إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

جراء ضعف التمويل وغياب الفضاءات المناسبة.. إشكاليات تعاني منها المهرجانات الصيفية

 

 

 محسن بن احمد

تونس-الصباح

تطفو على السطح - مع انطلاق المهرجانات الصيفية - العديد من الإشكاليات انطلاقا من ضعف التمويل وصولا إلى الفضاءات الحاضنة للعروض الفنية والمسرحية ...

ويتفق اهل الاختصاص في هذا المجال على أن ضعف التمويل المادي يمثل إشكالية ومعضلة تعاني منها أغلب المهرجانات الصيفية داخل البلاد بشكل واضح وجلي وتسعى هذه المهرجانات إلى العمل والإعداد في ظروف صعبة تدفعها إلى الدخول في مغامرة مالية مجهولة العواقب قد تكون من نتائجها أن يلجأ مدير المهرجان الى بيع ممتلكاته الخاصة لتسديد ما على المهرجان من التزامات مالية تجاه الفنانين والبنوك في الآجل المحدد أمام الانتظار الطويل والممل للدعم والذي قد يمتد الى شهور طويلة، ولنا في ذلك اكثر من مثال.

*ساحات للمهرجانات

هو حتما إشكال مزمن تعاني منه المهرجانات الصيفية ذات الطابع الوطني والمحلي بصفة خاصة، وقد يمتد ليشمل بعض المهرجانات الدولية فيكون الحل بالإلغاء او التأجيل في ظل عدم توفر الفضاء المناسب للعروض.

وقد مثلت المعاهد الثانوية في فترة سابقة حلا وقتيا للبعض من هذه المهرجانات من ذلك على سبيل الذكر لا الحصر مهرجان المدينة الجديدة ببن عروس الذي وجد في ساحة احد المعاهد الثانوية فضاء تتم تهيئته لعروضه الصيفية، وقس على ذلك الكثير من المهرجانات ، في حين اختارت مهرجانات أخرى دور الثقافة لتنفيذ برامجها الفنية التي تقتصر عادة على سهرات محدودة كما وكيفا

وتلجأ مهرجانات أخرى الى كراء الملعب البلدي بالجهة لتنفيذ برامج عروضها الفنية ولنا في مهرجان نابل الصيفي في دورته الماضية خير دليل على ذلك، دون ان ننسى ان مهرجان منزل تميم لجأ في أكثر من دورة إلى القاعة الرياضية المغطاة لتقديم عروضه، وهو نفس التمشي الذي تم اعتماده خلال فترة التسعينات بدرجة أولى التي شهدت دورات المهرجان الوطني للموسيقيين للهواة بمنزل تميم حيث كانت القاعة الرياضية المغطاة فضاء لسهراته ومسابقاته الموسيقية.

* الزهراء دون مهرجان

ونشير في هذا الاتجاه إلى أن مدينة الزهراء ستكون للصائفة الثانية على التوالي دون مهرجان صيفي اعتبارا للحالة المتردية التي كان ولا يزال عليها مسرح الهواء الطلق والذي يحمل اسم احد اعلام التمثيل الإذاعي الراحل محمد بن علي .. فهذا الفضاء يحتاج الى إعادة صيانة وهيكلة وتهيئة بعد تفاقم حالته بشكل لافت ورغم نداءات الاستغاثة هنا وهناك فلا البلدية تحركت ولا اهل الشأن الثقافي بادروا بإحياء هذا الفضاء.

ونذكر في هذا المجال انه تم الغاء مهرجان المتلوي الصيفي في دورة سابقة بعد تعذر توفر الفضاء المناسب لاحتضان العروض.

*مهرجان الجاز بطبرقة

مهدد بالإلغاء؟

في طبرقة تتجه النية الى الغاء دورة هذه الصائفة للمهرجان الدولي للجاز، وهو نفس التمشي الذي كانت عليه الهيئة المديرة للمهرجان في الصائفة الماضية حيث تم الغاء الدورة 20 للمهرجان التي تزامنت مع الاحتفالات بالذكرى 50 لتأسيسه وفسرت الهيئة المديرة قرار الغاء دورة 2023 للمهرجان ان القرار جاء نتيجة "نقص وانعدام التمويلات وعدم تعاون وزارتي السياحة والثقافة جعلت من المستحيل تنظيم المهرجان بمستوى يليق بشهرته الدولية، رغم الجهود الحثيثة والتنازلات والمرونة الكبيرة التي قدمها فريق التنظيم"، كما بينت ذلك منذ سنة ويبدو ان هذا الإشكال مازال يلقى بظلاله بشكل كبير مما دفع إلى الحديث بشكل لافت هذه الصائفة إلى التوجه لإلغاء دورة هذه السنة أيضا ؟

 

 

 

جراء ضعف التمويل وغياب الفضاءات المناسبة.. إشكاليات تعاني منها المهرجانات الصيفية

 

 

 محسن بن احمد

تونس-الصباح

تطفو على السطح - مع انطلاق المهرجانات الصيفية - العديد من الإشكاليات انطلاقا من ضعف التمويل وصولا إلى الفضاءات الحاضنة للعروض الفنية والمسرحية ...

