إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مختص في علم الاجتماع الثقافي لـ"الصباح": "الراب" يعكس جوهر التطور المجتمعي..ومسألة الذائقة تبقى ذاتية

 

 

تونس-الصباح

يغيب فن الراب هذا الموسم عن برمجة الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي.. ولئن بين مدير المهرجان كمال الفرجاني مؤخرا خلال الندوة الصحفية أن أسباب ذلك ليس مرده "أخلاقوي" أو مسا بالذائقة العامة -بدليل أن الفنانين بلطي وكافون كانا من بين المشاركين في الدورة السابقة فضلا عن أن الهيئة المديرة لا تستطيع تلبية كل الانماط الموسيقية باعتبار تبني سياسة تقلص العروض - فإنّ ما يستدعي الانتباه وما يثير التساؤل هو أن مغنيي "الراب" التونسيين رغم تصدرهم في نسب المشاهدة على قناة اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي، لم يحظوا باهتمام يعكس تألقهم ونجاحاتهم..

وليد عبداللاوي

"الصباح" كان لها اتصال مع منجي الزيدي المختص في علم الاجتماع الثقافي صاحب كتابي "مجتمع الخوف" و"ثقافة الشارع" لتسلط الضوء على أسباب تراجع "فن الراب" ما بعد ثورة 2011، كما تداعياتها..خاصة وأن "الراب" ظهر كفوضى جميلة ولوحة فنية تعبر عن حقائق يعيشها الشعب التونسي بكل فئاته..

في ذات السياق يقول محدثنا: "لا أعتقد أن "الراب" مقصي من الساحة الفنية –وإن أثار جدلا على المستوى "الأخلاقاوي" إثر ثورة 2011- بل شهد حركية كبيرة على مستوى الانتاجات سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو "اليوتيوب" وتوظيفه في مجال الإشهار، ليصبح جنسا من التعبيرات الموسيقية التي اعتمدت في "شارات" المسلسلات وغيرها من الأعمال الفنية .."

أما بالنسبة لتقلص عروض "الراب" ضمن برامج المهرجانات الدولية باعتبار أن منحى الانتقاء يرجع الى أخذ مسألة الرقي بالذوق العام بعين الاعتبار، يقول المختص في علم الاجتماع الثقافي منجي الزيدي: " أرى أن مسألة الذائقة تبقى نسبية، لأن الذوق عامة ليس فطريا، بل يكتسب من ثقافة المجتمع.. وبالنسبة لفن "الراب" كتعبيرة موسيقية فضلا عن "المزود"، من المنطقي أن يكسبا صورة نمطية منذ بداية ظهورهما، سرعان ما تم قبولهما لأنهما يعكسان جانبا مجتمعيا لا يمكن إنكاره..أما المسؤولون عن التظاهرات الثقافية فمن البديهي أن تكون لهم حرية الانتقاء وفق فلسفة الهيئة المديرة.. وهي ظاهرة صحية تؤكد أهمية تنوع العروض في الساحة الفنية.."

ويضيف محدثنا –في إشارة الى أن العديد من العوامل الاخرى كانت وراء تصنيف الانماط الموسيقية على غرار "الراب"- :" لا ننسى أن هناك مؤسسات تفرض عروضا معينة كما الإعلام والنقاد.. أضف الى ذلك أن وسائل التواصل الثقافي تطورت وأصبحت المسألة مفتوحة، ولم تعد الثقافة جماهيرية فحسب بل أصبحت كذلك الكترونية.. ذلك أن المختص في علم الاجتماع ادغار موران يتحدث هنا عن "l’esprit de temps" والميولات الفنية التي تختلف وفق المستوى التعليمي والثقافي، وإن كان ذلك غير ثابت في كل الحالات، لأنّ من يتمتع مستوى ثقافي محترم من الوارد أن تكون ميولاته الفنية في حقبات من الزمن تميل الى الفن الشعبي او الراب أو أي نمط موسيقي آخر..."

