باحت أمس مناظرة الدّخول الى المدارس الإعدادية النموذجية أو ما يعرف بـ"السيزيام" بأسرارها، مٌعلنة
عن نسبة نجاح عامة تٌقدّر بـ39,67 بالمائة محققة بذلك ارتفاعا يقدر بـ3,5 بالمائة مقارنة بالدورة الماضية حيث كانت نسبة النجاح خلال دورة 2023 في حدود 36,15 بالمائة.
فيما كانت الصدارة لولاية القصرين من حيث أفضل معدل على المستوى الوطني بعد أن تحصّلت التلميذة لينا بن علي حقي على معدل يٌساوي 19,65 من 20 لتتصدّر بذلك القصرين الترتيب في "السيزيام" بعد أن "تذيّلت" نتائج الترتيب التفاضلي للولايات من حيث نسب النجاح خلال امتحان الباكالوريا..
وبلغ عدد الذين تحصّلوا خلال مناظرة "السيزيام" دورة 2024 على معدّل يساوي 15 فما فوق 4339 مترشّحا ليتم بذلك توجيه 3680 تلميذا إلى المدارس الإعدادية النموذجية علما أن السنة الماضية تم توجيه نحو 3443 تلميذا الى المعاهد النموذجية.. فيما بلغ عدد المتحصّلين على معدّل يٌساوي أو يفوق 10 من 20 19607 مٌترشّحين.. أي بنسبة تقدر بـ39,67 بالمائة.
القصرين تصنع المفاجأة
"مٌفاجأة" دورة 2024 أحدثتها ولاية القصرين بعد أن تصدّرت المرتبة الأولى من حيث أعلى معدّل على المستوى الوطني بحصول التلميذة لينا بن علي حقي على معدل يساوي 19,65 من 20.
علما أن أحسن معدل خلال الدورة الماضية تحصل عليه التلميذ المرسم بالمدرسة الابتدائية بسكرة عن دائرة تونس 1 محمد ياسين بن سمير موساي وكان في حدود 19,25، وهو ما شكّل مفاجأة لدى كثيرين على اعتبار ان خارطة توزيع النجاح على الصعيد الوطني لطالما كانت حكرا على ولايات بعينها كصفاقس أو تونس أو مختلف الولايات الساحل لتتصدّر بذلك ولاية القصرين المرتبة الأولى من حيث أحسن معدّل على الصّعيد الوطني رغم أنّها تذيّلت الترتيب في نتائج الباكالوريا.. وهي من المفارقات التي تدعٌو الى طرح العديد من نقاط الاستفهام لاسيما وأن المتفوقة على الصعيد الوطني مسجلة بمدرسة خاصة، الأمر الذي يضع مٌجدّدا مسألة الاستثمار في التعليم في الواجهة..
تجدر الإشارة الى أن عدد التلاميذ المسجلين في المناظرة قدر بـ59084 تلميذا وتقدم الى الامتحان 49421 تلميذا وقد سجل الرقم تراجعا مقارنة بالدورة الماضية أين كان في حدود 49533 تلميذا.. علما أن عدد التّلاميذ المرسمين بالسنة السادسة من التعليم الابتدائي يقدر بـ200400 تلميذ بينهم 28 بالمائة اجتازوا المناظرة من أجل الظفر بمقعد في المدارس الإعدادية النموذجية.
إجبارية المناظرة متى؟
وبعيدا عن الأرقام والإحصائيات جدير بالذكر أن نتائج مناظرة الدخول الى المدارس الإعدادية النموذجية تدفعنا الى الخوض في مواصلة رهان فئة هامة من الأولياء على المناظرات وتمسكهم بها لاسيما مناظرة "السيزيام" التي تتعالى اليوم عديد الأصوات مٌطالبة بعودتها كمحطة تقييمية إجبارية لا بد أن تسجل حضورها لاستعادة ذات الإشعاع والأهمية اللذين كانت تحظى بهما سابقا، حتى يتسنّى إيجاد آلية تقييمية هامة تسهم في الوقوف فعليا على المستويات الحقيقية للتلاميذ قبل ولوجهم المرحلة الإعدادية لا سيما وأن المؤسسة التربوية تعتمد ومنذ فترة طويلة على آلية الارتقاء الآلي في ظل غياب محطة تقييمية إجبارية في المرحلة الابتدائية الأمر الذي كانت له لاحقا تداعيات سلبية تتمثل أساسا في ارتفاع نسب التسرب المدرسي خلال المرحلة الإعدادية بالنظر الى أن التلميذ ونظرا لآلية الارتقاء الآلي يجد نفسه في الإعدادي غير متمكن من مختلف المهارات والمعارف الأساسية.
وفي هذا الخٌصوص يأمل كثيرون وخاصة بعد تفعيل الاستشارة الوطنية لإصلاح التربية والتعليم وانطلاق قطار الإصلاح التربوي من خلال هذه الاستشارة أن يتخذ القائمون على الإصلاح التربوي قرارا يٌفضي بعودة إجباريّة السيزيام حتى يتسنى أولا إدخال إصلاحات جوهرية على التعليم العمومي وثانيا التقليص من نسب التسرب المدرسي في المرحلة الإعدادية ليبقى السؤال المطروح: متى يعود للسيزيام بريقها وإشعاعها السابق؟
وبالعودة الى نتائج مناظرة الدخول الى المدارس الإعدادية النموذجية جدير بالذكر أن وزارة التربية تعتمد ومنذ سنوات على معدل يساوي 15 من 20 لولوجها كحد أدني للالتحاق بمختلف المعاهد النموذجية..
