- وزيرة التجارة وتنمية الصادرات لـ"الصباح": من الضروري العمل اليوم على رفع صادراتنا إلى إفريقيا
- مدير مركز النهوض بالصادرات لـ"الصباح": نعمل على استغلال كافة الفرص التصديرية المتاحة نحو إفريقيا
- الأمين العام لبرنامج جسور التجارة العربية الإفريقية لـ"الصباح": وقعنا 3 اتفاقيات تماشياً مع التزامنا بتعزيز النمو الاقتصادي المستدام والمرونة في المنطقتين العربية والإفريقية
- رئيس البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد لـ"الصباح":
نحن بصدد مناقشة الالتزامات مع الدولة بهدف تواجدنا في القريب العاجل بمركز إفريقي للأعمال في تونس
تغطية: سفيان المهداوي وعبير الطرابلسي
تونس – الصباح
انطلقت أمس بالعاصمة تونس، فعاليات الدورة الثالثة من "اللقاءات التونسية الإفريقية" تحت شعار "تونس عاصمة إفريقيا للفرص الاقتصادية والتشبيك المهني". ويُعدّ هذا الحدث من أهمّ التظاهرات الاقتصادية التي تُقام في تونس، حيث يجمع بين روّاد الأعمال ورجال الأعمال من مختلف الدول الإفريقية بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدان الإفريقية، وتوسيع قاعدة الصادرات الوطنية نحو الأسواق الإفريقية.
وسجلت التظاهرة مشاركة واسعة في اللقاءات التونسية الإفريقية، حيث شارك أكثر من 500 رجل أعمال من 30 دولة إفريقية، بالإضافة إلى 300 مؤسسة اقتصادية تونسية ناشطة في مختلف القطاعات ، كما تم إبرام اتفاقيات تجارية بين الشركات التونسية والإفريقية، إلى جانب اتفاقيات تتعلق بالأمن الغذائي.
واشرف على تنظيم فعاليات التظاهرة كل من مركز النهوض بالصادرات، ووزارة التجارة وتنمية الصادرات، وبالشراكة مع وكالة التعاون الدولي الألمانية (GIZ) وبرنامج جسور التجارة العربية الإفريقية (AATB) التابع للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة(ITFC) ، كما تم تسجيل حضور وفود رفيعة المستوى من دول إفريقيا جنوب الصحراء وشخصيات هامة وخبراء وممثلين عن عديد الهياكل النظيرة لمركز النهوض بالصادرات والمنظمات الاقتصادية الإقليمية.
كما تمثل اللقاءات فرصة للاستكشاف المؤسسات التونسية، وأيضا لأبرز الفاعلين الاقتصاديين من دول إفريقيا جنوب الصحراء بهدف استكشاف أفضل المنتجات والخدمات المتوفرة في تونس، والتي تهم خاصة قطاعات الصناعات الغذائية والكهربائية والملابس والصناعات الصيدلية ومواد البناء والأشغال العامة، بالإضافة إلى خدمات الصحة والتعليم والتكوين وتكنولوجيا الاتصال والمعلومات.
ووفق ما أعلن عنه مدير مركز النهوض بالصادرات مراد بن حسين لـ"الصباح"، فإن أكثر من 2000 لقاء سيجمع على مدى يوم ونصف رجال الأعمال الأفارقة بممثلين عن مؤسسات اقتصادية تونسية ناشطة في 10 قطاعات واعدة، في حدث يهدف إلى تنمية تدفق المنتوجات الوطنية نحو بلدان القارة الإفريقية، خاصة بعد انضمام تونس، خلال السنوات الأخيرة، إلى المنطقة القارية الأفريقية للتبادل الحر (زليكاف) (ZLECAF) و"السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا كوميسا (COMESA)، وتشدد على أن اللقاءات التونسية الإفريقية، تعد فرصةً هامّةً لتعزيز التعاون الاقتصادي بين تونس والدول الإفريقية. وتأتي هذه اللقاءات في ظلّ تطلّع تونس إلى لعب دورٍ رياديّ في التكامل الاقتصادي الإفريقي، خاصةً بعد انضمامها إلى منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية (زليكاف).