من جهة أخرى بين محدثا أن "الراب": "فرض وجوده في الساحة الفنية تجاريا بعد أن بدأ underground (ثقافات تعبيرية في المجتمع الداخلي الثقافي والتي أسسها المهمشون في العالم لدحض كل ما هو سائد من شأنه أن ينمق التهميش والحيف الاجتماعي).. ليصبح "الراب" جنسا موسيقيا يعكس جوهر التطور المجتمعي..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 مختص في علم الاجتماع الثقافي لـ"الصباح":   "الراب" يعكس جوهر التطور المجتمعي..ومسألة الذائقة تبقى ذاتية

 

 

تونس-الصباح

يغيب فن الراب هذا الموسم عن برمجة الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي.. ولئن بين مدير المهرجان كمال الفرجاني مؤخرا خلال الندوة الصحفية أن أسباب ذلك ليس مرده "أخلاقوي" أو مسا بالذائقة العامة -بدليل أن الفنانين بلطي وكافون كانا من بين المشاركين في الدورة السابقة فضلا عن أن الهيئة المديرة لا تستطيع تلبية كل الانماط الموسيقية باعتبار تبني سياسة تقلص العروض - فإنّ ما يستدعي الانتباه وما يثير التساؤل هو أن مغنيي "الراب" التونسيين رغم تصدرهم في نسب المشاهدة على قناة اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي، لم يحظوا باهتمام يعكس تألقهم ونجاحاتهم..

وليد عبداللاوي

"الصباح" كان لها اتصال مع منجي الزيدي المختص في علم الاجتماع الثقافي صاحب كتابي "مجتمع الخوف" و"ثقافة الشارع" لتسلط الضوء على أسباب تراجع "فن الراب" ما بعد ثورة 2011، كما تداعياتها..خاصة وأن "الراب" ظهر كفوضى جميلة ولوحة فنية تعبر عن حقائق يعيشها الشعب التونسي بكل فئاته..

في ذات السياق يقول محدثنا: "لا أعتقد أن "الراب" مقصي من الساحة الفنية –وإن أثار جدلا على المستوى "الأخلاقاوي" إثر ثورة 2011- بل شهد حركية كبيرة على مستوى الانتاجات سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو "اليوتيوب" وتوظيفه في مجال الإشهار، ليصبح جنسا من التعبيرات الموسيقية التي اعتمدت في "شارات" المسلسلات وغيرها من الأعمال الفنية .."

أما بالنسبة لتقلص عروض "الراب" ضمن برامج المهرجانات الدولية باعتبار أن منحى الانتقاء يرجع الى أخذ مسألة الرقي بالذوق العام بعين الاعتبار، يقول المختص في علم الاجتماع الثقافي منجي الزيدي: " أرى أن مسألة الذائقة تبقى نسبية، لأن الذوق عامة ليس فطريا، بل يكتسب من ثقافة المجتمع.. وبالنسبة لفن "الراب" كتعبيرة موسيقية فضلا عن "المزود"، من المنطقي أن يكسبا صورة نمطية منذ بداية ظهورهما، سرعان ما تم قبولهما لأنهما يعكسان جانبا مجتمعيا لا يمكن إنكاره..أما المسؤولون عن التظاهرات الثقافية فمن البديهي أن تكون لهم حرية الانتقاء وفق فلسفة الهيئة المديرة.. وهي ظاهرة صحية تؤكد أهمية تنوع العروض في الساحة الفنية.."

ويضيف محدثنا –في إشارة الى أن العديد من العوامل الاخرى كانت وراء تصنيف الانماط الموسيقية على غرار "الراب"- :" لا ننسى أن هناك مؤسسات تفرض عروضا معينة كما الإعلام والنقاد.. أضف الى ذلك أن وسائل التواصل الثقافي تطورت وأصبحت المسألة مفتوحة، ولم تعد الثقافة جماهيرية فحسب بل أصبحت كذلك الكترونية.. ذلك أن المختص في علم الاجتماع ادغار موران يتحدث هنا عن "l’esprit de temps" والميولات الفنية التي تختلف وفق المستوى التعليمي والثقافي، وإن كان ذلك غير ثابت في كل الحالات، لأنّ من يتمتع مستوى ثقافي محترم من الوارد أن تكون ميولاته الفنية في حقبات من الزمن تميل الى الفن الشعبي او الراب أو أي نمط موسيقي آخر..."

من جهة أخرى بين محدثا أن "الراب": "فرض وجوده في الساحة الفنية تجاريا بعد أن بدأ underground (ثقافات تعبيرية في المجتمع الداخلي الثقافي والتي أسسها المهمشون في العالم لدحض كل ما هو سائد من شأنه أن ينمق التهميش والحيف الاجتماعي).. ليصبح "الراب" جنسا موسيقيا يعكس جوهر التطور المجتمعي..