الطيف حتى يتسنى لمن أراد الاتصال بها من الاطفال وعائلاتهم دون مشقه أوعناء"

كما لم يتفاعل البطل تفاعلا ايجابيا مع المعهد الذي يدرس فيه نتيجة المواد والسيدة الناظرة العامة بل واتخذ بيت والده معهدا وكانت الجامعة مكانا هاما

كما يعاوده الحنين لبيته القديم وجدته التي عاتب نفسه فيها لأنه مقصر في زيارته معترفا بذلك قائلا "هل كانت جدتي تذكرني طوال الوقت وأنا أعتقد أنها فاقدة للذاكرة هل قصرت في حقها أجل فعلا قصرت ".

عالم الاكتشافات وآفاقه

 قدمت الكاتبة فكرة الاكتشافات والاختراعات كفكرة محورية صاحبت البطل منذ طفولته ونعومة أظفاره وهو الذي كان يخترع أشياء بسيطة فيقع تشجيعه والإعجاب بما ينجز رغم بساطتها خاصة الأم اذ تقول" كانت تعجب أمي فتثني علي ايما ثناء " وكانت تتباهى بي أمام والدي ليصاحب هذا العالم الخاص الطفل في مسيرته المدرسية والحياتية وراهن على اختراع قلم خاص قاده للجامعة رغم صغر سنه وهذه صورة العديد من النوابغ الذين راهنت عليهم الجامعات وكان لهم إنتاج علمي نوعي رغم صغرسنهم.

 فالمعارف والعلوم لا تعترف بالعمر والجنس والأمكنة، لذلك نجد العديد من العرب في الجامعات الغربية ومنهم والد البطل ليطرح النص هجرة الأدمغة من الدول الفقيرة الى الدول المصنعة "هذا ليس صحيحا فهنا في كندا معظم الدكاترة والمخترعين والمبدعين من العالم الثالث بل من البلاد العربية" ورغم الاغراءات وحلم الدراسة والعمل بالغرب قرر البطل البقاء ببلده وغيرها من الإشكاليات المرتبطة جهوريا بعوالم الاختراعات والاكتشافات كأهمية العامل الانساني الذي توجب أن يصاحب هذه الاختراعات وهذا الانتاج العلمي وأن يعمل على اسعاد البشرية ولا حدود للعلم والتكنولوجيا، وأهم إشكال هو التوظيف العملي لهذا الانجاز العلمي وهذا ما أرق البطل وزود كوابيسه إذ يقول النص "أحيانا كثيرة تنتابني كوابيس ليلية جراء هذا الاختراع ماذا لو يساء استعماله؟ ماذا لو انه يقع بين ايدي أناس اشرار " ليرتبط هذا العالم بعوالم الذات الخاصة اذ يقول النص"الاختراع والاكتشاف فضول داخلي لا يرتوي" وهذا الاختراع في الأخير دافع خارجي لما هو داخلي وعلائقي مع الآخر إذ يقول النص" هذا الاختراع في حد ذاته سيجعلني أسترجع ثقة كل من حولي".

 بل إن هذا العالم هو بمثابة حقن ودواء لحالات القلق والتوتر اذ يقول البطل" وطفقت أبحث كل يوم عن اختراع ينقذ حياتي .. حياتي أنا فقط، لو استطعت أن أغيرها باختراعي البسيط لاستعدت عافيتي" ليتحول في الأخير بعد إرضاء الذات إلى إرضاء الآخر إذ اعتبر اختراعه من أجل "هيا" وغيرها

 الذات: احتياجاتها وبواعثها

 إن الاشتغال على شخصية في هذا السن يعد عملا صعبا وسبر أغوارها والحديث في تقاطعاتها مع القريب والبعيد يمثل مسلكا متشعبا وقع تتبعه طيلة مسار البطل في حركته من أجل فهم ذاته والبحث عن طريق الخلاص والطمأنينة.

مثلت الذات هنا في هذا النص ثابتا مضمونيا تفاعلت معه الكاتبة وحاولت فهمه في كل تحركاته مع ذاته أو مع المحيط فهذه الذات مشدودة للعائلة ومنفصلة عنها لكن في التواصل والانفصال لحظات وجودية قاسية عاشت وعايشتها هذه الذات.

ثم كان الهاتف والإدمان والانتصار عليه وعلاقته بعالم الاختراعات والاكتشافات وكيف سيطرت عليه ووجهته وعلاقته بالكتاب الذي بدأ بالكره والنفور وانتهى متصوفا مشدودا لعالمه، بل محركا لفواعله في المجتمع وقدمت له أجوبة لأسئلته اذ يقول: "وأنا أطالع الرواية كانت الأسئلة تكبر بداخلي وحيرتي تزداد اتساعا" لينتهي في الأخير قائلا "وكنت أتمنى لو يطالعها كل الفتيان والفتيات إذ لا مفر من القلم ولا هروب من الكتاب " كما غاصت الكاتبة في أغوار هذه الذات ففصلت تركيبتها فكان الحياء الذي يصل إلى حد الارتباك أمام البنات والبحث عن اختراع جديد لانقاذ حياته اذ يقول" حياتي انأ فقط لو استطعت أن أغيرها باختراعي البسيط لاستعدت عافيتي" وقد وصلت به الحالات الى اعتبار أن لا أحد يطيقه ولا مكان يسعده حتى في علاقته بزميلاته، يقول عن ليندا وعنه "لكن ليندا كانت جذابة جدا كل أولاد المعهد كانوا يودون التقرب منها فكيف ستهتدي الي وأنا النحيف المتوتر فاقد الكلمات المطرود من عرش الناظرة"، ومتشردا بلا عائلة لسانه سيء وذهنه شارد لا أحد يحبه ويتحاشون الجلوس بالقرب منه، ويلجأ إلى العزلة، لكنه أحس بالملل يتسرب الى داخله ليجد ضالته مع الاختراع النوعي أولا، وثانيا مع الصديقة الجديدة والحياة الأخرى التي كان يجهلها مع ما قدمت له الكتابة من مسالك هامة ليكون في الطريق الصحيح بعد تجارب كانت المتحكمة فيها جدلية الصواب والخطأ والراحة والاضطراب.

" هكذا تغيرت حياتي" للكاتبة أمينة زريق كان البطل هو المتحدث في أغلب فواصل الرواية وهذا ما ساهم في تقديم صورة واقعية لهذه الذات المضطربة أحيانا والباحثة عن الثبات والطمأنينة والسكينة أحيانا أخرى، مع أحداث هنا وهناك تقاطعت مع الذات لتساهم في تشكيلها او تثبيتها وهي الهشة القابلة للتقولب والتشكل مع احتياجات هذه الذات في هذا السن. وعن اللغة فكانت المفردات والجمل تشدك وأنت تتابع مسيرة هذا البطل وذاته الحيرانة وانفتاحها على عوالم جديدة منها القراءة والكتابة التي قدمت عدة مفاتيح لأبواب كانت مغلقة ولذات ما زالت تطلب التشكل رغم كل الأحداث الاخيرة ، اذ يقول " كلمات هيا فاجأتني أحمر وجهي كالعادة فقد كنت ولا أزال ذلك الفتى الخجول المتلعثم في الكلام بالرغم من كل الأحداث التي عشتها، بالرغم من الصفحات الخمسمائة رواية يحتاجها اليافع اليوم ليرى نفسه ..هذه النفس الأخرى التي يتواصل معها في السن والاهتمام والتصور والمستقبل.