وافتتحت وزيرة التجارة وتنمية الصادرات التونسية، كلثوم بن رجب، اللقاءات التونسية الإفريقية الثالثة في تونس. وقد اعتبرت الوزيرة أن المشاركة المكثفة لعدة مؤسسات إفريقية من 25 دولة وتنظيم أكثر من 2500 لقاء مهني مباشر يمثل فرصة هامة للتشبيك المهني، كما يعكس الاهتمام بهذه اللقاءات الإفريقية التونسية والسعي لاستكشاف إمكانيات جديدة لتعزيز التعاون والمنفعة المتبادلة بين المؤسسات التونسية والإفريقية.
وقالت الوزيرة إنه على الرغم من الظرف العالمي الصعب، إلا أن القارة الإفريقية ظلت تسعى للنجاح، حيث سجلت التجارة الإفريقية ارتفاعًا بنسبة 3.2% لتبلغ 192.2 مليار دولار، وذلك على الرغم من انخفاض التجارة العالمية بنسبة 5.2% في العام السابق. وكشفت وزيرة التجارة وتنمية الصادرات في تونس، كلثوم بن رجب، عن نمو ملحوظ في حصة التجارة الإفريقية خلال عام 2023، على الرغم من تراجع التجارة العالمية بشكل عام.
وأوضحت بن رجب أن "حصة التجارة الإفريقية ارتفعت بنسبة 3.2% خلال العام الماضي، بينما شهدت التجارة العالمية تراجعًا بنسبة 5.2%". وأرجعت الوزيرة هذا الانجاز إلى دور التجمعات الاقتصادية الإفريقية مثل "كوميسا"، وكذلك تفعيل منطقة التجارة الحرة الإفريقية "زليكاف".
وفيما يخص التجارة بين تونس ودول إفريقيا جنوب الصحراء، أشارت بن رجب إلى أن قيمة المبادلات التجارية بلغت 650 مليون دولار في عام 2023، بينما بلغت قيمة الصادرات التونسية إلى تلك الدول 490 مليون دولار، أي ما يمثل 3.5% من إجمالي صادرات تونس.
وأبرزت الوزيرة أن الصناعات الكهربائية والميكانيكية والغذائية والزراعية تستأثر بأكثر من 90% من هذه المبادلات التجارية. كما لفتت إلى وجود إمكانات كبيرة غير مستغلة في مجال التجارة بين البلدان الإفريقية، ودعت إلى تضافر الجهود لتعزيز مستويات التجارة داخل القارة وضمان مشاركة أوسع في التجارة العالمية.
من جهة أخرى، دعت وزيرة التجارة، في تصريح لـ"الصباح" إلى ضرورة العمل على تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية، إلى جانب رفع الصادرات، مشيرة إلى وجود فرص يمكن لتونس استغلالها داخل إفريقيا.
وتابعت بالقول إن الهدف اليوم هو رفع التعاون التجاري مع الدول الإفريقية، خصوصا وأن العديد من الدول تحبذ المنتجات التونسية، كذلك من الضروري على تونس أيضا استيراد بعض المنتجات الضرورية من نفس الدول التي نصدر إليها، وذلك لخلق مناخ تجاري تسوده الثقة المتبادلة بين كافة الأطراف التي تتعامل معها تونس، على حد قولها.
وتأتي تصريحات بن رجب على هامش افتتاح الدورة الثالثة للقاءات التونسية الإفريقية، التي تنظمها وزارة التجارة بالتعاون مع وزارة الخارجية وبإشراف رئيس الحكومة أحمد الحشاني.
من جهته، أعلن الأمين العام لبرنامج جسور التجارة العربية الإفريقية والرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة هاني سنبل تسلم تونس ممثلة في وزيرة الاقتصاد والتخطيط فريال الورغي السبعي رئاسة برنامج جسور لتونس للفترة 2024-2025 خلال أشغال الاجتماع الرابع لمجلس محافظي برنامج جسور لسنة 2024 المنعقد، أمس الثلاثاء، في تونس والذي ينتظم على هامش أشغال الدورة الثالثة للقاءات الأعمال التونسية الإفريقية بالعاصمة.
وقد سجل حضور أكثر من 15 وفداً في الاجتماع الرابع لمجلس المحافظين، إضافة إلى مشاركة شركاء البرنامج الرئيسيين، بما في ذلك البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد(Afreximbank)، والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا(BADEA)، والبنك الإسلامي للتنمية(IsDB)، والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة(ITFC)، والمؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات(ICIEC)، والمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص (ICD).
