أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا وعلوم الأرض لـ"الصباح": بركان «Etna» بجزيرة صقلية بإيطاليا لا يُثير المخاوف باعتباره لا يرتكز في منطقة تصادم اللوحات التكتونية
- الخطر عندما نزلت هذه السحابة إلى الجنوب حيث أصبحت فوق ليبيا خاصة بين «سبها» و"بنغازي" أين يصل تركيز ثاني أوكسيد الكبريت إلى 160 مليغراما
تونس – الصباح
لا تترك مواقع التواصل الاجتماعي لا شاردة ولا واردة إلاّ وتتحدث فيها خاصة إذا تعلّقت المسائل بمخاطر أو تهديدات لكوارث طبيعية أو بيئية قد تمثل تهديدا على تونس فإنها تنتشر بلمح البصر.
وبطبيعة الحال على إثرها يُفتح المجال واسعا للتأويلات والنقاشات والإشاعات وتهويل الأمور والأحداث وهو ما حدث عند تداول أخبار عن نشاط بركاني أحدثه بركان «Etna» بجزيرة صقلية بإيطاليا والذي يبعد عن شمال تونس حوالي 450 كلم.
إيمان عبد اللطيف
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة منها "الفايسبوك" صورة تمّ التقاطها يوم 5 جويلية 2024 بواسطة القمر الصناعي Sentinel 5 توضح النشاط البركاني لبركان «Etna» بجزيرة صقلية بإيطاليا الذي يبعد على شمال تونس حوالي 450 كلم.
وتُبرز هذه الصورة وصول غاز ثاني أوكسيد الكبريت إلي سواحل شرق ليبيا والسواحل الغربية لمصر مما قد يؤثر على نوعية الهواء في الأيام القليلة القادمة في المناطق المذكورة.
وعلى إثر نشر هذه الصورة تعدّدت القراءات والتأويلات البعض منها جانب الصواب واتجهت نحو التهويل ونشر الذعر والمخاوف وترهيب من إمكانية أن يتسبب النشاط البركاني في تسونامي قد تصل ارتداداته إلى تونس وأيضا ليبيا ومصر.
في المقابل فإن البعض الآخر، أي من أهل الاختصاص، فقد خفّف من حدة هذا النشاط البركاني ومن تأثيرات انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكبريت على تونس، ولكن قد يكون لها تأثير على ليبيا.
في هذا السياق، أكّد أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا وعلوم الأرض شكري يعيش في تصريح لـ"الصباح":"بركان «Etna» بجزيرة صقلية بإيطاليا لا يُثير المخاوف باعتباره لا يرتكز في منطقة تصادم اللوحات التكتونية، لكنه منذ20 سنة كان يُخرج حمما بركانية سائلة وأصبح في الآونة الأخيرة أكثر نشاطا فبخلاف الانبعاثات الغازية فهو بصدد إخراج انبعاثات صخرية".
وأضاف يعيش "ما حدث منذ 5 جويلية المنقضي إلى اليوم هو انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكبريت (البخارةSO2) كما نسميها في صفاقس وقابس وفي المظيلة والصخيرة وهي أكثر المناطق التي تعرف هذه النوعية من الغاز، والذي يتعايش معه السكان، وهو غاز يُمثّل خطرا على الجهاز التنفسي والجلد ويتسبب في أمراض خبيثة".
وقال أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا وعلوم الأرض "لكن من المهمّ التوضيح أنّ هذه السحابة (البخارةSO2) هي في مستوى عال جدّا، وكانت يوم 5 جويلية تُعتبر قريبة بعض الشيء من السواحل التونسية شرقا. ومنذ ذلك التاريخ إلى اليوم بدأت تتلاشى شيئا في اتجاه الشرق والجنوب، ومنذ أمس تلاشت ولم تعُد تُمثّل خطرا على تونس".
لكن، وفق قول شكري يعيش "الخطر عندما نزلت هذه السحابة إلى الجنوب، حيث أصبحت فوق ليبيا خاصة بين «سبها» و"بنغازي" أين يصل حاليا (أمس في حدود منتصف النهار) تركيز ثاني أوكسيد الكبريت إلى 160 مليغراما، وفي تونس إذا تمّ قياس الهواء فقد نجده على أقصى تقدير بين 3 و4 مليغرامات".
وأضاف "هذا بالنسبة لثاني أوكسيد الكبريت فإنّه يُمثل صفر خطر على تونس، وبخصوص نشاط البركان الذي إلى جانب انبعاث الغاز فإنه يُخرج أحيانا كتلة صخرية. وهذه الكتلة إذا سقطت في البحر فإنها تُحدث موجة بحرية قد تسبب في تسونامي صغير".
