كثير من رواد المهرجانات الصيفية يسمحون لأنفسهم بالحديث عن العروض الموسيقية ونقدها، وإن اختلفت قيمة العروض وتنوعت الأنماط الفنية، مما يجعل الخطاب العام انطباعيا غير مبني على أسس موضوعية.. وهو ما يحيلنا إلى أسباب غياب النقاد الموسيقيين في الساحة الفنية المؤهلين بالمعرفة النقدية الشاملة وتداعياته..خاصة وأنّ النقد لا يهم الأخطاء والزلات إنما يعير اهتماما كذلك بالنجاح والنقاط الإيجابية..
في المقابل، وفي ظل غياب كل تلك الآليات عموما، يبقى تقييم بعض الأعمال الفنية في مهرجاناتنا في متناول فئة معينة من الجماهير الواسعة، نظرا للقيمة الإبداعية وحضور جميع مقومات الابداع والابتكار..
ولعل الإجماع على ثراء برمجة مهرجان "دقة" الدولي في دورته الـ48 والذي اختتم يوم 10 جويلية الجاري خير دليل على ذلك، باعتبار أن العروض نالت –حسب ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي أو إثر نهاية كل عرض- إعجاب أغلب الوافدين نظرا للقيمة الفنية لكل المشاركين وخاصة حرص الهيئة المديرة على هوية مهرجان دقة العريق..
عروض "دقة" هذه الصائفة كانت متميزة ومتفردة على مستوى التنوع والقيمة الفنية، ولبت رغبات جميع الأذواق والميولات، لتشمل أغلب الأنماط الفنية على غرار المسرح والروك والجاز والراب والموسيقى الصوفية والطرب.. عروض كسبت اهتمام وإعجاب الجماهير الذين أشادوا بمسألة التنظيم وحسن انتقاء الفنانين سواء كانوا محليين أو عالميين..
ومن المؤكد أن عرض "الجاز مان" والفنان التونسي المتألق على الدوام أنور براهم سيبقى خالدا في أذهان الحاضرين بمسرح "دقة" ليلة 7 جويلية، بعد غياب دام 7سنوات..
ليلتها استمتع الجمهور لمدة ساعة ونصف بمقطوعات موسيقية في غاية الروعة بأنامل كل من خكلاوس غيزينغ (كلارينيت باس، ساكسفون سوبرانو) وبيورن ماير (باس) وخالد ياسين (دربوكة، بندير).. مقطوعات مثل "الحزام الذهبي" و"تلوين" و"أنس" و"وقت".. سافر بنا الى أجواء صوفية تجاوزت الزمان والمكان واستطاعت أن تلامس وجدان جميع الحضور الذي عبر عن انبهاره واستحسانه جميع المعزوفات والصولات وخاصة ذلك التناغم بين العازفين الثلاثة، سواء بالإيماءات ومتابعة الألحان أو التصفيق المتواصل عند نهاية كل مقطع..
حضور ركحي وتمكن كبير من العزف على آلة العود استطاع أنور براهم من خلالهما أن يضفي على السهرة أبعادا موسيقية متنوعة مزجت بين الموسيقى العربية والغربية .."أعمال جمعت بين التجذر في موروث ثقافي ثري وبالغ التعقيد والمعاصرة في اسمى تطلعاتها الكونية وأرقاها"..
وهو ما يُحسب لإدارة المهرجان التي أثبتت حتى خلال الدورات السابقة أنها على الطريق الصحيح..
إجمالا، في دورته 48 كان مهرجان دقة ناجحا بكل المقاييس وإن اختلف التقييم من متابع الى آخر حافلا بالعروض القيمة فنيا مثل مسرحية "القلب المسكون" لوليد العيادي و"كايروكي" المصرية ومي فاروق ومنير الطرودي و"تيف "وايريك تروفاز" و"كايروكي" المصرية والاغنية الحدث المنصرة لكل مكلوم وخاصة إخواننا الفلسطيين والتي ستظل كلماتها خالدة : "
ينقذ في سلاحف بحرية.. يقتل حيوانات بشرية..تلك قضية وتلك قضية
كيف تكون ملاكا أبيض؟.. يبقى ضميرك نص ضمير.. تنصف حركات الحرية.. وتنسف حركات التحرير..وتوزع عطفك وحنانك.. ع المقتول حسب الجنسية.. وتلك قضية وتلك قضية.. كيف تكون إنساناً راقي؟
ومطابق للإشتراطات.. كل كلامك لابس واقي"...
