إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

سوق الذهب في تونس : كساد غير مسبوق ..تجار في ازمة وسوق البركة تنهار

 

*انهيار المقدرة الشرائية للتونسيين تتسبب في ركود قياسي في اسواق الذهب

* ارتفاع قيمة احتياطي تونس من الذهب المقدرة بـ 6.8 طن الى 688 مليون دينار

تونس- الصباح

سجل سوق الذهب في تونس، خلال الاسبوعين الاخيرين، كسادا كبيرا ، وصفه بعض التجار بالكارثي، خاصة وانه تزامن مع تراجع القدرة الشرائية للتونسيين الى مستويات مفزعة ، كما تراجعت حركة البيع والشراء في أسواق الذهب سواء وسط العاصمة تونس، او داخل ولايات الجمهورية.

ورغم ارتفاع قيمة احتياطي الذهب في تونس، خلال الآونة الاخيرة، الى 688 مليون دينار وفق بيانات البنك المركزي ، مقارنة بسنة 2020 حيث بلغ 675.3 مليون دينار، مقابل 569.5 مليون دينار سنة 2019، وبلغت حيازات البنك المركزي التونسي من الذهب 6.8 طن من الذهب الخالص، فإن حركة البيع والشراء داخل الاسواق التونسية قد تراجعت بشكل لافت ، خاصة خلال الاسابيع الاخيرة.

تراجع اسعار الذهب

وتراجع متوسط أسعار الذهب في تونس، بتاريخ يوم الخميس 6 جانفي 2022، بالتزامن مع هبوط المعدن النفيس عالميا، وانخفض متوسط سعر غرام الذهب عيار 24 في تونس، خلال تعاملات مساء الاربعاء الماضي إلى نحو 165.50 دينار اي مايعادل (57.56 دولار).كما هبط متوسط سعر غرام الذهب عيار 21 الأكثر تداولًا في الأسواق في تونس، إلى نحو 144.82 دينار اي ما يعادل (50.36 دولار) ، فيما سجل متوسط سعر غرام الذهب عيار 18 في تونس، نحو 124.13 دينار أي ما يعادل (43.17 دولار)، كما بلغ متوسط سعر غرام الذهب عيار 14، نحو 96.54 دينار اي ما يعادل (33.57 دولار).
وتراجع متوسط سعر السبيكة من الذهب خلال تعاملات مساء الخميس الماضي في تونس، لتبلغ نحو 5147 دينارا اي ما يعادل (1790 دولارا).
ورغم تراجع اسعار الذهب في تونس في الآونة الاخيرة ، الا ان جميع التجار الذين حاورتهم "الصباح" ، خلال زيارة لعدد من المحلات بجهة اريانة وتونس المدينة ، اجمعوا على وجود كساد كبير خلال الاسبوعين الاخيرين، حيث تم تسجيل تراجع لافت على اقبال المواطنين لشراء الذهب او بيعه، وهو ما يهدد تجارة الذهب في تونس خلال السنوات القادمة.

ركود قياسي

وحسب التاجر "ح. ب"، الذي يملك محل لبيع الذهب وسط أريانة المدينة ، أكد ل"الصباح" تسجيل تراجع كبير في اقبال المواطنين خاصة خلال الاسبوعين الاخيرين، مشيرا الى ان انهيار القدرة الشرائية للمواطنين التونسيين ، اثرت بشكل لافت على تجارتهم ، كما أن اقبال البعض على بيع الذهب قد تراجع ايضا.
واشار التاجر "ح. ب" الى وجود ازمة حقيقية داخل القطاع ، بسبب تراجع اقبال المواطنين على شراء الذهب ، مشيرا الى ان الازمة بلغت ذروتها منذ جائحة كوفيد-19 بالبلاد نهاية مارس 2020 ، وتبعاتها على المواطنين مازالت مستمرة ، وهو نفس الراي الذي أجمع عليه عدد من التجار وسط احد الفضاءات التجارية الكبرى وسط مدينة اريانة.

