إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بمشاركة 100 خبير من 32 دولة.. تونس تفتتح أكبر تظاهرة إفريقية حول الذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي

 

افتتحت تونس، أمس الثلاثاء 9 سبتمبر 2025، بقصر المعارض بالكرم، فعاليات الدورة الثانية من “المعرض الإفريقي للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والمؤسسات الناشئة – بيغ تاك افريقيا”، بحضور وزير تكنولوجيات الاتصال سفيان الهميسي وعدد من ممثلي الهياكل الرسمية والاقتصادية. وتمثل هذه التظاهرة، التي تتواصل إلى غاية 11 سبتمبر، أكبر معرض إفريقي مخصص للابتكار والتكنولوجيا، إذ تجمع آلاف المشاركين من القارة وخارجها، بينهم شركات ناشئة ومستثمرون وخبراء عالميون، في فضاء يهدف إلى إبراز آخر التطورات التقنية وتوفير فرص شراكة واستثمار في مجالات متعددة.

هذه التظاهرة، التي وُصفت بأنها الأكبر من نوعها في القارة، جمعت زهاء 12 ألف مشارك من 12 دولة، وأبرزت تونس كوجهة رائدة للابتكار وريادة الأعمال الرقمية على الصعيدين الإقليمي والدولي. 

الحدث لم يكن مجرد معرض للتقنيات الحديثة، بل شكل منصة التقاء بين الأفكار التكنولوجية والفرص الاستثمارية، حيث خصصت أكثر من 10 آلاف متر مربع للأجنحة والعروض واللقاءات الثنائية، محتضنةً 200 شركة ناشئة وعارض و50 مستثمرا من إفريقيا والعالم، إلى جانب 100 متحدث من كبار الخبراء ممثلين لـ32 دولة. 

الذكاء الاصطناعي محور استراتيجية وطنية  

 في تصريح لـ«الصباح» ، شدد وزير تكنولوجيات الاتصال سفيان الهميسي على أن الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارا تقنيا فحسب، بل صار جزءا أساسيا من الاستراتيجية الوطنية التي تنفذها الوزارة لتعزيز الدور الريادي للقطاع الرقمي. وأوضح أن هذه الاستراتيجية، الممتدة بين 2026 و2030، تسعى إلى تطوير ذكاء اصطناعي مسؤول يضع خدمة الإنسان في صلب اهتماماته، ويعالج الجوانب التربوية والاجتماعية بقدر ما يهتم بالأبعاد التقنية. 

وعدد الوزير محاور هذه الاستراتيجية، التي تشمل رقمنة الخدمات الإدارية والعمومية، وتطوير الاقتصاد الرقمي، ودعم الابتكار وريادة الأعمال، فضلا عن تطوير البنى التحتية للاتصالات وتأمين الفضاء السيبرني وتعزيز الثقة الرقمية. وأعلن بالمناسبة عن قرب الانتهاء من إعداد الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، التي ستضمن لتونس مكانة بارزة إقليميا ودوليا في هذا المجال الحيوي.

كما أشار إلى أن تونس استكملت تغطية موسعة لشبكات الجيل الخامس في مختلف الولايات، وهو ما يعزز البنية التحتية الرقمية ويمنح دفعة نوعية لموجة الابتكار القادمة.

1150 شركة ناشئة والعدد في ازدياد

وكشف الهميسي خلال كلمته الافتتاحية أن برنامج “الشركات الناشئة” الذي أطلقته تونس منذ بضع سنوات مكّن من اعتماد أكثر من 1150 مؤسسة ناشئة إلى اليوم، مؤكدا أن الهدف هو توفير مناخ ملائم لبعث المزيد من المؤسسات وتشجيعها على الولوج إلى التمويل والأسواق الدولية والصفقات العمومية. . 

ولفت الوزير إلى أن هذه الجهود انعكست مباشرة على موقع تونس في الخارطة العالمية للتجديد التكنولوجي، حيث تقدمت البلاد بثماني مراتب في مؤشر «غلوبال ستارت آب» لسنة 2025، مع تسجيل نمو سنوي بلغ 15.3 % واحتلال المرتبة الثانية إفريقيا، فضلا عن تموقعها ضمن 350 مدينة عالمية رائدة في مجال الابتكار. 

تونس قادرة على استقطاب عمالقة التكنولوجيا

من جانبه، أكد رئيس لجنة تنظيم التظاهرة، اسكندر الهدار، في تصريح لـ«الصباح» ، أن «بيغ تاك افريقيا» يمثل رسالة للعالم مفادها أن تونس اليوم تملك كفاءات وابتكارات رقمية قادرة على استقطاب عمالقة التكنولوجيا. وأوضح أن النسخة الثانية من هذه التظاهرة ركزت بشكل خاص على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مراهنة على إبراز القدرات البشرية التونسية في هذا الميدان من أجل استقطاب الاستثمار ودعم الشراكات الإفريقية. 

