إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

باحث في علم الاجتماع لـ«الصباح»: السياسات الخاطئة وانتشار ثقافة اليأس والإحباط دفعت بالشباب لـ«الحرقان»

لمعرفة‭ ‬أهم‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬‮«‬الحرقان‮»‬‭ ‬خاصة خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‮ ‬‭ ‬اتصلت‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬بسامي‭ ‬نصر‭ ‬الباحث‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬بأن‭ ‬موضوع‭ ‬الهجرة‭ ‬السرية‭ ‬طرح‭ ‬بقوة‭ ‬وتفشت‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2007‭ ‬حيث‭ ‬حصلت‭ ‬ضجة‭ ‬كبرى‭ ‬حينها‭ ‬بعد‭ ‬غرق‭ ‬مركب‭ ‬على‭ ‬متنه‭ ‬185‭ ‬‮«‬حارقا‮»‬‭ ‬وعندما‭ ‬طرح‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬حينها‭ ‬قبل‭ ‬الثورة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬حكومي‭ ‬تم‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحارقين‭ ‬الذين‭ ‬توفوا‭ ‬ليسوا‭ ‬تونسيين‭ ‬وبأن‭ ‬تونس‭ ‬مجرد‭ ‬أرض‭ ‬عبور‭ ‬وهي‭ ‬نفس‭ ‬الإشكالية‭ ‬التي‭ ‬طرحت‭ ‬مع‭ ‬ظاهرتي‭ ‬انتشار‭ ‬المخدرات‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬خصوص‭ ‬ظاهرة‭ ‬الإرهاب‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬اعتبار‭ ‬تونس‭ ‬أرض‭ ‬عبور‭ ‬فقط‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإننا‭ ‬لسنا‭ ‬معنيين‭ ‬بهذه‭ ‬المسائل‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬أرض‭ ‬عبور‭ ‬ونحن‭ ‬معنيون‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬بالأمر‭ ‬واعتبر‭ ‬اننا‭ ‬نجني‮ ‬حصاد‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اتخاذها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وهي‭ ‬سياسات‭ ‬خاطئة من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومات‭ ‬السابقة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬حكومات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الثورة‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬حكومات‭ ‬اليوم‭ ‬لم‭ ‬تنقذ‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬إنقاذه‭ ‬لوضع‭ ‬حد‭ ‬لظاهرة‭ ‬‮«‬الحرقان‮»‬‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬نسبة‭ ‬‮«‬الحرقان‮»‬‭ ‬ترتفع‭ ‬بنسق‭ ‬وشكل‭ ‬كبيرين‭.‬

وأكد‭ ‬نصر‭ ‬بأن‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬أسباب‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬اليأس‭ ‬وأوضح‭ ‬بأنه‭ ‬يجب‭ ‬دراسة‭ ‬ظاهرة‭ ‬‮«‬الحرقان‮»‬‭ ‬ليس‭ ‬كظاهرة‭ ‬اجتماعية‭ ‬سلبية بل‭ ‬كرسالة‭ ‬اجتماعية‭ ‬مشفرة‭ ‬نتحمل‭ ‬نحن‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬فيها‭ ‬فالشباب‭ ‬فقد‭ ‬الأمل‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬عقلية‭ ‬جديدة‭ ‬لديه‭ ‬وهي‭ ‬ثقافة‭ ‬اليأس‭ ‬والإحباط‭ ‬أمام‭ ‬مرارة‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬يعيشه‭ ‬فما‭ ‬نسميه‭ ‬بقوارب‭ ‬الموت‮ ‬‭ ‬يمثل‭ ‬قوارب‭ ‬الحياة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للشباب‭ ‬اليائس‭.‬

وأكد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الفئات‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬على‭ ‬الهامش‭ ‬حيث‭ ‬يحسون‭ ‬بأن‭ ‬لا‭ ‬قيمة‭ ‬لهم‭ ‬إلا‭ ‬خلال‭ ‬الحملات‭ ‬الانتخابية‭ ‬حيث‭ ‬يتم الترويج‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الحملات‭ ‬للاعتناء‭ ‬بالشباب‭ ‬وبتشغيلهم‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬يتم‭ ‬إهمالهم‭ ‬مما‭ ‬يجعلهم‭ ‬يفكرون‭ ‬في‭ ‬‮«‬الحرقان‮»‬‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬الذات‭ ‬والحياة‭ ‬ويرون‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬المتوسط‭ ‬الجنة‭ ‬الموعودة‭ ‬رغم‭ ‬أنهم‭ ‬سيعيشون‭ ‬جحيما‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يعيشونه‭ ‬في‭ ‬بلادهم‮ ‬‭ ‬لذلك‮ ‬‭ ‬يجب‭ ‬إعادة‭ ‬ثقافة‭ ‬الأمل‭ ‬إليهم‭ ‬سيما‭ ‬وأن‭ ‬كافة‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬والسلطة‭ ‬السياسية‭ ‬مقصرون‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬الفئة‭ ‬الشبابية‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تواصل‭ ‬الوضع‭ ‬المؤلم‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬مع‭ ‬فقدان‭ ‬الأمل‭ ‬لديهم‭ ‬يبعث‭ ‬على‭ ‬الخوف‭.‬

