إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

سعيد: فكرة الدستور في تونس جاءت لاضفاء مشروعية كاذبة ووهمية على حكام غير مشروعين

_نريد ان يكون الدستور اداة لتحقيق ارادة العشب

التقى، اليوم، رئيس الجمهورية قيس سعيد برئيسة الحكومة نجلاء بودن.

واستشهد سعيد بمقال ورد في جريدة الصواب منذ 1920، وجاء فيه ما يلي:

"يسالونك عن الدستور  قل هو ضمانات وكفالات تنالها الامم فتحميها من يد العدوان فتصونها من عبث الاطلاق وتجعل بينها وبين كل ظلوم غشوم سدا لا تفعل فيه معاول الجوع والارهاب بل هو قانوني اساسي يحدد سلطة الحكومة ويمثل نفوذ الامة ويرسم مالها وماعليها من واجبات كما يقرر  ان ينفذ ارادة الشعب تحت مسؤوليته بالاقتراع والتصويت ويكون قيما على ارادى الامة حارصا للقانون  حاميا للشرع العزيز اما الامة فهي تحكم نفسها بنفسها فتقرر الضرائب والجبايات وتقرر الادوات على نسبة قوتها وضعفها فلا تحمل عنصرها مالا يطيق او تثقل الكواهل بما لا يستطاع حمله او يامر المجموع الى السقوط في هاوية الافلاس كل ذلك يكون مع التمتع بحرية القول او العمل واباء كل ما يختلج في ضميره  ...بحيث ان الشعب يجهر بالقول ويعرب عن احساساته  بكل صراحة ووضوح ولا يخشى من ذلك ارهابا او خائرة اليد الجائرة هذا هو الدستور الذي انعم الله به على الامم التي قدر لها الهناء وراحة البال في هذه الدار فمن ناله فقد نال راحة لا يتخللها تعب او نصب  وتخلص من البلاء اما الذي نكلوه فقد باتوا يتقلبون على فراش الباس ووسائد الياس لا رحمة تعمهم ولا خير يعمهم ...هذا الشعب بصير بامره واثق بمقدورته ولم يرضى بالتلاعب به فحكومات الاطلاق على الاطلاق دابها تربية الشعب بمقتضى اصول معلومة وقواعد مقررة من شانها توطين نفسه وتعويده بقبول الذل والاستكانة والامتثال لما تامر به ولو كان فيه خرق للنواميس والشرائع والبعد عن منازع الفضيلة بل ان الفضيلة عندها ان لا فضيلة .

يرى المستبد  ان امره واجب الاتباع ولو كان فيه حتف المامور وخراب بيته ويرى الامة كالاطفال الصغار ليس لها الحق في نيل المبتغى والحصول على مآرب الا بالتذلل او البكاء وما فيه شائبة استسلام ولذلك تجد المستبدين يرون الحرية كفرا والمجاهرة بما في الضمير ردة وانتقاد اعمال الحاكمين جناية وتتبع عوراتهم روقا ومقاومتهم ضلالا ومناهضتهم بحث ويل ووكالة ...

هذه  شيمة المستبدين في كل عصر وتلك اخلاقهم في حالتي السر والجهر  ...فعلى الشعوب الحية والشعب التونسي من الشعوب الحية ان توقفهم في اماكنهم وتتبينهم في معادينهم فلا ترحم في حال الضعف ضعيفهم ولا ترق لاسيفهم ولا تعطف على سخيفهم فان للضعف اناء وللمستبد نزوات وللمبطل نزعات فان رايته تعفف او تقشف فلا تفرح فهو كالجزار فينا يذكر الله ويذبح".

وقال سعيد ان "ما نعيشه اليوم شبيه بما كان موجودا في تونس في ظّل الاستعمار ولكن فكرة الدستور في تونس جاءت لاضفاء مشروعية كاذبة صورية ووهمية على حكام غير مشروعين ونحن نريد ان يكون الدستور اداة لتحقيق ارادة الشعب لا ارادة اي طرف لا يريد ان يستبد ويلعب بالشعب".