ومن أبرز ما يميز هذا الحدث تنظيم حلقة نقاش حول "سد الفجوة لدعم الأمن الغذائي"، حيث أنشأ برنامج جسور التجارة العربية الإفريقية في عام 2023 مبادرة مصممة لمعالجة التحديات الملحة للأمن الغذائي في المنطقة العربية والإفريقية بهدف تعزيز الإنتاجية الزراعية، وضمان نظم غذائية مستدامة، وتحسين سبل عيش المجتمعات في جميع أنحاء الدول العربية والإفريقية.
وقال سنبل في تصريح لـ"الصباح" انه في إطار برنامج جسور التجارة العربية الإفريقية، تم توقيع 3 اتفاقيات، موضحا:"تماشياً مع التزام البرنامج جسور التجارة العربية الإفريقية بتعزيز النمو الاقتصادي المستدام والمرونة في كلتا المنطقتين، وفر الحدث منصة لأصحاب المصلحة لتعزيز الشراكات من خلال توقيع، أولا خطاب نوايا لتجديد عضوية مصر في برنامج جسور التجارة العربية والإفريقية: وقعه هاني سالم سنبل الأمين العام لبرنامج جسور التجارة العربية الإفريقية وعمرو هزاع الوزير المفوض للتجارة ومستشار الوزير ورئيس وحدة مشاريع التنمية بوزارة التجارة، مصر، وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز صادرات مصر ودعم القطاعات الاقتصادية المختلفة وتنفيذ خطة عمل شاملة.
وثانيا اتفاقية دعم تطوير برنامج الحدائق الزراعية الإفريقية المشتركة، حيث تهدف هذه الاتفاقية الموقعة بين المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة و"أفريكسيم بنك" ومنتدى البحوث الزراعية في إفريقيا إلى تقديم الدعم المؤسسي لبرنامج الحدائق الزراعية الإفريقية المشتركة من عام 2024 إلى عام 2026، وقد تم تصميم هذه المبادرة لتعزيز الإنتاجية الزراعية والاستدامة في إفريقيا، مع التركيز على إنشاء حدائق زراعية صناعية تعمل كمراكز للابتكار ونقل التكنولوجيا والتنمية الاقتصادية.
وثالثا مذكرة تعاون بين الوكالة التونسية للتعاون الفني والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة؛ ووقع هذه الاتفاقية الإطارية المدير العام للوكالة التونسية للتعاون الفني محمد بليدي والرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة هاني سالم سنبل، وتهدف إلى تطوير ودعم القدرات الفنية وتنمية المهارات في الدول الأعضاء في المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة. ويغطي التعاون مجالات مثل تنفيذ مشاريع لدعم القدرات الفنية، واختيار الخبراء التونسيين لمهام المساعدة الفنية، وتنظيم الدورات التدريبية وورش العمل والندوات في تونس.
وفي سياق متصل، اعتبر سنبل أن هذا الحدث الذي يُعقد بالتعاون مع الحكومة التونسية يهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي وتعزيز العلاقات التجارية بين الدول العربية والإفريقية.
كما أفاد أنه سيتم تخصيص برامج سنوية لكل دولة عضو والتي يفوق عددها حاليا الـ17 من بينها تونس ومصر وغينيا...، في انتظار التحاق دول أخرى ومن بينها دول من مجلس التعاون الخليجي.
وللتذكير فقد تم إطلاق برنامج جسور التجارة العربية الإفريقية عام 2017 في المغرب، والذي يهدف أساسا لتطوير شراكات تجارية بين دول المنطقتين وتعزيز الشراكات القائمة والرفع من مستوى التبادل التجاري بين المنطقة العربية والمنطقة الإفريقية من خلال التعاون بين مؤسسات دعم التجارة والاستثمار.
وأكد رئيس البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد بنديكت أوراما أن هنالك علاقة واضحة وطبيعية بين محور أشغال الاجتماع الحادي والثلاثين للبنك الإفريقي للتصدير والاستيراد "أفركسيم بنك" الذي انعقد بجزر البهاماس تحت شعار "إفريقيا واحدة" وتنظيم أشغال الدورة الثالثة للقاءات الأعمال التونسية الإفريقية التي تنعقد بتونس.
وأوضح في تصريح لـ"الصباح" على هامش أشغال لقاءات الأعمال التونسية الإفريقية أن الحضور الإفريقي اليوم يتناغم وما تضمنه شعار أشغال الاجتماع السنوي للبنك من حيث تعزيز التجارة بين تونس ودول القارة الإفريقية.