◗‭ ‬فاطمة‭ ‬الجلاصي

لمعرفة‭ ‬أهم‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬‮«‬الحرقان‮»‬‭ ‬خاصة خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‮ ‬‭ ‬اتصلت‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬بسامي‭ ‬نصر‭ ‬الباحث‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬بأن‭ ‬موضوع‭ ‬الهجرة‭ ‬السرية‭ ‬طرح‭ ‬بقوة‭ ‬وتفشت‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2007‭ ‬حيث‭ ‬حصلت‭ ‬ضجة‭ ‬كبرى‭ ‬حينها‭ ‬بعد‭ ‬غرق‭ ‬مركب‭ ‬على‭ ‬متنه‭ ‬185‭ ‬‮«‬حارقا‮»‬‭ ‬وعندما‭ ‬طرح‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬حينها‭ ‬قبل‭ ‬الثورة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬حكومي‭ ‬تم‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحارقين‭ ‬الذين‭ ‬توفوا‭ ‬ليسوا‭ ‬تونسيين‭ ‬وبأن‭ ‬تونس‭ ‬مجرد‭ ‬أرض‭ ‬عبور‭ ‬وهي‭ ‬نفس‭ ‬الإشكالية‭ ‬التي‭ ‬طرحت‭ ‬مع‭ ‬ظاهرتي‭ ‬انتشار‭ ‬المخدرات‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬خصوص‭ ‬ظاهرة‭ ‬الإرهاب‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬اعتبار‭ ‬تونس‭ ‬أرض‭ ‬عبور‭ ‬فقط‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإننا‭ ‬لسنا‭ ‬معنيين‭ ‬بهذه‭ ‬المسائل‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬أرض‭ ‬عبور‭ ‬ونحن‭ ‬معنيون‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬بالأمر‭ ‬واعتبر‭ ‬اننا‭ ‬نجني‮ ‬حصاد‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اتخاذها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وهي‭ ‬سياسات‭ ‬خاطئة من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومات‭ ‬السابقة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬حكومات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الثورة‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬حكومات‭ ‬اليوم‭ ‬لم‭ ‬تنقذ‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬إنقاذه‭ ‬لوضع‭ ‬حد‭ ‬لظاهرة‭ ‬‮«‬الحرقان‮»‬‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬نسبة‭ ‬‮«‬الحرقان‮»‬‭ ‬ترتفع‭ ‬بنسق‭ ‬وشكل‭ ‬كبيرين‭.‬

وأكد‭ ‬نصر‭ ‬بأن‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬أسباب‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬اليأس‭ ‬وأوضح‭ ‬بأنه‭ ‬يجب‭ ‬دراسة‭ ‬ظاهرة‭ ‬‮«‬الحرقان‮»‬‭ ‬ليس‭ ‬كظاهرة‭ ‬اجتماعية‭ ‬سلبية بل‭ ‬كرسالة‭ ‬اجتماعية‭ ‬مشفرة‭ ‬نتحمل‭ ‬نحن‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬فيها‭ ‬فالشباب‭ ‬فقد‭ ‬الأمل‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬عقلية‭ ‬جديدة‭ ‬لديه‭ ‬وهي‭ ‬ثقافة‭ ‬اليأس‭ ‬والإحباط‭ ‬أمام‭ ‬مرارة‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬يعيشه‭ ‬فما‭ ‬نسميه‭ ‬بقوارب‭ ‬الموت‮ ‬‭ ‬يمثل‭ ‬قوارب‭ ‬الحياة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للشباب‭ ‬اليائس‭.‬

وأكد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الفئات‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬على‭ ‬الهامش‭ ‬حيث‭ ‬يحسون‭ ‬بأن‭ ‬لا‭ ‬قيمة‭ ‬لهم‭ ‬إلا‭ ‬خلال‭ ‬الحملات‭ ‬الانتخابية‭ ‬حيث‭ ‬يتم الترويج‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الحملات‭ ‬للاعتناء‭ ‬بالشباب‭ ‬وبتشغيلهم‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬يتم‭ ‬إهمالهم‭ ‬مما‭ ‬يجعلهم‭ ‬يفكرون‭ ‬في‭ ‬‮«‬الحرقان‮»‬‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬الذات‭ ‬والحياة‭ ‬ويرون‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬المتوسط‭ ‬الجنة‭ ‬الموعودة‭ ‬رغم‭ ‬أنهم‭ ‬سيعيشون‭ ‬جحيما‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يعيشونه‭ ‬في‭ ‬بلادهم‮ ‬‭ ‬لذلك‮ ‬‭ ‬يجب‭ ‬إعادة‭ ‬ثقافة‭ ‬الأمل‭ ‬إليهم‭ ‬سيما‭ ‬وأن‭ ‬كافة‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬والسلطة‭ ‬السياسية‭ ‬مقصرون‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬الفئة‭ ‬الشبابية‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تواصل‭ ‬الوضع‭ ‬المؤلم‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬مع‭ ‬فقدان‭ ‬الأمل‭ ‬لديهم‭ ‬يبعث‭ ‬على‭ ‬الخوف‭.‬

◗‭ ‬فاطمة‭ ‬الجلاصي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews