إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تسجل حضورها في أكثر من منطقة.. صائفة تنذر بانقطاعات متكررة في مياه الشرب

 

تونس-الصباح

مع الارتفاع الحاصل في درجات الحرارة تعود مٌجدّدا أزمة الانقطاعات المتكررة للمياه الصالحة للشرب لتٌسجل حضورها وبقوة في بعض المناطق والولايات الداخلية- دون أن تستثني أيضا هذه  الانقطاعات بعض المناطق في تونس العاصمة- بما يؤشر إلى التساؤل حول مآلات الأوضاع في قادم الأيام..

في هذا الخصوص اشتكى أول أمس أهالي منطقة الحارثين التابعة لمعتمدية بوعرقوب من ولاية نابل من الانقطاع المتكرر للمياه الصالحة للشرب منذ 5 سنوات.

وأكدوا على هامش تصريحاتهم لإذاعة "جوهرة أف أم"، تواصل معاناتهم لفترات تتجاوز الأسبوعين دون مياه صالحة للشرب، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف ممّا يضطرّهم إلى شرب مياه غير صالحة يجلبونها  ويضعونها في خزانات بلاستيكية غير صحيّة الأمر الذي  يشكل خطرا على صحتهم.

وأكد أحد متساكني الجهة وليد بن فرج عدم تحمّل المسؤولين لمسؤولياتهم رغم الوعود المتكررة بإيجاد حل لهذا الإشكال وإصلاح الشبكة، مطالبا بإيجاد حلّ جذري ووضع حدّ لمعاناة أكثر من 200 عائلة من العائلات الفقيرة.

والأمر لا يقف عند منطقة بوعرقوب بل يشمل عديد الولايات والمناطق الداخلية الأخرى التي تعودت على مثل هذه الانقطاعات المتكررة في المياه الصالحة للشرب على غرار القيروان وجندوبة وسليانة والكاف وحتى بعض مدن ومناطق  الوطن القبلي على غرار الحمامات والمرازقة التي  تتكرّر فيها هذه المعضلة بشكل يكاد يكون يوميا.

وضعية مقلقة

في هذا الخصوص وفي تقييمه للوضعية الراهنة أورد المتخصص في التنمية والمٌتصرّف في الموارد حٌسين الرحيلي في تصريح لـ "الصباح" أن الانقطاعات في المياه الصالحة للشرب أصبحت ومنذ سنة تسجل بصفة دورية، مشيرا في السياق ذاته إلى وجود ما يقارب 14 ولاية تتزود مباشرة من السدود في علاقة بالمياه الصالحة للشرب الأمر الذي يجعلها أكثر عرضة للانقطاعات على غرار ولاية القيروان. واعتبر محدثنا أن الوضعية السنة الماضية تعتبر أفضل بكثير على مستوى تخزين السدود على اعتبار أن الأمطار هذه السنة قد سجّلت حضورها وبكثافة في الجنوب الغربي والشرقي. كما أن الكميات الكبيرة من التّساقطات  قد سجلت  خلال شهر مارس في ولاية المنستير، مشيرا  في السياق ذاته إلى أن نسبة امتلاء السدود تقدر حاليا بـ 29 بالمائة  وهي وضعية  تعتبر مقلقة لاسيما أنه ومع الارتفاع الحاصل في درجات الحرارة فان ما يقارب 600 ألف متر مكعب من المياه بصدد التبخّر من السدود، داعيا في هذا الخصوص إلى ضرورة التفكير في تغيير السياسات العٌمومية على مستوى مواقع السدود أو طريقة تخزين المياه.

ورجح المتخصص في التنمية والمٌتصرّف في الموارد حٌسين الرحيلي أن تكون الانقطاعات في المياه الصالحة للشرب أكثر حدة في الفترة القادمة. وفسر في هذا الإطار أن الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه "الصوناد" وأمام ارتفاع درجات الحرارة الذي يضاهيه ارتفاع على مستوى الطّلب، علاوة على الموسم السياحي الذي يبدو واعدا وهاما، فإن "الصوناد" ستكون مضطرة لتقسيط المياه الصالحة للشرب وتوسيع مدة القطع الدوري.