وحسب تجار سوق البركة في تونس العاصمة، شهدت حركة البيع والشراء كساد كبير، بسبب انهيار القدرة الشرائية للمواطنين ، كما نفى البعض من التجار، تسجيل اي انتعاشة فى مواسم الأعياد ومواسم الزواج فى تونس في الآونة الاخيرة ، وحتى فى أوقات تراجع الاسعار خلال العام الماضي لم يسجل التجار اقبالا لافتا من التونسيين لشراء الذهب، سواء بغرض الاستثمار، او بغرض الزواج، الامر الذي تسبب في كساد كبير لتجارة الذهب.

تجار المصوغ في ازمة

وكشف التاجر "ع. ح" ل"الصباح" ، عن وضعية صعبة يعيشها تجار المصوغ في الآونة الاخيرة ، قائلا " سجلنا ركودا قياسيا في السوق لم يسبق ان عشناه خلال العشرية الأخيرة في البلاد، فالأزمة الاقتصادية وغلاء المعيشة أثّرت أيضًا على اهل القطاع، كما ان انتشار الغش في سوق الذهب، جعلت من الحرفاء يتوجسون من اقتناء حاجياتهم من الذهب، والبعض يخير شراء الذهب من اسواق عالمية اخرى على غرار تركيا ، التي باتت اسواقها محل اقبال من التونسيين المقبلين على الزواج.

ويضيف التاجر "ع. ح" إن مبلغ 1500 دينار تونسي كان في السابق يمكن المقبلين على الزواج من شراء حلي الزفاف، لكن هذا المبلغ أصبح غير كاف في الوقت الحالي بالنسبة للمقبلين على الزواج، والذين باتوا يفضلون الذهب المقلد.
وحسب بعض التجار ، فإن الوضع اليوم في تونس اصبح صعب للغاية مقارنة بالسنوات السابقة، فالربح المادي تقلص كثيرا عن الماضي ، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار، معتبرين أن الأمر أضر بالتجار والزبائن على حد السواء.
ويربط البعض من التجار، الى ان سبب الازمة الرئيسي ،هو الانهيار الفادح للقدرة الشرائية للتونسيين ، والتي تمت ملاحظتها خلال العشرية الاخيرة ، وشهدت اوجها مع نهاية سنة 2020، تزامنا مع ظهور جائحة كوفيد-19 ، والتي اثرت بشكل لافت على تجارة بيع الذهب او حتى عمليات الشراء من قبل التجار ، ويبقى عودة النشاط الى هذه الاسواق رهين تحسن القدرة الشرائية للتونسيين والتي تزداد صعوبة من سنة الى اخرى، وفق راي جل التجار.

6.8 احتياطي تونس من الذهب

وتحتل تونس المرتبة 80 عالميا والمركز 13 عربيًا باحتياطي 6.8 طن وفق احدث تقرير لمجلس الذهب العالمي ، الذي كشف في تقريره السنوي عن حالة الذهب وما تملكه كل دولة بالعالم من احتياطات، بحيث وصل ما تملكه البنوك المركزية في العالم إلى 35582 طنا، منها 1366.4 طن تملكها 15 دولة عربية.
ويشير أحدث تقارير مجلس الذهب العالمي، إلى ارتفاع احتياطيات البنوك المركزية عالمياً من الذهب خلال الأشهر التسعة الماضية، حيث أشار آخر تقرير عن شهر مارس الماضي، إلى وصول احتياطيات البنوك المركزية من الذهب إلى 35244 طنا، مقابل 35582 طنا في ديسمبر الجاري، وهو ارتفاع بأكثر من 335 طنا.
وشهدت أسعار الذهب تذبذبا كبيرا خلال عام 2021، حيث سجلت في جانفي الماضي أعلى مستوياتها بعد ان بلغ سعر سبيكة الذهب 1943 دولارا ، فيما كان شهر مارس شاهداً على أدنى مستوى للذهب في 2021، عند 1706 دولار للسبيكة الواحدة.
ويعد الذهب ملاذا أمنا، وخاصة في أوقات الأزمات، حيث يتجه الكثيرون نحو شرائه للتحوط من مخاطر التضخم، وفي العامين الماضيين شهدت أسعار الذهب ارتفاعا في ظل أزمة فيروس كورونا وتبعاتها.

