إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

35% نسبة انتشار الحشرة القرمزية.. تحرك بطيء قد تخسر معه البلاد كل مساحة التين الشوكي خلال سنتين

 

-الهكتار الواحد يتطلب بين 5 آلاف و10 آلاف دعسوقة والمطلوب استجلاب مئات الآلاف منها

تونس- الصباح

 يتوسع يوميا انتشار الحشرة القرمزية في مناطق جديدة من البلاد، وفي ظرف سنتين تقريبا بعد ظهورها الأول في ولاية المهدية شهر أوت 2021، تصل نسبة الإصابة حسب محمد رشدي البناني رئيس الجمعية الوطنية لتنمية التين الشوكي، إلى نحو الـ 35% من المساحات المزروعة من "الهندي".

وباستثناء ولاية القصرين التي تتصدر الولايات المنتجة للتين الشوكي سجلت بقية ولايات الجمهورية انتقالا سريعا للحشرة القرمزية، التي قضت في بعضها مثل المهدية والمنستير على الجزء الأكبر من النبتة.

وأفاد محمد رشدي البناني، أنه في حال بقيت الدولة على هذا النسق البطيء من التفاعل ومحاصرة المرض، فخلال سنتين سنخسر كل مساحاتنا المزروعة من الهندي.

وفسر أن 70% من منتوجنا يتركز في مناطق القصرين والقيروان وسيدي بوزيد، وباعتبار أن المرض وصل إلى كل من ولاية سيدي بوزيد والقيروان وأمام ارتباط المساحات ببعضها، فإن بضعة أشهر تعد كافية حتى يعم المرض على كامل المناطق التي لم تصب بعد بالحشرة القرمزية.

وأمام تداعيات تواصل انتشار المرض وبطء تدخل الدولة، فإنه سيشمل الجميع بمستويات متباينة، بداية بالفلاح الصغير الذي يعتمد على نبتة الصبار كأعلاف لماشيته، وكذلك التجار الذين اعتادوا "تخضير" "الهندي" ونقله وبيعه على امتداد أشهر الصائفة في كامل ولايات الجمهورية، بالإضافة إلى أكثر من 50 شركة متمركزة في تونس مختصة في الصناعات التحويلية لمادة التين الشوكي وتقوم بتصديره.. كل هذه الحلقة ستتأثر، وحسب تقديراته ستصل الخسارة إلى أكثر من 20 مليون دينار كانت تدخل البلاد في شكل عملة صعبة.

وبين رئيس الجمعية الوطنية لتنمية التين الشوكي، في خصوص توجه الدولة إلى استجلاب "الدعسوقة" واعتمادها للقضاء على الحشرة القرمزية، باعتبار أنها في تجارب مقارنة في المغرب مثلا كانت المنقذ لنبتة التين الشوكي، أن نسق التفاعل المسجل إلى غاية الآن من قبل هياكل الدولة التونسية يؤشر إلى أن المرض سيعم على كامل المساحات المزروعة من التين الشوكي قبل مرحلة الإكثار الخاصة بحشرة الدعسوقة وتوزيعها على المساحات المصابة.

وقال محدثنا إن المفروض اليوم وبعد انتهاء مدة "الحجر الصحي" للدعسوقة أن يتم استجلاب مئات الآلاف من حشرة الدعسوقة لتحقيق تكاثر كمي سريع لها، فالهكتار الواحد من التين الشوكي يتطلب بين 5 آلاف و10 آلاف دعسوقة حتى يتم القضاء على الحشرة القرمزية وتستعيد النبتة عافيتها. وأشار إلى أن فترة التدخل وبنسق نشر مئات الآلاف من الدعسوقات، فإن فترة "العلاج" أو مقاومة الحشرة القرمزية يمكن أن تتواصل على مدى سنتين.