حوار مجتمعي شامل

واعتبر محدثنا من جانب آخر أن هذا الحل يعتبر ظرفيا على اعتبار أن أزمة المياه هي أزمة عميقة ولها إشكاليات هيكلية وبالتالي فانه من الضروري إعادة النظر على مستوى السياسات العمومية لازمة المياه من خلال العمل على "الاستثمار في الماء" فضلا عن تحسين نوعية المياه وترشيد استهلاكها من خلال تبني ثقافة وطنية، مشددا في هذا الإطار على أن  أزمة المياه واشكالياتها وتداعياتها هي رهينة حوار مجتمعي شامل عبر تبني مقاربة تشاركية تضم جميع الأطراف.

وتجدر الإشارة إلى أن المدير الجهوي للاستغلال وتوزيع المياه بتونس الكبرى منير الدريدي كان قد وصف مؤخرا في معرض تصريحاته الإعلامية الوضعية المائية في البلاد بالحرجة جدا، مؤكدا تجاوز مرحلة الفقر المائي وبلوغ مرحلة الشح المائي.

وأفاد منير الدريدي بأن مخزون المياه وإلى حدود يوم 2 جويلية الجاري قد سجّل نقصا بـ176 مليون متر مكعب مقارنة بنفس الفترة من سنة 2023.

وكشف الدريدي أن المائدة المائية في العديد من جهات الجمهورية عرفت هبوطا بـ30 و40 مترا بسبب انحباس الأمطار.

وأضاف  الدريدي في الإطار نفسه أنّه لا توجد نيّة إلى حدّ الآن لاعتماد نظام الحصص وتقسيط الماء بجهة تونس الكبرى، مشيرا إلى انه في صُورة تَسجيل اضطراب أو انقطاع في الماء فذلك يرجع لعطب مفتعل أو عطب فجئي ناتج عن كسر في إحدى القنوات.

وبيّن أنّه عند حدوث أي أعطاب، فإنّ مصالح الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه تتدخل في الإبان لإصلاح العطب واستئناف التزويد العادي بالماء، مذكّرا بالرقم الأخضر 80100319 الموضوع على ذمة المواطنين لتقديم التشكيات.

منال حرزي

تسجل حضورها في أكثر من منطقة..   صائفة تنذر بانقطاعات متكررة في مياه الشرب

 

تونس-الصباح

مع الارتفاع الحاصل في درجات الحرارة تعود مٌجدّدا أزمة الانقطاعات المتكررة للمياه الصالحة للشرب لتٌسجل حضورها وبقوة في بعض المناطق والولايات الداخلية- دون أن تستثني أيضا هذه  الانقطاعات بعض المناطق في تونس العاصمة- بما يؤشر إلى التساؤل حول مآلات الأوضاع في قادم الأيام..

في هذا الخصوص اشتكى أول أمس أهالي منطقة الحارثين التابعة لمعتمدية بوعرقوب من ولاية نابل من الانقطاع المتكرر للمياه الصالحة للشرب منذ 5 سنوات.

وأكدوا على هامش تصريحاتهم لإذاعة "جوهرة أف أم"، تواصل معاناتهم لفترات تتجاوز الأسبوعين دون مياه صالحة للشرب، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف ممّا يضطرّهم إلى شرب مياه غير صالحة يجلبونها  ويضعونها في خزانات بلاستيكية غير صحيّة الأمر الذي  يشكل خطرا على صحتهم.

وأكد أحد متساكني الجهة وليد بن فرج عدم تحمّل المسؤولين لمسؤولياتهم رغم الوعود المتكررة بإيجاد حل لهذا الإشكال وإصلاح الشبكة، مطالبا بإيجاد حلّ جذري ووضع حدّ لمعاناة أكثر من 200 عائلة من العائلات الفقيرة.

والأمر لا يقف عند منطقة بوعرقوب بل يشمل عديد الولايات والمناطق الداخلية الأخرى التي تعودت على مثل هذه الانقطاعات المتكررة في المياه الصالحة للشرب على غرار القيروان وجندوبة وسليانة والكاف وحتى بعض مدن ومناطق  الوطن القبلي على غرار الحمامات والمرازقة التي  تتكرّر فيها هذه المعضلة بشكل يكاد يكون يوميا.