كما اعتبر أن التجارة البينية هي من أهم برامج البنك إذ يعمل على التشجيع على التجارة البينية القارية والتجارة بين القارة ودول خارج القارة التي يوجد بها سكان من أصول إفريقية مثل دول الكاريبي وبعض الدول الأمريكية والأوروبية.
وشدد على ضرورة تجميع كافة الأفارقة بهدف مزيد تعزيز روابط العلاقات الإفريقية.
ومن جهة أخرى، وحول عودة "أفركسيم بنك" إلى تونس وفتح مكتبه مجددا بها بعد أن أغلق سنة 2008، أكد اوراما انطلاق المحادثات منذ سنوات غير انه خلال فترة "كوفيد-19" تأخرت بعض الإجراءات، مضيفا: "ونحن الآن بصدد إعادة المحادثات الفعلية ومناقشة الالتزامات بين الطرفين بهدف تواجدنا في القريب العاجل بمركز إفريقي للأعمال في تونس".
كما أشار إلى إمكانية تعويض الدولة التونسية للأرض المُتاحة والمملوكة من قبل البنك بأرض أخرى تتسع للمشروع بأكمله.
من جانبه، قال الأمين العام للمنطقة القارية الإفريقية للتبادل الحر "زليكاف" وامكيلي ميني خلال كلمة ألقاها على هامش أشغال الدورة الثالثة للقاءات الأعمال التونسية الإفريقية بالعاصمة، أن تونس في وضع جيد للاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية .
وذكر، أن تونس كانت من الدول الأوائل التي انخرطت في مبادرة التجارة الموجهة في إطار اتفاقية التجارة الحرة القارية في أكتوبر 2022، حيث قامت بإصدار شهادات المنشأ الخاصة باتفاقية التجارة الحرة القارية.
وتحدث حول أهمية الاقتصاد الرقمي في إفريقيا ودوره في الإدماج الاقتصادي خاصة لفئات الشباب والنساء.
كما أشار إلى دور القطاع الخاص في الاستفادة من المزايا التي تتيحها الاتفاقية خاصة لفائدة المتعاملين الاقتصاديين الأفارقة.
- وزيرة التجارة وتنمية الصادرات لـ"الصباح": من الضروري العمل اليوم على رفع صادراتنا إلى إفريقيا
- مدير مركز النهوض بالصادرات لـ"الصباح": نعمل على استغلال كافة الفرص التصديرية المتاحة نحو إفريقيا
- الأمين العام لبرنامج جسور التجارة العربية الإفريقية لـ"الصباح": وقعنا 3 اتفاقيات تماشياً مع التزامنا بتعزيز النمو الاقتصادي المستدام والمرونة في المنطقتين العربية والإفريقية
- رئيس البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد لـ"الصباح":
نحن بصدد مناقشة الالتزامات مع الدولة بهدف تواجدنا في القريب العاجل بمركز إفريقي للأعمال في تونس
تغطية: سفيان المهداوي وعبير الطرابلسي
تونس – الصباح
انطلقت أمس بالعاصمة تونس، فعاليات الدورة الثالثة من "اللقاءات التونسية الإفريقية" تحت شعار "تونس عاصمة إفريقيا للفرص الاقتصادية والتشبيك المهني". ويُعدّ هذا الحدث من أهمّ التظاهرات الاقتصادية التي تُقام في تونس، حيث يجمع بين روّاد الأعمال ورجال الأعمال من مختلف الدول الإفريقية بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدان الإفريقية، وتوسيع قاعدة الصادرات الوطنية نحو الأسواق الإفريقية.
وسجلت التظاهرة مشاركة واسعة في اللقاءات التونسية الإفريقية، حيث شارك أكثر من 500 رجل أعمال من 30 دولة إفريقية، بالإضافة إلى 300 مؤسسة اقتصادية تونسية ناشطة في مختلف القطاعات ، كما تم إبرام اتفاقيات تجارية بين الشركات التونسية والإفريقية، إلى جانب اتفاقيات تتعلق بالأمن الغذائي.