 

سفيان المهداوي

سوق الذهب في تونس :   كساد غير مسبوق ..تجار في ازمة وسوق البركة تنهار

 

*انهيار المقدرة الشرائية للتونسيين تتسبب في ركود قياسي في اسواق الذهب

* ارتفاع قيمة احتياطي تونس من الذهب المقدرة بـ 6.8 طن الى 688 مليون دينار

تونس- الصباح

سجل سوق الذهب في تونس، خلال الاسبوعين الاخيرين، كسادا كبيرا ، وصفه بعض التجار بالكارثي، خاصة وانه تزامن مع تراجع القدرة الشرائية للتونسيين الى مستويات مفزعة ، كما تراجعت حركة البيع والشراء في أسواق الذهب سواء وسط العاصمة تونس، او داخل ولايات الجمهورية.

ورغم ارتفاع قيمة احتياطي الذهب في تونس، خلال الآونة الاخيرة، الى 688 مليون دينار وفق بيانات البنك المركزي ، مقارنة بسنة 2020 حيث بلغ 675.3 مليون دينار، مقابل 569.5 مليون دينار سنة 2019، وبلغت حيازات البنك المركزي التونسي من الذهب 6.8 طن من الذهب الخالص، فإن حركة البيع والشراء داخل الاسواق التونسية قد تراجعت بشكل لافت ، خاصة خلال الاسابيع الاخيرة.

تراجع اسعار الذهب

وتراجع متوسط أسعار الذهب في تونس، بتاريخ يوم الخميس 6 جانفي 2022، بالتزامن مع هبوط المعدن النفيس عالميا، وانخفض متوسط سعر غرام الذهب عيار 24 في تونس، خلال تعاملات مساء الاربعاء الماضي إلى نحو 165.50 دينار اي مايعادل (57.56 دولار).كما هبط متوسط سعر غرام الذهب عيار 21 الأكثر تداولًا في الأسواق في تونس، إلى نحو 144.82 دينار اي ما يعادل (50.36 دولار) ، فيما سجل متوسط سعر غرام الذهب عيار 18 في تونس، نحو 124.13 دينار أي ما يعادل (43.17 دولار)، كما بلغ متوسط سعر غرام الذهب عيار 14، نحو 96.54 دينار اي ما يعادل (33.57 دولار).
وتراجع متوسط سعر السبيكة من الذهب خلال تعاملات مساء الخميس الماضي في تونس، لتبلغ نحو 5147 دينارا اي ما يعادل (1790 دولارا).
ورغم تراجع اسعار الذهب في تونس في الآونة الاخيرة ، الا ان جميع التجار الذين حاورتهم "الصباح" ، خلال زيارة لعدد من المحلات بجهة اريانة وتونس المدينة ، اجمعوا على وجود كساد كبير خلال الاسبوعين الاخيرين، حيث تم تسجيل تراجع لافت على اقبال المواطنين لشراء الذهب او بيعه، وهو ما يهدد تجارة الذهب في تونس خلال السنوات القادمة.

ركود قياسي

وحسب التاجر "ح. ب"، الذي يملك محل لبيع الذهب وسط أريانة المدينة ، أكد ل"الصباح" تسجيل تراجع كبير في اقبال المواطنين خاصة خلال الاسبوعين الاخيرين، مشيرا الى ان انهيار القدرة الشرائية للمواطنين التونسيين ، اثرت بشكل لافت على تجارتهم ، كما أن اقبال البعض على بيع الذهب قد تراجع ايضا.
واشار التاجر "ح. ب" الى وجود ازمة حقيقية داخل القطاع ، بسبب تراجع اقبال المواطنين على شراء الذهب ، مشيرا الى ان الازمة بلغت ذروتها منذ جائحة كوفيد-19 بالبلاد نهاية مارس 2020 ، وتبعاتها على المواطنين مازالت مستمرة ، وهو نفس الراي الذي أجمع عليه عدد من التجار وسط احد الفضاءات التجارية الكبرى وسط مدينة اريانة.

وحسب تجار سوق البركة في تونس العاصمة، شهدت حركة البيع والشراء كساد كبير، بسبب انهيار القدرة الشرائية للمواطنين ، كما نفى البعض من التجار، تسجيل اي انتعاشة فى مواسم الأعياد ومواسم الزواج فى تونس في الآونة الاخيرة ، وحتى فى أوقات تراجع الاسعار خلال العام الماضي لم يسجل التجار اقبالا لافتا من التونسيين لشراء الذهب، سواء بغرض الاستثمار، او بغرض الزواج، الامر الذي تسبب في كساد كبير لتجارة الذهب.

تجار المصوغ في ازمة

وكشف التاجر "ع. ح" ل"الصباح" ، عن وضعية صعبة يعيشها تجار المصوغ في الآونة الاخيرة ، قائلا " سجلنا ركودا قياسيا في السوق لم يسبق ان عشناه خلال العشرية الأخيرة في البلاد، فالأزمة الاقتصادية وغلاء المعيشة أثّرت أيضًا على اهل القطاع، كما ان انتشار الغش في سوق الذهب، جعلت من الحرفاء يتوجسون من اقتناء حاجياتهم من الذهب، والبعض يخير شراء الذهب من اسواق عالمية اخرى على غرار تركيا ، التي باتت اسواقها محل اقبال من التونسيين المقبلين على الزواج.

ويضيف التاجر "ع. ح" إن مبلغ 1500 دينار تونسي كان في السابق يمكن المقبلين على الزواج من شراء حلي الزفاف، لكن هذا المبلغ أصبح غير كاف في الوقت الحالي بالنسبة للمقبلين على الزواج، والذين باتوا يفضلون الذهب المقلد.
وحسب بعض التجار ، فإن الوضع اليوم في تونس اصبح صعب للغاية مقارنة بالسنوات السابقة، فالربح المادي تقلص كثيرا عن الماضي ، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار، معتبرين أن الأمر أضر بالتجار والزبائن على حد السواء.
ويربط البعض من التجار، الى ان سبب الازمة الرئيسي ،هو الانهيار الفادح للقدرة الشرائية للتونسيين ، والتي تمت ملاحظتها خلال العشرية الاخيرة ، وشهدت اوجها مع نهاية سنة 2020، تزامنا مع ظهور جائحة كوفيد-19 ، والتي اثرت بشكل لافت على تجارة بيع الذهب او حتى عمليات الشراء من قبل التجار ، ويبقى عودة النشاط الى هذه الاسواق رهين تحسن القدرة الشرائية للتونسيين والتي تزداد صعوبة من سنة الى اخرى، وفق راي جل التجار.

6.8 احتياطي تونس من الذهب

وتحتل تونس المرتبة 80 عالميا والمركز 13 عربيًا باحتياطي 6.8 طن وفق احدث تقرير لمجلس الذهب العالمي ، الذي كشف في تقريره السنوي عن حالة الذهب وما تملكه كل دولة بالعالم من احتياطات، بحيث وصل ما تملكه البنوك المركزية في العالم إلى 35582 طنا، منها 1366.4 طن تملكها 15 دولة عربية.
ويشير أحدث تقارير مجلس الذهب العالمي، إلى ارتفاع احتياطيات البنوك المركزية عالمياً من الذهب خلال الأشهر التسعة الماضية، حيث أشار آخر تقرير عن شهر مارس الماضي، إلى وصول احتياطيات البنوك المركزية من الذهب إلى 35244 طنا، مقابل 35582 طنا في ديسمبر الجاري، وهو ارتفاع بأكثر من 335 طنا.
وشهدت أسعار الذهب تذبذبا كبيرا خلال عام 2021، حيث سجلت في جانفي الماضي أعلى مستوياتها بعد ان بلغ سعر سبيكة الذهب 1943 دولارا ، فيما كان شهر مارس شاهداً على أدنى مستوى للذهب في 2021، عند 1706 دولار للسبيكة الواحدة.
ويعد الذهب ملاذا أمنا، وخاصة في أوقات الأزمات، حيث يتجه الكثيرون نحو شرائه للتحوط من مخاطر التضخم، وفي العامين الماضيين شهدت أسعار الذهب ارتفاعا في ظل أزمة فيروس كورونا وتبعاتها.

 

سفيان المهداوي