وضعية مقلقة

في هذا الخصوص وفي تقييمه للوضعية الراهنة أورد المتخصص في التنمية والمٌتصرّف في الموارد حٌسين الرحيلي في تصريح لـ "الصباح" أن الانقطاعات في المياه الصالحة للشرب أصبحت ومنذ سنة تسجل بصفة دورية، مشيرا في السياق ذاته إلى وجود ما يقارب 14 ولاية تتزود مباشرة من السدود في علاقة بالمياه الصالحة للشرب الأمر الذي يجعلها أكثر عرضة للانقطاعات على غرار ولاية القيروان. واعتبر محدثنا أن الوضعية السنة الماضية تعتبر أفضل بكثير على مستوى تخزين السدود على اعتبار أن الأمطار هذه السنة قد سجّلت حضورها وبكثافة في الجنوب الغربي والشرقي. كما أن الكميات الكبيرة من التّساقطات  قد سجلت  خلال شهر مارس في ولاية المنستير، مشيرا  في السياق ذاته إلى أن نسبة امتلاء السدود تقدر حاليا بـ 29 بالمائة  وهي وضعية  تعتبر مقلقة لاسيما أنه ومع الارتفاع الحاصل في درجات الحرارة فان ما يقارب 600 ألف متر مكعب من المياه بصدد التبخّر من السدود، داعيا في هذا الخصوص إلى ضرورة التفكير في تغيير السياسات العٌمومية على مستوى مواقع السدود أو طريقة تخزين المياه.

ورجح المتخصص في التنمية والمٌتصرّف في الموارد حٌسين الرحيلي أن تكون الانقطاعات في المياه الصالحة للشرب أكثر حدة في الفترة القادمة. وفسر في هذا الإطار أن الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه "الصوناد" وأمام ارتفاع درجات الحرارة الذي يضاهيه ارتفاع على مستوى الطّلب، علاوة على الموسم السياحي الذي يبدو واعدا وهاما، فإن "الصوناد" ستكون مضطرة لتقسيط المياه الصالحة للشرب وتوسيع مدة القطع الدوري.

حوار مجتمعي شامل

واعتبر محدثنا من جانب آخر أن هذا الحل يعتبر ظرفيا على اعتبار أن أزمة المياه هي أزمة عميقة ولها إشكاليات هيكلية وبالتالي فانه من الضروري إعادة النظر على مستوى السياسات العمومية لازمة المياه من خلال العمل على "الاستثمار في الماء" فضلا عن تحسين نوعية المياه وترشيد استهلاكها من خلال تبني ثقافة وطنية، مشددا في هذا الإطار على أن  أزمة المياه واشكالياتها وتداعياتها هي رهينة حوار مجتمعي شامل عبر تبني مقاربة تشاركية تضم جميع الأطراف.

وتجدر الإشارة إلى أن المدير الجهوي للاستغلال وتوزيع المياه بتونس الكبرى منير الدريدي كان قد وصف مؤخرا في معرض تصريحاته الإعلامية الوضعية المائية في البلاد بالحرجة جدا، مؤكدا تجاوز مرحلة الفقر المائي وبلوغ مرحلة الشح المائي.

وأفاد منير الدريدي بأن مخزون المياه وإلى حدود يوم 2 جويلية الجاري قد سجّل نقصا بـ176 مليون متر مكعب مقارنة بنفس الفترة من سنة 2023.

وكشف الدريدي أن المائدة المائية في العديد من جهات الجمهورية عرفت هبوطا بـ30 و40 مترا بسبب انحباس الأمطار.

وأضاف  الدريدي في الإطار نفسه أنّه لا توجد نيّة إلى حدّ الآن لاعتماد نظام الحصص وتقسيط الماء بجهة تونس الكبرى، مشيرا إلى انه في صُورة تَسجيل اضطراب أو انقطاع في الماء فذلك يرجع لعطب مفتعل أو عطب فجئي ناتج عن كسر في إحدى القنوات.

وبيّن أنّه عند حدوث أي أعطاب، فإنّ مصالح الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه تتدخل في الإبان لإصلاح العطب واستئناف التزويد العادي بالماء، مذكّرا بالرقم الأخضر 80100319 الموضوع على ذمة المواطنين لتقديم التشكيات.

منال حرزي