تُعاني عدة مناطق وجهات من سوء الوضع البيئي الذي يتفاقم يوما بعد يوم خاصة في ما يتعلق بشبكات التطهير وتسرب مياهها ومن ثمة انتشار الروائح الكريهة ولا يتوقف الأمر عند عدد من الأحياء الشعبية أو المناطق الداخلية، وإنما أيضا عددا من المدن والطرقات الرئيسية تشمل حتى العاصمة.
وضع تزداد رداءته وتداعياته على جمالية المدن وعلى صحة التونسيين مع ارتفاع درجات الحرارة التي تؤدي بدورها إلى بروز روائح كريهة وانتشار الحشرات، يُضاف إليها تكدس النفايات المنزلية والانقطاع المستمر لمياه الشرب، ما دفع بالعديد من التونسيين إلى الاحتجاج ومطالبة السلط سواء كانت على المستوى الوطني أو الجهوي بالتدخل وإيجاد حلول عاجلة.
إيمان عبد اللطيف
شهدت البلاد التونسية خلال النصف الأول من سنة 2024 حوالي 1161 تحركا اجتماعيا مقابل 2158 تحركا خلال نفس الفترة من سنة2023 وذلك حسب "المرصد الاجتماعي التونسي"، وقد عرفت التحركات ذات الطابع البيئي نسقا تصاعديا حيث ارتفع عددها من 156 خلال السداسي الأول لسنة 2023 إلى 172 احتجاجا خلال نفس الفترة من سنة 2024.
اتسمت التحركات البيئية خلال الستة أشهر الأولى من سنة 2024 بطابعها الجماعي المنظم وقد كانت في أغلبها وقفات وتجمعات احتجاجية ونداءات عبر وسائل الاعلام في محاولة للفت انتباه المسؤولين والسلطات المعنية الى ضرورة التدخل العاجل للحد من وطأة التحديات البيئية على المواطنين في مختلف المناطق في البلاد.
وقد تصدر الحق في الماء قائمة المطلبية للحركات البيئية بـ111 احتجاجا مقابل 61 احتجاجا من أجل الحق في بيئة سليمة.
وقد مثلت التحركات البيئية 15% من مجموع التحركات، تم تسجيل 56% منها خلال الثلاثي الثاني من العام، لا سيما خلال شهر جوان الذي سجل 52 تحركا وذلك تزامنا مع موسم الحصاد وموجات الحر القاسية التي تجاوزت المعدلات المسجلة في نفس الفترة من سنة 2023.
وقد تمحورت المطالب البيئية في غالبيتها حول ظاهرة الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشراب، وذلك بمعدل 83 احتجاجا، 27 منها خلال شهر جوان المنقضي. وتصدرت القيروان الاحصائيات بأكثر من 23 احتجاجا تليها ولاية نابل بـ 20 احتجاجا ثم قفصة بـ 15 احتجاجا.
وشهدت ولاية سوسة 8 احتجاجات طالب فيها المواطنون بحقهم في الماء الصالح للشراب والربط بشبكة "الصوناد". كذلك تم رصد 10 تحركات احتجاجية في ولاية القيروان بسبب تردي الوضع البيئي والبنية التحتية لقنوات توزيع المياه والصرف الصحي التي تسببت في تسرب مياه "الصوناد" و"الأوناس" للأحياء والمنازل.
وتم رصد 6 احتجاجات في كل من معتمدية بني خلاد وبوعرقوب من ولاية نابل ومناطق تابعة لولاية سيدي بوزيد وتوزر بسبب التلوث بمياه الصرف الصحي وانتشار الروائح الكريهة والبعوض مما أصبح يشكل تهديدا بيئيا وصحيا خطيرا.
ومع تواصل أزمة الجفاف، شهدت ولاية جندوبة سلسلة من الاحتجاجات للفلاحين بسبب الانقطاع المتكرر لمياه الري الذي أثّر بشكل كبير على المحاصيل الزراعية وصابة الحبوب، حيث سجلت المنطقة 7 احتجاجات من أصل 11 تحركا على المستوى الوطني خلال الفترة الممتدة بين جانفي وجوان 2024.
وفي نفس السياق، قام فلاحو ولاية بنزرت بـ 9 تحركات احتجاجية لتحسين الوضع الفلاحي بالمنطقة، لعل أبرزها التحركات في كل من معتمدية غار الملح ورأس الجبل والعالية احتجاجا على تدني الأسعار وعدم توفّر فضاءات خزن بكميات كافية لاستيعاب محصول البطاطا الفصلية معربين عن قلقهم من تداعيات هذا على دخل صغار الفلاحين. وشهدت ولاية نابل أيضا عددا من الاحتجاجات بسبب قلة الموارد المائية الموجهة لري غابات القوارص وتدني أسعار بعض المحاصيل الفصلية على غرار البطاطا.
كما عرفت البلاد خلال الثلاثي الثاني من السنة 4 تحركات احتجاجية تندد بتفاقم ظاهرة التلوث الصناعي، كانت أبرزها بولاية قابس التي تواجه أزمة بيئية خانقة تتواصل مع تواصل التعاطي اللاّمسؤول مع مظاهر التلوث التي يتسبب بها المجمع الكيميائي التونسي.
وتمّ أيضا رصد 6 تحركات احتجاجية تندد بتفاقم أزمة النفايات التي تتراكم في الشوارع وأنحاء المدن بكل من ولايات صفاقس والقصرين. إلى جانب رصد تشكيات مجموعة من المواطنين من تزايد عدد المصبات العشوائية وغير المراقبة القريبة من الأحياء السكنية في مناطق مختلفة من سيدي بوزيد وأريانة وبنزرت.