وبين رئيس الجمعية أن إستراتيجية مكافحة الدولة للحشرة القرمزية، يجب أن تنطلق حالا، كما عليها أن تترافق بتعرية للصبار عبر "الزبيرة" حتى نتمكن من كشف المرض منذ بدايته وتأخير انتشاره قدر الإمكان، وبالتالي يمكن ذلك من ربح مواسم ووقت ويكون لنا وقت لنشر الدعسوقة. 

ومن جانبه اعتبر نور الدين نصر الخبير الدولي والموظف السابق في منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة، أنه خلال السنة الحالية ستكون لدينا صابة من التين الشوكي باعتبار أن القصرين وبوعرقوب المنتجين الأهم للثمرة لازال الوضع فيهما سليما، لكن الضرر واضح في علاقة بمساحات التين الشوكي في الفضاءات المنزلية وفي منطقة الساحل كالمهدية والمنستير وسوسة وصفاقس، أين قضت الحشرة القرمزية نهائيا على الهندي هناك وليس هناك صابة بالمرة. أما في منطقة القيروان فنحو الـ50% من الإنتاج اعدم بمفعول انتشار الحشرة القرمزية.

وطبقا للتشخيص المذكور، يقول نور الدين نصر، أنه خلال السنة الحالية سيكون الإنتاج محدودا وباهظ الثمن، وفي السنوات القادمة، أي بداية من السنة المقبلة والتي بعدها ستتراجع كميات الهندي أكثر وترتفع أسعاره أكثر وفي ظرف 4 سنوات لن تبقى لدينا نبتة التين الشوكي بالمرة. 

وأشار إلى أن ردة فعل الدولة كان يمكن أن تكون أفضل، لو تفاعلت بجدية مع التوصيات التي تم رفعها ودعت إلى ردم الكيلومتر ونصف من التين الشوكي المصاب في منطقة المهدية، وكلفته آنذاك كانت ستكون على أقصى تقدير في حدود الـ 10 آلاف دينار.

واليوم رصدت نحو الـ13 مليون دينار لمقاومة الحشرة القرمزية والأمر قد يتجاوز ذلك أمام بطء التدخل الحاصل وقد تكون الكلفة اكبر في حال خسرنا مساحاتنا من التين الشوكي.

واعتبر أن أكبر الخاسرين في علاقة بمرض نبتة التين الشوكي هم الفئات الأكثر هشاشة، بدءا بمربي الماشية وصغار الفلاحين، الذين كان الصبار يمثل مادة علفية أساسية لمواشيهم باعتباره نبتة غنية بالماء والغذاء.

وتظهر الحشرة القرمزية على غراسات التين الشوكي في شكل كتلة بيضاء تشبه القطن وهي تتغذى على ألواح النبتة المذكورة من خلال امتصاص عصارة النبتة فتظهر على الألواح مناطق مصفرة تتسع شيئا فشيئا، لتؤدي في النهاية إلى سقوط اللوح المصاب وموت الجذع في حالة شدة الإصابة.

وتقدر المساحات المخصصة لغراسات التين الشوكي في تونس بحوالي 600 ألف هكتار تشمل 400 ألف هكتار من التين الأملس و200 ألف هكتار من التين الشوكي.

وتعد استعمالات التين الشوكي متعددة في تونس إذ تستخدم كسياج لتحديد الملكيات من الأراضي الفلاحية والمنازل وسياج واقي فضلا عن استعماله لتقوية أنظمة مقاومة التصحر.

ووجدت ثمار التين الشوكي، التّي تتوفر على مجالات تثمين هامة، طريقها نحو التصدير. ويقدر عدد المؤسسات التونسيّة، التي تنشط في مجال تثمين التين الشوكي بـ67 مؤسسة في ما زادت صادرات المنتجات المستخرجة من هذه الغراسات بنسبة 89 بالمائة خلال الفترة 2020/2022، بحسب المسؤول عن مشروع النفاذ إلى الأسواق الخارجية «PAMPAT TUNISIE»، الذي تولت تنفيذه الأمم المتحدة للتنمية الصناعية.