وأوضح شكري يعيش "وبحكم أنّ بركان «Etna» موجود في مكان بالبحر بين إيطاليا ويوغسلافيا سابقا في اتجاه الشرق بمعنى أنه حتى وإن حدث تسونامي صغير فإنه يبقى منحصرا مثل ما حدث في سنة 1908 ولم يكن له تأثير على تونس".
وكان أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا وعلوم الأرض شكري يعيش قد نشر منذ يومين ثلاث صور توضيحية لهذا الموضوع على صفحته الرسمية بـ"الفايسبوك" وكتب موضحا "الصورة الأولى الساعة 15 ليوم السبت 6 جويلية: امتداد وتطور سحابة ثاني أكسيد الكبريت (البخارةSO2) المنبعثة من بركان آتنا «Etna» في صقلية والتي نزلت إلى الساحل الليبي والصحراء. اللون الأحمر الداكن هو أكثر تركيز وأكثر خطورة".
وأضاف إذا "أردتم أن تعرفوا الانعكاسات البيئية والصحية لهذه الغازات (البخارة)، فسهل جدّا اسألوا الصفاقسية والقوابسية سيقولون لكم كيف تعايشوا مع هذا النوع من الغازات لمدة نصف قرن".
وأضاف "يوم الأحد (الصورة الثانية)، السحابة من الغاز الخانق تبتعد عن السواحل التونسية، تتجه شرقا وجنوبا. لاحظوا التراكمات الخطيرة في الصحراء الليبية والمصرية. نتمنى السلامة لسكان هذه المناطق والصورة الثالثة تشير إلى الحالة ليوم الاثنين: تشتت السحابة فوق المتوسط وانحصارها في الصحراء والشرق الليبي مع الأسف".
يُذكر أنّ غاز ثاني أوكسيد الكبريت، وحسب منظمة الصحة الأممية، يتسبّب في آلام في المعدة وأضرار في الشعب الهوائية والرئتين ومن الممكن أن تتسبب أكاسيد الكبريت في زيادة نوبات الربو حتى في مستويات التعرض المنخفضة .
أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا وعلوم الأرض لـ"الصباح": بركان «Etna» بجزيرة صقلية بإيطاليا لا يُثير المخاوف باعتباره لا يرتكز في منطقة تصادم اللوحات التكتونية
- الخطر عندما نزلت هذه السحابة إلى الجنوب حيث أصبحت فوق ليبيا خاصة بين «سبها» و"بنغازي" أين يصل تركيز ثاني أوكسيد الكبريت إلى 160 مليغراما
تونس – الصباح
لا تترك مواقع التواصل الاجتماعي لا شاردة ولا واردة إلاّ وتتحدث فيها خاصة إذا تعلّقت المسائل بمخاطر أو تهديدات لكوارث طبيعية أو بيئية قد تمثل تهديدا على تونس فإنها تنتشر بلمح البصر.
وبطبيعة الحال على إثرها يُفتح المجال واسعا للتأويلات والنقاشات والإشاعات وتهويل الأمور والأحداث وهو ما حدث عند تداول أخبار عن نشاط بركاني أحدثه بركان «Etna» بجزيرة صقلية بإيطاليا والذي يبعد عن شمال تونس حوالي 450 كلم.
إيمان عبد اللطيف
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة منها "الفايسبوك" صورة تمّ التقاطها يوم 5 جويلية 2024 بواسطة القمر الصناعي Sentinel 5 توضح النشاط البركاني لبركان «Etna» بجزيرة صقلية بإيطاليا الذي يبعد على شمال تونس حوالي 450 كلم.
وتُبرز هذه الصورة وصول غاز ثاني أوكسيد الكبريت إلي سواحل شرق ليبيا والسواحل الغربية لمصر مما قد يؤثر على نوعية الهواء في الأيام القليلة القادمة في المناطق المذكورة.
وعلى إثر نشر هذه الصورة تعدّدت القراءات والتأويلات البعض منها جانب الصواب واتجهت نحو التهويل ونشر الذعر والمخاوف وترهيب من إمكانية أن يتسبب النشاط البركاني في تسونامي قد تصل ارتداداته إلى تونس وأيضا ليبيا ومصر.
في المقابل فإن البعض الآخر، أي من أهل الاختصاص، فقد خفّف من حدة هذا النشاط البركاني ومن تأثيرات انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكبريت على تونس، ولكن قد يكون لها تأثير على ليبيا.