وأشار الهدار إلى أن الأجنحة المخصصة للشركات الناشئة والمبتكرين عرضت تقنيات متطورة في مجالات متنوعة مثل الصحة الرقمية، الزراعة الذكية، التعليم عن بعد، الطاقات المتجددة، الأمن السيبرني، والتمويل الرقمي. وأبرز أن هذه الحلول تستجيب لتحديات التنمية في القارة الإفريقية، مؤكدا أن المنظمين حرصوا على أن تكون التظاهرة حاضنة للأفكار العملية والملموسة أكثر من مجرد فضاء للعرض. 

 اروقة تمتلئ بالابتكارات 

وشملت أروقة “بيغ تاك افريقيا” أقساما جديدة أثارت اهتمام الزوار، خاصة تلك المتعلقة بحلول الدفع الإلكتروني، حيث عرضت مؤسسات ناشئة تقنيات تمكّن من إتمام المعاملات المالية بسرعة وأمان، سواء عبر الهاتف الذكي أو البطاقات الرقمية أو الأنظمة البيومترية. هذه الابتكارات لقيت إقبالا من أصحاب المؤسسات المالية والمستثمرين، بالنظر إلى الارتفاع السريع لاحتياجات القارة في مجال الشمول المالي.  كما تميز الركن المخصص للذكاء الاصطناعي بعرض تطبيقات عملية تستهدف تحسين تشخيص الأمراض في القطاع الصحي، وتطوير حلول متابعة المحاصيل في الزراعة الذكية باستخدام الدرونز ونماذج التوقع. أما في التعليم، فقد كان الذكاء الاصطناعي حاضرا عبر منصات تفاعلية للتكوين عن بعد قادرة على تخصيص تجربة تعليمية فردية لكل طالب. 

وفي مجال الطاقة والأمن السيبرني، استعرضت شركات برامج رقمية متقدمة لحماية البنية التحتية من الهجمات، وحلولا ذكية لترشيد استهلاك الكهرباء باستخدام أنظمة مراقبة وتحكم مدعومة بالتحليل الآني للبيانات. هذه المساحات المبتكرة عكست، بحسب المنظمين، قدرة تونس على أن تكون جسرا لنقل التكنولوجيا الملائمة لاحتياجات إفريقيا. 

فرص جديدة لدفع الاقتصاد الرقمي الإفريقي

ولم يكن «بيغ تاك افريقيا» مجرد معرض محدود في الزمن، بل هو حسب القائمين عليه فضاء يؤسس لشبكة من العلاقات التجارية والعلمية القادرة على الاستمرار. فالمشاركون وجدوا في الأجنحة والورشات مجالا لعقد شراكات، سواء في الاستثمار أو في البحث العلمي أو في تطوير برامج تدريبية مشتركة. وقد بدا جليا أن التظاهرة تخاطب القارة الإفريقية بروح عملية، ساعية إلى تطويع التكنولوجيا لمواجهة تحديات التنمية من خلال حلول واقعية. 

اللافت في هذه الدورة، كان الحضور الواسع للشركات الناشئة التونسية والإفريقية، التي لم تكتف بتقديم منتجاتها، بل سعت إلى إقناع المستثمرين بجدية مشاريعها وقدرتها على التوسع. ويؤكد المنظمون أن التظاهرة خصصت فضاءات لمرافقة هؤلاء الشباب عبر جلسات تكوين وإرشاد، إضافة إلى مسابقات لأفضل الابتكارات، وذلك بهدف تمكينهم من الدعم المالي والتقني اللازم للوصول إلى الأسواق العالمية. 

رسالة تونس إلى العالم

وتتواصل فعاليات «بيغ تاك افريقيا» ، على امتداد 3 ايام، مبرزة، قدرة تونس على لعب دور محوري في المشهد الرقمي الإفريقي والعالمي. فالحدث لم يكن مناسبة لاستعراض ما تحقق فحسب، بل كان رسالة واضحة إلى المستثمرين مفادها أن البلاد تمتلك المقومات العلمية والتشريعية والبنية التحتية القادرة على دعم اقتصاد رقمي تنافسي. ومن خلال حلول الذكاء الاصطناعي وتجارب الدفع الإلكتروني والشركات الناشئة، أثبتت تونس أن التكنولوجيا ليست مجرد صناعة، بل رافعة للتنمية وفضاء لتكريس الكفاءات الشابة وتحويل الأفكار إلى مشاريع مستقبلية.