ريم سوودي

35% نسبة انتشار الحشرة القرمزية..   تحرك بطيء قد تخسر معه البلاد كل مساحة التين الشوكي خلال سنتين

 

-الهكتار الواحد يتطلب بين 5 آلاف و10 آلاف دعسوقة والمطلوب استجلاب مئات الآلاف منها

تونس- الصباح

 يتوسع يوميا انتشار الحشرة القرمزية في مناطق جديدة من البلاد، وفي ظرف سنتين تقريبا بعد ظهورها الأول في ولاية المهدية شهر أوت 2021، تصل نسبة الإصابة حسب محمد رشدي البناني رئيس الجمعية الوطنية لتنمية التين الشوكي، إلى نحو الـ 35% من المساحات المزروعة من "الهندي".

وباستثناء ولاية القصرين التي تتصدر الولايات المنتجة للتين الشوكي سجلت بقية ولايات الجمهورية انتقالا سريعا للحشرة القرمزية، التي قضت في بعضها مثل المهدية والمنستير على الجزء الأكبر من النبتة.

وأفاد محمد رشدي البناني، أنه في حال بقيت الدولة على هذا النسق البطيء من التفاعل ومحاصرة المرض، فخلال سنتين سنخسر كل مساحاتنا المزروعة من الهندي.

وفسر أن 70% من منتوجنا يتركز في مناطق القصرين والقيروان وسيدي بوزيد، وباعتبار أن المرض وصل إلى كل من ولاية سيدي بوزيد والقيروان وأمام ارتباط المساحات ببعضها، فإن بضعة أشهر تعد كافية حتى يعم المرض على كامل المناطق التي لم تصب بعد بالحشرة القرمزية.

وأمام تداعيات تواصل انتشار المرض وبطء تدخل الدولة، فإنه سيشمل الجميع بمستويات متباينة، بداية بالفلاح الصغير الذي يعتمد على نبتة الصبار كأعلاف لماشيته، وكذلك التجار الذين اعتادوا "تخضير" "الهندي" ونقله وبيعه على امتداد أشهر الصائفة في كامل ولايات الجمهورية، بالإضافة إلى أكثر من 50 شركة متمركزة في تونس مختصة في الصناعات التحويلية لمادة التين الشوكي وتقوم بتصديره.. كل هذه الحلقة ستتأثر، وحسب تقديراته ستصل الخسارة إلى أكثر من 20 مليون دينار كانت تدخل البلاد في شكل عملة صعبة.

وبين رئيس الجمعية الوطنية لتنمية التين الشوكي، في خصوص توجه الدولة إلى استجلاب "الدعسوقة" واعتمادها للقضاء على الحشرة القرمزية، باعتبار أنها في تجارب مقارنة في المغرب مثلا كانت المنقذ لنبتة التين الشوكي، أن نسق التفاعل المسجل إلى غاية الآن من قبل هياكل الدولة التونسية يؤشر إلى أن المرض سيعم على كامل المساحات المزروعة من التين الشوكي قبل مرحلة الإكثار الخاصة بحشرة الدعسوقة وتوزيعها على المساحات المصابة.

وقال محدثنا إن المفروض اليوم وبعد انتهاء مدة "الحجر الصحي" للدعسوقة أن يتم استجلاب مئات الآلاف من حشرة الدعسوقة لتحقيق تكاثر كمي سريع لها، فالهكتار الواحد من التين الشوكي يتطلب بين 5 آلاف و10 آلاف دعسوقة حتى يتم القضاء على الحشرة القرمزية وتستعيد النبتة عافيتها. وأشار إلى أن فترة التدخل وبنسق نشر مئات الآلاف من الدعسوقات، فإن فترة "العلاج" أو مقاومة الحشرة القرمزية يمكن أن تتواصل على مدى سنتين.

