إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

افتتاحية "الصباح".. هزيمة لأقصى اليمين وللّوبي الصهيو.ني أيضا

 

فاز تحالف اليسار الفرنسي، "الجبهة الشعبية الجديدة" بالمرتبة الأولى في الدور الثاني للانتخابات التشريعية الفرنسية المبكرة الذي انتظم يوم الأحد وحصل على 182 مقعدا في البرلمان الجديد. وقد كذّبت هذه النتائج توقعات أغلب استطلاعات الرأي التي راهنت على فوز أقصى اليمين المتطرف، معتمدة في توقعاتها على التقدم الذي سجله في الدور الأول لهذه الانتخابات وعلى فوزه في الانتخابات الأوروبية (انتظمت خلال شهر جوان) التي دفعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الإعلان عن تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة.

وقد اكتفى حزب أقصى اليمين المتطرف "التجمع الوطني" وحلفاؤه بالمرتبة الثالثة في هذه الانتخابات بحصوله على 143 مقعدا، في حين حل تحالف الوسط الداعم للرئيس الفرنسي بالمرتبة الثانية بحصوله على 168 مقعدا.

ورغم أن تكتل اليسار لم يتمكن من الفوز بالأغلبية المطلقة في هذه الانتخابات التشريعية الفرنسية المبكرة (ضرورة الحصول على 289 مقعدا من مجموع 577 مقعدا) التي تفرض تكليفه مباشرة بتشكيل حكومة البلاد الجديدة، إلا أن تصدره نتائج هذه الانتخابات يعتبر نصرا كبيرا، حتى أننا نقول أنه من منظورنا قد جمع فيه بين النصر والمجد.

يكفي أن نذكّر بأن زعيم حزب "فرنسا الأبية" وهو أحد أبرز مكونات الجبهة اليسارية ونعني "جون لوك ميلونشون" لم يتوقف عن الدفاع عن الفلسطينيين يوما، منذ اندلاع العدوان الصهيوني ضد غزة حتى نقول أنه حقق نصرا مظفرا. يكفي أن نذكر بأنه لم ينفك يوما هو ونواب كتلة "فرنسا الأبية" عن التعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، ولم يترددوا في الخروج إلى الشارع ومشاركة المتظاهرين احتجاجاتهم التي كانت ترفع فيها أعلام فلسطين وتصدح فيها الأغاني الفلسطينية، حتى نعتبر أن هذا النصر ليس عاديا.

إنه نصر من لم يرضخ للمساومات ومن لم يتراجع أبدا عن موقفه المناصر للقضية الفلسطينية العادلة رغم كل الضربات التي كانت تستهدف بالخصوص "ميلونشون" وجماعته، من كل جهة بما في ذلك الإعلام الفرنسي "المحايد جدا"، طبعا إلا عندما يتعلق الأمر بمصالح الكيان الصهيوني. حينها تتراجع كل القيم والمعايير ولا صوت يعلو فوق صوت اللوبيات الصهيونية.

"ميلونشون" لم يتوقف رغم الإعلام المعادي والمنافسة السياسية الشرسة، عن إدانة العدوان الصهيوني الظالم على غزة، المتواصل منذ أشهر، مخلفا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى إلى جانب الدمار الهائل. وهو من السياسيين القلائل في فرنسا الذين لم يتبنوا موقفا ضبابيا مما يحدث في غزة واتهم الكيان الصهيوني صراحة بارتكاب جرائم حرب، حتى أن نائبا من البرلمان السابق عن كتلة "فرنسا الأبية" وفي سابقة أولى، رفع علم فلسطين في جلسة لمساءلة الحكومة ما كلفه عقوبة بـ15 يوما.

وهكذا لم تنتصر جبهة اليسار على أقصى اليمين المتطرف فحسب، وإنما حققت نصرا مظفرا ضد اللوبيات الصهيونية المؤثرة جدا، هذا إن لم نقل بأنها كانت تتحكم في مصير الانتخابات. انتصرت الجبهة الشعبية الجديدة على أقصى اليمين المتطرف الذي كان يهيئ الشخصية السياسية الصاعدة وزعيم حزب "التجمع الوطني"، جوردان بارديلا، لتشكيل الحكومة الجديدة، قبل أن تتبخر الأحلام بفضل حالة الاستنفار التي تم تسجيلها لدى الناخبين الفرنسيين في الدور الثاني، وانتصرت أيضا على اللّوبي الصهيوني.

صحيح، لم تحسم الأمور بالكامل بسبب عدم توفر الأغلبية المطلقة في البرلمان، لكن لا شيء يمكن أن يسرق هذا النصر، وخاصة محاولات التخويف من أقصى اليسار ومن مواقفه المناصرة للحق وإعلانه عن عزمه الاعتراف بدولة فلسطين.

 حياة السايب

 

 

 

 

فاز تحالف اليسار الفرنسي، "الجبهة الشعبية الجديدة" بالمرتبة الأولى في الدور الثاني للانتخابات التشريعية الفرنسية المبكرة الذي انتظم يوم الأحد وحصل على 182 مقعدا في البرلمان الجديد. وقد كذّبت هذه النتائج توقعات أغلب استطلاعات الرأي التي راهنت على فوز أقصى اليمين المتطرف، معتمدة في توقعاتها على التقدم الذي سجله في الدور الأول لهذه الانتخابات وعلى فوزه في الانتخابات الأوروبية (انتظمت خلال شهر جوان) التي دفعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الإعلان عن تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة.

وقد اكتفى حزب أقصى اليمين المتطرف "التجمع الوطني" وحلفاؤه بالمرتبة الثالثة في هذه الانتخابات بحصوله على 143 مقعدا، في حين حل تحالف الوسط الداعم للرئيس الفرنسي بالمرتبة الثانية بحصوله على 168 مقعدا.

ورغم أن تكتل اليسار لم يتمكن من الفوز بالأغلبية المطلقة في هذه الانتخابات التشريعية الفرنسية المبكرة (ضرورة الحصول على 289 مقعدا من مجموع 577 مقعدا) التي تفرض تكليفه مباشرة بتشكيل حكومة البلاد الجديدة، إلا أن تصدره نتائج هذه الانتخابات يعتبر نصرا كبيرا، حتى أننا نقول أنه من منظورنا قد جمع فيه بين النصر والمجد.

يكفي أن نذكّر بأن زعيم حزب "فرنسا الأبية" وهو أحد أبرز مكونات الجبهة اليسارية ونعني "جون لوك ميلونشون" لم يتوقف عن الدفاع عن الفلسطينيين يوما، منذ اندلاع العدوان الصهيوني ضد غزة حتى نقول أنه حقق نصرا مظفرا. يكفي أن نذكر بأنه لم ينفك يوما هو ونواب كتلة "فرنسا الأبية" عن التعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، ولم يترددوا في الخروج إلى الشارع ومشاركة المتظاهرين احتجاجاتهم التي كانت ترفع فيها أعلام فلسطين وتصدح فيها الأغاني الفلسطينية، حتى نعتبر أن هذا النصر ليس عاديا.

إنه نصر من لم يرضخ للمساومات ومن لم يتراجع أبدا عن موقفه المناصر للقضية الفلسطينية العادلة رغم كل الضربات التي كانت تستهدف بالخصوص "ميلونشون" وجماعته، من كل جهة بما في ذلك الإعلام الفرنسي "المحايد جدا"، طبعا إلا عندما يتعلق الأمر بمصالح الكيان الصهيوني. حينها تتراجع كل القيم والمعايير ولا صوت يعلو فوق صوت اللوبيات الصهيونية.

"ميلونشون" لم يتوقف رغم الإعلام المعادي والمنافسة السياسية الشرسة، عن إدانة العدوان الصهيوني الظالم على غزة، المتواصل منذ أشهر، مخلفا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى إلى جانب الدمار الهائل. وهو من السياسيين القلائل في فرنسا الذين لم يتبنوا موقفا ضبابيا مما يحدث في غزة واتهم الكيان الصهيوني صراحة بارتكاب جرائم حرب، حتى أن نائبا من البرلمان السابق عن كتلة "فرنسا الأبية" وفي سابقة أولى، رفع علم فلسطين في جلسة لمساءلة الحكومة ما كلفه عقوبة بـ15 يوما.

وهكذا لم تنتصر جبهة اليسار على أقصى اليمين المتطرف فحسب، وإنما حققت نصرا مظفرا ضد اللوبيات الصهيونية المؤثرة جدا، هذا إن لم نقل بأنها كانت تتحكم في مصير الانتخابات. انتصرت الجبهة الشعبية الجديدة على أقصى اليمين المتطرف الذي كان يهيئ الشخصية السياسية الصاعدة وزعيم حزب "التجمع الوطني"، جوردان بارديلا، لتشكيل الحكومة الجديدة، قبل أن تتبخر الأحلام بفضل حالة الاستنفار التي تم تسجيلها لدى الناخبين الفرنسيين في الدور الثاني، وانتصرت أيضا على اللّوبي الصهيوني.

صحيح، لم تحسم الأمور بالكامل بسبب عدم توفر الأغلبية المطلقة في البرلمان، لكن لا شيء يمكن أن يسرق هذا النصر، وخاصة محاولات التخويف من أقصى اليسار ومن مواقفه المناصرة للحق وإعلانه عن عزمه الاعتراف بدولة فلسطين.

 حياة السايب