سفيان المهداوي

بمشاركة 100 خبير من 32 دولة..   تونس تفتتح أكبر تظاهرة إفريقية حول الذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي

 

افتتحت تونس، أمس الثلاثاء 9 سبتمبر 2025، بقصر المعارض بالكرم، فعاليات الدورة الثانية من “المعرض الإفريقي للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والمؤسسات الناشئة – بيغ تاك افريقيا”، بحضور وزير تكنولوجيات الاتصال سفيان الهميسي وعدد من ممثلي الهياكل الرسمية والاقتصادية. وتمثل هذه التظاهرة، التي تتواصل إلى غاية 11 سبتمبر، أكبر معرض إفريقي مخصص للابتكار والتكنولوجيا، إذ تجمع آلاف المشاركين من القارة وخارجها، بينهم شركات ناشئة ومستثمرون وخبراء عالميون، في فضاء يهدف إلى إبراز آخر التطورات التقنية وتوفير فرص شراكة واستثمار في مجالات متعددة.

هذه التظاهرة، التي وُصفت بأنها الأكبر من نوعها في القارة، جمعت زهاء 12 ألف مشارك من 12 دولة، وأبرزت تونس كوجهة رائدة للابتكار وريادة الأعمال الرقمية على الصعيدين الإقليمي والدولي. 

الحدث لم يكن مجرد معرض للتقنيات الحديثة، بل شكل منصة التقاء بين الأفكار التكنولوجية والفرص الاستثمارية، حيث خصصت أكثر من 10 آلاف متر مربع للأجنحة والعروض واللقاءات الثنائية، محتضنةً 200 شركة ناشئة وعارض و50 مستثمرا من إفريقيا والعالم، إلى جانب 100 متحدث من كبار الخبراء ممثلين لـ32 دولة. 

الذكاء الاصطناعي محور استراتيجية وطنية  

 في تصريح لـ«الصباح» ، شدد وزير تكنولوجيات الاتصال سفيان الهميسي على أن الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارا تقنيا فحسب، بل صار جزءا أساسيا من الاستراتيجية الوطنية التي تنفذها الوزارة لتعزيز الدور الريادي للقطاع الرقمي. وأوضح أن هذه الاستراتيجية، الممتدة بين 2026 و2030، تسعى إلى تطوير ذكاء اصطناعي مسؤول يضع خدمة الإنسان في صلب اهتماماته، ويعالج الجوانب التربوية والاجتماعية بقدر ما يهتم بالأبعاد التقنية. 

وعدد الوزير محاور هذه الاستراتيجية، التي تشمل رقمنة الخدمات الإدارية والعمومية، وتطوير الاقتصاد الرقمي، ودعم الابتكار وريادة الأعمال، فضلا عن تطوير البنى التحتية للاتصالات وتأمين الفضاء السيبرني وتعزيز الثقة الرقمية. وأعلن بالمناسبة عن قرب الانتهاء من إعداد الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، التي ستضمن لتونس مكانة بارزة إقليميا ودوليا في هذا المجال الحيوي.

كما أشار إلى أن تونس استكملت تغطية موسعة لشبكات الجيل الخامس في مختلف الولايات، وهو ما يعزز البنية التحتية الرقمية ويمنح دفعة نوعية لموجة الابتكار القادمة.

1150 شركة ناشئة والعدد في ازدياد

وكشف الهميسي خلال كلمته الافتتاحية أن برنامج “الشركات الناشئة” الذي أطلقته تونس منذ بضع سنوات مكّن من اعتماد أكثر من 1150 مؤسسة ناشئة إلى اليوم، مؤكدا أن الهدف هو توفير مناخ ملائم لبعث المزيد من المؤسسات وتشجيعها على الولوج إلى التمويل والأسواق الدولية والصفقات العمومية. . 

ولفت الوزير إلى أن هذه الجهود انعكست مباشرة على موقع تونس في الخارطة العالمية للتجديد التكنولوجي، حيث تقدمت البلاد بثماني مراتب في مؤشر «غلوبال ستارت آب» لسنة 2025، مع تسجيل نمو سنوي بلغ 15.3 % واحتلال المرتبة الثانية إفريقيا، فضلا عن تموقعها ضمن 350 مدينة عالمية رائدة في مجال الابتكار. 

تونس قادرة على استقطاب عمالقة التكنولوجيا

من جانبه، أكد رئيس لجنة تنظيم التظاهرة، اسكندر الهدار، في تصريح لـ«الصباح» ، أن «بيغ تاك افريقيا» يمثل رسالة للعالم مفادها أن تونس اليوم تملك كفاءات وابتكارات رقمية قادرة على استقطاب عمالقة التكنولوجيا. وأوضح أن النسخة الثانية من هذه التظاهرة ركزت بشكل خاص على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مراهنة على إبراز القدرات البشرية التونسية في هذا الميدان من أجل استقطاب الاستثمار ودعم الشراكات الإفريقية. 