في هذا السياق، أكّد أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا وعلوم الأرض شكري يعيش في تصريح لـ"الصباح":"بركان «Etna» بجزيرة صقلية بإيطاليا لا يُثير المخاوف باعتباره لا يرتكز في منطقة تصادم اللوحات التكتونية، لكنه منذ20 سنة كان يُخرج حمما بركانية سائلة وأصبح في الآونة الأخيرة أكثر نشاطا فبخلاف الانبعاثات الغازية فهو بصدد إخراج انبعاثات صخرية".
وأضاف يعيش "ما حدث منذ 5 جويلية المنقضي إلى اليوم هو انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكبريت (البخارةSO2) كما نسميها في صفاقس وقابس وفي المظيلة والصخيرة وهي أكثر المناطق التي تعرف هذه النوعية من الغاز، والذي يتعايش معه السكان، وهو غاز يُمثّل خطرا على الجهاز التنفسي والجلد ويتسبب في أمراض خبيثة".
وقال أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا وعلوم الأرض "لكن من المهمّ التوضيح أنّ هذه السحابة (البخارةSO2) هي في مستوى عال جدّا، وكانت يوم 5 جويلية تُعتبر قريبة بعض الشيء من السواحل التونسية شرقا. ومنذ ذلك التاريخ إلى اليوم بدأت تتلاشى شيئا في اتجاه الشرق والجنوب، ومنذ أمس تلاشت ولم تعُد تُمثّل خطرا على تونس".
لكن، وفق قول شكري يعيش "الخطر عندما نزلت هذه السحابة إلى الجنوب، حيث أصبحت فوق ليبيا خاصة بين «سبها» و"بنغازي" أين يصل حاليا (أمس في حدود منتصف النهار) تركيز ثاني أوكسيد الكبريت إلى 160 مليغراما، وفي تونس إذا تمّ قياس الهواء فقد نجده على أقصى تقدير بين 3 و4 مليغرامات".
وأضاف "هذا بالنسبة لثاني أوكسيد الكبريت فإنّه يُمثل صفر خطر على تونس، وبخصوص نشاط البركان الذي إلى جانب انبعاث الغاز فإنه يُخرج أحيانا كتلة صخرية. وهذه الكتلة إذا سقطت في البحر فإنها تُحدث موجة بحرية قد تسبب في تسونامي صغير".
وأوضح شكري يعيش "وبحكم أنّ بركان «Etna» موجود في مكان بالبحر بين إيطاليا ويوغسلافيا سابقا في اتجاه الشرق بمعنى أنه حتى وإن حدث تسونامي صغير فإنه يبقى منحصرا مثل ما حدث في سنة 1908 ولم يكن له تأثير على تونس".
وكان أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا وعلوم الأرض شكري يعيش قد نشر منذ يومين ثلاث صور توضيحية لهذا الموضوع على صفحته الرسمية بـ"الفايسبوك" وكتب موضحا "الصورة الأولى الساعة 15 ليوم السبت 6 جويلية: امتداد وتطور سحابة ثاني أكسيد الكبريت (البخارةSO2) المنبعثة من بركان آتنا «Etna» في صقلية والتي نزلت إلى الساحل الليبي والصحراء. اللون الأحمر الداكن هو أكثر تركيز وأكثر خطورة".
وأضاف إذا "أردتم أن تعرفوا الانعكاسات البيئية والصحية لهذه الغازات (البخارة)، فسهل جدّا اسألوا الصفاقسية والقوابسية سيقولون لكم كيف تعايشوا مع هذا النوع من الغازات لمدة نصف قرن".
وأضاف "يوم الأحد (الصورة الثانية)، السحابة من الغاز الخانق تبتعد عن السواحل التونسية، تتجه شرقا وجنوبا. لاحظوا التراكمات الخطيرة في الصحراء الليبية والمصرية. نتمنى السلامة لسكان هذه المناطق والصورة الثالثة تشير إلى الحالة ليوم الاثنين: تشتت السحابة فوق المتوسط وانحصارها في الصحراء والشرق الليبي مع الأسف".
يُذكر أنّ غاز ثاني أوكسيد الكبريت، وحسب منظمة الصحة الأممية، يتسبّب في آلام في المعدة وأضرار في الشعب الهوائية والرئتين ومن الممكن أن تتسبب أكاسيد الكبريت في زيادة نوبات الربو حتى في مستويات التعرض المنخفضة .