واشرف على تنظيم فعاليات التظاهرة كل من مركز النهوض بالصادرات، ووزارة التجارة وتنمية الصادرات، وبالشراكة مع وكالة التعاون الدولي الألمانية (GIZ) وبرنامج جسور التجارة العربية الإفريقية (AATB) التابع للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة(ITFC) ، كما تم تسجيل حضور وفود رفيعة المستوى من دول إفريقيا جنوب الصحراء وشخصيات هامة وخبراء وممثلين عن عديد الهياكل النظيرة لمركز النهوض بالصادرات والمنظمات الاقتصادية الإقليمية.
كما تمثل اللقاءات فرصة للاستكشاف المؤسسات التونسية، وأيضا لأبرز الفاعلين الاقتصاديين من دول إفريقيا جنوب الصحراء بهدف استكشاف أفضل المنتجات والخدمات المتوفرة في تونس، والتي تهم خاصة قطاعات الصناعات الغذائية والكهربائية والملابس والصناعات الصيدلية ومواد البناء والأشغال العامة، بالإضافة إلى خدمات الصحة والتعليم والتكوين وتكنولوجيا الاتصال والمعلومات.
ووفق ما أعلن عنه مدير مركز النهوض بالصادرات مراد بن حسين لـ"الصباح"، فإن أكثر من 2000 لقاء سيجمع على مدى يوم ونصف رجال الأعمال الأفارقة بممثلين عن مؤسسات اقتصادية تونسية ناشطة في 10 قطاعات واعدة، في حدث يهدف إلى تنمية تدفق المنتوجات الوطنية نحو بلدان القارة الإفريقية، خاصة بعد انضمام تونس، خلال السنوات الأخيرة، إلى المنطقة القارية الأفريقية للتبادل الحر (زليكاف) (ZLECAF) و"السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا كوميسا (COMESA)، وتشدد على أن اللقاءات التونسية الإفريقية، تعد فرصةً هامّةً لتعزيز التعاون الاقتصادي بين تونس والدول الإفريقية. وتأتي هذه اللقاءات في ظلّ تطلّع تونس إلى لعب دورٍ رياديّ في التكامل الاقتصادي الإفريقي، خاصةً بعد انضمامها إلى منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية (زليكاف).
وافتتحت وزيرة التجارة وتنمية الصادرات التونسية، كلثوم بن رجب، اللقاءات التونسية الإفريقية الثالثة في تونس. وقد اعتبرت الوزيرة أن المشاركة المكثفة لعدة مؤسسات إفريقية من 25 دولة وتنظيم أكثر من 2500 لقاء مهني مباشر يمثل فرصة هامة للتشبيك المهني، كما يعكس الاهتمام بهذه اللقاءات الإفريقية التونسية والسعي لاستكشاف إمكانيات جديدة لتعزيز التعاون والمنفعة المتبادلة بين المؤسسات التونسية والإفريقية.
وقالت الوزيرة إنه على الرغم من الظرف العالمي الصعب، إلا أن القارة الإفريقية ظلت تسعى للنجاح، حيث سجلت التجارة الإفريقية ارتفاعًا بنسبة 3.2% لتبلغ 192.2 مليار دولار، وذلك على الرغم من انخفاض التجارة العالمية بنسبة 5.2% في العام السابق. وكشفت وزيرة التجارة وتنمية الصادرات في تونس، كلثوم بن رجب، عن نمو ملحوظ في حصة التجارة الإفريقية خلال عام 2023، على الرغم من تراجع التجارة العالمية بشكل عام.
وأوضحت بن رجب أن "حصة التجارة الإفريقية ارتفعت بنسبة 3.2% خلال العام الماضي، بينما شهدت التجارة العالمية تراجعًا بنسبة 5.2%". وأرجعت الوزيرة هذا الانجاز إلى دور التجمعات الاقتصادية الإفريقية مثل "كوميسا"، وكذلك تفعيل منطقة التجارة الحرة الإفريقية "زليكاف".
وفيما يخص التجارة بين تونس ودول إفريقيا جنوب الصحراء، أشارت بن رجب إلى أن قيمة المبادلات التجارية بلغت 650 مليون دولار في عام 2023، بينما بلغت قيمة الصادرات التونسية إلى تلك الدول 490 مليون دولار، أي ما يمثل 3.5% من إجمالي صادرات تونس.
وأبرزت الوزيرة أن الصناعات الكهربائية والميكانيكية والغذائية والزراعية تستأثر بأكثر من 90% من هذه المبادلات التجارية. كما لفتت إلى وجود إمكانات كبيرة غير مستغلة في مجال التجارة بين البلدان الإفريقية، ودعت إلى تضافر الجهود لتعزيز مستويات التجارة داخل القارة وضمان مشاركة أوسع في التجارة العالمية.
من جهة أخرى، دعت وزيرة التجارة، في تصريح لـ"الصباح" إلى ضرورة العمل على تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية، إلى جانب رفع الصادرات، مشيرة إلى وجود فرص يمكن لتونس استغلالها داخل إفريقيا.
وتابعت بالقول إن الهدف اليوم هو رفع التعاون التجاري مع الدول الإفريقية، خصوصا وأن العديد من الدول تحبذ المنتجات التونسية، كذلك من الضروري على تونس أيضا استيراد بعض المنتجات الضرورية من نفس الدول التي نصدر إليها، وذلك لخلق مناخ تجاري تسوده الثقة المتبادلة بين كافة الأطراف التي تتعامل معها تونس، على حد قولها.
وتأتي تصريحات بن رجب على هامش افتتاح الدورة الثالثة للقاءات التونسية الإفريقية، التي تنظمها وزارة التجارة بالتعاون مع وزارة الخارجية وبإشراف رئيس الحكومة أحمد الحشاني.
من جهته، أعلن الأمين العام لبرنامج جسور التجارة العربية الإفريقية والرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة هاني سنبل تسلم تونس ممثلة في وزيرة الاقتصاد والتخطيط فريال الورغي السبعي رئاسة برنامج جسور لتونس للفترة 2024-2025 خلال أشغال الاجتماع الرابع لمجلس محافظي برنامج جسور لسنة 2024 المنعقد، أمس الثلاثاء، في تونس والذي ينتظم على هامش أشغال الدورة الثالثة للقاءات الأعمال التونسية الإفريقية بالعاصمة.
وقد سجل حضور أكثر من 15 وفداً في الاجتماع الرابع لمجلس المحافظين، إضافة إلى مشاركة شركاء البرنامج الرئيسيين، بما في ذلك البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد(Afreximbank)، والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا(BADEA)، والبنك الإسلامي للتنمية(IsDB)، والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة(ITFC)، والمؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات(ICIEC)، والمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص (ICD).
ومن أبرز ما يميز هذا الحدث تنظيم حلقة نقاش حول "سد الفجوة لدعم الأمن الغذائي"، حيث أنشأ برنامج جسور التجارة العربية الإفريقية في عام 2023 مبادرة مصممة لمعالجة التحديات الملحة للأمن الغذائي في المنطقة العربية والإفريقية بهدف تعزيز الإنتاجية الزراعية، وضمان نظم غذائية مستدامة، وتحسين سبل عيش المجتمعات في جميع أنحاء الدول العربية والإفريقية.
وقال سنبل في تصريح لـ"الصباح" انه في إطار برنامج جسور التجارة العربية الإفريقية، تم توقيع 3 اتفاقيات، موضحا:"تماشياً مع التزام البرنامج جسور التجارة العربية الإفريقية بتعزيز النمو الاقتصادي المستدام والمرونة في كلتا المنطقتين، وفر الحدث منصة لأصحاب المصلحة لتعزيز الشراكات من خلال توقيع، أولا خطاب نوايا لتجديد عضوية مصر في برنامج جسور التجارة العربية والإفريقية: وقعه هاني سالم سنبل الأمين العام لبرنامج جسور التجارة العربية الإفريقية وعمرو هزاع الوزير المفوض للتجارة ومستشار الوزير ورئيس وحدة مشاريع التنمية بوزارة التجارة، مصر، وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز صادرات مصر ودعم القطاعات الاقتصادية المختلفة وتنفيذ خطة عمل شاملة.
وثانيا اتفاقية دعم تطوير برنامج الحدائق الزراعية الإفريقية المشتركة، حيث تهدف هذه الاتفاقية الموقعة بين المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة و"أفريكسيم بنك" ومنتدى البحوث الزراعية في إفريقيا إلى تقديم الدعم المؤسسي لبرنامج الحدائق الزراعية الإفريقية المشتركة من عام 2024 إلى عام 2026، وقد تم تصميم هذه المبادرة لتعزيز الإنتاجية الزراعية والاستدامة في إفريقيا، مع التركيز على إنشاء حدائق زراعية صناعية تعمل كمراكز للابتكار ونقل التكنولوجيا والتنمية الاقتصادية.