 
 
 
 
 
 
 سعيد: فكرة الدستور في تونس جاءت لاضفاء مشروعية كاذبة ووهمية على حكام غير مشروعين

_نريد ان يكون الدستور اداة لتحقيق ارادة العشب

التقى، اليوم، رئيس الجمهورية قيس سعيد برئيسة الحكومة نجلاء بودن.

واستشهد سعيد بمقال ورد في جريدة الصواب منذ 1920، وجاء فيه ما يلي:

"يسالونك عن الدستور  قل هو ضمانات وكفالات تنالها الامم فتحميها من يد العدوان فتصونها من عبث الاطلاق وتجعل بينها وبين كل ظلوم غشوم سدا لا تفعل فيه معاول الجوع والارهاب بل هو قانوني اساسي يحدد سلطة الحكومة ويمثل نفوذ الامة ويرسم مالها وماعليها من واجبات كما يقرر  ان ينفذ ارادة الشعب تحت مسؤوليته بالاقتراع والتصويت ويكون قيما على ارادى الامة حارصا للقانون  حاميا للشرع العزيز اما الامة فهي تحكم نفسها بنفسها فتقرر الضرائب والجبايات وتقرر الادوات على نسبة قوتها وضعفها فلا تحمل عنصرها مالا يطيق او تثقل الكواهل بما لا يستطاع حمله او يامر المجموع الى السقوط في هاوية الافلاس كل ذلك يكون مع التمتع بحرية القول او العمل واباء كل ما يختلج في ضميره  ...بحيث ان الشعب يجهر بالقول ويعرب عن احساساته  بكل صراحة ووضوح ولا يخشى من ذلك ارهابا او خائرة اليد الجائرة هذا هو الدستور الذي انعم الله به على الامم التي قدر لها الهناء وراحة البال في هذه الدار فمن ناله فقد نال راحة لا يتخللها تعب او نصب  وتخلص من البلاء اما الذي نكلوه فقد باتوا يتقلبون على فراش الباس ووسائد الياس لا رحمة تعمهم ولا خير يعمهم ...هذا الشعب بصير بامره واثق بمقدورته ولم يرضى بالتلاعب به فحكومات الاطلاق على الاطلاق دابها تربية الشعب بمقتضى اصول معلومة وقواعد مقررة من شانها توطين نفسه وتعويده بقبول الذل والاستكانة والامتثال لما تامر به ولو كان فيه خرق للنواميس والشرائع والبعد عن منازع الفضيلة بل ان الفضيلة عندها ان لا فضيلة .

يرى المستبد  ان امره واجب الاتباع ولو كان فيه حتف المامور وخراب بيته ويرى الامة كالاطفال الصغار ليس لها الحق في نيل المبتغى والحصول على مآرب الا بالتذلل او البكاء وما فيه شائبة استسلام ولذلك تجد المستبدين يرون الحرية كفرا والمجاهرة بما في الضمير ردة وانتقاد اعمال الحاكمين جناية وتتبع عوراتهم روقا ومقاومتهم ضلالا ومناهضتهم بحث ويل ووكالة ...

هذه  شيمة المستبدين في كل عصر وتلك اخلاقهم في حالتي السر والجهر  ...فعلى الشعوب الحية والشعب التونسي من الشعوب الحية ان توقفهم في اماكنهم وتتبينهم في معادينهم فلا ترحم في حال الضعف ضعيفهم ولا ترق لاسيفهم ولا تعطف على سخيفهم فان للضعف اناء وللمستبد نزوات وللمبطل نزعات فان رايته تعفف او تقشف فلا تفرح فهو كالجزار فينا يذكر الله ويذبح".

وقال سعيد ان "ما نعيشه اليوم شبيه بما كان موجودا في تونس في ظّل الاستعمار ولكن فكرة الدستور في تونس جاءت لاضفاء مشروعية كاذبة صورية ووهمية على حكام غير مشروعين ونحن نريد ان يكون الدستور اداة لتحقيق ارادة الشعب لا ارادة اي طرف لا يريد ان يستبد ويلعب بالشعب".