تونس – الصباح
تُعاني عدة مناطق وجهات من سوء الوضع البيئي الذي يتفاقم يوما بعد يوم خاصة في ما يتعلق بشبكات التطهير وتسرب مياهها ومن ثمة انتشار الروائح الكريهة ولا يتوقف الأمر عند عدد من الأحياء الشعبية أو المناطق الداخلية، وإنما أيضا عددا من المدن والطرقات الرئيسية تشمل حتى العاصمة.
وضع تزداد رداءته وتداعياته على جمالية المدن وعلى صحة التونسيين مع ارتفاع درجات الحرارة التي تؤدي بدورها إلى بروز روائح كريهة وانتشار الحشرات، يُضاف إليها تكدس النفايات المنزلية والانقطاع المستمر لمياه الشرب، ما دفع بالعديد من التونسيين إلى الاحتجاج ومطالبة السلط سواء كانت على المستوى الوطني أو الجهوي بالتدخل وإيجاد حلول عاجلة.
إيمان عبد اللطيف
شهدت البلاد التونسية خلال النصف الأول من سنة 2024 حوالي 1161 تحركا اجتماعيا مقابل 2158 تحركا خلال نفس الفترة من سنة2023 وذلك حسب "المرصد الاجتماعي التونسي"، وقد عرفت التحركات ذات الطابع البيئي نسقا تصاعديا حيث ارتفع عددها من 156 خلال السداسي الأول لسنة 2023 إلى 172 احتجاجا خلال نفس الفترة من سنة 2024.
اتسمت التحركات البيئية خلال الستة أشهر الأولى من سنة 2024 بطابعها الجماعي المنظم وقد كانت في أغلبها وقفات وتجمعات احتجاجية ونداءات عبر وسائل الاعلام في محاولة للفت انتباه المسؤولين والسلطات المعنية الى ضرورة التدخل العاجل للحد من وطأة التحديات البيئية على المواطنين في مختلف المناطق في البلاد.
وقد تصدر الحق في الماء قائمة المطلبية للحركات البيئية بـ111 احتجاجا مقابل 61 احتجاجا من أجل الحق في بيئة سليمة.
وقد مثلت التحركات البيئية 15% من مجموع التحركات، تم تسجيل 56% منها خلال الثلاثي الثاني من العام، لا سيما خلال شهر جوان الذي سجل 52 تحركا وذلك تزامنا مع موسم الحصاد وموجات الحر القاسية التي تجاوزت المعدلات المسجلة في نفس الفترة من سنة 2023.
وقد تمحورت المطالب البيئية في غالبيتها حول ظاهرة الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشراب، وذلك بمعدل 83 احتجاجا، 27 منها خلال شهر جوان المنقضي. وتصدرت القيروان الاحصائيات بأكثر من 23 احتجاجا تليها ولاية نابل بـ 20 احتجاجا ثم قفصة بـ 15 احتجاجا.
وشهدت ولاية سوسة 8 احتجاجات طالب فيها المواطنون بحقهم في الماء الصالح للشراب والربط بشبكة "الصوناد". كذلك تم رصد 10 تحركات احتجاجية في ولاية القيروان بسبب تردي الوضع البيئي والبنية التحتية لقنوات توزيع المياه والصرف الصحي التي تسببت في تسرب مياه "الصوناد" و"الأوناس" للأحياء والمنازل.
وتم رصد 6 احتجاجات في كل من معتمدية بني خلاد وبوعرقوب من ولاية نابل ومناطق تابعة لولاية سيدي بوزيد وتوزر بسبب التلوث بمياه الصرف الصحي وانتشار الروائح الكريهة والبعوض مما أصبح يشكل تهديدا بيئيا وصحيا خطيرا.
ومع تواصل أزمة الجفاف، شهدت ولاية جندوبة سلسلة من الاحتجاجات للفلاحين بسبب الانقطاع المتكرر لمياه الري الذي أثّر بشكل كبير على المحاصيل الزراعية وصابة الحبوب، حيث سجلت المنطقة 7 احتجاجات من أصل 11 تحركا على المستوى الوطني خلال الفترة الممتدة بين جانفي وجوان 2024.
وفي نفس السياق، قام فلاحو ولاية بنزرت بـ 9 تحركات احتجاجية لتحسين الوضع الفلاحي بالمنطقة، لعل أبرزها التحركات في كل من معتمدية غار الملح ورأس الجبل والعالية احتجاجا على تدني الأسعار وعدم توفّر فضاءات خزن بكميات كافية لاستيعاب محصول البطاطا الفصلية معربين عن قلقهم من تداعيات هذا على دخل صغار الفلاحين. وشهدت ولاية نابل أيضا عددا من الاحتجاجات بسبب قلة الموارد المائية الموجهة لري غابات القوارص وتدني أسعار بعض المحاصيل الفصلية على غرار البطاطا.
كما عرفت البلاد خلال الثلاثي الثاني من السنة 4 تحركات احتجاجية تندد بتفاقم ظاهرة التلوث الصناعي، كانت أبرزها بولاية قابس التي تواجه أزمة بيئية خانقة تتواصل مع تواصل التعاطي اللاّمسؤول مع مظاهر التلوث التي يتسبب بها المجمع الكيميائي التونسي.
وتمّ أيضا رصد 6 تحركات احتجاجية تندد بتفاقم أزمة النفايات التي تتراكم في الشوارع وأنحاء المدن بكل من ولايات صفاقس والقصرين. إلى جانب رصد تشكيات مجموعة من المواطنين من تزايد عدد المصبات العشوائية وغير المراقبة القريبة من الأحياء السكنية في مناطق مختلفة من سيدي بوزيد وأريانة وبنزرت.