وأشار الهدار إلى أن الأجنحة المخصصة للشركات الناشئة والمبتكرين عرضت تقنيات متطورة في مجالات متنوعة مثل الصحة الرقمية، الزراعة الذكية، التعليم عن بعد، الطاقات المتجددة، الأمن السيبرني، والتمويل الرقمي. وأبرز أن هذه الحلول تستجيب لتحديات التنمية في القارة الإفريقية، مؤكدا أن المنظمين حرصوا على أن تكون التظاهرة حاضنة للأفكار العملية والملموسة أكثر من مجرد فضاء للعرض. 

 اروقة تمتلئ بالابتكارات 

وشملت أروقة “بيغ تاك افريقيا” أقساما جديدة أثارت اهتمام الزوار، خاصة تلك المتعلقة بحلول الدفع الإلكتروني، حيث عرضت مؤسسات ناشئة تقنيات تمكّن من إتمام المعاملات المالية بسرعة وأمان، سواء عبر الهاتف الذكي أو البطاقات الرقمية أو الأنظمة البيومترية. هذه الابتكارات لقيت إقبالا من أصحاب المؤسسات المالية والمستثمرين، بالنظر إلى الارتفاع السريع لاحتياجات القارة في مجال الشمول المالي.  كما تميز الركن المخصص للذكاء الاصطناعي بعرض تطبيقات عملية تستهدف تحسين تشخيص الأمراض في القطاع الصحي، وتطوير حلول متابعة المحاصيل في الزراعة الذكية باستخدام الدرونز ونماذج التوقع. أما في التعليم، فقد كان الذكاء الاصطناعي حاضرا عبر منصات تفاعلية للتكوين عن بعد قادرة على تخصيص تجربة تعليمية فردية لكل طالب. 

وفي مجال الطاقة والأمن السيبرني، استعرضت شركات برامج رقمية متقدمة لحماية البنية التحتية من الهجمات، وحلولا ذكية لترشيد استهلاك الكهرباء باستخدام أنظمة مراقبة وتحكم مدعومة بالتحليل الآني للبيانات. هذه المساحات المبتكرة عكست، بحسب المنظمين، قدرة تونس على أن تكون جسرا لنقل التكنولوجيا الملائمة لاحتياجات إفريقيا. 

فرص جديدة لدفع الاقتصاد الرقمي الإفريقي

ولم يكن «بيغ تاك افريقيا» مجرد معرض محدود في الزمن، بل هو حسب القائمين عليه فضاء يؤسس لشبكة من العلاقات التجارية والعلمية القادرة على الاستمرار. فالمشاركون وجدوا في الأجنحة والورشات مجالا لعقد شراكات، سواء في الاستثمار أو في البحث العلمي أو في تطوير برامج تدريبية مشتركة. وقد بدا جليا أن التظاهرة تخاطب القارة الإفريقية بروح عملية، ساعية إلى تطويع التكنولوجيا لمواجهة تحديات التنمية من خلال حلول واقعية. 

اللافت في هذه الدورة، كان الحضور الواسع للشركات الناشئة التونسية والإفريقية، التي لم تكتف بتقديم منتجاتها، بل سعت إلى إقناع المستثمرين بجدية مشاريعها وقدرتها على التوسع. ويؤكد المنظمون أن التظاهرة خصصت فضاءات لمرافقة هؤلاء الشباب عبر جلسات تكوين وإرشاد، إضافة إلى مسابقات لأفضل الابتكارات، وذلك بهدف تمكينهم من الدعم المالي والتقني اللازم للوصول إلى الأسواق العالمية. 

رسالة تونس إلى العالم

وتتواصل فعاليات «بيغ تاك افريقيا» ، على امتداد 3 ايام، مبرزة، قدرة تونس على لعب دور محوري في المشهد الرقمي الإفريقي والعالمي. فالحدث لم يكن مناسبة لاستعراض ما تحقق فحسب، بل كان رسالة واضحة إلى المستثمرين مفادها أن البلاد تمتلك المقومات العلمية والتشريعية والبنية التحتية القادرة على دعم اقتصاد رقمي تنافسي. ومن خلال حلول الذكاء الاصطناعي وتجارب الدفع الإلكتروني والشركات الناشئة، أثبتت تونس أن التكنولوجيا ليست مجرد صناعة، بل رافعة للتنمية وفضاء لتكريس الكفاءات الشابة وتحويل الأفكار إلى مشاريع مستقبلية.

سفيان المهداوي