وبين رئيس الجمعية أن إستراتيجية مكافحة الدولة للحشرة القرمزية، يجب أن تنطلق حالا، كما عليها أن تترافق بتعرية للصبار عبر "الزبيرة" حتى نتمكن من كشف المرض منذ بدايته وتأخير انتشاره قدر الإمكان، وبالتالي يمكن ذلك من ربح مواسم ووقت ويكون لنا وقت لنشر الدعسوقة. 

ومن جانبه اعتبر نور الدين نصر الخبير الدولي والموظف السابق في منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة، أنه خلال السنة الحالية ستكون لدينا صابة من التين الشوكي باعتبار أن القصرين وبوعرقوب المنتجين الأهم للثمرة لازال الوضع فيهما سليما، لكن الضرر واضح في علاقة بمساحات التين الشوكي في الفضاءات المنزلية وفي منطقة الساحل كالمهدية والمنستير وسوسة وصفاقس، أين قضت الحشرة القرمزية نهائيا على الهندي هناك وليس هناك صابة بالمرة. أما في منطقة القيروان فنحو الـ50% من الإنتاج اعدم بمفعول انتشار الحشرة القرمزية.

وطبقا للتشخيص المذكور، يقول نور الدين نصر، أنه خلال السنة الحالية سيكون الإنتاج محدودا وباهظ الثمن، وفي السنوات القادمة، أي بداية من السنة المقبلة والتي بعدها ستتراجع كميات الهندي أكثر وترتفع أسعاره أكثر وفي ظرف 4 سنوات لن تبقى لدينا نبتة التين الشوكي بالمرة. 

وأشار إلى أن ردة فعل الدولة كان يمكن أن تكون أفضل، لو تفاعلت بجدية مع التوصيات التي تم رفعها ودعت إلى ردم الكيلومتر ونصف من التين الشوكي المصاب في منطقة المهدية، وكلفته آنذاك كانت ستكون على أقصى تقدير في حدود الـ 10 آلاف دينار.

واليوم رصدت نحو الـ13 مليون دينار لمقاومة الحشرة القرمزية والأمر قد يتجاوز ذلك أمام بطء التدخل الحاصل وقد تكون الكلفة اكبر في حال خسرنا مساحاتنا من التين الشوكي.

واعتبر أن أكبر الخاسرين في علاقة بمرض نبتة التين الشوكي هم الفئات الأكثر هشاشة، بدءا بمربي الماشية وصغار الفلاحين، الذين كان الصبار يمثل مادة علفية أساسية لمواشيهم باعتباره نبتة غنية بالماء والغذاء.

وتظهر الحشرة القرمزية على غراسات التين الشوكي في شكل كتلة بيضاء تشبه القطن وهي تتغذى على ألواح النبتة المذكورة من خلال امتصاص عصارة النبتة فتظهر على الألواح مناطق مصفرة تتسع شيئا فشيئا، لتؤدي في النهاية إلى سقوط اللوح المصاب وموت الجذع في حالة شدة الإصابة.

وتقدر المساحات المخصصة لغراسات التين الشوكي في تونس بحوالي 600 ألف هكتار تشمل 400 ألف هكتار من التين الأملس و200 ألف هكتار من التين الشوكي.

وتعد استعمالات التين الشوكي متعددة في تونس إذ تستخدم كسياج لتحديد الملكيات من الأراضي الفلاحية والمنازل وسياج واقي فضلا عن استعماله لتقوية أنظمة مقاومة التصحر.

ووجدت ثمار التين الشوكي، التّي تتوفر على مجالات تثمين هامة، طريقها نحو التصدير. ويقدر عدد المؤسسات التونسيّة، التي تنشط في مجال تثمين التين الشوكي بـ67 مؤسسة في ما زادت صادرات المنتجات المستخرجة من هذه الغراسات بنسبة 89 بالمائة خلال الفترة 2020/2022، بحسب المسؤول عن مشروع النفاذ إلى الأسواق الخارجية «PAMPAT TUNISIE»، الذي تولت تنفيذه الأمم المتحدة للتنمية الصناعية.

ريم سوودي