ويتفق اهل الاختصاص في هذا المجال على أن ضعف التمويل المادي يمثل إشكالية ومعضلة تعاني منها أغلب المهرجانات الصيفية داخل البلاد بشكل واضح وجلي وتسعى هذه المهرجانات إلى العمل والإعداد في ظروف صعبة تدفعها إلى الدخول في مغامرة مالية مجهولة العواقب قد تكون من نتائجها أن يلجأ مدير المهرجان الى بيع ممتلكاته الخاصة لتسديد ما على المهرجان من التزامات مالية تجاه الفنانين والبنوك في الآجل المحدد أمام الانتظار الطويل والممل للدعم والذي قد يمتد الى شهور طويلة، ولنا في ذلك اكثر من مثال.

*ساحات للمهرجانات

هو حتما إشكال مزمن تعاني منه المهرجانات الصيفية ذات الطابع الوطني والمحلي بصفة خاصة، وقد يمتد ليشمل بعض المهرجانات الدولية فيكون الحل بالإلغاء او التأجيل في ظل عدم توفر الفضاء المناسب للعروض.

وقد مثلت المعاهد الثانوية في فترة سابقة حلا وقتيا للبعض من هذه المهرجانات من ذلك على سبيل الذكر لا الحصر مهرجان المدينة الجديدة ببن عروس الذي وجد في ساحة احد المعاهد الثانوية فضاء تتم تهيئته لعروضه الصيفية، وقس على ذلك الكثير من المهرجانات ، في حين اختارت مهرجانات أخرى دور الثقافة لتنفيذ برامجها الفنية التي تقتصر عادة على سهرات محدودة كما وكيفا

وتلجأ مهرجانات أخرى الى كراء الملعب البلدي بالجهة لتنفيذ برامج عروضها الفنية ولنا في مهرجان نابل الصيفي في دورته الماضية خير دليل على ذلك، دون ان ننسى ان مهرجان منزل تميم لجأ في أكثر من دورة إلى القاعة الرياضية المغطاة لتقديم عروضه، وهو نفس التمشي الذي تم اعتماده خلال فترة التسعينات بدرجة أولى التي شهدت دورات المهرجان الوطني للموسيقيين للهواة بمنزل تميم حيث كانت القاعة الرياضية المغطاة فضاء لسهراته ومسابقاته الموسيقية.

* الزهراء دون مهرجان

ونشير في هذا الاتجاه إلى أن مدينة الزهراء ستكون للصائفة الثانية على التوالي دون مهرجان صيفي اعتبارا للحالة المتردية التي كان ولا يزال عليها مسرح الهواء الطلق والذي يحمل اسم احد اعلام التمثيل الإذاعي الراحل محمد بن علي .. فهذا الفضاء يحتاج الى إعادة صيانة وهيكلة وتهيئة بعد تفاقم حالته بشكل لافت ورغم نداءات الاستغاثة هنا وهناك فلا البلدية تحركت ولا اهل الشأن الثقافي بادروا بإحياء هذا الفضاء.

ونذكر في هذا المجال انه تم الغاء مهرجان المتلوي الصيفي في دورة سابقة بعد تعذر توفر الفضاء المناسب لاحتضان العروض.

*مهرجان الجاز بطبرقة

مهدد بالإلغاء؟

في طبرقة تتجه النية الى الغاء دورة هذه الصائفة للمهرجان الدولي للجاز، وهو نفس التمشي الذي كانت عليه الهيئة المديرة للمهرجان في الصائفة الماضية حيث تم الغاء الدورة 20 للمهرجان التي تزامنت مع الاحتفالات بالذكرى 50 لتأسيسه وفسرت الهيئة المديرة قرار الغاء دورة 2023 للمهرجان ان القرار جاء نتيجة "نقص وانعدام التمويلات وعدم تعاون وزارتي السياحة والثقافة جعلت من المستحيل تنظيم المهرجان بمستوى يليق بشهرته الدولية، رغم الجهود الحثيثة والتنازلات والمرونة الكبيرة التي قدمها فريق التنظيم"، كما بينت ذلك منذ سنة ويبدو ان هذا الإشكال مازال يلقى بظلاله بشكل كبير مما دفع إلى الحديث بشكل لافت هذه الصائفة إلى التوجه لإلغاء دورة هذه السنة أيضا ؟