منال حرزي
تونس-الصباح
باحت أمس مناظرة الدّخول الى المدارس الإعدادية النموذجية أو ما يعرف بـ"السيزيام" بأسرارها، مٌعلنة
عن نسبة نجاح عامة تٌقدّر بـ39,67 بالمائة محققة بذلك ارتفاعا يقدر بـ3,5 بالمائة مقارنة بالدورة الماضية حيث كانت نسبة النجاح خلال دورة 2023 في حدود 36,15 بالمائة.
فيما كانت الصدارة لولاية القصرين من حيث أفضل معدل على المستوى الوطني بعد أن تحصّلت التلميذة لينا بن علي حقي على معدل يٌساوي 19,65 من 20 لتتصدّر بذلك القصرين الترتيب في "السيزيام" بعد أن "تذيّلت" نتائج الترتيب التفاضلي للولايات من حيث نسب النجاح خلال امتحان الباكالوريا..
وبلغ عدد الذين تحصّلوا خلال مناظرة "السيزيام" دورة 2024 على معدّل يساوي 15 فما فوق 4339 مترشّحا ليتم بذلك توجيه 3680 تلميذا إلى المدارس الإعدادية النموذجية علما أن السنة الماضية تم توجيه نحو 3443 تلميذا الى المعاهد النموذجية.. فيما بلغ عدد المتحصّلين على معدّل يٌساوي أو يفوق 10 من 20 19607 مٌترشّحين.. أي بنسبة تقدر بـ39,67 بالمائة.
القصرين تصنع المفاجأة
"مٌفاجأة" دورة 2024 أحدثتها ولاية القصرين بعد أن تصدّرت المرتبة الأولى من حيث أعلى معدّل على المستوى الوطني بحصول التلميذة لينا بن علي حقي على معدل يساوي 19,65 من 20.
علما أن أحسن معدل خلال الدورة الماضية تحصل عليه التلميذ المرسم بالمدرسة الابتدائية بسكرة عن دائرة تونس 1 محمد ياسين بن سمير موساي وكان في حدود 19,25، وهو ما شكّل مفاجأة لدى كثيرين على اعتبار ان خارطة توزيع النجاح على الصعيد الوطني لطالما كانت حكرا على ولايات بعينها كصفاقس أو تونس أو مختلف الولايات الساحل لتتصدّر بذلك ولاية القصرين المرتبة الأولى من حيث أحسن معدّل على الصّعيد الوطني رغم أنّها تذيّلت الترتيب في نتائج الباكالوريا.. وهي من المفارقات التي تدعٌو الى طرح العديد من نقاط الاستفهام لاسيما وأن المتفوقة على الصعيد الوطني مسجلة بمدرسة خاصة، الأمر الذي يضع مٌجدّدا مسألة الاستثمار في التعليم في الواجهة..
تجدر الإشارة الى أن عدد التلاميذ المسجلين في المناظرة قدر بـ59084 تلميذا وتقدم الى الامتحان 49421 تلميذا وقد سجل الرقم تراجعا مقارنة بالدورة الماضية أين كان في حدود 49533 تلميذا.. علما أن عدد التّلاميذ المرسمين بالسنة السادسة من التعليم الابتدائي يقدر بـ200400 تلميذ بينهم 28 بالمائة اجتازوا المناظرة من أجل الظفر بمقعد في المدارس الإعدادية النموذجية.
إجبارية المناظرة متى؟
وبعيدا عن الأرقام والإحصائيات جدير بالذكر أن نتائج مناظرة الدخول الى المدارس الإعدادية النموذجية تدفعنا الى الخوض في مواصلة رهان فئة هامة من الأولياء على المناظرات وتمسكهم بها لاسيما مناظرة "السيزيام" التي تتعالى اليوم عديد الأصوات مٌطالبة بعودتها كمحطة تقييمية إجبارية لا بد أن تسجل حضورها لاستعادة ذات الإشعاع والأهمية اللذين كانت تحظى بهما سابقا، حتى يتسنّى إيجاد آلية تقييمية هامة تسهم في الوقوف فعليا على المستويات الحقيقية للتلاميذ قبل ولوجهم المرحلة الإعدادية لا سيما وأن المؤسسة التربوية تعتمد ومنذ فترة طويلة على آلية الارتقاء الآلي في ظل غياب محطة تقييمية إجبارية في المرحلة الابتدائية الأمر الذي كانت له لاحقا تداعيات سلبية تتمثل أساسا في ارتفاع نسب التسرب المدرسي خلال المرحلة الإعدادية بالنظر الى أن التلميذ ونظرا لآلية الارتقاء الآلي يجد نفسه في الإعدادي غير متمكن من مختلف المهارات والمعارف الأساسية.
وفي هذا الخٌصوص يأمل كثيرون وخاصة بعد تفعيل الاستشارة الوطنية لإصلاح التربية والتعليم وانطلاق قطار الإصلاح التربوي من خلال هذه الاستشارة أن يتخذ القائمون على الإصلاح التربوي قرارا يٌفضي بعودة إجباريّة السيزيام حتى يتسنى أولا إدخال إصلاحات جوهرية على التعليم العمومي وثانيا التقليص من نسب التسرب المدرسي في المرحلة الإعدادية ليبقى السؤال المطروح: متى يعود للسيزيام بريقها وإشعاعها السابق؟
وبالعودة الى نتائج مناظرة الدخول الى المدارس الإعدادية النموذجية جدير بالذكر أن وزارة التربية تعتمد ومنذ سنوات على معدل يساوي 15 من 20 لولوجها كحد أدني للالتحاق بمختلف المعاهد النموذجية..