وليد عبداللاوي
تونس-الصباح
كثير من رواد المهرجانات الصيفية يسمحون لأنفسهم بالحديث عن العروض الموسيقية ونقدها، وإن اختلفت قيمة العروض وتنوعت الأنماط الفنية، مما يجعل الخطاب العام انطباعيا غير مبني على أسس موضوعية.. وهو ما يحيلنا إلى أسباب غياب النقاد الموسيقيين في الساحة الفنية المؤهلين بالمعرفة النقدية الشاملة وتداعياته..خاصة وأنّ النقد لا يهم الأخطاء والزلات إنما يعير اهتماما كذلك بالنجاح والنقاط الإيجابية..
في المقابل، وفي ظل غياب كل تلك الآليات عموما، يبقى تقييم بعض الأعمال الفنية في مهرجاناتنا في متناول فئة معينة من الجماهير الواسعة، نظرا للقيمة الإبداعية وحضور جميع مقومات الابداع والابتكار..
ولعل الإجماع على ثراء برمجة مهرجان "دقة" الدولي في دورته الـ48 والذي اختتم يوم 10 جويلية الجاري خير دليل على ذلك، باعتبار أن العروض نالت –حسب ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي أو إثر نهاية كل عرض- إعجاب أغلب الوافدين نظرا للقيمة الفنية لكل المشاركين وخاصة حرص الهيئة المديرة على هوية مهرجان دقة العريق..
عروض "دقة" هذه الصائفة كانت متميزة ومتفردة على مستوى التنوع والقيمة الفنية، ولبت رغبات جميع الأذواق والميولات، لتشمل أغلب الأنماط الفنية على غرار المسرح والروك والجاز والراب والموسيقى الصوفية والطرب.. عروض كسبت اهتمام وإعجاب الجماهير الذين أشادوا بمسألة التنظيم وحسن انتقاء الفنانين سواء كانوا محليين أو عالميين..
ومن المؤكد أن عرض "الجاز مان" والفنان التونسي المتألق على الدوام أنور براهم سيبقى خالدا في أذهان الحاضرين بمسرح "دقة" ليلة 7 جويلية، بعد غياب دام 7سنوات..
ليلتها استمتع الجمهور لمدة ساعة ونصف بمقطوعات موسيقية في غاية الروعة بأنامل كل من خكلاوس غيزينغ (كلارينيت باس، ساكسفون سوبرانو) وبيورن ماير (باس) وخالد ياسين (دربوكة، بندير).. مقطوعات مثل "الحزام الذهبي" و"تلوين" و"أنس" و"وقت".. سافر بنا الى أجواء صوفية تجاوزت الزمان والمكان واستطاعت أن تلامس وجدان جميع الحضور الذي عبر عن انبهاره واستحسانه جميع المعزوفات والصولات وخاصة ذلك التناغم بين العازفين الثلاثة، سواء بالإيماءات ومتابعة الألحان أو التصفيق المتواصل عند نهاية كل مقطع..
حضور ركحي وتمكن كبير من العزف على آلة العود استطاع أنور براهم من خلالهما أن يضفي على السهرة أبعادا موسيقية متنوعة مزجت بين الموسيقى العربية والغربية .."أعمال جمعت بين التجذر في موروث ثقافي ثري وبالغ التعقيد والمعاصرة في اسمى تطلعاتها الكونية وأرقاها"..
وهو ما يُحسب لإدارة المهرجان التي أثبتت حتى خلال الدورات السابقة أنها على الطريق الصحيح..
إجمالا، في دورته 48 كان مهرجان دقة ناجحا بكل المقاييس وإن اختلف التقييم من متابع الى آخر حافلا بالعروض القيمة فنيا مثل مسرحية "القلب المسكون" لوليد العيادي و"كايروكي" المصرية ومي فاروق ومنير الطرودي و"تيف "وايريك تروفاز" و"كايروكي" المصرية والاغنية الحدث المنصرة لكل مكلوم وخاصة إخواننا الفلسطيين والتي ستظل كلماتها خالدة : "
ينقذ في سلاحف بحرية.. يقتل حيوانات بشرية..تلك قضية وتلك قضية
كيف تكون ملاكا أبيض؟.. يبقى ضميرك نص ضمير.. تنصف حركات الحرية.. وتنسف حركات التحرير..وتوزع عطفك وحنانك.. ع المقتول حسب الجنسية.. وتلك قضية وتلك قضية.. كيف تكون إنساناً راقي؟