وثالثا مذكرة تعاون بين الوكالة التونسية للتعاون الفني والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة؛ ووقع هذه الاتفاقية الإطارية المدير العام للوكالة التونسية للتعاون الفني محمد بليدي والرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة هاني سالم سنبل، وتهدف إلى تطوير ودعم القدرات الفنية وتنمية المهارات في الدول الأعضاء في المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة. ويغطي التعاون مجالات مثل تنفيذ مشاريع لدعم القدرات الفنية، واختيار الخبراء التونسيين لمهام المساعدة الفنية، وتنظيم الدورات التدريبية وورش العمل والندوات في تونس.
وفي سياق متصل، اعتبر سنبل أن هذا الحدث الذي يُعقد بالتعاون مع الحكومة التونسية يهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي وتعزيز العلاقات التجارية بين الدول العربية والإفريقية.
كما أفاد أنه سيتم تخصيص برامج سنوية لكل دولة عضو والتي يفوق عددها حاليا الـ17 من بينها تونس ومصر وغينيا...، في انتظار التحاق دول أخرى ومن بينها دول من مجلس التعاون الخليجي.
وللتذكير فقد تم إطلاق برنامج جسور التجارة العربية الإفريقية عام 2017 في المغرب، والذي يهدف أساسا لتطوير شراكات تجارية بين دول المنطقتين وتعزيز الشراكات القائمة والرفع من مستوى التبادل التجاري بين المنطقة العربية والمنطقة الإفريقية من خلال التعاون بين مؤسسات دعم التجارة والاستثمار.
وأكد رئيس البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد بنديكت أوراما أن هنالك علاقة واضحة وطبيعية بين محور أشغال الاجتماع الحادي والثلاثين للبنك الإفريقي للتصدير والاستيراد "أفركسيم بنك" الذي انعقد بجزر البهاماس تحت شعار "إفريقيا واحدة" وتنظيم أشغال الدورة الثالثة للقاءات الأعمال التونسية الإفريقية التي تنعقد بتونس.
وأوضح في تصريح لـ"الصباح" على هامش أشغال لقاءات الأعمال التونسية الإفريقية أن الحضور الإفريقي اليوم يتناغم وما تضمنه شعار أشغال الاجتماع السنوي للبنك من حيث تعزيز التجارة بين تونس ودول القارة الإفريقية.
كما اعتبر أن التجارة البينية هي من أهم برامج البنك إذ يعمل على التشجيع على التجارة البينية القارية والتجارة بين القارة ودول خارج القارة التي يوجد بها سكان من أصول إفريقية مثل دول الكاريبي وبعض الدول الأمريكية والأوروبية.
وشدد على ضرورة تجميع كافة الأفارقة بهدف مزيد تعزيز روابط العلاقات الإفريقية.
ومن جهة أخرى، وحول عودة "أفركسيم بنك" إلى تونس وفتح مكتبه مجددا بها بعد أن أغلق سنة 2008، أكد اوراما انطلاق المحادثات منذ سنوات غير انه خلال فترة "كوفيد-19" تأخرت بعض الإجراءات، مضيفا: "ونحن الآن بصدد إعادة المحادثات الفعلية ومناقشة الالتزامات بين الطرفين بهدف تواجدنا في القريب العاجل بمركز إفريقي للأعمال في تونس".
كما أشار إلى إمكانية تعويض الدولة التونسية للأرض المُتاحة والمملوكة من قبل البنك بأرض أخرى تتسع للمشروع بأكمله.
من جانبه، قال الأمين العام للمنطقة القارية الإفريقية للتبادل الحر "زليكاف" وامكيلي ميني خلال كلمة ألقاها على هامش أشغال الدورة الثالثة للقاءات الأعمال التونسية الإفريقية بالعاصمة، أن تونس في وضع جيد للاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية .
وذكر، أن تونس كانت من الدول الأوائل التي انخرطت في مبادرة التجارة الموجهة في إطار اتفاقية التجارة الحرة القارية في أكتوبر 2022، حيث قامت بإصدار شهادات المنشأ الخاصة باتفاقية التجارة الحرة القارية.
وتحدث حول أهمية الاقتصاد الرقمي في إفريقيا ودوره في الإدماج الاقتصادي خاصة لفئات الشباب والنساء.
كما أشار إلى دور القطاع الخاص في الاستفادة من المزايا التي تتيحها الاتفاقية خاصة لفائدة المتعاملين الاقتصاديين الأفارقة.